أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - سيدة الألم














المزيد.....

سيدة الألم


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


سيدة الألــــــم

إهداء : إلى فاطمة – "السلمية"
* عايد سعيد السراج

أنت ِ سيدة المطر
رائعة أنت ِ , ملهمة ٌ للبشر
حين تغرق النساء بالبكاء
تقطفين أجمل الورود
أنت ِ سحر في العطاء
بل أنت ِ حُبٌ منتظر
تنثرين الحب ّ في أيقونة المساء
مجبولة بالهم , محسوسة كالوهم0
يا أنت ِ يا00 رائعة في الفكر
مقدامة ٌ تُلَوِّحُ لحسنها
كما تلوح السماء للغيوم
تمشي بتَوءْدَة ٍ على أعصابهاِ
وتكابر حين يقـْـرُصُها الألم ْ0
وتحزن تارة ً
وتارة ً تضحك من حزنها
وتلوح بقدرَة ٍ عجيبة
تُكابر السماء
وترفض ما يجادل المنطق , من ْ وَهَم الأشياء
كما هي دائما ً لا يفهمها بشر
وكل من حولها, يسبحون في غبائهم
كما يسبح الخلد, في محيطه
متوهما ً أنـّه , تجاوز المحيط والزمن ْ
وتنثر حين تنثر آلامهاِ
فتِحسُّ بها الأحجار ُ, والأشجارُ , والأطيار ُ
والذي من جنسها , تراهُُ ضاحكا ً على الألم 0
وفاغرا ً فاه كسحلية , غبية , تطارد الوَهَم ْ 0
فكيف لي أن ْ أصف الألم , يا سيدة الألم 0
حتى الفِرَاشُ يُملْمِل الأشواك َ من تحتها
وكذلك يململ الحنين
فكيف أنت ِ تصبرين 00؟
وما أيوب إلا صابرا ً 0
خلقه الإنسان من وَهم ٍ 0
ومن الذي يتجرأ على شغاف قلبها
وهو يضخ فرحا ً من ألم0
وينساب تارة في الحنين0
وتارة ً تراه ُ هاجما ً
كما تهجم طرائد ٌ مذعورة ٌ
مكسورة الجناح
في عبهاِ الشجي ْ
لتذهب العيون ُ صوب َ اليمين , والشمال ْ0
راجفة كأنّها تُريد أن تقول ما يقال ْ
فيسقط الكلام من فمها , ليرسم السؤال0
فيضحك السؤال من نفسه
لأنّ جوابه سؤال
وهكذا تشتد أعصابـها , كما الأوتار
بألم ٍ مخيف
ألم ٌ لا يعرف الجواب والسؤال0
يظل ُّ هكذا مفتوحة ٌ حروفه ُ على الحياة
يهزأ من الحياة والممات
ويرشف الألم
فالنوح في أعرافها معيب
والبكاء شيمة المهزوم
والألم المخيف ينتابها ليفرَح الألم0
كمن ْ يتجرع ُ بعض سم 0
فلا وجود في أعرافها سوى الألم0
والحنين يقــَتــْلُ كل ّ صغائر الحياة
ليضحك الألم ْ0
ويفرح الألم ,
ويحزن الألم ْ 0
حينها لا تحزني , وارتدي قبعة المساء
فالليل ساهر لا ينام
واقطفي منه وردة ليلية
ليست كوردة الهموم
أو وردة العشاق
يهدونها لبعضهم , مجبولة ً بالدم 0
أو كلونه حينما يفور في العروق
فالهُزْء في الأشياء , تماما ً يا سيدتي , مثل حبها0
أو كرهها0
أو نشوة الصراخ في أعماقنا
تنام في سكون
كمجرم يخاف في الطرقات أن , تفضحه ُ العيون ْ
فَيَلُمُّ جَسَدَهُ الغبي ويختفي
باحثا ً عن المجهول
تصطاده الأوهام
ويظل فازعا ً من ناسه
لاطيا ً إلى المجهول 0
متلذذا ً في نشوة الغباء بانتصاره
وفي أعماق ذاته تَقْتُلُهُ الهزيمة
لأنه ّ لا يعرف الألم0
لا أريد قولها
لكنه سرٌ لا يعرفه إلا من عاش في فضائه
فالحزن والأوجاع كلها بناته
لأنهّ دفين , ينام خافيا ً رأسه
لا يشبه الحزن , لكنه حزين 0
لكنه حزين 0
الرقة في – 1/11/2011م



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- * وطن ٌ كذاب
- شآم الكرامة 0
- المنتدى الثقافي الديمقراطي بالرقة / سوريا . ...
- يا مبارك , لماذا بدلت المعارك ؟
- صباحك ِ ُ فلُّ مهداة : إلى طلّ الملوحي
- الحوار المتمدن رمز للمعرفة والحرية
- قناة الجزيرة , أخطر من القاعدة , وأَشَرُّ من الفتنة
- ميشيل عون / الصغار وما يسطرون
- رمضان كريم
- رصد الأحوال الشعرية في القصيدة العربية , في النصف الثاني من ...
- ملائكة الملل
- الأغنياء يزدادون غناً والفقراء يزدادون موتاً
- رجلٌ معصوم ٌ من كردستان - الإهداء إلى : عصمت محمد
- أحزاب لبنان والعراق تتعارك وكأنها دول
- ليس من كلٍ نريدُ جهده فقط
- مصطفى حقي – يعلن توبته, عن عدم الكتابة
- المرأة رسول الشيطان 0
- تجار الطائفية هم خونة الوطنية
- محمد إبراهيم الحاج صالح , - وقمر على بابل -
- أمي التي حمتنا صغاراً من الذئاب0


المزيد.....




- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...
- طريق الحرير.. القصة الكاملة لأروع فصل في تاريخ الثقافة العال ...
- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - سيدة الألم