أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - (على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!














المزيد.....

(على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
يغطي الفساد العالم كله، ولكن بدرجات متفاوتة. فلا دولة في العالم تخلو من الفساد حسب تقرير "منظمة الشفافية الدولية"، ولكن تبقى الديمقراطية، وحرية الرأي، هما الوسيلتان الأكثر نجاعة لمحاربة الفساد، حيث تسمح الديمقراطية وحرية الإعلام بشكل عام، في الكشف عن الفساد والمفسدين، وفضح عملياتهم، وليس التكتم عليها وإبقائها في زوايا مظلمة، لعدم توفر الإعلام الديمقراطي الحر.
ومن هنا يكثر الفساد، ويستشري في العالم الثالث، لأنه لا توجد مؤسسات دستورية، ولا إعلام حر يراقب، ويحاسب، ويعاقب.
وفي ماضي الأردن الملكي الدكتاتوري (1957-1989) كان الأردن يغرق في الفساد، (ولا حِسْ ولا خبر).
أما اليوم، وفي ظل الانترنت، وثورة المعلومات، والعولمة، والإعلام المفتوح، فإن عمليات الفساد، وروائحها النتنة والعفنة، بدأت تنتشر بسرعة، وتزكم الأنوف.
وبدأت بعض الشخصيات السياسية، تفضح بعض قضايا الفساد، وعلى رأسها (تطويب) كافة أراضي الدولة (الأراضي الميري) باسم الملك شخصياً، وباسم أفراد العائلة المالكة.
وبذا تمَّت سرقة وطن بأكمله (الأردن) وعلى (عينك يا تاجر)؛ أي بكل صلافة ووقاحة، ودون خوف أو وجل، من حساب أو عقاب!
-2-
لقد شجع غياب الشفافية، والديمقراطية، وحرية الرأي، والحياة الحزبية، وغياب الإعلام الحر، في سنوات الرماد (1957-1989) منذ حلِّ الأحزاب السياسية – ما عدا حزب الإخوان المسلمين- وتعطل الحياة النيابية (لم تجرِ انتخابات برلمانية طيلة أكثر من 30 عاماً) إلى ثورة الجياع المباركة في 1989، على أن (يتشرعن) الفساد في الأردن ؛ أي أن يصبح عملاً مشروعاً، وقيمة لا هي بالرذيلة ولا بالفضيلة. خاصة عندما قام الملك بتسجيل كافة الأراضي الحكومية (الميري) باسمه شخصياً بمساعدة رئيس الوزراء الحالي (معروف البخيت) الذي برر فعلته هذه بالرغبة الملكية في الاستيلاء على الوطن بأكمله. وبذا أصبح الأردن كله – ما عدا الملكيات الخاصة للأهالي – مُلكاً للملك، والعائلة المالكة، والحاشية الملكية.
وهذا ما لم يجرِ في التاريخ كله، وفي أي بلد من بلدان العالم.
فهل هناك فساد، بعد هذا الفساد؟
وهل هناك نهب وسرقة، بعد هذا النهب، وسرقة وطن بأكمله من أصحابه، وهم الشعب الأردني؟
وكيف يُؤتمن عهدٌ على تنفيذ ما قيل عن "التعديلات الدستورية" الأخيرة؟
ومِنْ أجل مَنْ هذه "التعديلات الدستورية"؟
هل من أجل الشعب والوطن المسروق والمنهوب، أم من أجل تثبيت دعائم حُكم السارقين والناهبين؟
-3-
لماذا نلوم إسرائيل على سرقة فلسطين؟
فلأول مرة في التاريخ – كما قلنا ونكرر - يقوم ملك أو حاكم بتسجيل كافة أراض الدولة (الميري) باسمه شخصياً، وباسم أفراد عائلته.
لم يفعلها الاستعمار البريطاني، ولا الفرنسي، ولا الايطالي، ولا الهولندي، ولا العثماني من قبلهم.
لم يفعلوها المماليك في مصر وبلاد الشام والعراق.
لم يفعلها محمد على باشا، ولا الخديوي اسماعيل من بعده.
لم يفعلها أحد.
وهذه الفضيحة جزء بسيط، مما يجري في الأردن الآن من بيع وشراء لأراضي الوطن، على حساب الشعب (الغلبان).
أراض الدولة في "العبدلي"، التي أقام الحريري عليها "سولدير"، اشتراها بهاء الحريري بثلاثمائة دينار للمتر، ويبيع المتر الآن بثلاثين ألف دينار أو أكثر، حسب ما قاله السياسي الأردني ليث شبيلات في "برنامج الفساد" في تلفزيون "الجديد" اللبناني، مع غادة عيد، في 11/2/2011.
آل الياسين (عائلة الملكة رانيا) هم كآل الطرابلسي في تونس، وآل مخلوف في سوريا، وآل القذافي في ليبيا، وآل المالكي في العراق، وأحمد عز في مصر، وغيرهم كثير في العالم العربي المنكوب بهذه العائلات السارقة الفاجرة، استولوا على أراض شاسعة، واشتروها من الدولة برخص التراب.
ولكن ما فعله الفاسدون السارقون الناهبون في تونس ومصر لا يمثل غير قطرات في بحر ما يجري في الأردن الآن من سرقة، ونهب للمال العام.
فقد تمّت السرقة في الأردن، دون دفع فلس واحد.
الآخرون في العالم العربي، دفعوا أثماناً بخسة، لما استولوا عليه من أراض.
أما "الجماعة" في الأردن، فلم يدفعوا حتى أثماناً بخسة، لما استولوا عليه!
-4-
صوت محمد خلف الحديد، في "أم رمان"، في 21/2/2011، وبيان "العشائر" الذي وقعت عليه 36 شخصية سياسية مرموقة، الذي يوضح الاحتجاج الشديد والصارخ على ما يجري من سرقة وطن بأكمله، كان صرخة الحق.
فهل يسمعها جيداً باقي الأردنيين الأحرار؟
لقد كان الشيخ محمد الحديد ينتقد الحكومة والنظام الأردني، ويقول أن الملك ليس خطاً أحمر. وأن هنالك من قام بسرقة الأراضي، في اتهام واضح للقيادة الأردنية.
وفي انتقاد مبطن للحكومة الأردنية (حكومة معروف البخيت) قال الحديد إنها "حكومة الكازينو" (نسبة لفضيحة "كازينو البحر الميت" المعروفة في الأردن.)
-5-
الاختلاسات والسرقات في وزارة الزراعة، ووزارة الأشغال العامة والصحة، وغيرها التي كشف عنها المعارض الأردني ليث الشبيلات في برنامج "الفساد" في تلفزيون "الجديد" اللبناني مع غادة عيد في 11/2/2011، يجب أن يسمعه الشعب الأردني جيداً، ويحفظه جيداً، ويكون مبرراً للثورة العارمة التي يجب أن تكون أكبر من هبّة نيسان في معان 1989 ، وهبّة الكرك 1996 ، وغيرها من الهبّات.
فأعاصير الثورة العربية، تجتاح العالم العربي الآن بلداً بلداً.
فلم تعد تنفع رسائل "المناصحة" للحكام، الذين لا يجيدون قراءة مثل هذه الرسائل، وإذا قرءوها لا يفهموها، وإذا فهموها لا يأخذوا بها استكباراً، واستعلاءً، واحتقاراً للمعارضة (المرتزلة)، كما سبق أن سمّاها الفقيه والمؤرخ السياسي العراقي أبو الحسن الماوردي (974-1058م) صاحب "الأحكام السلطانية"، و "نصيحة الملوك"، في نصائحه لأحد الحكام!
وكل عام وانتم بخير، وعيد فطر مبارك.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة التعديلات الدستورية الأردنية
- الثقافة العربية أمام تحديات التغيير
- كيف تركب الأنظمة العربية (سفينة نوح) وتنجو
- ثورة ووحدة -بلاد الشام-
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟
- هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟
- دور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية
- انجازات الهاشميين بعد تسعين عاماً!
- ضرورة الانتقال من الثورة الى الدولة
- هل أصبح الهاشميون في مهب الريح؟
- العرب بين أنظمة قروسطية وشعوب الألفية الثالثة!
- هل نهاية الدكتاتوريات القروسطية مسألة وقت فقط؟
- مصر بعد ثورة 25 يناير
- شرعية الدكتاتوريين الزائفة!
- من أوهام وأحلام الثورات
- هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!
- الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!
- الأردن والملكية المُكْلِفَة


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - (على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!