حكامنا العرب

عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 23:19
المحور: الادب والفن
    

حكامنا وجوههم مقابر
يؤمنون بالعَرافهْ
عارفُ الأشياء في أْعَرَافـِهم , أعْــوَرٌ دَجّالْ
يُقال أنــّه , عارف الأسرار ْ
يُــعَبِّدُ الطرقات ِ من أمامهم ,و يَعْرِفُ الأمثالْ
هم أيـْقـَنوا أنّ الله َ, من أجل كراماتهم , يـُنزِّل المطرْ
ويخلق كيف ما يشاؤون من بشر
بشر يركعون , يستافون تــُرَبَ أقدامهم
وعلى مقاسات ِ نعالهم , تـُحَدّد الأوطان
ويَهـِبُونَ لهم عطايا بالمجانْ
كرماءُ حكامنا000
يذبحون - ما يشاؤون- من رجال و نساءْ
ويسلخون جلـْدَهمْ
ويبقرون برحمة ٍ بطونـَهمْ
ويجلدونهم بكلِّ توءدة ٍ بالكهرباءْ
ويصنعون لهم أظافرا ً جديدة ً
وحناجراً أنيقة000
ويُقَطـِّعُونَ ما شاؤوا من ألسنة ِ البُغـَاة ِ , من رُعاتـِهمْ
أكرمُ من في الأرض ِ حكامنا
يذبحون شعوبَهم , كما تـُذبحُ الأنعامْ
وَيُقْسمونَ أنّ رعاتـَهم كرام , يفدونهم بالدماء
حكامنا كؤوسهم من ذهب
وفيها يشربون دمْ
فهم يحترمون كلّ الناس
الصغير والكبير , والغني والفقير
ويمنحوهم شرف الهتاف باسمهم
* * *
حكامنا يَشْوَون للضيوف ِ , أجمل الفتيات والفتيانْ
وَيَتسلّون بلحمهم , تماما ً مثل مضغ " القات " 0 (1)
حكامنا أنبل البشر
لا يترددون من أجل واجب ضيوفهم
من قتل البغال , والحمير
حكامنا , يالحكامنا الأكابر
يربطون أبناء شعبهم بالسلاسل
ويضحكون ويسخرون من موت أحفاد عمر(2)
ويسوون قبره بالأرض , احتراما ً لجلالة الضيوف
خوفا ً عليه من أن يشنق ثانية ً
حكامنا شطـّار
مؤمنون هادئون طيبون
يَظهرون على شعوبهم في التلفاز , في الليل والنهار
لِيـُعَمّمُ الأمن والسلام , في بلادهم
وينام الشعب آمنا ً
ويعزفون له الألحان ,على وترِ البارود ِ, والرشاشْ
ويُكثرون لأمنه ِ صوتَ المدافعْ
حكامنا ككل الناس الطيبين , يحبون أطفالهم
ويسردون لهم أجمل الحكايا, عن أمجادهم
وحكمة , أجدادهم , الأولين , والآخرين
أين لشعوب ِ العالم, أن يجدِوُا , مثل حكامنا الطيبين؟
* * *
نحن الوادعون, الطـِّيبون نحبهم , ونحب كل ّ ما فيهم ْ
رافعين رؤوسنا عاليا ً بهم , مفاخرين الشعوب والأمم0
حكامنا مقدسون في الوجود والعدم
يا لحكامنا الطيبين , كمْ أحُبُّهـُمْ
حتى الذي يصدرون من روائح , نغمْ
كيف لا وهمْ , سادة الأممْ0
وجد جد الجد من جدودهم 0
يلبس الحرير " والدمقسْ" (3)
ويحملُ الصولجان , كأجمل ِ ما يُليق بكرامة ِ الإنسان
ينامون على وسائد الحرير
كما يليق بحاكم ٍ أمير
وشعوبهم كلّ شعوبهم , تجدُّ في الليل, والنهارْ
حكامنا يا سادتي , يُوَزَّعون وطنية, لكلِّ الناس
ويضربون المثـَلَ, في كرامة ِ الحاكم المِقـْدَامْ
وكيف يَعِزُّ شَعْبَهُ
وَيَسْهرُ الليل َ و النهارْ
على أمن ِ الصغار والكبارْ
تحسدنا الشعوب كـُلّها , على حكامنا الأفاضل
وكيف يُمَرِّغون وجوهنا بالوحل , ونحن صاغرون
كيف لا !!
ونحن نحبهم حكامنا , ونجعل من أحذيتهم لوجوهنا مقاسْ
يتضرعون في الليل والنهار
وادعون طيبون أنقياء
طاهرون مثل يوسف , من دم البغاءْ
ساجدون , عابدون , راكعون , لوجه ِ رَبـِّهم
كما تركعُ شعوبهم تماما ً , تحت نعالهم
* * *
لا فرق سوى أنَّ الرعية , أكثر جلالا ً في الركوع
لا ذل َّ في بلادنا يعيش
والكل مُنَعّم ٌ , بحماية السادة المنعمين0
ادعوا لهم جميعا ً قولوا معي آمين0
آ00000مين
* * *
حكامنا وجوههم مقابر
عيونهم دفاتر
أسنانهم مناشر , تغوص في الجثث
يحصون بلادهم بالشبر
ويكتبون أسماء من ماتوا , ومن لا يزالون في المهد
حكامنا لا يخشون من الصغار, حين يكبرون
لأنهم وهم في المهد ( مُلقـَنون )
فطاعة الحكام واجبة
لأنّ شيوخنا في الفقه , يفتون للحاكم المطاع
وقتل من لا يأتمر بأمره مُشَاعْ
قولوا مع أسيادنا آمين
ليحفظ الله ُ حكامنا
ويحمي نعالهم من التلف
ويُكثرُ لهمُ الخلف
ليستمر ّ نسلهم
ونظل نحن " راكعون "
ادعوا لهم جميعا ً
قولوا معي آمين 00 آمين 0

(1) القات – نبات يمضغه أهل اليمن للمتعة 0
(2) عمر – هو المناضل الليبي – عمر المختار حولوا قبره في عهد القذافي خوفا منه وهو ميت 0
(3) " الدمقس "- " قماش دمشقي0
(4) من أجل بعض التقنيات الشعرية , يرجى العودة إلى البيان الشعري المكتوب في موقع الحوار المتمدن0
في 22/10/2011 0

#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل