أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الإله السباهي - قصة الكنز المفقود















المزيد.....

قصة الكنز المفقود


عبد الإله السباهي

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 21:50
المحور: كتابات ساخرة
    



لست هنا بصدد الكتابة عن كنز القراصنة المفقود الذي نراه في أفلام القراصنة، ولكن عن بلد كله كنز مفقود وهو العراق الذي نعرفه.
عندما تكون الأرض ( نزيزة) أينما تحفر يتدفق الماء منها إلى السطح ، وهنا في العراق أينما تحفر تظهر الكنوز والآثار.
قرأت ذات مرة في إحدى المصادر، أنه يوجد في العراق عشرون ألف موقع آثاري غير منقب فيه إلى الآن، ولم تكتشف كنوزه، وبلغة أخرى ( لم تنهب بعد).
اليوم ونحن في جلسة سمر عراقية تربع (الطاولي) وسطها، وصحن من (الكليجة) و(إستكانات) الشاي دار الحديث بيننا عن كنز النمرود المفقود.
كنت قد قرأت سابقا عن الموضوع في محرك غوغل، وكيف أن هناك كنز من الحلي الذهبية عثر عليه الأثريون العراقيون في مدينة النمرود الواقعة على بعد 37 كم من مدينة الموصل. في عام 1988 وكانت تلك الآثار في حالة شبة جديدة وكأنها اشتريت توا من سوق الصياغة، وقد بلغ عدد القطع التي عثر عليها 650 قطعة مختلفة الحجم ومنها ( موديلات) لا تزال تستعمل إلى الآن في ريف العراق الجنوبي مثل ( تراجي الشباك والخلخال وسلاسل وكأنها ايطالية الصنع وغيرها من السلع المتقنة الصنع بشكل يلفت النظر ويدل على تطور تقني ملفت للنظر) .
يقولون في غوغل والعهدة على الراوي:
بعد أن عثر على هذا الكنز الفريد من نوعه، والذي يعد أهم كشف أثري في القرن الماضي على النطاق العالمي. قامت الحكومة بتخزينه في قبو محصن في بناية البنك المركزي العراقي، ويذلك سلم من نهب ( أرشد) وجماعته، دون أن تجري دراسة علمية له على كل الأصعدة، المهم خزن هناك، وبعد سقوط بغداد على يد القوات الأمريكية الغازية عام 2003 حاولت مجموعة من اللصوص الكبار في الاستيلاء على الكنز، ولكون القبو مقفل ومحصن ومفاتيحه عند موظفين مختلفين تواروا عن النظر بعد السقوط، عندها قام اللصوص بإطلاق قذيفة آر بي جي ليكسروا باب القبو ولكن القذيفة ارتدت عليهم وقتلت بعضهم .
نجحت القوات الأمريكية في الوصول إلى الكنز والاستيلاء عليه، وقام الحاكم العسكري الأمريكي ( بريمر) في عرضه على الصحافة في قاعة المتحف الوطني العراقي، والذي سرقت معظم مقتنياته في وقت سابق بإشراف قوات الاحتلال.
قيل بعدها أن كنز النمرود أخذ إلى أمريكا من أجل توثيقه وعرضه وغيرها. ولم نسمع خبرا بعدها عن هذا الكنز وأين حلّ به الدهر، وليته ظل مدفونا تحت الأرض لأجيال قادمة تحترم تراثها.
وإلى هنا كل الأمور معروفة من قبل الجميع ربما ولا جديد فيها، ولكن صادف أن واحدا من ضيوفي في تلك الأمسية، كان عضو في الفرقة الأثرية التي عثرت على ذلك الكنز.
وهنا طاب الحديث لأبي حسين وخاصة بعد أن تغلب بصعوبة على أبي محمد فراح يروي لنا وبشوق كيف عثروا على كنز النمرود قال:
كنا مجموعة من خريجي الآثار في أيفاد تدريبي للبحث عن الآثار في مدينة الموصل، وكانت مجموعتنا بقيادة الأثري الدكتور وليد الجادر، ومن ضمن بعثتنا فتاة متوقدة الفطنة والذكاء من مدينة الشعب في بغداد، وكان اسمها على ما أذكر فيحاء ولا أذكر اسم أبيها أو كنيتها.
أعتدنا على الاستراحة في إحدى غرف قصر النمرود حتى أصبحت وكأنها مقرا لنا أعتدنا الجلوس فيها كلما نتعب من البحث ونترك فيها حاجياتنا وبعض ملابسنا.
كنا نقيم في فندق المحطة في الموصل ونتناول طعام الغداء في مطعم في مدينة الشرقاط القريبة من الموقع.
ذات نهار جميل رفضت فيحاء الذهاب معنا لتناول الطعام كالعادة، وطلبت أن تظل وحدها ونجلب لها معنا شيئا تأكله عند عودتنا.
ظلت فيحاء وحدها في غرفة استراحتنا، وعندما عدنا بعد الغداء وجدنا فيحاء مشغولة البال بشكل غير عادي.
بادرتنا فيحاء عندما اجتمعنا هناك حتى قبل أن تأخذ (لفة الكباب الذي لا يزال دافئا وتفوح منها رائحة الطرشي) قائلة:
هل لاحظتم شيئا غريبا هنا في غرفة جلوسنا هذه؟
رحتنا نتلفت يمنة وشمالا دون أن نلحظ شيئا، وهنا أشارت إلى بلاطة من الحجر وضعت بشكل مغاير لرفيقاتها دونما سبب هندسي معقول.
قالت فيحاء لي زمن وأنا أتفحص بلاط أرضية الغرفة هذه ، فوجدت أن بلاط الغرفة قد صف بشكل هندسي متقن، فأثارت انتباهي تلك البلاطة المخالفة لرفيقاتها، ولم أجد سببا هندسيا يدفع لوضعها بتلك الصورة المخالفة، واليوم بعد تفحصي الدقيق توصلت إلى نتيجة أن وراء تلك البلاطة سبب مقصود، وأريدكم أن تعاونوني في كشف سر هذه البلاطة.
أثارتنا ملاحظة فيحاء حقا فجلبنا قسما من أدوات التنقيب المطروحة في الخارج ، ورحنا وبكل حذر نحرر البلاطة من مواد البناء التي تشدها إلى أخواتها، ثم رفعنا البلاطة دون أي ضرر، ورحنا نبحث في الأرضية التي تحتها، وبعد أن طرقنا على أرض الغرفة في ذلك الموقع بالأزميل، عرفنا أن تحت الأرضية قبو ما، فواصلنا الحفر بكل حرص، وأزلنا غطاء ذلك القبو فإذا به قبر ملكي مهيب .
طلبت فيحاء منا أن تكون هي أول من يكتشف القبو، وهذا حقها طبعا فهي التي اكتشفته، فساعدناها في الهبوط وكانت أول النازلين إلى داخل القبو، ومن هناك نادتنا بكل انفعال أن أنزلوا لقد عثرنا على كنز كبير.
نزلنا إلى هناك فشاهدنا حماما من المرمر متقن النحت( بانيو) وفيه هيكل عظمي يحمل بين ذراعية هيكل عظمي آخر لطفل صغير.
بعد أن أزحنا الغبار عن تلك العظام رأينا الحلي على الذراعان والصدر والساقين والبطن وكنا مذهولين مما نرى. كانت فرحتنا لا توصف ولكن يخالطها شعور بالرهبة والخوف. أيقنا أننا قد اكتشفنا شيئا مهما.
أبقينا بعضنا كحراس لهذا الكنز، وراح بعضنا الآخر إلى الشرقاط ليتصل من هناك بمديرية الآثار في الموصل لترسل لنا إسنادا وحماية وتخبر بغداد بأننا فقد عثرنا على أهم كنز خبأته تلك الأطلال.
كثر الزوار الرسميوم وكثرت العجلات والعدد والخبراء، ونقل الكنز بعدها إلى بغداد بصناديق خاصة، فأصدر وزير الثقافة حينها ( الرفيق ) لطيف نصيف جاسم أمرا بمكافئة الأثرية فيحاء (لاكتشافها الكنز) بمبلغ قدره فقط ( خمسون دينار !!).
تصورا كنز دفعت شركة ( كارتير) مبلغ مليون دولار لتصويره فقط ورفض طلبها، بينما مكتشفة الكنز فيحاء لم يذكرها أحد إلى اليوم واكتفوا بمكافأتها بذلك المبلغ التافه.
هكذا كانت تدار الثقافة في ذلك الزمن الصعب أما كيف تدار اليوم في هذا الزمن المرّ؟
صرح أحد المسئولين العراقيين للصحافة يقول: أن كنز النمرود موجود، دون الإشارة إلى مكان تواجده.
نتساءل هنا:
هل أن كنز النمرود موجود حقا كما صرح المسئول، أم هو يستنسخ الآن في أمريكا لتعود لنا نسخة مزورة منه بعد مطالبة ملحة هذا إن عادت.......



#عبد_الإله_السباهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباص رقم واحد
- شجرة التفاح الأحمر
- المخرز والجمل
- نصائح منسية
- تموز وسيف الدين
- أبيت اللعن
- الحب في زمن طغرل بيك
- لطلاطة سلمان
- الصدفة
- خروف البنجة
- جذور واهية...قصة قصيرة
- الخل والخمرة والصديق
- دردشة عجائز مغتربات
- كشف الأسرار عن سحر الأحجار *(4)
- كشف الأسرار عن سحر الأحجار *(3)
- كشف الأسرار عن سحر الأحجار *(2)
- كشف الأسرار عن سحر الأحجار
- أولاد المهرجان
- هكذا تسقط الأنظمة
- لعبة في الطبعة الأخيرة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الإله السباهي - قصة الكنز المفقود