أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - العراق الى أين في خضم الثورات العربية؟















المزيد.....

العراق الى أين في خضم الثورات العربية؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

ليس العراق اليوم بأفضل حال من معظم البلاد العربية. بل يكاد يكون في حالة من حالاته أسوأ من أي بلد عربي آخر. فالفساد المالي في العراق في أبشع صوره. وكان تقرير "منظمة الشفافية الدولية"، الذي قال إن الفساد في العراق لا مثيل له في السوء والقبح في تاريخ البشرية كلها تقرير مفزع ومخيف حقاً. ولعل أنباء السرقة والنهب من المال العام، من قِبل بعض السياسيين المنتفعين العراقيين، التي تزكم الأنوف برائحتها الكريهة، دلائل كافة على مدى استشراء الفساد في العراق، منذ 2003 إلى الآن. ولا نرى رغم ذلك، ردود فعل عادلة من أجهزة الرقابة والعدالة العراقية. فالكل يسرق وينهب، والكل ساكت ويتفرج، دون حراك. وكأننا في عهد العباسيين، حين كان المال العام، هو مال خاص للخليفة. وأن لا فرق بين بيت المال العام وخزانة مال الخليفة الخاصة.

والمعارضة العراقية تصرخ في وجه "الدكتاتورية الخضراء" العراقية قائلة:

"في العراق المدمّر المخرّب المتخلف ينصرف معظم الوزراء إلى السرقة، ولا يجدون ردعاً من رئيسهم الذي يدفع عنهم طائلة المساءلة والحساب.. في هذا العراق يهتم النواب (المنتخبون!) بكل شيء إلا حاجات ومصالح الناس الذين "انتخبوهم".. يهتمون برواتبهم، وامتيازاتهم، وعقاراتهم، وشركاتهم، وطوائفهم، وأحزابهم، ومليشياتهم، وعشائرهم، ولا يجدون بالتالي أي وقت للاهتمام بشؤون الناخبين."



-2-

كذلك، فقد حكمت الدكتاتورية العربية لسنوات طويلة في معظم البلدان العربية. وتراوحت مدة هذه السنوات بين 30-40 عاماً. وفي مصر كان حزب واحد هو الحاكم. كذلك الأمر في تونس، وفي اليمن، وفي سوريا.. الخ. وفي العراق نشاهد الحال ذاته. فقد حكم "حزب الدعوة" الإسلامي الموالي لإيران - والذي فتح أسواق العراق لإيران بحيث باعت إيران في العراق، ما مقداره 9 مليارات دولار عام 2010، وهو يوازي ما باعته إيران للعراق في التاريخ كله. وينتظر أن يقفز هذا الرقم إلى 11 مليار دولار هذا العام 2011 ، كما صرَّح الملحق التجاري الإيراني في بغداد – العراق مدة ست سنوات (2004-2010) وسيحكمه الآن خمس سنوات أخرى حتى 2015. ويتولى نوري المالكي (أمين عام الحزب) رئاسة الوزراء إضافة إلى وزارات أمنية سيادية أخرى، قال بأنه لم يجد شخصيات سياسية عراقية صالحة لتولي حقائب هذه الوزارات. فتولاها هو باعتباره – حسب رأيه – الجدير بتولي حقائب هذه الوزارات. وتلك سابقة لم يشهد العالم العربي مثيلاً لها حتى الآن.

-3-

إضافة لكل ذلك، فإن "الديمقراطية" التي يتشدق بها نظام الحكم في بغداد، هي "الدكتاتورية الخضراء"، التي كانت سائدة في عهد حسني مبارك.

فحرية الصحافة المقيدة، ليست هي الديمقراطية.

وحرية القول، ليست هي الديمقراطية.

الديمقراطية في واحدة من آلياتها هي الشفافية. وهي محاسبة ومعاقبة المسئول أياً كان هذا المسئول، كما هي الحال في الغرب.

فمن يجرؤ على محاسبة المالكي على ما اقترف، وما اقترفه حزبه طيلة السنوات الست الماضية من عهد الجمهورية العراقية الجديدة.

فأين هي الديمقراطية في العراق الآن؟!

-4-

المثقفون العراقيون، في المعارضة العراقية الجديدة، يدركون الدكتاتورية الجديدة التي يعيشها العراق، ويصرخون في وجه الطبقة الحاكمة في العراق، بلسان عدنان حسين:

" الطبقة السياسية الحاكمة في العراق، بخلاف الكائنات البشرية وسائر الكائنات الحية، أظهرت طوال السنوات الست المنصرمة، أن العمر ليس له أحكام لديها، فهي لا تكبر عقلياً، وليست قادرة على تعلّم أي شيء له علاقة بفن الحكم والسياسة، أو اكتساب أية مهارة أو خبرة، تجعل من أفرادها رجال دولة، يحوزون الحد الأدنى، على الأقل، من التقدير، والاحترام ."

ويضيفون:

" في العراق طبقة سياسية لا تصلح للحكم أبدا. السنوات الست المنصرمة، كانت كافية تماماً لاختبارها بدل المرَّة الواحدة مرات عديدة. العراق يحتاج إلى طبقة سياسية غير هذه الثمرة المُرَّة لنظام المحاصصة الطائفية.
العراق في محنة كبيرة مديدة، وهو في حاجة إلى طبقة سياسية، مبدعة في كل شيء، تنقذه من هذه المحنة المقيمة.
الطبقة السياسية الحاكمة الآن أثبتت، وبعد اختبار دام أمده ست سنوات، أنها غير قادرة على الإنقاذ. ليس في مستطاعها حلّ أية أزمة. بل إنها تبدو بارعة في تحويل الأزمات الصغرى إلى أزمات كبرى."

-5-

فالفساد، قاد العراق خلال السنوات الست الماضية من حكم "حزب الدعوة" إلى الخراب الذي صورته المعارضة العراقية الجديدة، بقولها:

"العراق، البلد الثري على نحو أسطوري، لم يزل بعد ست سنوات من الخلاص من دكتاتورية صدام الشنيعة، على حاله، من الخراب والدمار والتخلف. بل إنه الآن في حال أسوأ بسبب انعدام الأمن. وهذا كله يرجع إلى طفولة طبقته السياسية النافذة، التي لم تكبر يوماً واحداً، منذ أن قدّم إليها الأميركيون والبريطانيون عرش صدام على طبق من ذهب."

ويتابعون كشف الفساد المستور، والمال المسروق:
"العراق الغني بثرواته الفقير برجاله الشرفاء، هو الجائع أبداً:
"في العراق العائم على محيط من النفط، يتضور الناس جوعاً، ويكابدون مرّ المكابدة من شحّ الخدمات الأساسية: الماء، الكهرباء، الصحة، التعليم، الصرف الصحي، النقل..الخ، فيما وزراؤهم ونوابهم ينفقون أوقاتهم في التنابز بالألقاب، وفي المماحكات السياسية والطائفية، وفي سباب بعضهم بعضاً على نحو يتعفف عنه حتى الأطفال."

-6-

فرصة الشعب العراقي للثورة على النظام الحاكم هي من أكثر الفرص ذهبيةً ونجاحاً. فـ "الدكتاتورية الخضراء" في بغداد الآن، قد أتاحت وسائل الاتصال وتبادل المعلومات، التي ساهمت في إنجاح ثورتي تونس ومصر. وفي عهد "الدكتاتورية الحمراء" (صدام حسين) لم تكن هذه الوسائل متاحة. كما أن المالكي فعل ما فعله مبارك – بل ربما أقل - من السماح بهامش حرية محدود في الصحافة على مبدأ: "ليقولوا ما شاءوا، ولنفعل ما نريد"، مما وفرَّ هامشاً من الديمقراطية تستطيع المعارضة التحرك خلاله قليلاً. وكل ذلك لم يكن متوفراً ولو قليلاً في عهد "الدكتاتورية الحمراء" التي طبقها حزب البعث في عهد صدام حسين، وكذلك في عهد حافظ الأسد في سوريا، والتي يمارسها بشار الأسد الآن، بقيادة ماهر الأسد. فهل يقوم الشعب العراقي بما قام به الشعب المصري، في ظل هذا الائتلاف في الظروف والوسائل الثورية، التي أتاحتها العولمة، وثورة المعلومات، والاتصالات.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست كل الزهور تتفتح في 25 يناير!
- ثمن الدكتاتورية الباهظ
- اليمن بين مثقفي الطليعة وفساد السياسيين
- هل يصبح عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المصري القادم؟!
- هل أصبح مبارك رمزاً يختصر تاريخ الدكتاتورية؟!
- مصر: هبوب نسائم الدولة الدينية
- مصر: من استبداد الدولة الى استبداد الفوضى
- لكي لا تتحول الثورات الى أزمات!
- يا كاهنة المعبد: كفى عبثاً!
- لماذا كانت وعود الدكتاتوريات كاذبة؟
- لنتعلم قليلاً من أخطاء الثورات في التاريخ
- حطمنا طوطم الإرهاب.. فماذا عن تفسير الظاهرة؟
- ماذا عن ثعالب الغابة الأخرى؟
- من مظاهر غباء الدكتاتوريات العربية
- لماذا تخلو بعض الثورات من المفكرين والفلاسفة؟
- لماذا تخلو بعض الثوؤات من المفكرين والفلاسفة؟
- عندما ترتدي الدكتاتورية جلود الحملان وتستعطف!
- أسئلة المستقبل المصري بعد ثورة 25 يناير
- الثورات والمفكرون والحريات
- ليبيا: من ثورة بيضاء الى حرب دموية!


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - العراق الى أين في خضم الثورات العربية؟