أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - الحاقد الثائر!














المزيد.....

الحاقد الثائر!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 15:49
المحور: المجتمع المدني
    


كنا نردّد مكرهين أناشيد تضج بها مناهج لمدارس تنتهك الطفولة في زمن ديكتاتوري، جعل بعضنا يزداد غربة أمام آماله أبعد مما يكابده ويعايشه يوميا، وبغربات قسرية؛ في الشعر واللغة ومعنى الحياة النبيلة. في مرحلة دراسية متوسطة أذكر أني دخلت جدلاً مع أستاذ اللغة العربية حول بيت شعري للجواهري(قبل أن يحذف منجزه من المنهج المدرسي)، البيت مطلع قصيدة شهيرة له بعنوان"مفاتيح المستقبل" يقول فيه :" سلامٌ على حاقدٍ ثائـرِ .. على لاحبٍ من دمٍ سائرِ". وكان سلامه على "حاقد ثائر" يستفزني استفزازاً شبيهاً بما وضعته من عنوان لهذا المقال، حيث ما زلت أدوخ في جدوى التسمية وحرج الفصل الشاق بين الثوري والثأري، وبين الحقد على المُعاش والأمل المسالم والشفيف بالأفضل. ولا أكاد أذكر من تبريرات أستاذي أكثر من إنثياله العميق في متاهات التفسير واللغة، حتى كثرت بين يديه الحجج فلم يدر بأيها يبدأ، لكنه ختاماً لآخر نقاش قال لي:" ستكبر وتعرف الحكاية كلها". وها أنا أتجاوز عمر أستاذي بسنين عديدة ولم أجد ما يشفع للجواهري ولا من ذهبوا بعيداً في تفسير قوله بالأفعال (الحقودة) قصد الثورة.
تذكرت هذا وأنا أرى مشاهد نهاية الديكتاتور القذافي، واسمع ما يدور جدلاً بشأن نهايته الدموية المتوقعة، ليكون رضاي (كإنسان) عنها بحدود خيار الطاغية الشخصي لها، بعد أن مُنح فرصاً كثيرة لاختيار نهاية أخرى. اعتراضي هنا فقط على من جعله (حقد الثائر) ينتزع مسدس الطاغية الذهبي ليقتله به. الحادثة حصلت والتاريخ سجلها، وليتها تنتهي عند هذا الحد لتكون مسألة تخص فرداً واحداً أرتكب فعلاً لا يمثل الثورة نفسها، لأن من قاموا بها أعلنوا طريق العدالة، وهو يوجب المحاكمة المشروعة للطاغية ورموزه.
لعلّ نهايات الطغاة المتماثلة تبشر بحتمية قدرية إيجابية قادمة، فالمصير الحقيقي لنهاية طاغية ما ليست بقتله، بل بزوال سلطته وبأي سبب، فلا مسمى للطغيان خارج تلك الحدود، وبزوالها تكون الأدوات معطلة، ويكون الأمل الشعبي للمضطهدين رهاناً أكبر وأوسع من مواجهة الديكتاتور. لذا فالرهان الحقيقي لا يبدأ بعد قتل الطاغية، بل من لحظة زوال سلطته ونفوذ جبروته وسطوته، ووصل هذا الرهان ذروته في المشاهد التي شاهدها الجميع، فالجماهير التي كان القذافي يزوّر عنها تضامنها واحتشادها به، في ظل ما كان يدعيه أبداً عن (الجماهيرية الشعبية العظمى)، شوهدت وهي تملأه بالدم والرصاص.
أقول وبرأي شخصي إن القذافي كان دموياً مرعباً وليت نهايته الدموية باختياره هو تنهي سيول الدم، وأن الاعتراض الإنساني يحتم علي ومن يؤيدني أن نحكّم العقل والعدالة، احتجاجاً ديموقراطياً، يشفع له أن يرينا ثوار ليبيا مواقف إنسانية ووطنية، تصحح هذه الأخطاء وتشرع باستخدام "مفاتيح المستقبل" - من قصيدة الجواهري- وليس عنوان المقال.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوف المثقف
- مليون عام سوري..في خطر!
- تجاوز حكومي!
- عقود الوهم
- سرير المومياء
- جمعة أوسلو الحزينة
- طين ودين..بين مدرستين
- منهومان لا يشبعان!
- الصحة والأمان
- تعارض وطني
- جحيم الحياد
- قصف الخضراء!
- أرأيت الهجّة؛ يوم حجّ الطغاة إلى جدّة؟!
- رفقاً بالمساكين!
- رسالة إلى العم فيدل
- وزارة الوزير!
- إرهاب المرور!
- مبدعات عراقيات!
- شيخ الشباب!
- إعجاز ديموقراطي


المزيد.....




- روسيا تسلم أوكرانيا جثث الأسرى القتلى في تحطم طائرة -إيل-76- ...
- الأونروا: التعليم سيضمن عدم تحول أطفال غزة إلى جيل ضائع
- تقرير: حماس سلمت أسماء الأسرى الإسرائيليين وحالتهم الصحية
- وفد من حماس يغادر القاهرة وأنباء عن تبادل أسماء الأسرى
- ألمانيا تتجه لتغيير نظرتها للاجئين السوريين بعد سقوط الأسد
- تطورات جديدة في مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل و-حماس-
- مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: سوريا على مفترق طرق بين ...
- سوريا: ذهول وبهجة بعد تحرير سجناء من أحد أسوأ أنظمة الاعتقال ...
- مصادر فلسطينية:قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في بلدة يعبد ...
- قوات الاحتلال الاسرائيلي تشن حملة اعتقالات في عدة أحياء في ن ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - الحاقد الثائر!