أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!















المزيد.....

هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



-1-

لا شك أن الجامع الأزهر من المؤسسات الدينية ذات الأثر السياسي والاجتماعي الايجابي، في معظم الأحيان، للعالم العربي والإسلامي. صحيح أن الأزهر بتاريخه العريق الممتد لألف سنة ويزيد، والذي تأسس في القرن العاشر الميلادي (970-975م) قد شهد مراحل سلفية وأصولية، ولكنه شهد أيضاَ مراحل حداثية في مقياس تلك العهود. وكما قالت "وثيقة الأزهر" أخيراًٍ، فقد لمع الأزهر وأبدع بشيوخه الحداثيين التقدميين الطليعيين أمثال الشيخ محمد عبده، ومصطفى عبد الرازق (شقيق علي عبد الرازق صاحب الكتاب الشهير "الإسلام وأصول الحكم"، 1925). والشيخ مصطفى هذا من خريجي جامعة السوربون في الفلسفة الإسلامية، وأستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة القاهرة. كذلك، فإن الأزهر يعتز بشيوخه الحداثيين من أمثال حسن العطار، ورفاعة الطهطاوي، وأئمته المجتهدين من علمائه من أمثال الشيخ مصطفى المراغي، ومحمد عبد الله دراز، ومحمود شلتوت وغيرهم، من شيوخ الإسلام، وعلمائه. وقد قاد الأزهر مصر في عصور مختلفة ارتكازاً على أسس وأبعاد ذكرتها الوثيقة المذكورة، ومنها:

1- البعد الفقهي في إحياء علوم الدين وتجديدها، طبقاً لمذهب أهل السنة والجماعة الذي يجمع بين العقل والنقل، ويكشف عن قواعد التأويل المرعية للنصوص الشرعية.

2- البعد التاريخي لدور الأزهر المجيد، في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال .

3- البعد الحضاري لإحياء مختلف العلوم الطبيعية، والآداب، والفنون، بتنوعاتها الخصبة .

4- البعد العملي في قيادة حركة المجتمع، وتشكيل قادة الرأي في الحياة المصرية .

5- البعدُ الجامع للعلم، والريادة، والنهضة، والثقافة في الوطن العربي، والعالم الإسلامي.



-2-



واليوم، يعود الأزهر الى سابق عهده في قيادة دفة الحياة في مصر الجديدة، بعد أن قادها عدة سنوات في العهد الملكي والعهد الجمهوري. وقد قالت "وثيقة الأزهر" الأخيرة التي تلاها شيخ الأزهر أحمد الطيب، من أن "التوافق قد تم على ضرورة تأسيس مسيرة الوطن على مبادئ كلية وقواعد شاملة، تناقشها قوى المجتمع المصري، وتستبصر في سيرها بالخطى الرشيدة، لتصل في النهاية إلي الأطر الفكرية الحاكمة لقواعد المجتمع ونهجه السليم."

وتلت الوثيقة المذكورة المباديء التي تحدد طبيعة المرجعية الإسلامية في المحاور التالية، وهي مباديء حداثية في حد ذاتها، فيما لو فهمنا الحداثة على أنها قطيعة العلم التجريبي في القرن السابع عشر، مع التأملات الإغريقية المسماة علماً. أو قطيعة فلسفة الأنوار مع المعتقدات الظلامية. أو قطيعة العقل مع النقل. وهي قطيعة الديمقراطية مع الاستبداد، كما يقول المفكر التونسي العفيف الأخضر. أما المحاور التي تم بناء "الوثيقة" عليها، فهي:

1- دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التي تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة.

2- اعتماد النظام الديمقراطي، القائم على الانتخاب الحر المباشر، الذي هو الصيغةَ العصرية لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية، بما يضمنه من تعددية ومن تداول سلمي للسلطة، ومن تحديد للاختصاصات، ومراقبة للأداء، ومحاسبة للمسئولين، أمام ممثلي الشعب.

3- الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، والمرأة، والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، واعتبار المواطنة مناط المسؤولية فى المجتمع.

4- الاحترام التام لآداب الاختلاف، وأخلاقيات الحوار، وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين، واستخدامه لبعث الفرقة، والتنابذ، والعداء بين المواطنين، مع اعتبار الحث على الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن.

5- تأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، والتمسك بالمنجزات الحضارية في العلاقات الإنسانية، المتوافقة مع التقاليد السمحة للثقافة الإسلامية والعربية، والمتسقة مع الخبرة الحضارية الطويلة للشعب المصري، في عصوره المختلفة.

6- الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على عزتها الوطنية، وتأكيد الحماية التامة، والاحترام الكامل، لدور العبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث.

7- اعتبار التعليم، والبحث العلمي، ودخول عصر المعرفة، قاطرة التقدم الحضاري في مصر، وتكريس كل الجهود لتدارك ما فاتنا في هذه المجالات، وحشد طاقة المجتمع كلّه لمحو الأمية.

8- إعمال فقه الأولويات في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، ومواجهة الاستبداد، ومكافحة الفساد، والقضاء على البطالة، وبما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته في الجوانب الاقتصادية، والبرامج الاجتماعية، والثقافية، والإعلامية.

9- بناء علاقات مصر بأشقائها العرب، ومحيطها الإسلامي، ودائرتها الأفريقية والعالمية، ومناصرة الحق الفلسطيني، والحفاظ على استقلال الإرادة المصرية، واسترجاع الدور القيادي التاريخي على أساس التعاون على الخير المشترك، وتحقيق مصلحة الشعوب، في إطار من الندية والاستقلال التام.

10- تأييدُ مشروع استقلال مؤسسة الأزهر، وعودة ” هيئة كبار العلماء” واختصاصها بترشيح واختيار شيخ الأزهر، والعمل على تجديد مناهج التعليم الأزهري؛ ليسترد دوره الفكري الأصيل، وتأثيره العالمي في مختلف الأنحاء.

-3-

وبعد، فلعل هذه الأسس العشرة، تصلح أن تكون المرتكز الأساسي للدستور المصري الجديد، الذي تنوي الدولة وضعه بعد الانتخابات الرئاسية في سبتمبر القادم. والأهم من كل هذا، أن حاجز عدم الثقة بين الأزهر وبين المثقفين المصريين من حداثيين وطليعيين، قد انشق وانهار، من خلال جلسات الحوار الممتدة بين شيوخ الأزهر وهؤلاء المثقفين، لإعداد هذه الوثيقة، وهو ما أكده الكاتب المصري حلمي النمنم بقوله: " فإذا بهم (شيوخ الأزهر) يكتشفون أن أولئك العلمانيين ليسوا كفاراً، وأنهم يحترمون الأزهر، ويقدرون دوره التاريخي والوطني." وهذه المصالحة التاريخية بين الأزهر والمثقفين المصريين، هي التي تقود ركب الحداثة المصرية إلى الأمام. وهي العداوة المفتعلة السابقة بين الطرفين، التي أخَّرت الركب المصري عن بلوغ قافلة الحداثة الإنسانية.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!
- الأردن والملكية المُكْلِفَة
- لماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن؟
- لماذا لم تجد مصر مرشحها للرئاسة حتى الآن؟
- التحليل النفسي للدكتاتورية العربية
- يا أدونيس: لا حياة لمن تنادي!
- الدكتاتوريون يفرِّغون السجون ويملأون المقابر!
- العراق الى أين في خضم الثورات العربية؟
- ليست كل الزهور تتفتح في 25 يناير!
- ثمن الدكتاتورية الباهظ
- اليمن بين مثقفي الطليعة وفساد السياسيين
- هل يصبح عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المصري القادم؟!
- هل أصبح مبارك رمزاً يختصر تاريخ الدكتاتورية؟!
- مصر: هبوب نسائم الدولة الدينية
- مصر: من استبداد الدولة الى استبداد الفوضى
- لكي لا تتحول الثورات الى أزمات!
- يا كاهنة المعبد: كفى عبثاً!
- لماذا كانت وعود الدكتاتوريات كاذبة؟
- لنتعلم قليلاً من أخطاء الثورات في التاريخ
- حطمنا طوطم الإرهاب.. فماذا عن تفسير الظاهرة؟


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!