أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟















المزيد.....

كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسائل تونسية:كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟
"مشروع راشد الغنوشي طالباني"
المؤرخ التونسي الإسلامي محمد الطالبي
المرسل إليهم هم الأحزاب والتيارات والشخصيات العلمانية.في الرسالتين السابقتين(انظر:المصالحة الوطنية أو المجهول،وهل من حل للتضخم الحزبي؟) حللت رهان الورقتين الرابحتين المتاحتين للتيار العلماني للرد على تحديات المشروع الإسلامي الطالباني:المصالحة الوطنية،الكفيلة بحشد"كتلة تاريخية" سياسية لإعادة وضع قاطرة الحداثة التونسية على سكة السلامة؛اتحاد و/ أو ائتلاف الأحزاب العلمانية الديمقراطية للتغلب على تشتتها العقيم.
فما هي الإستراتيجيا السديدة للدفاع عن المكاسب الحداثية ولغلغلة المشروع الحداثي في الوعي الجمعي؟ الإستراتيجيا السديدة هي التي ينتجها التفكير الإستراتيجي الذي يستبق الأحداث قبل وقوعها،والذي يعيد تعريف خصوم وحلفاء اليوم والغد،والذي يحلل بدقة نقاط قوة وضعف خصوم المشروع الحداثي، وأخيراً،هو الذي يعيد تعريف المشروع الحداثي في حقبة ما بعد الحكومة السلطوية.
الطريقة التي ُيدار بها الحزب خارج الحكم هي الطريقة ذاتها التي سيدير بها الحزب الدولة عندما يتسلم الحكم.هذه حقيقة سوسيولوجية.فكما أن قرار الدولة،الجديرة بهذا الاسم،يصنعه الكمبيوتر،بالمثل ، إن قرار الحزب الذي قد يحكمها يصنعه أيضاً الكمبيوتر(انظر الحلقة 2 من:هل سيكون خلفاؤكم خيراً منكم؟) حتى يكون الحزب قادراً على استباق الأحداث بحلول مدروسة.بالمناسبة علق أحد الإسلاميين على هذه الفقرة من مقالي قائلاً بأن "الشريعة هي الكمبيوتر"الذي يصنع به المسلمون قرارهم!.
إعادة تعريف الخصوم والحلفاء ضرورية للوقاية من الوقوع في الخصومات التي لا ضرورة لها ومن الصداقات الزائفة.باستثناء بعض أحزاب المعارضة السابقة،البعيدة النظر، تعتقد غالبية الأحزاب الأخرى،بما فيها بعض الأحزاب اليسارية، أن خصمها هو"التجمع" ذو 5،2 مليون منتسب و 6000 خلية وآلاف الكادر والنخب. والحال أنه يشكل كتلة سياسية جماهيرية مكسوبة للمشروع الحداثي ويمكنها ، برصيدها الانتخابي،أن تشكل عقبة أمام فوز المشروع الطالباني بالأغلبية في الانتخابات المقبلة؛فهي إذن حليف مضمون ومأمون للمشروع الحداثي ، خاصة بعدما بدأت تعيد تأسيس نفسها وتجديد مشروعها المجتمعي وإلقاء نظرة نقدية على مسارها حتى الآن.
الحليف الثاني للمشروع الحداثي هو الوسطية الإسلامية.فكيف نعرّف هذا الحليف الثمين؟إنه وسط يمين ووسط يسار التيار الإسلامي.مقياس وسطيته هو تبنيه،على غرار حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي،للإسلام المستنير.فما هو الإسلام المستنير؟هو الذي تخلى عن "تغيير المنكر باليد"،أي تخلى عن العنف والإرهاب،وهو الذي انتقل من"أخلاق القناعة" اللامسؤولة إلى"أخلاق المسؤولية" المعقولة أوالعقلانية (انظر:المصالحة الوطنية أو المجهول)،والذي انتقل من الجهاد لتحرير فلسطين إلى التفاوض من أجل السلام العربي- الإسرائيلي،والذي انتقل من المطالبة بتطبيق الشريعة إلى المطالبة باحترام القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان،والذي انتقل من الحنين إلى الشورى إلى تبني الديمقراطية،والذي انتقل من المطالبة بالدولة الإسلامية إلى المطالبة بالدولة المدنية،والذي انتقل من وسواس إعادة الخلافة إلى تبني النظامين الملكي أو الجمهوري،والذي انتقل من تقسيم العالم إلى" دار الإسلام"و"دار الحرب" إلى الاندماج في مؤسسات وقيم العالم الذي يعيش فيه.وأخيراً،هو الذي وعى ضرورة إصلاح الإسلام بدراسته وتدريسه بعلوم الأديان.
نقاط ضعف المشروع الطالباني طمست نقاط قوته؛لكن ذلك لا يعني أنه لن يتسلم الحكم بالانتخاب أو حتى بالانقلاب ...لكنه في الحالين سيجد نفسه في بيئة لم يتوقعها:معادية له في الداخل والخارج،سيعاين أن فقهه السياسي لم يعد مقنعاً وشعاراته الدينية لم تعد معبّئة حتى لقطاع متزايد من شبابه هو نفسه.لماذا؟ لعاملين متضافرين:
1 ـ لأن ثورة الاتصالات نشرت،على أوسع نطاق،قيم الحداثة ومنها قيمة الفرد المستقل نسبياً عن المجتمع حتى في الوسط التقليدي،وهمشت القيم الإسلامية التقليدية التي تذوّب الفرد في الأمة فلا يعود يعتز بانتمائه لنفسه التي لا معنى لها،بل يعتز بانتمائه للأمة "العظيمة"التي يعطي بانتمائه لها واعتزازه بها لوجوده،الذي لا معنى له،معنى.
2 ـ كرد فعل على إفلاس التجارب الإسلامية،الإيرانية والسودانية والطالبانية ،في خلق"المسلم الجديد" على أنقاض"المسلم العاصي"،كما يسميه الفقهاء أو المسلم سوسيولوجياً كما تسميه سوسيولوجيا الأديان، الذي لا يمارس الشعائر.وهكذا فقد أنتجت الثورة الإسلامية الإيرانية في 30 عاماً 30 % من الملحدين!. وهذا ما جعل إسلام المشروع الطالباني يقود جمهوره إلى اللامكان nulle part ،يدور حول نفسه، كبغل الطاحونة، وهو يعتقد بأنه يتقدم حتى يصاب بالاعياء، ثم بالاغماء، ثم يتلاشى...
المبدأ المؤسس للمشروع الحداثي السياسي هو الدولة العلمانية.فما هي الدولة العلمانية؟ليست،كما يتهمها خصومها،الدولة المعادية للدين،بل هي التي لا تسمح للدين،أي دين،بالسيطرة على الدولة ليمسخها من دولة لجميع مواطنيها إلى دولة لطائفة واحدة أو أكثر من طوائف مواطنيها،ولا تعترف بأي دين من أديان مواطنيها والمقيمين فيها لكنها، في المقابل،تعترف لهم بأديانهم جميعاً على قدم المساواة،وتضمن للجميع حرية العبادة ،وحرية الدين،أي اختيار المؤمن لأي دين يشاء،وحرية الضمير،أي حرية الإنسان في عدم اعتناق أي دين بلا عواقب على حريته أوعلى حياته.باختصار،العلمانية تمنع اضطهاد الدين للدين الشائع بين الأديان التوحيدية.لماذا؟لأن المتعصبين من المؤمنين بها يعتقد كل منهم،بكل يقين،أنه يمتلك الحقيقة المطلقة ،أما المؤمن بدين آخر فهو على ضلال مبين؛ بين الحقائق المطلقة لا مكان للحوار العقلاني بل لحوار الطرشان أي للصدام.لا تعترف الدولة العلمانية بالمؤمن بما هو مؤمن،لأن إيمانه شأن خاص به وغير قابل للقياس،بل تعترف به بما هو مواطن له حقوق وعليه واجبات قابلة للقياس. وهكذا تكون العلمانية هي واقية الصواعق من الحروب الدينية والطائفية التي هي السوسة التي تنخر أسس العيش معاً، في سلام، في أرض الإسلام.الاعتراف بالعلمانية دستورياً وغلغلتها في الوعي الجمعي بالتعليم والإعلام وخاصة بإصلاح الإسلام يجعل الطريق سالكة إلى المجتمع المفتوح ،أي الديمقراطي الذي هو اليوم المجتمع بألف ولام التعريف الذي ارتضته البشرية نمطا للعيش في ظله.فجميع المجتمعات الأخرى المغلقة فقدت شرعيتها في وعي الشباب المعني بها ، وأيضاً في نظر الرأي العام العالمي والدبلوماسية الدولية.
ما جرى ويجري الآن أمام أعيننا يقول لنا إن ثمة إمكانية لميلاد مجتمع عالمي آخر لا تعود فيه الحروب دفاعاً عن المصالح القومية،أو دفاعاً عنها فقط، بل تغدو أيضاً دفاعاً عن مبادئ انسانية مشتركة، بدون احترامها يختل توازن جميع مجتمعات القرية الكونية التي تعولم فيها الاقتصاد وبدأت تتعولم فيها المؤسسات والقيم وأنماط الحياة.مما قد يؤدي،ربما،إلى اختفاء"العداوة الثقافية" l ‘ animosité culturelle بين الأمم وخاصة بين أمة الإسلام وباقي الأمم،التي تستثيرها مناداتنا بتطبيق العقوبات البدنية، وبإطلاقنا الشعارات الجهادية،وتأجيج الحزازات الدينية التي يجترها 6000 موقع جهادي،ويسمعها ويقرأها العالم من عشرات الإذاعات والنشرات والفضائيات الدينية الإسلامية التي تجرح وتصدم الحس الحضاري لبلايين البشر الذين استبطنوا احترام حقوق الإنسان وحرياته الأولية.
هل هو وعد بانتماء البشرية ذات يوم إلى عالم ثقافي واحد:"تبقى فيه الديوك ينقر بعضها رؤوس بعض، والخنازير يأكل بعضها خرء بعض،أما الإنسان فسيصبح حقاً إنساناً"كما يقول الشاعر الألماني؟.
هل ما جرى ويجري اليوم في أرض العروبة والإسلام بشير أم نذير؟ في السياسة،المستقبل وحده هو الذي يقول من كان على صواب ومن كان على خطأ.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل تونسية : هل من حل للتضخم الحزبى؟
- رسائل تونسية:استقلال القضاء هو ُلبّ الديمقراطية
- رسائل تونسية:المصالحة الوطنية أو المجهول!
- هل الدولة السلطوية ضرورة تاريخية؟
- هل سيكون خلفاؤكم خيراً منكم؟!(2/2)
- هل سيكون خلفاؤكم خيراً منكم؟! (1/2)
- نداء إلى الحكام العرب : القرار هو الفرار
- نداء لإلغاء الشريعة
- نداء إلى الرئيس جلال طالباني لا توقع على عقوبة الإعدام
- كُونُوا حزب الملك لإنقاذ المغرب
- 6 – الإنحطاط هو هزيمة العقل
- 5 – خطر تذويب الفرد في الأمّة
- 4- كيف لفّق ابن إسحاق حدّ الرجم؟
- 3 – الجنّة رمز لرحم الأم
- 2 – إعادة تعريف الإسلام بعلوم الأديان
- مبرّرات إصلاح الإسلام - إصلاح الإسلام : 1- دراسته وتدريسه بع ...
- اليمن اليوم هو العالم العربي غدا
- لماذا إصلاح الإسلام؟
- علي عبد الله صالح : الفدرالية هي صدرية نجاة اليمن
- إيران 30 عاما من الثورة: 30% من الملحدين!


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟