أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - إعجاز ديموقراطي














المزيد.....

إعجاز ديموقراطي


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 08:40
المحور: المجتمع المدني
    


مصر.. بشعبها العريق؛ متمازج الأطياف والتقاليد والأجواء، يثبت في كلّ يوم إنه وريث صنّاع حضارة راسخة، بقي شذا مجدها يشعّ على العالم، حتى ليجمع من سيبحثون في الأمر على إن أي بيت في بلدان الحضارة والتقدم، لابد أن يكون فيه ما يحمل رمزاً للحضارة المصرية، أو كتاباً يضمّ صور تلك الحضارة ويتحدّث عنها.
بمثل هذا الإشعاع والمجد الواصل، يحق لنا كشركاء في الإنسانية واللغة والجغرافيا، أن نفتخر بمصر، لأنها تستحق الفخر وهي تصنع معجزة الخبر التالي :"رفض وزير المالية المصري سمير رضوان ووزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا دخول صالة كبار الزوار لدى عودتهما إلى القاهرة من خارج البلاد، وفضّلا إنهاء إجراءات وصولهما وسط الركاب. وشارك رضوان وأبو النجا في اجتماعات مجموعة الدول السبع الكبرى واجتماعات الربيع المشتركة لصندوق النقد والبنك الدوليين".
ويمضي الخبر بنقل صورة أكثر تفصيلاً: " و لدى وصول رضوان على الطائرة المصرية من لندن وقف في طابور الجوازات وسط الركاب رافضاً محاولات رجال الجوازات إنهاء إجراءات سفره، حيث قدم جوازه إلى الضابط بصالة الوصول وتسلمه منه بعد ختمه، وأصر على حمل حقائبه بنفسه لدى خروجه من الدائرة الجمركية، وعرض فتحها أمام رجال الجمارك الذين يتبعون وزارته. وقد وصلت وزيرة التعاون الدولي على الطائرة التركية القادمة من اسطنبول وخرجت وسط الركاب دون أيّة إجراءات استثنائية"..

هل ثمة أجمل من خبر يسجّل لمصر سبق ديموقراطية يستحقّها أهل هذا البلد؟.. وها هي مصر تعيد رسم صورة حكومات حقيقية تبقى في أجواء الشعوب، ولا تتعالى على واقعها، لتمنح نفسها استحقاقاً مميّزاً عن بقية شركاء الوطن الواحد. وهاهو الوزير لا يثبت فقط إنه عائد بكليّته - شخصاً ومنصباً- إلى الشعب، وهو طوع القانون، حتى وإن كان على رأس وزارة تؤتمن على تطبيق ذلك القانون، فهو أو المطبّقين له.

وللحق لا تحصها هذه الكتابة العابرة ، حسنات موقف يسرّ المطلعين بما سيورثه من أمل نفوس ركاب طائرة شاهدوا وعايشوا ذلك الفعل الحضاري، ومن سيسمعون بهذا الخبر ويرضون عنه، في نادر الرضا هذه الأيام!، ومن سينقلونه إلى بلدانهم من سائحين ووافدين للعمل، ومستثمرين ...والى ما لا يحصى من مغانم في تنافس الثقافات.
في الحسبان أيضا إن الخطوط الجوية التركية ستسجّلها ضمن أدبيات أخبارها، وكذا بقية الخطوط والمنشئات الجوية، كحدث يمكن أن يكون عابراً في أوربا، لكنه يوثّق لسبق إنساني وديموقراطي في المنطقة العربية ومحيطها، يمني البلدان الباقية تحت نير الديكتاتوريات والظلم، أن يروا مثل هذا المشهد في بلدانهم.

موقف يعيد إلى الروح قصيدة لحافظ إبراهيم يمجّد فيها مصر ليقول:

أي شيء في الغرب قد بهر الناس
جمالاً ولم يكن منه عندي

موقف سيباهي به أي موظف بوزارة يقودها مثل هذا الوزير القدوة، موظفاً آخراً من وزارة أخرى.. وهكذا ليشمل أمر تطبيق القانون والخضوع له، والمباهاة بفعل الخيرات، أصغر وظيفة في حمى تلك الوزارة ،وبإعجاز ديموقراطي .. يستحق أن يحرّف لأجله قول سابق للمتنبي عن مصر، ليصبح :" وكم ذا بمصر من المعجزات"..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث.. التأسيس دمشقي والنهاية أيضاً
- نقود الحكومة
- مبادرة صحفية
- الدفاع بالتبنّي!
- فن التغيير
- نوروز بوعزيزي!
- مرج البحرين!
- الإيقاظ بالكارثة!
- مغانم التاريخ!
- صحيح الدولة
- حق المحتج
- الشكر لمن حرَّرَنا!
- رحيل مبارك، عنا، وعلينا!
- نار الحرية
- زين الديكتاتوريين!
- الوقت الضائع
- إنّا معكم محتفلون
- الاجتماع السياسي العراقي
- وبالمسنين إحسانا!
- لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة


المزيد.....




- مبعوث الأمم المتحدة يدعو لتجنّب سفك الدماء في سوريا
- لماذا لا تمنح معظم الدول العربية جنسيتها للاجئين؟
- الجيش الإسرائيلي: نساعد حاليا في صد هجوم مسلحين على موقع للأ ...
- وسط جحيم الإبادة: نعمة وجنينها في معركة من أجل البقاء
- شهيد شمال القدس واعتقالات في الضفة واعتداءات مستوطنين
- المتحدث الوطني باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان لـ«الش ...
- أوضاع إنسانية كارثية مع تصاعد أزمة الجوع في جميع مناطق قطاع ...
- عراقجي: ممثل الامين العام للأمم المتحدة بيدرسون انضم للاجتما ...
- لافروف: اكدنا ضرورة تنفيذ قرارات الامم المتحدة بشأن الازمة ا ...
- هل تغلق الأونروا أبوابها في غزة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - إعجاز ديموقراطي