سؤال..للمرحلة القادمة..!!

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1047 - 2004 / 12 / 14 - 08:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

باختصار ما لم تحدث مفاجأة ..وسارت الأمور كما هو مخطط لها فأبو مازن هو..الرئيس القادم ..!!
لأنه ببساطة رجل المرحلة المتفق عليه أمريكيا وإسرائيليا وعربيا ولا أهمية للاتفاق عليه فلسطينيا..
أبو مازن سيكسب "المولد" وسيخرج منافسوه منه بلا حمص مع كل الاحترام لاجتهاداتهم ..ليس لأنه الأفضل ولكن لأنه من سلالة الأبوات المعظمة التي تحن إلى السياسة اكثر من المبادئ ،ويتعامل مع ممكن العقل أكثر من مستحيل القلب ..!!

* * *

ان مأساة الشعب الفلسطيني تكمن في انه يعاني الاحتلال بين مطرقة سلطة غائبة تبالغ في الواقعية وبين معارضة جامدة تبالغ في الرومانسية .
لقد اختار عواجيز زعامة حركة فتح مرشحهم للمرحلة القادمة بواقعية وبراجماتية طالما تجلت في كواليس أوسلو ..فهم يعرفون ماذا يريدون والأمر لا يعدو لديهم سوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه والمحافظة على امتيازات سلطة يقودون دفتها ولو على شبر واحد من ارض الوطن..، بينما تقف الزعامة الشابة من الصف الثاني والتي اكتوت بنار الانتفاضتين وراء البرغوتي مع قناعتي الأكيدة بأنه سوف يسحب ترشيحه اختيارا أو إجبارا .
وما يلفت نظري في موضوع الترشح للرئاسة هو ذكاء عمنا جميعا د.حيدر عبد الشافي ورفضه ان يلبس العمة لان تجربته في مدريد لازالت ماثلة للأعين ولانه أكبر من مجرد دمية..!!

* * *
ان انتخابات الرئاسة التي ستجرى في يناير القادم لن تعدو سوى كوميديا مبكية تعبر عن ديمقراطية الأقوياء لأنها تجرى تحت بسطار الاحتلال وتقترن بارادات أجنبية وعربية لاهم لها سوى دفن الجثة الفلسطينية والتخلص من ارث الحرب والهزيمة .
وستصبح شرعية الرئيس الجديد مرهونة بالرضا الاسرائيكي عن مرونته وتنازلاته وقد لا يستبعد ان يكون النزيل الثاني في سجن المقاطعة ان لم يتعاون بما يكفي .

* * *
والسؤال..
هل ستكون إسرائيل على مستوى الوعي وتوفر الأجواء والعطايا ما يحفظ ماء وجه الرئيس القادم..؟!
الإجابة غير مشجعة إذا أخذنا بالاعتبار تجربة "عباس" في رئاسة الوزراء اللهم إلا إذا كانت أمريكا بوش جادة في إنجاح الطبعة الثالثة من كرزاي .


*شاعر وكاتب فلسطيني

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل