إذا ثار الشعب

عبد الرحمن اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما أحسب أن هناك صبرا مثل صبر الشعوب...الشعوب تصبر على الجوع وهي ترى حكامها و من حولهم متخمين من الشبع...الشعوب تصبر على الأسمال و هي ترى حكامها يرتدون أفخر الثياب و اثمنها...و يأملون أن ينقشع الظلم يوما ما....الشعوب تصبر على تكميم أفواهها و منعها من الشكوى أو التذمر مما هم فيه بقوة و بطش حكامها و جلاوزتهم.
الحكام يعمي الله بصيرتهم و بصرهم و يصم الله آذانهم فلا يرون إلا بعيون المحيطين بهم و لا يسمعون إلا ما يقوله المنتفعون و الجلاوزة الذين يزينون لهم الباطل و لا يسمعوهم إلا ما يسرهم.
تصبر الشعوب و تصبر و تصبر حتى تداس كرامتها فينطلقون كما السيل الجارف الذي لا يوقفه سد و ليس لاندفاعه رد فقد أمدهم الله بالقوة العجيبة التي تشده حكامهم الذين يرون المحيطين بهم و جلاوزتهم و قد تفرقوا عنهم و أنكروهم فتضيق عليهم الأرض بما رحبت و يجرفهم اندفاع الشعب ليلقي بهم في مزبلة التاريخ لا تشفع لهم أموالهم التي نهبوها من قوت شعوبهم و كنزوها و لا أسلحتهم التي كدسوها و تراهم و هم يتوسلون الرحمة و هم لم يرحموا قط و يسألون الرأفة و هم لم يرأفوا قط و يسألون الغفران و هم لم يغفروا قط لا يبقى لهم إلا الذكر العفن و لعنة التاريخ التي تلاحقهم على مدى الأزمان.
هكذا جرف الشعب الفرنسي ملوكه و أعوانهم ....هكذا جرف الشعب الروسي قياصرته و أعوانهم ...هكذا جرف الشعب الروماني تشاوتشسكو و أعوانه....هكذا جرف الشعب التونسي رئيسه...هكذا جرف الشعب المصري رئيسه و ولديه و المحيطين بهم و ها هو معمر القذافي الطاغية يشتت حريمه و يقتل أبناؤه و يؤخذ من أنبوب مجاري كالجرذ الذي و صف شعبه بأنه جرذان, قبض عليه و هو يتوسل و يقول (لا تقتلوني يا أبنائي)كما سبق ان قالت زوج تشاوتسكوا لأحد ألثوار عندما ساقوهما للقصاص(أنا مثل أمكم) فرد عليها لا ...أمي ليست ظالمة.
ترى هل سيعتبر من بقي من حكام العرب؟هل سيطلقون العنان لشعوبهم لتقول و بصوت عال ما تعاني منه و تفضح من يذلها و ينهبها و يجيعها و يعريها و يمسح بكرامتها الأرض. هل سيوقفون زج الناس في السجون على الظن أو لأنهم صدحوا بكلمة حق أو سطروها دونما محاكمة علنية و عادلة أمام قضاة لم يعينوا من قبل الحاكم حتى لا يحكموا بهوى الحاكم؟
لا أدري!!!!

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل