أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان الركابي - هل يوجد نموذج لحكم اسلامي متفق عليه















المزيد.....

هل يوجد نموذج لحكم اسلامي متفق عليه


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 12:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الحقيقة لم يرفع الاسلاميون شعار الاسلام هو الحل , الا بعد النكبات والاخفاقات والفشل الذريع الذي منيت به كل التجارب الحديثة التي سبقتهم , ابتداءا من التجربة الشبه ليبرالية للحكومات الملكية التي اسسها الاستعمار وانتهاءا بعصر القوميات الشوفينية الهجينة التي استعارت افكار النظام الاشتراكي الشيوعي وسرقت كل شعاراته , وقدمت نفسها على انها النموذج الوحيد القادر على القيام بمهام التحديث والاصلاح والتقدم واستعادة الاراضي المحتلة في فلسطين وغيرها من الاراضي المحتلة
وكان مجيْ الاسلاميين ودخولهم على الخط السياسي متاخرا نوعا ما , فقد جاؤا في وقت كان يفترض ان تكون المجتمعات العربية قد قطعت اشواطا بعيدة في التقدم , بعد موجة الانقلابات العسكرية التي اطاحت بالحكومات الملكية المتحالفة مع الاستعمار , وكان شعارها طرد الاستعمار والصهيونية والرجعية من البلاد العربية وخلق مزيد من فرص التقدم واللحاق بركب الحضاة العالمية المتصاعد ,
ان شعار الاسلام هو الحل يعني بالضرورة , ان تكون هناك سلطة اسلامية يكون دستورها الشريعة الاسلامية من القران والسنة والنبوية وسنة الخلفاء والصحابة والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين
, فهل ثمة ما يسعفهم في التاريخ الاسلامي ويدعم منطقهم هذا ؟ , وهل ثمة نموذج معين للسلطة عند الاسلاميون سواء في الحاضر او الماضي يمكن الرجوع اليه , واعتباره النموذج الذي يمكن يوضع في خانة النموذج الامثل والاكمل للسلطة الاسلامية التي ينادون بها ؟ وما نوع السلطة التي يسعون اليها , هل هي مستمدة من نماذج التاريخ الاسلامي ام انها تقتفي اثر النماذج الحديثة ؟
هل يعقل مثلا انهم يريدون سلطة مماثلة لسلطة عمر بن الخطاب قبل 1400 عام , ام انهم يريدون سلطة مماثلة لسلطة معاوية بن ابي سفيان ؟
النماذج الحديثة للسلطة الاسلامية ليست خافية على احد , ولدينا عدة تجارب لهذه النماذج
لناخذ النموذج الايراني , فهذا النموذج رغم انه نموذج شيعي الا انه قد احدث انعطافة تاريخية كبيرة في الفكر الشيعي حتى استطاع ان يقيم نموذجه , فكان عليه ان يتجاوز مفهوم ولاية المعصوم للامة , وهو الشعار الذي رفع طوال القرون الماضية , لكن الفكر الشيعي رضخ اخيرا لهذا النموذج وحيد سلطة المعصوم او وضعها على الرف , وقبل اخير بولاية غير المعصوم استجابة لتطورات الواقع وضروراته المستجدة , ثم استعار من النظام الليبرالي الحديث مفهوم الاقتراع العام في هامش الحرية الذي تركه للامة في انتخاب برلمان ورئيس جمهورية ,
اما النموذج الثاني للدولة الاسلامية الحديثة , فهو دولة ال سعود , فهذه الدولة هي عبارة عن نظام قبلي تحالف مع رجل الدين السلفي المتشدد محمد بن عبد الوهاب , وكان تكوين الدولة يشبه الى حد ما طريقة تكوين الممالك والدويلات الاسلامية التي كانت تعيش على هامش واطراف الدولة العباسية , والاموية والعثمانية , وكان النموذج السعودي وتحت تاثير محمد بن عبد الوهاب قد اقتفى تماما طريقة الرسول في تكوين دولته وادخل المدن والقبائل في دعوته الجديدة مستعملا نفس السلاح , النص الديني مع السيف , فالنص يشرعن والسيف يقوم بمهمته بقطع الرقاب الخارجة عن الطاعة الى ان استتب الامر لال سعود , عندها وجدوا النص الديني جاهزا في انتظارهم , ( من اشتدت وطاْته وجبت طاعته )

وفي كتابه الثابت والمتحول يرصد الشاعر والمفكر العربي الكبير ادونيس منطقين او اتجاهين في الفكر العربي
الاتجاه الاول , وقد اسماه بالثابت , والاتجاه الثاني , اسماه بالمتحول , وقد تحكم هذين الاتجاهين بالفكر العربي منذ يواكير ولادته الاولى بانقداح شرارة الوحي وهيمنته على مجمل الحياة الثقافة العربية منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا , وما شكل لحظة الافتراق بين هذين الاتجاهين تمثل بانقطاع الوحي ونضوب المدد السماوي بعد موت النبي , وانعقاد مؤتمر السقيفة الذي رجح كفة الاتجاه الاول , وجاء ليملاْ الفراغ , ويسد الثغرات التي تركها الوحي دون حل , ويكمل المشروع الالهي ويقتفي اثر سنة الرسول الذي بشر بمشروع سماوي لهذه الامة , انتهى
والملاحظ ان يوم السقيفة كان يوما تاريخيا ومفصليا في تاريخ الفكرالعربي , ففي هذا اليوم تبلورت اولى نماذج للسلطة في المخيال الجماعي , وتاْسس مفهوم المعرفة والوعي العربي الذي تشكلت على اساسه نظرة العربي الى العلم والواقع والعالم المحيط به , وقبلها لم يكن هناك أي مفهوم للسلطة في الفكر العربي سوى سلطة شيخ القبيلة ,
, وعلى الرغم من ان اجتماع السقيفة لم يضع قواعد ثابتة لحركة السلطة او نوعها او طريقة اختيارها لكنه على الاقل حدد واجباتها وعلاقتها بالمجتمع ورسم الاسس التبريرية لها , وذلك انه اوجد الاسس الشرعية لها , من خلال النصوص وربطها برابطة شرعية , لا يمكن الفكاك من قيدها , بان جعلها امتداد لسلطة النبي التي هي امتداد لسلطة الله في الارض
ويحاول العقل الارثذوكسشي السني , ان يقلل من شان الخلاف وطبيعة الصراع الذي حصل في يوم السقيفة , كما ويحاول ان ينفي عن الصراع بعده البشري باضفاء طابع قداسوي , رغم ان المنطق القبلي العشائري هو الذي انتصر في ذلك اليوم , متمثلا بكتلة الملا القريشي بقيادة عمر بن الخطاب
والملاحظة الاخرى التي يجب ان ننوه لها ان مفهوم السلطة كنظام سياسي عملي ظل يتتغير على طول الزمن , لكن اساسه الشرعي بقي راسخا ولم تتغير اسسه ,
فمن الملفت اننا شهدنا عبر التاريخ ومنذ يوم السقيفة تبلور ستة انواع من السلطة , ومع كل هذه الانواع والنماذج للسلطة ظل النص الديني يلاحق كل هذه التجارب ويشرعن لها , وهذه الحقيقة يرفضها العقل الفقهي لانها تطعن بمصداقيته التي ستختل وقد تتفكك منظومته القدسية والعقائدية فيما لو اتضح ان نصوصه التي يجهد في بلورتها , كانت تلاحق التجربة الارضية البشرية , وصراع القوى السياسية , ليشرعن لها ويمنحها بركته وقوة الزامه القدسية

ان اول سلطة تمخضت عن اجتماع السقيفة يمكن ان نطلق عليها سلطة الفلتة التي وقى الله المسلمين شرها بحسب تصريح عمر بن الخطاب , ويتمثل هذا النموذج بسلطة ابو بكر اول خليفة للرسول
والنوع الثاني من السلطة يمكن تسميته بسلطة النص او التعيين , حيث عين ابو بكر عمر بن الخطاب كخليفة له , اما النوع الثالث من السلطة والذي يمكن اعتباره حادثة فريدة في التاريخ العربي والاسلامي وهو سلطة الشورى , حيث عين عمر بن الخطاب ستة من الصحابة ليختاروا واحدا منهم يكون خليفة , ونتج عن هذه الشورى رغم بعض الملابسات التي حصلت اثناء عملية الشورى ان عين عثمان بن عفان كخليفة للرسول وللشيخين من بعده
, اما النوع الرابع من السلطة والذي سنطلق عليه بسلطة الامة او الاختيار الطوعي , فيتمثل بسلطة علي بن ابي طالب , الذي اختارته الجماهير الثائرة , وهي نفس الجماهير التي قتلت عثمان بن عفان , من دون ان يجبرها احد على اختياره , اما النوع الخامس من السلطة , والذي لابد ان نسميه بسلطة الامر الواقع , او سلطة الاستيلاء بالقوة , فيتمثل بما اسسه معاوية بن ابي سفيان من سلطة , وقد سارت الدولة الاموية على هذا النهج ثم تبعتها الدولة العباسية والعثمانية ثم الانظمة الشمولية الراهنة التي استمدت اسسها الشرعية من ذلك النظام
وقد ظل هذا النوع من السلطة هو الاكثر شيوعا وممارسة واستمرارية , حتى ان النص الديني اضطر ان يجد لهذاالنوع اساسا شرعيا , تحت قاعدة من اشتدت وطاْته وجبت طاعته

في مقابل ذلك وعند الفرق المعارضة لفريق الارثذوكسية السنية , تبلور نوع من السلطة مغاير تماما للانواع السالفة الذكر , فالسلطة عند الارثذوكسية الشيعية , تقترب من المفهوم اليوتوبي الذي لا يكاد ان يجد له موضع قدم في ارض الواقع , وتتمثل بنوع واحد فقط , وهي سلطة المعصوم المنصب والمنصوص عليه من الرسول ومن الله , ورغم ان النموذج الشيعي للسلطة , يكاد ان يحاكي تجربة علي بن ابي طالب القصيرة في المدة التي حكم بها , الا انه عمم هذه التجربة واعطاها من الاستمرارية والديمومة , عندما منحها للمعصومين من ذرية علي بن ابي طالب
اما الخوارج , فيكاد ان يكون نموذجهم للسلطة ان يقترب من النماذج الحديثة , عندما قرر ان السلطة تمنح للاكفاْ فقط ولم يشترط قرشية الخليفة او قرابته من النبي او الصحابة
بعد هذا الاستعراض البسيط للنماذج السلطوية الاسلامية , المتنوعة والمتنازعة فيما بينها , أي نموذج يريده الاسلاميون , فاذا كانوا يربدون نماذج حديثة للسلطة , الا يمكن ان يتبادر الى اذهاننا كوابيس دولة طالبان الاسلامية وحركة الشباب الصومالية , والجبهة الاسلامية في الجزائر ودولة العراق الاسلامية , وغيرها من النماذج سيئة الصيت , والتي ستدفع كل مراقب محايد ان يدق ناقوس الخطر من تلك النماذج التي يراد لها ان نتؤسس سلطة الله في الارض , تلك السلطة التي تملا الارض دما وررؤسا مقطوعة بعد ان كانت تمتلا بالطواغيت والجلادين والسجون والاعتقالات والاغتيالات وتكميم الافواه
ترى ؟ ما هي النماذج الحديثة التي يودون ان تكون قدوتهم الحسنة , واي صورة مصغرة يمكن ان يرسموا لنا مادامت نماذجهم الحديثة ما ثلة في الاذهان , وما دامت نماذجهم المثالية تثير كوابيسا من الرعب والهلع في نفوس واذهان كل المجتمعات الانسانية فضلا عن المجتمعات الاسلامية نفسها ؟؟؟



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الحرف الناطق
- التضحية بالقائد بدل الخروف
- اوتار سومرية
- العلاقة بين الدين والجنس ( الجزء الثاني )
- العلاقة بين الدين والجنس ( الجزء الاول )
- سلام عبود يكتب عن ثقافة العنف ثم يدعو الى العنف
- حذاري ان يتعرض الشعب الليبي لما تعرض له العراق
- العراق بحاجة الى اصلاح وليس الى ثورة
- الخطاب الاخير للقائد الضرورة
- الانتفاضة في ليبيا بداْت والنظام يتستر
- انتفاضة البحرين المنسية
- قصيدة بنو النيل
- انتفاضة الشرق المتاْخرة
- تحية وداع للرئيس زين العابدين بن علي
- منابع التكفير في الاديان ,, الجزء الخامس
- اوان الحمى
- منابع التكفير في الاديان , الجزء الرابع
- منابع التكفير في الاديان - الجزء الثالث
- منابع التكفير في الاديان الجزء الثاني
- منابع التكفير في الاديان


المزيد.....




- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان الركابي - هل يوجد نموذج لحكم اسلامي متفق عليه