ايام الندم..لمن؟!!

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 05:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يستطيع شارون أن يختار من الأسماء ما يشاء ،ويستطيع أيضا أن يقطف من زهورنا ما يريد..!! لكن مأزقه لن يجد له حلا في خنقنا والتفنن في قتلنا ،وإنما سيكون المخرج الوحيد الخروج اليوم قبل الغد من يومنا ،ولا أدري كم من الدماء البريئة سيسفك حتى يصل إلى هذه القناعة المحتمة .
المذابح التي يقترفها هذا أل"تجدعون"المتغطرس بحق الشعب الفلسطيني لن توقف بحال انطلاق الصواريخ من غزة على المغتصبات الجاثمة على صدورنا والتي تعد قواعد عسكرية أكثر منها تجمعات مدنية ..!!وكذلك فان الاجتياحات والتوغلات اليومية بما تخلفه من اغتيال سافر للبشر والحجر والشجر..لن يوقف المقاومة وهاتان المقولتان ليستا من باب التشنج والعناد بل من دراسة محايدة ومتأنية لمعطيات المرحلة الراهنة وإشارات التاريخ بات عدد متزايد من الإسرائيليين أنفسهم مقتنع بها .
إن الإفلاس السياسي للحكم في إسرائيل وقصر النظر دفع الجنرالات إلى رفع رايات النصر مبكرا جدا على الانتفاضة والتبجح بالقضاء عليها على شاكلة ببيانات احمد سعيد في حرب حزيران .وكان هذا الأمر قمة في التسرع والعنجهية وعدم فهم طبيعة المقاوم الفلسطيني رغم سنوات الصراع الطويلة .
ففي اللحظة التي يعتقد فيها العسكر الإسرائيلي انهم قضوا على المقاومة في مكان ما فان الرد يأتي مزلزلا وعلى غير المتوقع مما يدفعهم باحباطاتهم المتراكمةالى الإيغال في قتل الأبرياء إلى درجة الإبادة.
ولو نظر أولئك القتلة إلى الوراء قليلا لعرفوا بسهولة انهم لن يفعلوا بجبالنا اكثر مما فعلوا في جنين ومع ذلك فان أسطورة جنين لإنزال قائمة .
أنني أميل إلى الاعتقاد أن أركان الحكم في إسرائيل باتوا يعلمون جيدا انهم لن يستطيعوا قهر إرادة المقاومة الفلسطينية لانهم فشلوا في حرب المائة يوم والحروب الأخرى بمسهياتها الزاهية ولكنهم ليجرؤن على البوح بذلك لان فيه فقد كراسيهم ووجودهم السياسي المنطلق من أن القوة تفعل كل شيء .
أن العملية المسماة بأيام الندم لن تكون بحال ندما للفلسطينيين الذين ليس لديهم في الحقيقة ما يخسروه أكثر من ضياع أيامهم وأحلامهم وأبناءهم فلقد أغلقت أمامهم كل سبل الحل العادل واختنقوا بالمعابر والحواجز المذلة فلم يجدوا مفرا من المقاومة أولا وأخيرا .وعلى العكس فان الندم سيحيق بالإسرائيليين حكومة وشعبا لانهم يوغلون في طريق مظلمة موحلة بالدم والوحشية.. كلفتهم وتكلفهم يوميا القتلى والمال والمعاناة الكثير الكثير وان كانوا يبتلعون خسائرهم بصمت وسرية .
نعم انهم بلا شك يألمون كما نألم واكثر ويبكون كما نبكي ورغم صمت العالم وتواطئه على جرائمهم فانه لا طريق أمامهم إلا الخروج من وجودنا والابتعاد عن أحلامنا الصغيرة في البقاء ودون ذلك فلهم من دوننا أيام الندم..!!
* شاعر وكاتب فلسطيني*

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل