أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!















المزيد.....

العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!


التعايش الصعب بين الأقاليم .. صورة العراق عشية الانسحاب الأميركي


رغم أنّ محللين ومراقبين كثيرين عللوا تصاعد حمى "الأقلمة" في المنطقة الغربية من العراق وغالبيتها السكانية من السنة العرب إلى عاملين: حملة اجتثاث التدريسيين في وزارة التعليم العالي وحملة اعتقالات لضباط سابقين وأعضاء في حزب البعث المحظور، فإن اتفاقا يكاد يكون شاملا ساد على مستوى الرأي العام مفاده تحميل مسؤولية ما يحدث للاحتلال الأميركي الذي فشل في إقناع بغداد بالتمديد لجزء كبير من قواته فبدأ بتفجير الألغام الطائفية خلفه. حملة الاعتقالات، كما سربت مصادر حكومية، جاءت بعد حصول حكومة المالكي على وثائق سرية من حكام ليبيا الجدد المتحالفين مع الناتو تؤكد أنّ البعث كان يحضر للانقلاب عليها بدعم من القذافي. جهات سياسية عديدة هاجمت الحملتين ولمحت إلى أنهما لا يخلوان من رائحة التمييز الطائفي. المالكي رد على هذه الإدعاءات بالقول إن عدد المعتقلين في الجنوب "الشيعي" يفوق الذين اعتقلوا في المنطقة الغربية. لكنْ، ثمة تداخلا شديدا بات يحكم العاملَين الطائفي والسياسي و يجعل من الصعب معرفة أين يبدأ الأول و أين ينتهي الثاني.
الحديث عن الإقليم السني ليس جديدا، لكنه تصاعد مع اقتراب رحيل قوات الاحتلال، أمر دفع بعض المعلقين إلى القول إنّ إتمام الانسحاب سيجعل أصدقاءه في المنطقة الغربية مكشوفين وفي موقف المستهدف الضعيف. اتخذ مشروع الإقليم هنا منحى تنفيذيا مختلفا: بادر المجلس المحلي لمحافظة صلاح الدين ومركزها تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، واتخذ قرارا بأغلبية ساحقة لإعلان المحافظة إقليما مستقلا إداريا واقتصاديا. المبررات المباشرة التي سيقت، استندت إلى اعتقال الضباط و الحزبيين البعثيين ومن ثم نقلهم إلى بغداد وهو ما كان ليحدث لو كانت صلاح الدين إقليما! بعض القانونيين خطّأوا الإجراء وقالوا ليس من حق المجلس المحلي لأي محافظة اتخاذ قرار كهذا بل أنّ من حق ثلث أعضائه أو عُشر الناخبين الدعوة إلى إقامة الإقليم وإجراء استفتاء عليه. محافظ نينوى، ومركزها الموصل، هدد من جانبه بأن المحافظة ستعلن نفسها إقليما أيضا. الشيح أحمد أبو ريشة زعيم حركة الصحوة قال إن محافظة الأنبار تدرس حاليا هذه الإمكانية. ردود الأفعال على هذه التطورات تنوعت بشدة: نائب من كتلة المالكي هو جواد البزوني أيد قرار مجلس صلاح الدين لأنه ( سيحل الكثير من مشاكل المحافظة ) ولكن المالكي قال إنّ مجلس الوزراء سيرفض القرار المذكور ( كونه قائم على خلفية طائفية ولحماية البعثيين وخلفيات أخرى غير واضحة) على حد تعبيره، واصفا المحافظة بأنها ( نار تغلي تحت الرماد) وأن هذا المشروع ( سينتهي إلى تقسيم غير دستوري ومن حقنا أن نعارضه لأنه سيتبعه تهديد بقطع المياه والطرق بين بغداد والموصل وكردستان وهذه مقدمات للانفصال) مؤكدا أن أهالي صلاح الدين سيرفضون المشروع. نائب عن التحالف الكردستاني هو فرهاد الأتروشي ربط بين هذه الخطوة وبين تصريحات عرّاب مشروع الإقليم في المنطقة الغربية أسامة النجيفي. المفاجأة جاءت من حزب البعث المحظور بجناحيه الدوري والأحمد، فمع أنّ قرار مجلس صلاح الدين وتحركات الساسة العرب السُنة في المحافظات الأخرى جاء بوحي من التضامن مع الحزب بوجه حملة الاعتقالات الحكومية ولكن وسائل إعلام الحزب شنت حملة شعواء ضد المشروع حتى قبل أنْ يعلن مجلس صلاح الدين قراره الأخير. اتهم الحزبُ رئيسَ مجلس النواب أسامة النجيفي ورجلَ الأعمال الأنباري خميس الخنجر الممول الرئيس لقائمة "العراقية" و نائبَ الرئيس طارق الهاشمي، انضم إليهم في ما بعد - بحسب بيانات البعث - الإعلامي و رجل الأعمال سعد البزاز، اتهم هؤلاء بقيادة مشروع خطير لتقسيم العراق طائفيا، ولكن الحزب برَّأَ إياد علاوي وصالح المطلك منه. وقد ذهبت بعض المصادر والأقلام البعثية بعيدا في رفضها وتنديدها بهذا المشروع كما فعلت صحيفة "الرشيد" الإلكترونية البعثية والتي وصفت أولئك المسؤولين المتنفذين في مجلس محافظة صلاح الدين بأنهم ( ذوو تاريخ أسود وعملاء، خانوا الرئيس الأسبق صدام حسين الذي جعلهم أسيادا على العراق وهم اليوم يخونون العراق ).
أصوات عديدة من داخل التحالف الوطني"إسلامي شيعي" أيّدت حملة الأديب لاجتثاث الأساتذة وحملة المالكي لاعتقالات البعثيين والضباط، وزاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فدعا إلى المزيد من إجراءات الاجتثاث كما أنه دعا مجلس صلاح الدين إلى التراجع عن قراره. المتمعن في تفاصيل المشهد العراقي سيلاحظ في أعماقه شيئا آخر يعاكس الصورة السطحية فالسياسيون العرب السُنة، الذين باشروا تنفيذ مشروعهم للأقلمة، قاموا، و دون أن يقصدوا ربما، بتشكيل إقليم طائفي موَّحَد للشيعة في الوسط والجنوب بعد أن كانوا في الماضي يصفونه بـ"المؤامرة الكارثية التي تدعمها إيران المجوسية" ، والتي لا يمكن تبرئتها تماما من ذلك.
عمليا، بدت الصورة كالتالي: الأكراد يتمتعون بإقليم مستقل فعليا منذ عقدين تقريبا، والإقليم السُنية الثلاث ستكتمل قريبا. وهكذا، ستبقى المحافظات الوسطى والجنوبية التسع ذات الغالبية العربية الشيعية في حالة إقليم موحد واقعا ولا ينقصها إلا القرار والإجراءات التنفيذية الروتينية. هذا الأمر هو ما أبهج الكثيرين من الطائفيين الشيعة بعد أن اختنق مشروعهم القديم لإنشاء إقليمهم الطائفي والذي دعا إليه زعيم المجلس الإسلامي الأعلى الراحل عبد العزيز الحكيم في السنوات الأولى من الاحتلال. يعتقد محللون أن العامل المغري لدعاة هذا الإقليم الشيعي هو أنه يضم المحافظات النفطية الثلاث البصرة والناصرية والعمارة، و أغلب المحافظات الزراعية التي هي، في الوقت ذاته، الأكثر تخلفا في بنيتها التحتية على مستوى العراق وفي معاناتها خلال عهد النظام السابق. غير أن عامل الإغراء هذا، ربما سيتحول سريعا إلى عامل تنفير للكثيرين من ساسة وجماهير المنطقة الغربية ويدفعهم إلى التروي والتعقل ورفض مشروع الأقلمة إذ أنّ أحدا لن يضمن لهم في المستقبل تقاسما متساويا للثروة النفطية والغازية إذا ما قرروا الانعزال بإقليمهم عن الجنوب الغني. مضاف إلى هذا، أن المناطق الغربية مناوئة تقليديا لفكرة الأقاليم و التقسيم وذات تراث سياسي قومي شديد الحضور. صحيح أن حملات الاعتقال والاجتثاث كانت مؤذية وظالمة في أغلبها، ولكن الانعزال في إقليم لمجرد تفادي هذه الإجراءات لن يكون ثمنا معقولا. هذا المعنى كرره قيادي في أحد الأحزاب الإسلامية الشيعية في البصرة حين قال (إن إقامة إقليم من محافظة أو أكثر حق مكفول دستوريا، ولكن إذا أرادت جهات سياسية تحويل محافظتها إلى مملكة خاصة تعلق فيها صور وأعلام صدام حسين وتستفزنا في شهدائنا فعليها أن تعلم أنّ السخاء القديم في توزيع عائدات نفط وغاز وزراعة الجنوب سينتهي إلى الأبد).
على مستوى النخبة، يعول كثيرون على أنّ حقائق الواقع العراقي ومنها التوزيع الجغرافي غير المتوازن للثروات والتاريخ المشترك عميق الجذور للعراقيين العرب الذين يشكلون أكثر من 80% من السكان، قد تقنع الغالبية العظمى بالسير في طريق الحوار والاندماج وإطفاء الحرائق التي سيشعلها أصدقاء الاحتلال بعد انسحابه، و التخلي عن العقلية الثأرية والإقصاء الطائفي من جهة، وعن عقلية الدفاع عن التراث القمعي للحكم البعثي ورموزه من جهة أخرى، وإلا سيظل الموتى يحكمون ويتحكمون في العراقيين الأحياء من رواء قبورهم ويتسببون بإشعال المزيد من الحرائق!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور في قضية كركوك: هل كان عوناً أم فرعونا؟ /ج2
- مع قتل القذافي ..العراقيّون يستعيدون إعدام صدّام
- لتكن كركوك أنموذجا لعراق المستقبل والمواطنة الحقة !/ج1
- الشهرستاني يدافع عن صفقة -غاز البصرة -شِل- معترفا ضمنا بعيوب ...
- الحدث السوري بعيون عراقية
- مجلس السياسات المستعصي
- أسرار المشهداني لم تحرك ساسة بغداد
- المعلم التركي والدرس الكردي -غيرالعويص-
- هدايا كويتية -مسمومة- قد تطيح هوشيار زيباري
- تحذير لنائب المالكي يثير الذعر: العراق سيُحْرَم من نصف مياهه ...
- العلوي بين فلسفة التاو الصينية والمتصوف النُفّري/ج2
- العلوي وفلسفة التاو الصينية : بين المطلق الصيني والآخر الإبر ...
- عزّت الدوري يعزّي البرزاني فيثير غضب البعثيّين
- هل أحبط المالكي انفصالا عشائريا في الأنبار؟
- مجزرة «النخيب» العراقيّة: طائفيّة وعشائريّة وغياب للمركز
- -تطوير- غاز البصرة : صفقة مشبوهة مع -شِل- وكارثة يتحمل مسؤول ...
- أتهم جلال طالباني وآخرين باغتيال هادي المهدي!
- خرافة -جاموس الحجاج- وحقائق التراث الرافديني
- كيف قرأ الراحل هادي العلوي التصوف الإسلامي -القطباني- وتجربة ...
- عقود المشاركة في إنتاج النفط العراقي: سرقات وفق القانون/ج3


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!