أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - المنبطحون والأدعياء - أدعياء العلمانية - .. و حديث الخرافة















المزيد.....

المنبطحون والأدعياء - أدعياء العلمانية - .. و حديث الخرافة


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلال الأشهر الثمانية التى مضت منذ تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 .. وأنا أقرأ مقالات وتطالعنى عناوين غريبة .. وأرى من كنت أظنهم علمانيين ناصريين ويساريين وليبراليين إلخ .. أراهم ينبطحون للعجل السلفى الإخوانى إرضاء للمجلس العسكرى وإرضاء للحكام الجدد القادمين (أى الإخوان والسلفيين) .. وربما إرضاء لنعرة دينية إسلامية نقحت عليهم ، وقضت مضاجعهم فجأة .. فالذئب لا ينسى أبدا أنه ذئب .. والعقرب غلبه طبعه ولدغ الضفدع رغم أنه يعلم أن فعلته هذه ستغرقه مع الضفدع .. الطبع يغلب التطبع ..



ويقال إن مثل هؤلاء مثقفين ونخبة .. وحين تقرأ عليهم آية قطع اليد وآية الجلد وآية الحرابة .. وأحاديث تحريم الصور والمنحوتات والموسيقى والغناء .. تراهم يخلعون قشرة الثقافة المزعومة والعلمانية المزعومة .. ويظهرون على حقيقتهم .. مجرد متخلفين كالعوام والدهماء .. ما كان لهم الخيرة ! .. حين يقرأون أو تقرأ عليهم تلك الآيات والأحاديث ، لا يقولون إنها ماضوية وخطرة جدا ، وتنفيذها اليوم أو فى المستقبل بأكمله سواء كان قريبا أو بعيدا معناه سيادة الهمجية والتخلف والدمار والخراب فى بلادنا ..



لا يقولون ذلك ، بل يقولون كما قالت الخنفساء الأم وهى ترى أولادها الحشرات - الخنافس - القبيحة السوداء الصغيرة تسير على الحائط .. قالت إنه لؤلؤ يمشى على الحيطان ! ويكفرونك ويهاجمونك بشدة ويدافعون بشدة عن الحدود والأفكار الإخوانية السلفية ..



نفس مقولة الخنفساء الأم يقولها الإخوان والسلفيون أى أتباع ومؤلهى حسن البنا وابن عبد الوهاب والحوينى وحافظ سلامة ومحمد حسان إلخ ، يقولونها فى آلهتهم ...



ونفس مقولة الخنفساء الأم يقولها عامة وجموع المسلمين سواء كانوا مثقفين ونخبة أو غير ذلك - إلا قلة عاقلة - ، يقولونها فى عتابهم الرقيق الأقرب جدا للمديح - إن عاتبوهم أصلا - ، الذى يوجهونه إلى الإخوان والسلفيين . وهل يمكن الترفق بمجرم وإرهابى وتكفيرى وبلطجى باسم الدين ؟ هل يمكن وهل يصح ؟!



-- أشهر ثمانية جعلتنى أوقن أن الإسلام الهادئ الأليف اللطيف المتمدن العلمانى الذى أعتنقه أصبح دينا عدد أتباعه قلة فى هذا البلد وفى البلاد المحيطة .. كان دين غالبية المصريين فى الستينات .. كان دين غالبية المصريين منذ محمد على مرورا بالخديو إسماعيل ومحمود فهمى النقراشى وحتى جمال عبد الناصر .. ثم ظهر دين جديد اسمه أيضا الإسلام كان أنبياؤه وآلهته فى نفس الوقت هم الإخوان والسلفيون .. ساعد السادات ثم مبارك فى نشر هذا الدين الشائه البشع الإخوانوسلفى حتى غلب على المصريين - عبر فضائيات السلفيين وأشرطتهم فى الميكروباصات - وسلبهم عقولهم وسماحتهم وسلبهم الإسلام .. انهزم إسلامى وانتصر (إسلامهم الذى شبه لهم ولكنه ليس الإسلام) ... وانقلب المصريون وخرجوا من مصريتهم بفضل الإسلام الإخوانوسلفى ، فنظروا بعدائية إلى آثارهم القديمة الفرعونية وإلى آثارهم القبطية وإلى إخوتهم المصريين الأقباط .. ونظروا بعدائية للمقامات والأولياء والصوفية والغناء والنحت والتماثيل والموسيقى .. فجزا الله السادات ومبارك وطنطاوى شر الجزاء على ما فعلوه بمصر .. --



ذكرنا قبل ذلك أسماء هؤلاء الأدعياء - أدعياء العلمانية مثل الذين وجهت لهم كلامى فى مقالى (علمانيون يندمون .. ولكن لات ساعة مندم) .. هذه المرة لن نذكرهم ، بل سنذكر عنوان مقالتين لهما "يا أهلا بالإسلاميين المعتدلين فقط" .. و "يا أهلا بالإخوان" .. يكفيك أن تقرأ عنوان المقالتين وخصوصا المقال الثانى حتى تنبعث روائح نتنة عفنة من المقال ومن الحاسوب ومن كل مكان ، كتلك التى تنبعث حين تقرأ مقالات المحامين عن الإخوان والسلفيين والمبررين لهم فى جريدة القدس العربى ، وتتصاعد أبخرة الصرف الصحى ... إنها رائحة الأدعياء - أدعياء العلمانية والعلمانية منهم براء - ...



تريدون الانبطاح هذا شأنكم طبعا وحريتكم الشخصية .. ولكنكم محسوبون على التيار العلمانى للأسف ..



ما يهمنا فى الأمر هو الحديث الدائم والممجوج والمتكرر منكم ومن غيركم وأمثالكم ، حديث المديح لأردوغان والغنوشى وعبد المنعم أبو الفتوح وحازم أبو إسماعيل ... حديثكم إنهم إسلاميون معتدلون ونهضوا أو سينهضون ببلادكم .. أسألكم مخلصة : هل أنتم علمانيون حقا ؟ هل تصدقون أنفسكم وأنتم تدعون أنكم علمانيون ؟ أرجو من كل واحد منكم أن يقف أمام المرآة وينظر إلى نفسه ويفتح ذراعيه ويقول : يا أهلا بالإخوان .. يا أهلا بالسلفيين .. يا أهلا بالإسلاميين .. أقولها : بل لا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا بهم ولا بالمدافعين عنهم والمبررين لهم ..



قلت من قبل : إن كنت تدرى فتلك مصيبة ، وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم ..



إن كنت تدرى أن الإسلامى المعتدل هو حديث خرافة ، ورغم ذلك تحاول نشر تلك الخرافة ، فأنت إذن منهم وتعمل لحسابهم ، وإن كنت لا تدرى أنه كذلك ، فلماذا تفتى فيما لا تعلم ... هل تريد اختراع شخص من التيار الإسلامى - وما التيار الإسلامى سوى الإخوان والسلفيين - من نسج خيالك وعلى مقاسك .. طبعا هذا مستحيل ! ...



أين هو الإسلامى المعتدل ؟ ... أردوغان يعلم العقلاء والراسخون فى العلم أنه إخوانى أصيل .. يأكل علمانية تركيا ببطء وروية .. كقضم الدودة للشجرة .. هل ستأكلها فى يوم واحد ؟! .. إنه يأكلها دون أن يثير حفيظة الجيش التركى .. تماما كما تخدرك البعوضة أو البقة ليلا لتمتص دمك وأنت لا تحس بذلك أبدا ... إنها فنون النشل الإخوانى .. الإخوان نشالون محترفون للبلاد والثورات وكل شئ .. والغنوشى إخوانى متطرف طرده ونفاه بن على لتطرفه .. تونس فى عهد بورقيبة وبن على كانت جنة علمانية كاملة العلمانية ... الغنوشى لن يتحول فجأة إلى علمانى أو ليبرالى أو يسارى .. لو كنتم مكانه وعرض عليكم أحدهم أن تتركوا العلمانية وتؤمنوا بالإخوانية أو السلفية أو الصهيونية أو أى تيار يخلط الدين بالسياسة ، هل ستقبلون ؟ لا يمكن ، ولو قبلتم لم تعودوا علمانيين .. وهو كذلك لا يمكن أن يقبل أن يتجرد من إخوانيته .. سيمارسها عليكم ويفرضها حتى ولو سرا ولو بالتدريج ولو بالخبث والمكر .. وإن مكر الإخوانى والسلفى لتزول منه الجبال ..



التيار الإسلامى له ثوابت - سواء ادعى الاعتدال أم لا - لا ولن يحيد عنها ، نفذها عاجلا أو بسياسة النفس الطويل والأسلمة التدريجية ، فلن يتخلى عنها ، حتى لو كذب وناور وراوغ .. من هذه الثوابت إقامة الخلافة ، ومنها رفض النظام الجمهورى حتى وإن ادعى قبوله له أو استغله لاعتلاء سدة الحكم ، ومنها تطبيق الحدود الهمجية من قطع يد ورجل ورقبة وصلب وجلد ورجم ، منها تدجين المرأة وتركيعها وكبح جماحها وكسر أنفها بالحجاب والنقاب والجلباب إلخ .. منها التدخل فى السياحة ، وفى البنوك .. منها الشرطة الدينية .. منها الوصاية والرقابة السياسية والدينية على الإعلام والإبداع والفنون ...



إنكم بإدعائكم أن هناك إسلامى معتدل ، وهو حديث خرافة كما قلنا ، كمن يزعم أن هناك عقارب سامة وأخرى غير سامة .. العقارب كلها سامة ... إنكم تروجون حديث خرافة لخدمة الإخوان والسلفيين الذين تسمونهم ويسمون أنفسهم بالإسلاميين ...



تماما كخرافة الصهاينة عن الصقور والحمائم .. وكلهم صقور ..



تماما كخرافة اعتدال أوباما مقابل تطرف بوش الابن ..



تماما كخرافة ليبرالية عبد الله آل سعود مقابل تشدد بقية أسرته مثلا .. وليبرالية حازم أبو إسماعيل !! واعتدال سليم العوا !! وانشقاق عبد المنعم أبو الفتوح عن الإخوان وتبرؤ الإخوان منه !!



كلها خرافات لا أساس لها من الصحة .. ولكنكم تروجونها ببلاهة وغفلة وغباء وأيضا عن عمد وقصد ... فالمال يصنع المعجزات ولكن للأسف يستعمل فى الاتجاه الخطأ فى بلادنا ..



تماما كخرافة جمال وحلاوة وطعامة عهد الملكية البائدة فى مصر .. فلماذا قامت عليها الثورة إذن ؟! .. لو كنتم مثقفين حقا لعلمتم أن الغرب المتقدم ومعظم دول العالم قد تحولت وأصبحت جمهوريات ... فلماذا تدافعون عن كائن منقرض قديم انتهى زمانه عالميا وثبت فشله ولا يمثل رمزا للتقدم .. اسمه الملكية ...



لا أطلب منكم إلا أن تكونوا علمانيين حقا وناصريين ويساريين حقا .. لا تدعموا الإخوان والسلفيين (الإسلاميين) .. ولا تؤيدوا الإخوان والسلفيين .. ولا تمدحوا الإخوان والسلفيين .. ولا تبرروا لهم ولا تتحالفوا معهم ولا تدافعوا عنهم ولا تقبلوا بهم ولاتهاجموا من يهاجمهم .. كونوا علمانيين حقا وناصريين ويساريين حقا .. لا أدعياء ...




#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نروى قصة ! : 2011 عام أخونة ومسلفة الجمهوريات العربية
- المصادر التى استقى منها شكسبير مسرحياته
- علمانيون يندمون .. ولكن لات ساعة مندم !
- قصة قاعدة التمثال فى ميدان التحرير
- القصائد الأربع التى كتبها الشاعر الكبير نزار قبانى فى الزعيم ...
- عطش المسلمين اليوم للدماء وتمكن السادية منهم
- معانى أسماء الأنبياء
- تقاويم العالم : عن الزمن والأيام والشهور
- الجمهوريات لا دين لها : فساد مصطلح -الجمهورية الإسلامية-
- الجمهوريات والممالك فى أوروبا
- سر اختلاف رموز العناصر الكيميائية عن أسمائها
- مذكرات زوجة رجل سلفى إخوانى .. أى زوجة رجل متعصب ظلامى
- نحو نشر دواوين الشاعر السعودى الكبير عبد الحكيم العوفى فى مص ...
- تجسيم الدول وتشخيص الأمم والبلدان
- إلى الذين يريدون حجب المواقع الإباحية فى مصر !!
- الأزهر والإخوان والسلفيون يد واحدة .. يا على جمعة ويا أحمد ا ...
- أيها الإخوان والسلفيون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما ...
- الخيانة اختراع عربى بامتياز
- بمناسبة قرب ضم مصر إلى مجلس التعاون الخليجى : بكائية على وطن ...
- حصان المولد النبوى فى مصر .. الحصان الحلاوة


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - المنبطحون والأدعياء - أدعياء العلمانية - .. و حديث الخرافة