أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - ياوحدنا..














المزيد.....

ياوحدنا..


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:39
المحور: الادب والفن
    


يا.. وحدنا
"مع الاعتذار للشاعر الكبير محمود درويش"
بقلم/ توفيق الحاج

هم بدأوا من المطاط.. إلى الطلقات.. إلى قذائف الدبابات.. إلى قصف الاباتشي.. إلى هدم وتجريف البيوت والبيارات ..إلى مصادرة الأرض.. وقطع أشجار الزيتون والنخيل لبناء الجدار العنصري ..إلى مسلسل دموي من الاغتيالات…..
ونحن بدأنا من قبضة اليد والمظاهرة.. إلى الكاوتشوك المشتعل.. إلى المتاريس ..إلى الحجر ثم من الرصاص.. الىالهاونات ..إلى صواريخ السرايا والكتائب.. إلى العبوات ..إلى العمليات…..
الهوة الوحشية المظلمة تتسع بين قابيل العبري وهابيل العربي ولا يتسع لردمها كل محاولات فرض سلام الأمر الواقع.
من انتفاضة لأخرى…والمواجهة تزداد شراسة بين جدعون المدرع وكنعان الأعزل ويتعاظم تحدي المؤمن للفرعون رغم فارق النفوذ والسلاح.
الأسماء سيئة السمعة من بن جوريون إلى جولدا إلى بيغن إلى رابين إلى شامير إلى شارون…تلوث الذاكرة الإنسانية بما اقترفت وتقترف من مذابح و تنتهي بجرائمها إلى مراتب التقزز والبصاق.

* * *

نعم يمرمن هنا الغزاة… العابرون...يقتلون …يذبحون…يسفكون ما يشاء الرب من دمنا ثم يذهبون وتبقى إرادة المقاومة وحدها تفاحة الانتصار.
قل لي يا من تشك بحكمة التاريخ
أين فرسان الصليب..؟؟
أين التتر..؟؟
ذهبوا كذر الريح..وبقيت قامة الصبار والزيتون سامقة.
أكثر من 300 ألف شهيد سقطوا على مدى 90 عاما وأكثر ولكن لم يحدث أبدا ولو لمرة واحدة إن كتب الخلود لدبابة أو سيف وانما كان الخلود دائما لمن عشقوا الحرية وعمدوها بالإيمان والدم.
لست بصدد طرح شعارات لرفع المعنويات..بقدر ما أنا أعيد الثقة لنبوءة العارفين التي قد تحتجب شمسها حينا وراء سحب القصف أو شلال المذبحة.
قد يبتدع الفرعون الإسرائيلي في كل يوم طريقة أنجع للقتل والقهر وقد يصل إلى درجة من الغطرسة يبول فيها على لحى سادة القبائل
لكنه بالتأكيد لن يهنا لحظة بكسر روح المقاومة المتجذرة من جنين إلى الزيتون إلى بيت لاهيا إلى رفح.


إن المقاومة هي الكرامة الوحيدة الباقية في صحراء العرب الخاوية.ولن اذهب بعيدا إن قلت أن هدم الكعبة واغتصاب نساء مكة لن يكون كافيا لإشعال همة الحجيج الراكعين في ملاذ أمريكا الحصين.
ويكفي المقاومة الفلسطينية شرفا أن تكون قدوة لكل مقاومة وخاصة المقاومة العراقية وهي تدافع عن كرامة الفرات وتتحدى آلة القهر الأمريكية التي هي صورة أخرى مكبرة عن آلة القهر الإسرائيلية… ومن يشاهد الجنود الأمريكيين وهم يقتحمون المنازل في النجف يكاد لا يميزهم عن الجنود الإسرائيليين الذين يقتحمون المنازل في حي الزيتون أو جنين.
لست حزينا جدا إلى درجة الهلع من كثرة الشهداء فكلنا مشاريع شهادة ومن منا يستطيع أن يدفع عن نفسه ومن يحب صليه رصاص أو صاروخ أبا تشي أو قذيفة دبابة.
إن حزني فقط ينبع من كوننا نعيش وحدنا ..نقاوم وحدنا..ونموت وحدنا

* * *

يا وحدنا.. ونحن جذوة النضال للشعوب..
كلها تحررت وبقينا نحن دون أحلا منا يحاصرنا غياب الأهل وخسة المحتل وأقنعة الغواية.
يا وحدنا..ما اجمل الشعار من حولنا ورغم ذلك يتضاءل الرجال وتصمت الرواية.
يا وحدنا .. ما اعظم العربان في دعمنا بالشجب والتنديد من بعيد.. يرقبون أن يعلن الجزار في رقابنا لحظة النهاية ..
ينصحون : استسلموا من اجل أن تسلموا ..!!
لا بأس أن تشمروا عن عوراتكم مثلنا أو ترفعوا الراية.!!
يا وحدنا.. أمامنا الفرعون وخلفنا الهشيم من عروبة لم تحم نفسها فأصبحت في افضل الأحوال باقة النفاية.



ليس كفرا نعلن العصيان……..على شراذم تعتاش من دمنا ودمع الامهات الثاكلات وتتسلى بالخبر العاجل وقهوة "النسكافي" في صبح الجنازات…بينما هي تدخر نخوتها لمساء أكثر إلحاحا في صالة قمار أو مخدع راقصة.
ليس كفرا أعلن براءتي من عروبة حاكم ليس فيه بعض قطر من دماء المعتصم.
لبس كفرا أعلن براءتي من كل مسلم ذبح الطغاة أبناء دينه ولما ينتقم.
ليس كفرا أعلن براءتي من كل إنسان لاذ بعار الصمت أمام جثة الطفل الممزق..كل ذنبه أنه نادى طفولته فصدته القذيفة.


في ليلتين يذبحون 50 مواطنا بدم بارد ليعلنوا للصامتين أن دمهم أنقى من دمنا وأشلاءهم أغلى من أشلائنا .
أن هذا الصمت المرتب أمام المذبحة والنكبات السابقة واللاحقة ليس له ما يبرره سوى النفاق الباهت للقوة المهيمنة والتي لا تحترم كرامة ولا ترعى ذمة..وصور المغتصبات العراقيات أصدق دليل.
الكل ينافق أمريكا التي أرهبت العالم بشعارها المعلن "مكافحة الإرهاب .ولن يطول الوقت حتى يكتشف دعاة العدل والإنسانية الذين يصابون بالخرس انهم تعروا واغتصبت ضمائرهم وقيمهم في سجن "أبو عجيب" تماما كم حدث للسجناء العراقيين في سجن "أبو غريب"
ولكن مع الفارق..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد العزاء..!!
- ليس وقتا..!!
- عرفات..!!
- مفاضلة بين أعورين..!!
- أغنية ..للموت
- باي.. باي.. اسرائيل
- اسطبل
- حتى أنتم يا...!!
- جباليا
- ايام الندم..لمن؟!!
- وفي الليلة الظلماء..
- نشيد الاتربة
- الرماد..لا..
- محاولة
- محاولات بحار قديم
- تصبحون على وطن
- مجرد تساؤلات
- قصيدة هللويا
- ماذا فعلنا لكم
- عزف على أوتار مقطوعة


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - ياوحدنا..