أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - وزارة الوزير!














المزيد.....

وزارة الوزير!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 02:51
المحور: المجتمع المدني
    


ربما لا نحتاج تعريفاً لمعنى الوزارة كجهة حكومية تختص بتسيير قطاع معين وتديره وفق سياسات الحكومة العامة، ولا لتحديد مهام الوزير كسلطة لتلك الحكومة على وزارته؛ أميناً، أولاً، وفاعلاً محيطاً بما يجري في أركان الدائرة الكبيرة..لكن مثل هذه الاستهلال البديهي يصلح منطلقاً لفهم آلية عمل هذا المسؤول في دائرة يمكن أن يحولها إلى ديكتاتورية صغيرة، إذا علمنا إن الديكتاتورية هي أصل الفعل (dictate) أي (أملى)، ذلك الفعل الحاضر بقوة الإملاءات الشخصية ورغبات الفرد الواحد، مغتراً كصاحب نفوذ بفرض مطامعه وأهوائهم دون سقف، مادام القانون لا يضع اشتراطاته وسقوفه المقدسة.

الحديث لا يخص وزارة أو وزيراً بعينه، وهو عمومي خالص لوجه الواقع، وربما ينطبق على بعض وزارات العراق الجديد، حيث نطالع جميعنا أخباراً تعمّمها دوائر إعلام تلك الوزارات على وكالات الأنباء أو الصحف والمواقع الالكترونية، ولو دققنا فيها فسيتبيّن معنى دلالة الإملاء من قبل (سعادته)، فهو حاضر في عناوين أخبار متمحورة بالأساس على شخصه، ومصاغة بطريقة التعبئة الإعلامية لفردانية الساعي ترويجاً وكسباً لمصلحته، حتى لكأن كل ما حدث وأنجز جاء من فيض عطاءاته الخارقة دون شريك!.

المشكلة ليست في شخص الوزير وحده ، لأنه يريد للتاريخ أن يذكره بخير، فهو يكتب تاريخه بنفسه (على رأي تشرشل)، لكن المشكلة إن الكثير من وكالات الأخبار (المحلية) والصحف والمواقع الإلكترونية تضعها فكرة الخبر المصنوع والمرسل من الوزارة في رهان تخسره تلك الجهات وهي تنشر الخبر كما وردها، بصورة أملي فيها أسم الوزير عنوة، عبر أخبار وتقارير عن وقائع يفترض أن تشير غالباً إلى منجز الوزارة بأكملها، وليس جهد شخص من أزمنة المكرمات!.
الحال بالطبع أسوء بكثير حين نتصفح بعض المواقع الإلكترونية لوزارات يمكن وصفها بمستعمرات شخصية لأسم الوزير وفعالياته، ويغيّب فيها أي ملمح لجهد آخر سواه.. وسرعان ما يتغيّر الوزير ليذهب هو وتاريخه الشخصي أدراج الريح، فالقادم الجديد بحقيبته وكرسيّه، يحمل هم تاريخ شخصي يريد كتابته هو الآخر، ولن يكتشف فداحة المصير ما دامت انشغالاته راسخة بهذا الاتجاه كهم يومي. وفي وسط هذه التقلبات سيضيع أرشيف الوزارات إذ (كلما دخلت أمة لعنت أختها)!..

هذه المشكلة مشكلة وعي حضاري مدني يميّز الدولة المدنية عن دولة القبيلة، قبل أن يكون وعياً سياسياً يمايز بعض السياسيين عن غيرهم، فالوزير المراهن على عيش لحظته الذاتية بأي ثمن، إنما يمارس تجاوزاً كبيراً على واجبه الحضاري والمدني.

ومادامت القضية خاضعة لمقاييس ذاتية فان واجب الحكومة الرقابي يفترض شروطاً مبدئية على أدبيات الوزارت وما يصدر منها، وبقدر يضمن أن لا تتحول جميع الفعاليات والنشاطات والأخبار إلى طقوس دعائية تسبّح بأمجاد وزير الوزارة لوحده.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب المرور!
- مبدعات عراقيات!
- شيخ الشباب!
- إعجاز ديموقراطي
- البعث.. التأسيس دمشقي والنهاية أيضاً
- نقود الحكومة
- مبادرة صحفية
- الدفاع بالتبنّي!
- فن التغيير
- نوروز بوعزيزي!
- مرج البحرين!
- الإيقاظ بالكارثة!
- مغانم التاريخ!
- صحيح الدولة
- حق المحتج
- الشكر لمن حرَّرَنا!
- رحيل مبارك، عنا، وعلينا!
- نار الحرية
- زين الديكتاتوريين!
- الوقت الضائع


المزيد.....




- التلفزيون السوري يعلن سقوط نظام الأسد وتحرير دمشق وإطلاق سرا ...
- الاحتلال يواصل مداهمة منازل الفلسطينيين: اعتقالات واشتباكات ...
- شاهد.. المعارضة تحرر كافة المعتقلين من سجن صيدنايا بدمشق
- اعتقال وزير الدفاع السابق في كوريا الجنوبية على خلفية أزمة ا ...
- الأمم المتحدة: العراق اليوم أكثر أمناً واستقراراً
- الحكومة -متخوفة- من معسكر الهول: يشكل تهديداً كبيراً للعراق ...
- أذربيجان: اعتقال 6 صحفيين بتهمة تهريب بضائع محظورة
- كرامة: أول مهرجان عربي لحقوق الإنسان يعرض 99 فيلما عن العدال ...
- -ضربه على رأسه وأحرقه بسيارته-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- شهداء ومصابون باستهداف منزل مأهول بالنازحين بحي التفاح شرقي ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - وزارة الوزير!