أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - دعوا أقصى اليمين الإسلامي يحكم !















المزيد.....

دعوا أقصى اليمين الإسلامي يحكم !


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 23:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسائل تونسية :
دعوا أقصى اليمين الإسلامي يحكم !


خصم شعوب أرض الإسلام والعالم، وعدو حقوق الإنسان ومبدأ أردوغان الحكيم : " ضرورة مصالحة الإسلام مع الحرية، الديموقراطية والعلمانية " ( أنظر رسالتى إلى أوردغان : قُدْ مشروع مصالحة الإسلام والعلمانية )، هو اليوم أقصى اليمين الإسلامي الحاكم فى إيران والسودان والذي يتأهب للحكم في تونس ومصر وليبيا ...

فما العمل ؟
وصيتي السياسية هي: دعوه يحكم طالما أن غالبية الجماهير ، التي عبأها البؤس وغسلت البروباغندا الدينية أدمغتها، تريد ذلك، وطالما أن النخب عجزت عن إصلاح الإسلام بفصل الدين عن الدولة، وإلغاء تدريس الشريعة والعمل بها، وإلغاء تدريس الجهاد وثقافة الاستشهاد والكراهية، وفى المقابل، دراسة الإسلام وتدريسه بعلوم الأديان. هكذا، فابتزاز الإسلاميين المتطرفين للجماهير، باسم الدفاع عن حقوق الله على حساب حقوق الإنسان ، يجد اليوم آذانا صاغية. إذن يبدو أن التاريخ حكم علينا بأن لا نتجاوز أقصى اليمين الإسلامي إلا بعد تجربته فى اللحم الحي، لننتقل بعدها إلى النموذج التركي : " مصالحة الإسلام مع الحرية والديموقراطية والعلمانية ". وكما قال هيغل : " لا ولادة عظيمة دون ألم ". علّمنا التاريخ إلى الآن أنه بإمكان الإرادوية volontarisme إبطاء اتجاه تاريخي جارف، ولكنها لا تستطيع القضاء عليه. استطاعت إرادوية قادة الثورة الروسية في سـنة 1917 إبطاء الاتجاه التاريخي إلى تنمية رأسمالية حديثة في روسيا. استولى الحزب الشيوعي على الحكم لبناء الاشتراكية في روسيا بما هي الحلقة الأضعف في الرأسمالية العالمية ،وتاليا فكسرها سهل لتكون منارة للثورة الاشتراكية العالمية، لكن الاتجاه التاريخي فى هذا البلد كان إلى تنمية رأسمالية حديثة وليس إلى ثورة اشتراكية.

كبحت إرادويتهم هذا الاتجاه إلى الرأسمالية 7عقود لكنه انتصر أخيرا في السنوات 1990. بالمثل أرادت السلطوية في إيران والعالم العربي، الموعودين بالحكومة الدينية على أنقاض حكومة العلمانية الإسلامية، قطع الطريق على الدولة الدينية، لكن الاتجاه إلى الدولة الدينية ما لبث أن انتصر في إيران سـنة 1979.وقد استطاعت ثورة 1952 فى مصر و 7 نوفمبر 1987 فى تونس كبت الاتجاه إلى الحكومة الدينية في مصر 6 عقود وفي تونس 23 عاما ، لكن ها هو التاريخ يتأهب لاستئناف مساره في البلدين باتجاه عودة المكبوت.

لماذا ؟
لأن الإرادوية بما هي ادعاء مزدوج : ادعاء معرفة المستقبل وادعاء القدرة على تحقيقه حتى بالقوة ، تقف عاجزة أمام اتجاهات التاريخ وقوانينه التي لا تُصد ولا تُرد.

لكن لا شك أن أقصى اليمين الإسلامي السياسي تضرر من تأخير ظهوره فى موعده في مصر وتونس، مما جعله يصل إلى إمكانية حكم هذين البلدين في شروط تاريخية معادية داخليا وخارجيا.

داخليا : الاتجاه الحداثي ( = الليبرالي، الديموقراطي والعلماني ) المضاد لاتجاه أقصى اليمين الإسلامي ترسَّخ وتغلغلت قيمه بسرعة فى قطاع عريض من السكان، مازال ليس سائدا ولكنه موعود ، في دينامية تطور الحداثة العالمية ، بالسيادة .عوامل متضافرة تناضل لصالح هذا التيار : ثورة الاتصالات التى جعلت كل شىء يُرى وكل شىء يُسمع لحظة حدوثه؛ التغلغل المتسارع لقيم الحداثة العالمية ونمط حياتها فى رؤوس الشباب خاصة المتعلم، ووعي الأقليات القومية بضرورة المطالبة الملحة بالديموقراطية ، ووعي الأقليات الدينية بضرورة المطالبة بالعلمانية، ووعي قطاع عريض من النساء بضرورة المطالبة بالمساواة في جميع حقوق المواطنة الكاملة بين الرجل والمرأة بما فى ذلك المساواة بينهما فى الشهادة والإرث ، وفي الشراكة فى رئاسة العائلة، على حساب قوامية الرجال على النساء- هذه الشراكة التي أصبحت أمراً واقعاً في تونس بقانون 1993- وفي الشراكة فى إدارة مؤسسات الدولة من أدنى الهرم إلى قمته : رئاسة الدولة. وهكذا غدت العلمانية هي مفتاح العلاقة الرشيدة للدولة مع مجتمعها ، وأيضا مع المجتمع الدولي.

خارجيا : عولمت العولمة المشاكل الكبرى وعولمت امكانية حلولها. وهكذا فرضت على الجميع التعاون الدولى لمواجهة التحديات المشتركة، التى تتحدى البشرية تحدي البقاء أو الفناء ، مثل الكارثة الإيكولوجية المتوقعة، والكارثة المالية والاقتصادية التى تدق على الباب ، وكوارث الأوبئة والحروب الأهلية والإقليمية المحتملة. والحال أن عقيدة أقصى اليمين السياسى الإسلامى الدينية - السياسية التى تقسم العالم إلى دار الإسلام ودار الحرب جاعلة التعاون الدولي الحتمي أحد نواقض الإيمان، وأخيرا وحدت العولمة الاقتصاديات القومية فى اقتصاد عالمى واحد، وكل اقتصاد ينعزل يختنق : كوريا الشمالية وإيران نموذجا؛ ظهور النموذج الإسلامى التركى فى 2002 الذي لخصه الناطق باسمه ، رجب طيب أوردغان ، فى ندائه لأقصى اليمين الإسلامي المصري والتونسي إلى " ضرورة مصالحة الإسلام مع الحرية والديموقراطية والعلمانية " ؛ النموذج الإسلامي التركي الانفتاحي يتطلب الاندماج في العالم الذي نعيش فيه، ضدا على نموذج أقصى اليمين الإسلامي الشيعي والسني المنغلق الذي ينادي بالقطيعة مع العالم الذي نعيش فيه.
بدأ النموذج التركي ينافس النموذج الإيراني منتزعا منه شباب الحركات الإسلامية؛ وها هو بعد زيارة أوردغان إلى مصر وتونس وليبيا يسري سريان النار فى الهشيم بين شباب أقصى اليمين الإسلامي التونسي والمصري والليبي ...

النموذج التركي المنفتح هو نموذج وسط الإسلام المنادي بضرورة الدولة العلمانية في أرض الإسلام. فهو إذن متناغم مع اتجاه التاريخ. في عصر العولمة : فقط حكومتان قابلتان للحياة في العالم الذي نعيش فيه : حكومة وسط اليمين وحكومة وسط اليسار اللتان تتداولان على الحكم فيه وتصنعان قرارهما بمؤسسات ديموقراطية شفافة.إذن بلا مفاجآت غير سارة للدبلوماسية الدولية، إذ أنها تستطيع الاطلاع أولا بأول على مسار صناعته فى الشفافية؛ فضلا عن أن صناعة القرار بالكمبيوتر جعلت برامج أحزاب وسط اليمين ووسط اليسار متشابهة، مما جعل التداول بينها على الحكم عملية روتينية لا تتطلب تزوير الانتخابات ولا العنف السياسي ، كما هو الحال في البلدان القليلة التي مازالت فيها الأحزاب السياسية مختلفة جدا عن بعضها فى الأهداف والبرامج ، لأنها إما في أقصى اليمين أو في أقصى اليسار الهاذيين غالبا، كما ستواجه حكومات أقصى اليمين الإسلامي القمعية رأيا عاما عالميا حساسا جدا بانتهاك حقوق الإنسان، ودبلوماسية دولية كثيرا ما تتجاوب مع اتجاهات رأيها العام بفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على الحكومات المنتهكة لدين حقوق الإنسان العلماني الكوني قد تصل أحياناً إلى التدخل العسكري؛ الأزمة المالية الاقتصادية العالمية ، الحبلى بشتى المخاطر، عادت الآن جاعلة من إمكانية عودة النمو الاقتصادي إلى البلدان العربية المنكوبة ، مثل مصر وتونس وليبيا في المدى المنظور، مستبعدة. إذن سيواجه أقصى اليمين السياسي الإسلامي الاحتجاجات الشعبية المتوقعة بالقمع الدموي كعادته، مما يعني عزلته فى الداخل والخارج وقد يسرِّع سقوطه. وهذا سبب إضافي يجعل مشاركة الأحزاب الحداثية والوسطية الإسلامية لأقصى اليمين السياسي الإسلامي فى الحكم تواطؤاً معه على جرائمه ضد الفقراء والنساء والشباب والمثقفين النقديين.

من الحكمة إذن ترك أقصى اليمين الإسلامي يحكم. لكن بشرط أن يحكم وحده مع حلفائه وعملائه الذين اشتراهم بالبترودولارات التيتتدفق عليه بسخاء. أما أحزاب الكتلة التاريخية الحداثية ، والوسطية الإسلامية والشخصيات المستقلة حقاً، فعليها إذن أن لا تتورط فى مشاركته فى تحمل مسؤولية فشله المرجح.

فى هذه الأزمان الحاسمة، السؤال الذي على كل تونسي ومصري وليبي... أن يطرحه على نفسه قبل اتخاذ قرار مشاركة أقصى اليمين الإسلامى فى حكومة ائتلافية يرأسها أو يستطيع شلَّ قرارها إذا كان أقلية فيها : أي بلد سأتركه بعدي لمن أحبهم أكثر من كل شيء : أطفالي ؟



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لأوردوغان
- أنقذوا تونس من -حزب التخريب-
- تفاوضوا مع الساعدي القذافي
- رسالة إلى القضاة: لا تخضعوا لقانون الغاب
- الرسالة )3( إلى مانديلا
- الرسالة (2) إلى مانديلا
- رسالة إلى مانديلا:
- رسالة إلى القذافي:استجب لنصيحة أردوجان وارحل
- رسالة إلى الجميع:ماذا فعلت بأمك يا عدو المرأة؟
- لماذا لم تكشف لشعبك صناع مآسيه؟
- ثورة الشعب على الثورة
- تونس جريحة فلا تجهزوا عليها
- هل لأقصى اليمين الإسلامي مستقبل؟
- من أجل تونس متصالحة ومستقرة:نظام رئاسي؟
- توسيع دائرة النظام أم توسيع دائرة العنف؟
- إلى العلمانية الإسلامية أيها العلمانيون
- كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟
- رسائل تونسية : هل من حل للتضخم الحزبى؟
- رسائل تونسية:استقلال القضاء هو ُلبّ الديمقراطية
- رسائل تونسية:المصالحة الوطنية أو المجهول!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - دعوا أقصى اليمين الإسلامي يحكم !