أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - العرب يقتربون من الاعتراف بوعد بلفور















المزيد.....

العرب يقتربون من الاعتراف بوعد بلفور


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 22:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



استكملت الامبريالية الغربية وبزعامة بريطانيا حلقات المؤامرة على الامة العربية بالتفاهم على صياغة وعد بلفور ,وذلك بعد ان سبق وصاغت اتفاقية سايكس بيكو فيما بينها لتتقاسم كل من بريطانيا وفرنسا الوطن العربي شرق المتوسط.
ان وعد بلفور هو حلقة من حلقات التآمر الاستعماري و لتحقيق المصالح الاستعارية للامبريالية الغربية كلها ,حيث شاركت كل من امريكا وفرنسا وايطاليا والعديد من الدول الغربية في صيغ الدعوة لجعل فلسطين لليهود وكان تفاهمها على صيغة وعد بلفور وتأييدها له بمثابة الترسيم النهائي لمواقفها المعلنة منذ ما قبل ذلك .
نهجت الدول الغربية ولا زالت تنتهج موقف التاييد والدعم للصهيونية في الاستيلاء على ارض الشعب العربي الفلسطيني وطرد جزء كبير منه من أرضه ,ودعم استمرارية المشروع الصهيوني وتقدمه على الأرض .
لقد صاغت بريطانيا وعد بلفور سنة 1917 وذكرت فيه أنها تعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ولم يجري تحديد حدود نهائية لفلسطين بعد, فهي كانت ضمن الولاية العثمانية وتتغير حدودها وتقسيماتها حسب تبعية أجزائها إداريا .
وبعد معاهدة سيفر بين بريطانيا وفرنسا من جهة وتركيا من جهة ثانية تم فصل فلسطين وولايات عربية أخرى وبعدها جرى ترسيم حدود فلسطين النهائية والتي أصبحت تعرف بالحدود الانتدابية ,لأنها ذات الحدود التي أقرتها عصبة الأمم لتكون حدود فلسطين المحددة تحت الانتداب البريطاني الذي كلفته عصبة الأمم بتطبيق وعد بلفور عليها وتسهيل إقامة وطن قومي لليهود فيها.
وقد تضامنت الدول الاوروبية الغربية الاستعمارية والولايات المتحدة وكندا مع السياسة البريطانية في فلسطين اثناء الانتداب, على اعتبار انها تنفذ سياسة اجماعية لهذه الدول,ولم تكن ممارسات بريطانيا القمعية ضد الفلسطينيين تلقى أي استغراب من مجموعة تلك الدول ,ولم تكن سياسة تشجيع نقل ملكية الاراضي الفلسطينية للصهاينة مستغربة من قبلهم على الاطلاق مع ان القانون الدولي الذي وضعوه هم انفسهم لادارة الانتدابات من قبل عصبة الامم, يمنع هذه الدول من احداث اية تغييرات جوهرية على ملكية الاراضي ويمنع نقلها وبيعها من قبلهم .
ان هذا يفسر تاييد الممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين سابقا وحتى اليوم ,فالدول الغربية التي ايدت اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين قد ايدت بالفعل وكتحصيل حاصل استيلاء اليهود على الاراضي الفلسطينية التي بحوزة الفلسطينيين سواء كان هذا الاستيلاء بالمصادرة لاسباب لمنية او اقتصادية او لغاية بناء المستوطنات او شق الطرق او اية منافع اخرى تهم البرنامج الصهيوني ولتحقيق المشروع الصهيوني على ارض فلسطين .
انه ما كان من الممكن للمشروع الصهيوني ان يتقدم خطوة واحدة بدون ان يستولي الصهاينة على الاراضي من ايدي الفلسطينيين باي طريقة كانت علما ان جميع الطرق محرمة وفق القانون الدولي ,وبالتالي ماكان من الممكن ان يقيم المهاجرين اليهود في فلسطين دون بناء المساكن لهم في التجمعات الاستيطانية .
ان الذين ايدوا وعد بلفور قد ايدوا استيلاء الصهاينة على الاراضي الفلسطينية وايدوا بناء المستوطنات كما وايدوا حكما طرد الشعب الفلسطيني من وطنه وبكل طرق الطرد المتبعة ,كما وايدوا حكما اتباع كل السبل التي تمكن من اداء هذه السياسات بما فيها قمع مقاومة الشعب الفلسطيني بكل السبل المتاحة وازالة اية عقبة في طريق مثل هذه السياسات .
ونصل الى النتيجة العامة التي يجب ان لا يغفل عنها الفلسطيني وان لا تخدعه العبارات الملساء التي تجيد القيادات العربية الرسمية والمتخاذلين التملق لها.
ان الاعتراف باسرائيل هو حكما قبول هذه الممارسات على انها خياروممر اجباري امام الصهيونية ولا تقوم لها قائمة لولا انها استولت على الاراضي واقامة المستوطنات وغيرها من المشاريع ولولا انها قمعت ثورات وانتفاضات الشعب الفلسطين وذلك كي نزيل اية اوهام وكي لا نظل نقول فرنسا صديقتنا وايطاليا تؤيد حقوقنا وما الى ذلك من الاقوال الزائفة والمضللة.
المواقف العربية والرسمية سابقا من وعد بلفور :
كانت مواقف بريطانيا والدول الغربية منشورة في صحفهم وتذيعها اخبارهم ,ولكن القيادات العربية في ذلك الوقت علمت بالمؤامرات الموصوفة اعلاه بعد ان فضحتها الثورة البلشفية ,او هكذا تظاهرت,فما كان من جلالة الشريف حسين الا ان يستفسر من بريطانيا عل ما تنشره الاخبار صحيحا .غير ان بريطانيا العظمى نفت ذلك فظل جلالته محتفظا بصداقتها
وعلى العموم رفضت الهيئات العربية جميعها وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو وكل ما رأت انه يتعارض مع اهداف الامة العربية (كان سمو الامير فيصل ابن جلالة الشريف حسين يعلم ووافق ووقع اتفاقية فيصل وايزمن التي محتواها اقامة علاقة حسن جوار بين الدولة العربية والدولة اليهودية في فلسطين )
وبعد تشكل الدول العربية المشرقية تحت الحكم الاجنبي كان قادتها يتواطؤون مع برامج الدول الغربية التي تستعمرهم ,فملكية العراق وامارة الاردن ومعهما ملكية مصر وامارات دول الخليج كل هذه دول خاضعة في سياستها الخارجية ومواقفها للسياسة البريطانية (ليس مهما ما كان يسمعه الناس من تصريحات لتزيين القذارة)وكذلك كانت سوريا ولبنان تحت الاستعمار الفرنسي .
وبعد استقلال هذه الدول ,اظهرت العداء للمشروع الصهيوني ولكن في حدود!!!
المهم في الامر ان هذه الدول مع الزمن ومع المتغيرات الكثيرة التي حصلت وخاصة اثر حرب عام 1967 م دخل على مواقفها الرسمية متغيرات تتساوق مع الوجود الصهيوني على ارض فلسطين ابتداء من قبول قرار مجلس الامن رقم 242 الصادر في تشرين ثاني من عام 1967 ,وتلا ذلك شعار" ازالة آثار العدوان" .
ان القبول بقرار 242 والذي ينص على حق جيع دول المنطقة العيش بسلام ..الخ وكل بنوده ,ان القبول بهذا القرار هو قبول بوجود اسرائيل ,هو قبول بالمشروع الصهيوني ,هوقبول بوعد بلفور بشكل او بآخر .
ان القبول العرب بقرار 242 يعني قبولهم استيلاء اسرائيل على الاراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني (حتى لو كانت عيونهم تدمع).
وان رفع شعار ازالة آثار العدوان ,يعني العمل على ازالة احتلال اسرائيل لسيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة .يعني ازالة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من جدول اعمال الانظمة العربية ويعني التنازل عن حق اللاجئين في العودة .
وبعد ذلك جائت الاتفاقات بين مصر واسرائيل لترسم الحدود الدولية بينهما و لتنهي اية نزاع مع اسرائيل ,بالرغم من ان اسرائيل تحتل قطاع غزة الذي انتزعته اسرائيل من مصر ذاتها .ان هذا ترجة لخصوصية الاعتراف باسرائيل وعقد معاهدات معها .
وكذلك حال اتفاق الاردن مع اسرائيل واقامة الصلح معها .
ان الامر من جهة الاردن اكثر وضوحا واكثر سوءا :فقد رسمت الاتفاقيات الحدود بين الطرفين ,واعترفت الاردن ان نهر الاردن هو الحدود بينها وبين اسرائيل وهذا حكما يشمل الضفة الغربية لنهر الاردن وهي اراضي فلسطينية ضمتها الاردن بعد حرب 1948 م وانتزعتها منها اسرائيل في حرب 1967م .
ان الاردن قد تخلت عن الضفة الغربية ,هذا جزء من الحقيقة ,ان الحقيقة المرة هي ان الاردن وافقت على ان الضفة الغربية هي جزء من دولة اسرائيل ,فهي غربي النهر الذي يفصل بين المملكة الاردنية الهاشمية ودولة اسرائيل حسب التسميات الرسمية ولم يرد أي ذكر لاراضي فلسطينية محتلة من قبل اسرائيل غربي النهر.
موقف منظمة التحرير:
ظهرت منظمة التحرير قبل عام 1967 وبالتحديد في عا 1964م كي تناضل وتقود نضال الفلسطينيين من اجل تحرير فلسطين المحتلة ,الوطن السليب ,وهو ذلك الجزء من ارض فلسطين الذي اقيمت عليه "دولة اسرائيل"اثر نكبة عام 1948 والتي تمكنت فيها اسرائيل من طرد جزء من سكان فلسطين ,كما دحرت الجيوش العربية التي دخلت فلسطين تحت اسم طرد العصابات الصهيونية منها .وبقيت الضفة الغربية وقطاع غزة بيد العرب.
وظل الحال كذلك بعد حرب 1967 حيث اصبح شعار تحرير فلسطين يعني تحرير فلسطين كلها حيث اصبحت كلها تحت الاحتلال الصهيوني.
ثم اعلنت المنظمة رفضها لقرار مجلس الامن رقم 242 ورفضت شعار ازالة آثار العدوان ورفضت الصلح والتفاوض مع اسرائيل والاعتراف بها ووثقت ذلك في الادبيات الرسمية كما في البيانات وكل مظاهر الخطاب السياسي الفلسطيني .
ثم عاد الامر وتغير :حيث رفعت المنظمة شعار السلطة الوطنية على اراضي الضفة والقطاع أي انها اكتفت بالمطالبة بهذه الاجزاء وكفت عن المطالبة بالاراضي المحتلة عام 1948م وكان هذا مسارا تنازليا ظل يهبط حتى وصل الى توثيق المواقف في اتفاقات اوسلو حيث اعترفت المنظمة باسرائيل ,وهذه الاسرائيل غير محددة الحدود .
ان مسألة عدم وضوح الحدود هي مسألة جوهرية ويترتب عليها آثار جسام .ان المنظمة اعترفت باسرائيل التي لم يسبق ان حددت لنفسها حدودا دولية والتي اصبح نهر الاردن هو حدها الدولي من الشرق خط الحدود المصرية الدولي هو حدها من جهة مصر. واسرائيل تحتل الضفة والقطاع والتي من الممكن كما هو حاصل حاليا ان تمتد حدودها حيث تشاء في داخل الاراضي الفلسطينية "وربما السورية التي ضمتها اصلا"
ليس هذا كل شيء :ان الاعتراف باسرائيل يقود الى الاعتراف بحقها في جلب المهاجرين الجدد وبناء المستوطنات والاستيلاء على اراضي جديدة من اصحابها واستمرار التضييق على الوجود الفلسطيني بكل الاشكال ,انه اقتراب من الاعتراف بوعد بلفور .
يتوجب علينا بهذا ان ندرك حجم المأساة التي وضعتنا فيها القيادات الرسمية العربية والفلسطينية.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة القيادة الفلسطينية من اللجنة التنفيذية الى اللجنةالعربي ...
- وعد بلفور تكثيف للعلاقةالامبريالية مع الصهيونية
- حقيقة المقاولة
- مرة اخرى مات القذافي ولم تنتصر ليبيا
- ايها الام الفلسطينية
- سورياتقترب من منعطف حاسم
- نضحي من اجل شعب فلسطين
- صفقة تبادل الاسرى في وقتها
- من الدكتور عدنان جابر الى محمود فنون
- اضراب السجون والتضامن الشعبي
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس ابو مازن والى السيد عيسى قراقع ...
- عزيزي عدنان المتالم الصامت
- تعليق على رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرة على مقالتي انتفاضة ...
- على الثورة في سوريا ان لا تستدعي الغرب لتدمير سوريا واستعمار ...
- رد المحامي الاستاذ احمد نجاجرةعلى مقالتي اانتفاضة الاقصى ايل ...
- انتفاضة الاقصى ايلول 2000
- احمد سعدات قائدا ومعلما
- اضرابات السجون
- جمال عبد الناصر قائدا وزعيما
- عبد الناصر 28|9|1970


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - العرب يقتربون من الاعتراف بوعد بلفور