أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شاكر النابلسي - لماذا تخلو بعض الثوؤات من المفكرين والفلاسفة؟















المزيد.....

لماذا تخلو بعض الثوؤات من المفكرين والفلاسفة؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 08:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لماذا تخلو بعض الثورات من المفكرين والفلاسفة؟
استعرضنا في مقالنا في الأسبوع الماضي، ثلاثة أسباب لخلو بعض الثورات من المفكرين والفلاسفة، والتي أكد الفيلسوف المصري مراد وهبه في حديثه للتلفزيون المصري (17/4/2011) ضرورة وجود هؤلاء المفكرين والفلاسفة. وأن الدولة لا تُبنى من الشارع. ولكن يبنيها المفكرون والمثقفون. وأن الشارع يطالب ببناء الدولة، ولكنه لا يستطيع بناءها، لأنه غير مؤهل لهذا. وأن الدولة التي تدخل من الشارع تخرج، ولا تعود ثانية. ونكمل اليوم بقية الأسباب التي تجعل بعض الثورات تخلو من المفكرين والفلاسفة، ومنها:

1- قال بعض القراء البسطاء، المعلقين على إحدى المقالات: "إن ثوره ٢٥ يناير هي ثوره شبابية مطالبة بالتغيير، والحرية، والديمقراطية، والقضاء على الظلم والفساد. وهذه كلها أهداف مشروعة وجميلة. ولهذا السبب أيّدها المجتمع المصري والعربي والغربي. ولكننا - ومع شديد الأسف - نلاحظ أن هذه الثورة، أصبحت أكثر ديكتاتورية من النظام السابق. فهي ضد الرأي الآخر. فكل شخص، صاحب رأي، مغاير لهم، أو ينتقد المظاهرات والاحتجاجات المفرطة، أو يطالب برجوع الحياة إلى طبيعتها، يُصبح عميلاً وخائناً، ويُقاطع ويُشتم، أو يُقدم إلى المحاكم ويُسجن! فهل هذه هي ديمقراطية الثورة؟ أين هي حرية الرأي، والتي هي أهم وأبسط الأسس، التي يجب أن يقوم على أساسها أي نظام جديد." وقال آخر مخاطباً ثوَّار 25 يناير: "ماذا أبقيتم لمحاكم التفتيش؟ هل يجب محاكمة كل من لا يراني مصيباً ؟ أليس من حق الناس أن تكون ضدكم، أو أن تختلف معكم؟ بماذا تختلفون عن النظام المستبد، الذي خلعتموه لنفس السلوكيات، التي تقومون بها الآن؟" وهذه الأسئلة كلها، جاءت نتيجة لصيحات "الشارع" المصري بضرورة سجن فلان مدى الحياة، وضرورة شنق علان، لأنه كان ضد الثورة، مقلدين بذلك صيحات "الرعاع" في الثورة الفرنسية 1789، متناسين أن بيننا الآن وبين الثورة الفرنسية أكثر من قرنين من الزمان، تطورت خلالها الحياة والمفاهيم والمباديء والشعارات والثورات تطوراً هائلاً. ومن الملاحظ، أن خلو ثورة 25 يناير من رجال الفكر، كان نتيجة عنف وقسوة خطاب الثورة ضد الرأي الآخر. فالمفكرون الذين ظهر بعضهم في الأيام الأخيرة من شهر إبريل في التلفزيون المصري – معظمهم كان ممنوعاً من الظهور على شاشة التلفزيون الحكومي – ظهروا وهم ينافقون ثورة 25 يناير، ويصفونها نفاقاً، ومداهنة، وتزلفاً، وربما خوفاً من عقابها وهم يرون المشانق تنصب لبعض العهد السابق، بأنها "أعظم ثورة في التاريخ البشري"، كما قال الناقد والمفكر المصري المعروف جابر عصفور في 28/4/2011 في برنامج "مصر النهارده". ولكن على المثقف الحقيقي – كما قال الشاعر العراقي عبد القادر الجنابي، في نقده لموقف الشاعر السوري أدونيس من الثورة الشعبية السورية - أن يكون صاحي العين، وأن يدفع بالإرادة التاريخية إلى أقصى مداها، حتى لو هُددت بانحراف. فهو ليس المسئول عن انحراف الحركة التاريخية، التي ستشهد كتاباته على أنه وقف ضد هذا الانحراف، لكنه مطالب، قبل كل شيء، بمسئولية أخلاقية، وأن تكون كلمته في حدث تاريخي كهذا، علامة على الصراحة، ونظافة الضمير.

2- كاد حسني مبارك (الرئيس المصري السابق) أن يصبح لويس السادس عشر، وكادت السيدة زوجته (سوزان مبارك) أن تصبح ماري انطوانيت الذي طلبت من الفرنسيين أن يأكلوا البسكويت بدلاً من الخبز. فقد لاحظنا في الفترة الأخيرة أن عناصر الثورة طلبت من المجلس العسكري الأعلى – وهو الذي يُلبي معظم مطالب عناصر الثورة، بغض النظر عن أحقيتها، أو عدم ذلك – محو اسم سوزان مبارك من التاريخ المصري الحديث محواً تاماً، رغم أن هذه السيدة – بغض النظر عن الاتهامات الموجهة إليها - رئِست "المجلس القومي للطفولة والأمومة"، و"المجلس القومي للمرأة"، كما رئِست "مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية"، و"مجلس أمناء مستشفى سرطان الأطفال" . وهي مؤسس ورئيس "جمعية الرعاية المتكاملة" التي قدمت خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس، كما رئِسَت "جمعية الهلال الأحمر" المصري، وأسست "حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام" بهدف إرساء روح التضامن والإخاء والتسامح بين الشعوب. ودشنت سوزان، المشروع الثقافي "مكتبة الأسرة" من خلال "مهرجان القراءة للجميع" ، وهو مشروع نفذ بالتعاون مع "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، ويساهم فيه عدد من الوزارات والهيئات الحكومية، بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة، تبدأ من جنيه مصري واحد.

فهل سوزان مبارك اليوم، هي ماري انطوانيت 1789؟

وهل جزاء سوزان مبارك بعد كل هذه الجهود الوطنية هو التنكر لها، ومحو اسمها من تاريخ مصر الحديث؟ فلجأت ثورة 25 يناير – كما فعلت الثورة الفرنسية، وكما فعلت الثورة الروسية 1917، وكما فعلت ثورة 1952 في العهد الملكي المصري - إلى شطب اسمها من كافة المؤسسات والمدارس التي تحمل هذا الاسم فور إعلان مبارك تنحيه في 11 /2/2011 . فمراكز سوزان مبارك الاستكشافية للعلوم التي تتبع وزارة التربية والتعليم تغيَّر اسمها إلى "المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا"، ويظهر ذلك بوضوح في المواقع الإلكترونية لهذه المراكز، التي خلت من صورها، أو أية إشارة لها. في حين أصدر الرئيس السابق للهيئة العامة المصرية للكتاب، أوامره بوقف طباعة جميع أغلفة الكتب التابعة لسلسلة "مكتبة الأسرة" التي تحمل صورة قرينة الرئيس السابق. أما مراكز سوزان الإقليمية لصحة وتنمية المرأة المنتشرة في أنحاء البلاد فنسبت أسماؤها مؤخراً إلى اسم المحافظة التي تتبعها بعد حذف اسم "سوزان مبارك" نهائياً. أما العاملون في جمعية الرعاية المتكاملة، فقاموا بإزالة جميع صور "رئيسة الجمعية" من مداخل ومخارج الجمعية، سواء المقر الرئيسي، أو الفروع.

فمن يجرؤ بعد ذلك، على نقد الثورة نقداً سلبياً، أمام هذا الطوفان، حتى ولو كان هذا النقد لصالح الثورة؟

ويبدو أن كثيراً من المثقفين ينتظرون انحسار الطوفان، لكي يتمكنوا – ولو قليلاً - من الوقوف على أرض صلبه.

3- إن الثورة تعني الحرية دائماً، وخاصة حرية الفكر، والفن، والإبداع. ولعل تردد وخشية المثقفين من ثورة 25 يناير نابع – في جزء منه - من الأخبار التي قالت بمنع دخول بعض الأعمال الأدبية كرواية "أبناء الجبلاوي" لإبراهيم فرغلي ورواية "هورجادا" لرأفت الميهي، وكتاب "النبي" لجبران خليل جبران. ويرى الروائي أحمد أبو خنيجر أن الثورة لم تصل بعد إلى الصميم، لطريقة التفكير والتوجه. ولا يتوقع الشاعر علي عطا أن تزدهر حرية التعبير في مصر بين ليلة وضحاها في أعقاب ثورة 25 يناير، ويرى أن الثورة نفسها لا تزال مهددة من قوى شرسة، لا تريد لمصر النهوض. ويقول الشاعر أحمد الجميلي أن حرية الفكر والإبداع تحتاج نظاماً قوياً لا يخشي الكلمة، ولا يقيد الحريات في التعبير، ولا في الاختلاف.

(للموضوع صلة).



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ترتدي الدكتاتورية جلود الحملان وتستعطف!
- أسئلة المستقبل المصري بعد ثورة 25 يناير
- الثورات والمفكرون والحريات
- ليبيا: من ثورة بيضاء الى حرب دموية!
- ما مستقبل الديمقراطية في مصر؟
- عسل الدكتاتوريات المُرّ!
- الدكتاتوريون الكاريكاتوريون
- الإعلام المصري قبل وبعد 25 يناير
- في التحليل النفسي لظاهرة شباب الثورة
- ضباع الدكتاتورية والفساد في سوريا والعراق
- متى؟ وكيف؟ ولماذا تندلع الثورات؟
- ما ضرورة الدولة -السلطوية- المستنيرة؟
- التنوير الفكري في الحالة العربية
- الشاويش صالح: الى الخلف دُرْ!
- سوريا -بيضة قبّان- الثورة العربية
- لا هوان لمصر في يوم الامتحان
- لماذا يتعفف الإخوان حتى الآن عن الحكم؟
- نيرون الألفية الثالثة يتحدى العالم!
- مقتل الثورة الليبية في البيت الأبيض
- شاكر النابلسي في حوار مفتوح حول: انفجار البراكين العربية


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شاكر النابلسي - لماذا تخلو بعض الثوؤات من المفكرين والفلاسفة؟