الرقيا

عبد الرحمن اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كلكم يعرف الرقيا و الرقاه...و من لا يعرف أقول لهم ألائك الذين يذهبون لهم البسطاء على الأغلب و قليل من غير البسطاء ليرقوهم حتى يشفيهم الله عز وجل و هم يختلفون عن المشعوذين.

أنا لا أتحدث عن الموضوع من الناحية الدينية فذاك أمر له رجاله الذين يغوصون في بطون الكتب و يخرجون باللآليء المكنونة.

أنا أتحدث عن الموضوع بفكر المواطن البسيط الذي يفهم أمور الدين و الدنيا ببساطة متناهية و أنا على قناعة تامة بأني علي طريق قويم فالدين عندي كتاب الله عز وجل و ما وافقه من حديث سيدي رسول الله.

كيف أفهم موضوع الرقيا؟ أفهم الموضوع أن الإنسان يقرأ ما تيسر من القرآن على ما يعانيه من مشاكل مرضية أو نفسية.

هناك أناس أقاموا أنفسهم رقاة لا أعلم ما هو الفرق بين مسلم و آخر و لماذا هناك أشخاص بعينهم لهم سمات و لنقل مواصفات شكلية يقومون بالرقيا؟

عندما كنت يافعا أذكر اثنان يذهب لهما الناس من البسطاء ليرقوهم و يدفعون لهما ما تيسر من النقود.

تطور الأمر عندما شاهدت اثنان و بطبيعة الحال لن أصرح باسميهما حتى لا يرقوني بتشديد القاف فقد أصبح كل منهما يملك شهرة طبقت آفاق الخليج و أنا أعرفهما و لست على استعداد أن يضع أحدهما يده على عضو من أعضائي أيا كان فأنا بهم خبير وهما يعرفاني تمام المعرفة و كما يقال في نجد(عيال قرية كلا يعرف وخيه).

منذ ما سمي بالصحوة تكاثر الرقاة حتى أنه خطر لي ما الذي يمنعني أن أسلك الطريق و أحشوا جيوبي بالمال ؟

ما أثار استغرابي هو تصريح أحد أصحاب السماحة أنهم سيعينون رقاة في المستشفيات.

ما يكاد يفقدني صوابي هو ما الذي يميز أناسا بالمقدرة على الر قيا؟ أليس الأمر يعتمد على الله عز وجل ثم قراءة شيء من كتابه الكريم؟

الذي أعرفه أن الذي يخرج عن هذه القاعدة يدخل باب الشعوذة.

يا مسلمين أقسم بالله أني أعرف مرضى تطورت حالاتهم الصحية أو النفسية إلى الأسوأ حتى تعذر علاجهم لعدم الذهاب بهم إلى الطب العلمي و لا زال حتى اليوم من لا يقبل حتى النقاش في الموضوع.

متى يا أمة محمد بن عبدالله عليه أزكى سلام تستيقظوا و ترقوا أنفسكم و تفعلوا بنصيحة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما وجد أحدهم يمسح على ناقته الجرباء فسأله: ماذا تصنع؟ قال: ناقتي مصابة بالجرب و أتلو عليها شيء من القرآن, قال له عمر: هلا و ضعت مع القرآن قطران؟

هكذا كان فكر و فهم من لا يستطيع أن يزايد عليهم مزايد.

المصيبة أن هناك من يزهو أنه قبض على ساحر أو مشعوذ لتتأصل فكرة وجود أمثال هؤلاء في أذهان الناس.

متى نصحوا؟؟؟؟لست أدري!!!!!..
عبدالرحمن اللهبي
كاتب مستقل
[email protected]



--
عبد الرحمن اللهبي

#عبد_الرحمن_اللهبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات