جمعة مافهمتونا عظم الله اجركم

احمد خلف الجعافره

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من المؤكد ان الرهان على اضعاف الحراك السياسي الاردني بتعين رئيس وزراء غير تقليدي وهو الرئيس عون الخصاونه هذه الشخصيه التي يحترمها معظم الاردنين ليس لمواقفه السياسيه المشرفه بل لمواقفه لوظيفته في المحكمه الدوليه وسواء كان هذا الاحترام مبرر ام يصعب تبريره الا ان المؤكد ان الاردني يعتز بالدرجات المتقدمه التي يصل لها ابنائه خصوصا اذا كانت هذه المراتب خارج الوطن ؛ هذا الرهان حمله بتفائل بعض المتنفذين داخل الدائره الرسميه الاردنيه مما حدى بصاحب القرار بتعين عون الخصاونه رئيسا للوزراء ؛ ورغم كل المميزات الفرقه لهذا الرئيس عن غيره من الرؤساء السابقين الا ان الرهان عليه سقط مبكرا أي مجرد ان اختار وزرائه من تلك الفئه والنوعيه او كما يقول بعض الاردنين من نفس العلبه أي علبة المولاه وتم استبعاد المعارضين من هذه الحكومه رغم ابداء الرغبه من قبل البعض؛ نعم سقط الرهان على هذه الحكومه ولذالك جائت جمعة (لم تفهمونا—عظم الله اجركم) هذا الشعار الذي تحول الى حقيقه على ارض الواقع صدحت به حناجر الاردنين في كافة المحافظات والالويه والبلدات بما فيها العاصمه عمان وكان واضحا للجميع ان ردت الفعل على هذه الحكومه زادت على غيرها من حكومات سابقه وهنا تكمن خطورة هذه الجمعه المفهومه في .
الجديد في مظاهرات اليوم هو خروج بعض المدن والبلدات التي لم تشارك سابقا في الحراك السياسي نذكر على سبيل المثال مسيرة ابناء كفرنجه ومسيرة الشوبك ومسيرة جبل الهاشمي في عمان ؛ هذه اضافه الى المسيرات التي جابت شوارع المدن الرئيسيه في الاردن ؛ ورغم ان عمان لم تشارك هذا اليوم بمسيرتها المعتاده حيث كانت تخرج من وسط البلد البلد بسبب عارض موضوعي وهو وجود فعالية المارثون التي اعتادة الدوله على تنظيمه كل سنه في مثل هذه الايام حيث اغلق الجهات المنظمه لهذا المارثون جميع الشوارع الرئيسيه في عمان وعلى رأسها شارع المسيرات التقليدي الممتد من جامع الحسين الى ساحة النخيل ؛ رغم ذالك عدم خروج محافظة عمان في هذا اليوم الا ان المؤكد ان المسيرات التي خرجت هذا اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان وزارة عون الخصاونه لم تحقق أي طموح لدى الشارع الاردني مما ادى الى استمرار المسيرات وحتى زيادتها في باكورة احتجاجات الشعب الاردن على هذه الوزاره الفتيه بزمانها العتيقه في سياستها ؛
واذا كان من دلالات لهذه الجمعه والتي وسمت بجمعة( مافهمتونا—عظم الله اجركم) فان اولى الدلالات التي نلحظها جائت مبكره أي بعد ان ظهرت تشكيل الوزاره الجديده حيث تكثفت الاتصالات بين الحراكين في كافة انحاء المملكه متسائلين عن جديد هذه الوزارة فكانت الاجابه شبه موحده عند الجميع ؛ لا جديد في حكومه تدعي الجده !وكانت الخطه العمليه مسيرات مميزه وشعار مميز في كل محافظات المملكه مسيرات تعبر عما يجول في خاطر كل ابناء الشعب الاردني فكان الاسم ما (فهمتونا )وهي تعني القطع في القول بمعنى انكم لن و لم تفهمونا وهذه رساله موجه لرأس النظام وليس لاحد آخر تقول بشكل واضح اذا كان ابن علي قد وقف خطيبا امام الجماهير التونسيه الغاضبه وقال :الآن فهمتكم وهذا اعتراف جميل من حاكم عربي تعود ان يمارس الدهلزه والكذب بكل انواعه الا انه عندما حانت ساعة الحقيقه اعترف بالخطأ الا انه كان متأخرا فقد سبق السيف العذل ؛ وما شعار الجمعه الحاليه (مافهمتونا) الا املا لدى الجماهير الاردنيه بان يتم فهمهم قبل فوات الاوان ؛ وفهم هذه الجماهير للاصلاح واضح كل الوضوح لايقبل المراوغه او وضع الرأس في الرمال وهي الملكيه الدستورية قالوها منذ اليوم اليوم الاول لحراكهم الميمون ولسان حال الحراكين في معنى تسمية جمعتهم هذه أنت لم تفهمنا لانك لم تشكل حكومه ااتلافيه قادره على اجتراح حلول لوضعنا السياسي القائم على الملكيه المطلقه التي هي مفسدة مطلقه ؛
اما لاحقة الشعار وهي( عظم الله اجركم) فهي تقول يكل صراحه لانكم لم تفهمونا فانه عظم الله اجركم بحكومة عون الخصاونه من الآن ولسان حالهم يقول لانك لم تفهم علينا فان مصير حكومتك هذه مثل الحكومات السابقه وهو مزابل التاريخ ولعنات الشعوب عليها فهل وسلت الرساله ام لازلت تحتاج لوقت اضافي لفهم مطالب الشعب .
اما الدلاله الاخرى لهذه ألجمعه فهي تاكيد الجماهير الاردنيه ان حراكها مستمر حتى يحقق جميع مطالبه ويخطيء من يعتقد ان حرية وكرامة الاردني يمكن شرائها برئيس وزراء مرضي عنه من قبل الدوائر الغربيه ؛فالرضا الوحيد هو تطبيق الملكيه الدستوريه التي توافق عليها جميع الحراكات السياسيه في الاردن ؛ وهي ليست مطلب ضبابي يمكن التراجع عنه مجرد تعين رئيس وزراء جديد وهي ليست مطلب لمجموعه دون اخرى بل هي مطلب الجميع من كافة الاصول والمنابت والمشارب الفكريه والسياسيه لانه لازمه وجوديه للدوله الاردنيه التي يسعى لتحصينها جميع المواطنين الاردنين .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل