أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - تجاوز حكومي!














المزيد.....

تجاوز حكومي!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:48
المحور: المجتمع المدني
    


التجاوز فوضى، وأقسى أنواع التجاوزات؛ الحكومية منها، وما أكثرها!، إذ يفترض بالحكومة كمشرّع وبالدولة كحاضن للقوانين والتنصيصات القضائية أن يكونا أول المطبقين للتشريعات والقوانين والنصوص الدستورية، وأول المسهمين بتحقيق عدالة تنجز للدولة هيبة حضورها الأهم بصورة ضمير جمعي في المجتمع. مثل هذا الحضور سيكون منكسراً حين تخلّ الحكومة بمواعيدها الإدارية، ولا تبدو منصفة وهي تنشغل عن قضية بأخرى، حتى يختلط الأمر وتعصف الفوضى.
يبدو إن انهيار الدولة يبدأ من سلسلة وعود وتسويفات، تتعلق بشكلها وهويتها وماهية تعريفها، فعلى سبيل المثال العلم والنشيد الوطنيين الحاليين لم يعدا رسميين وذلك لتجاوز مدة تمديد سبق وان صوّت عليها مجلس النواب منذ سنة 2008، وهذا يعني إن العلم المرفوع فوق دوائر الدولة وعلى سفاراتنا في الخارج وبجوانب مجالس المسؤولين لم يعد رسمياً ودخل هو الآخر ضمن التجاوز الحكومي لوقت طويل، وبالنتيجة أصبح من الواجب دفع موضوعه إلى الأوليات.
إثارة نقاش القضية ليست ترفاً، ولا تتعلق بقطعة قماش ترفع عالياً أو نص شعري ولحن يغنى بروح الإجماع ويعتبر ممثلا لهوية البلد، بل حاجة جوهرية وتربوية ومنطلقاً لتثبيت أساس لمشتركات الوطن الواحد في وقت هو الأشد حاجة لمثل هذه الرموز الجامعة والمانعة لكل سوء، فالجدل المتواصل لأكثر من ثماني سنوات حول شكل العلم العراقي ومضمون نشيد البلاد وأغنيتها الوطنية الأولى المشتركة، يكشف عن تسويف طويل أربك الجميع في الخشوع تحت علم يعلمون زواله لاحقاً، وكأنه يشير إلى فترة انتقالية قلقة تسرّب هي الأخرى المخافة والخشية والترقب. أيضا ..بقاء العلم والنشيد مع كل منجز وطني جديد سيرتبط بالضرورة وذكريات ترسخ لتاريخها ليصبح من الصعب فصلها عنه، وهي ذكريات ربما تكون غير مكتملة لدى البعض لأنها خارج حلمهم بالعلم الوطني المستقر والثابت.
والسؤال المهم: هل إن قضية العلم قضية سياسية، أم قضية إدارية مستقلّة؟..وربما يكون الجواب على إن القضية لها صلب إداري أُخرجت منه بسبب سياسات عبثت بشكل العَلم وألوانه، فأصبح راية من حكموا وكان مرادفاً للظلم والتجبّر بعيون عامة الشعب. ولعلّ المحتوى والفحوى الإدارية في القضية هي ما سيخرجنا من جدل طويل، فالبرلمان العراقي يمكن أن يعتبر قضية معينة ما مهمة فيوحد لأجلها صفوفه ويبت فيها وبسرعة مفرحة (حتى وإن كانت في شأن إعلامي عابر!) ولكنه ربما لا يتفاعل وهذه القضية رغم تأجيلها المتواصل كل هذه السنوات، والأخطر حين يوكلها بدوره - ربما- إلى قادة الكتل، لندخل في دوامة لن تنتهي.
القضية كان فيها تنصيص دستوري بمعنى أن تنظم بقانون، وتلك حكاية أخرى ستكشف لنا حجم التجاوز الحكومي على الدستور؛ إذ بقيت الكثير من فقرات نصّه مسترعية لتنظيمها بقوانين قيد التأجيل المتواصل.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقود الوهم
- سرير المومياء
- جمعة أوسلو الحزينة
- طين ودين..بين مدرستين
- منهومان لا يشبعان!
- الصحة والأمان
- تعارض وطني
- جحيم الحياد
- قصف الخضراء!
- أرأيت الهجّة؛ يوم حجّ الطغاة إلى جدّة؟!
- رفقاً بالمساكين!
- رسالة إلى العم فيدل
- وزارة الوزير!
- إرهاب المرور!
- مبدعات عراقيات!
- شيخ الشباب!
- إعجاز ديموقراطي
- البعث.. التأسيس دمشقي والنهاية أيضاً
- نقود الحكومة
- مبادرة صحفية


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي شايع - تجاوز حكومي!