أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مكطوف الوادي - كورد وسنة وشيعة ...ماذا تبقى من شعارات ؟؟؟















المزيد.....

كورد وسنة وشيعة ...ماذا تبقى من شعارات ؟؟؟


احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تستهلك الشعارات ويصل اصحابها الى الحافة تصبح ثقيلة جدا، وحين تتكشف ضبابيتها وكذبها تبدأ شمس الحقيقة بالسطوع ؟
شعارات القوى والاحزاب التي رفعتها في الانتخابات الماضية و التي قبلها ... ماذا تحقق منها ؟ وهل تتذكر تلك القوى والاحزاب شعاراتها ؟
هل ستستخدم الشعارات العرقية والطائفية مرة اخرى؟ وماذا تبقى من الشعارات المتطرفة وافقها الضيق ؟ لقد استهلكت جميعها !!!
ماذا ستكون شعارات الاحزاب الكوردية وسياسييها ؟ لقد كان حلمهم "الفدرالية" وقد نالوا اضعافها ؟
لم يبق سوى شعار واحد لم يستعمل بعد و هو دولة كردية مستقلة من الجبل الى السهل ؟
وماذا سيكون شعار سياسيي الشيعة واحزابهم ... هل سينفع ان يرفعوا "انهاء المظلومية"
والمشاركة في الحكم ؟ وهم يحكمون اليوم كل شيء !!!
لم يتبق سوى شعار حكم العراق بأثر رجعي والمطالبة بالتعويض !!!
سياسيو السنة وممثليهم كذلك ... هل سيكون " انهاء التهميش والمشاركة في السلطة" شعارهم الأبرز وهل سيكون قابلا للتصديق بعد اليوم؟
فهم يشاركون اليوم في مؤسسات الدولة وبقوة !!!
لم يتبق سوى شعار استعادة السلطة والاستفراد بها !!!
لا اتصور منظر القوى والحركات الموجودة في السلطة اليوم اثناء الانتخابات القادمة بدون هذه الشعارات والتي استطاعت عبرها تسويق نفسها و تحقيق ما تصبو اليه من استحواذ على السلطة وبالتالي تغانمها .
ان القوى والاحزاب الموجودة في الساحة ستبحث عن شعارات لتستقطب انصارها وتستفز مشاعرهم الاثنية والطائفية والايديولوجية ...
لقد فقدنا الامل في شعارات تنادي ببناء الانسان وعمارة الاوطان ..لاننا مازلنا في طور الصراع على السلطة .
لماذا غابت الشعارات الحقيقية التي تنادي ببناء الانسان ؟
اتصور ان هناك اسبابا منها كما قلنا الصراع على السلطة بين المكونات الموجودة والذي يغذيه وبقوة الصراع الاقليمي الطائفي وصراع المحاور في المنطقة وزعامتها.
سبب اخر هو الانفصام الواضح بين الطبقة السياسية والمجتمع، فالطبقة السياسية تعول اليوم على انصارها المنتفعين منها وعلى جمهورها الذي يعمل معها في مؤسساتها الحزبية وكذلك على الذين تم تعيينهم في مؤسسات الدولة المختلفة وبالتالي فهناك ارتباط مصيري بين الاثنين، وهو يشمل جميع المكونات دون استثناء عبر محاصصة ومثالثة واضحة، المرعب في ذلك زج شخصيات هزيلة في مواقع تتطلب وجود كفاءات وخبرات لادارة الاعمال وهو ماقادنا نحو التخبط والفشل الاداري الذي نشاهده اليوم في الساحة العراقية سواءا في الملف الامني او غيره .
يُحكم العراق اليوم بخلطة حكم عجيبة وغريبة وغرابتها تكمن في جمعها لآليات وقواعد وانظمة لا يمكن ان تلتقي، السلطة في العراق اليوم سلطة شمولية لكن من نوع خاص ومبتكر ، سلطة الطائفة والعرق الممزوجة بسلطة الدين والعشيرة وسلطة الحزب والشخص، والمتزينة ببرقع ديمقراطي جمهوري برلماني فدرالي، سلطة لا يمكن ان نقول ان الحرية معدومة فيها تماما لكنها غير موجودة بالمعنى المزعوم لاحلامنا ، فالحرية هنا تحدد عمرها وعمر اصحابها حسب تأثيرهم "السلبي" على اصحاب النفوذ والسلطة الرسمية وغير الرسمية .
مالذي يجري في العراق ؟
هل نحن فعلا امام تجربة ديمقراطية نامية ؟!
وللإجابة عن ذلك سنحاول تفكيك بعض اركان هذه التجربة من اجل فهم ما يجري . العراق صاحبة موقع جيوسياسي متميز لكنه نذير شؤم على ناسه واهله، فهذا الموقع الذي يربط اطراف العالم الاسلامي الفاعلة ، مرة عبر الطوائف واخرى عبر الاعراق . يربط العراق بين العالم الاسلامي السني -والعالم الاسلامي الشيعي ، وكذلك يربط بين الدولة الاسلامية "العثمانية"- وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية- وبين دولة الخلافة العربية -ولا اعتقد ان هناك بقعة غير العراق تتميز بموقع كهذا ؟
وسأترك هنا بقية مايميز العراق ليجعله نارا مشتعلة دائما يصطلي اهلها وهم غارقون بمستنقع الدماء .
هناك ثلاث مكونات رئيسية في العراق، هم الشيعة والسنة والكورد، وهؤلاء هم من يحدد مصير البلاد دائما ، سقط النظام في 9نيسان2003 لنكون امام فضاء متسع للاطلالة على الواقع الذي نعيشة والنظر بعمق لما يحدث من حولنا .
لشيعة العراق وجهتا نظر لا ثالثة لهما، وجهة النظر الأولى وهي الاوسع وتتبناها الاطراف الدينية والسياسية وحتى الثقافية والتي تستند على مقولة " غلطة الماضي لن تتكرر "، فالبلاد "باغلبيتها الشيعية" كما يقول الشيعة هي التي يجب ان تحكم وان لا تكرر تجربة المقاطعة في عشرينيات القرن الماضي ، هذة " الوجهة النظر " لا اتصور انها تقيم وزنا معتبرا لديمقراطية حقيقية بل على العكس تماما فهي تهيء الارضية المناسبة للصراع الخفي بين القوى الشيعية نفسها متمثلة بالاحزاب والعوائل الدينية وتؤسس لنوع جديد من الاستئثار بالسلطة، ورغم الاختلافات هذه لكنها لا يمكن ان تجتاز سقف وجهة النظر هذه في اي حال من الأحوال ، والدليل هو ما حصل في مظاهرات 25 شباط حيث توحدت كل القوى الشيعية الدينية والسياسية تحت سقف هذه النظرية .
وجهة النظر الاخرى التي يتبناها الشيعة العابرين للطائفة وبعض الوجوه الثقافية والمدنية والنخبوية ويتمناها ويؤيدها المواطن الشيعي البسيط والمحروم ويطرب لشعاراتها الجميلة، وهي التي تدعو الى ديمقراطية حقيقية وحرية حقيقية وتكافؤ للفرص وتوزيع عادل للثروة وهي اقرب الى الأمنية في ظل الوضع الراهن .
وجهتا النظر هاتين تنقسمان حتى في الجهات الداعمة والساندة لهما ايضاً ، فوجهة النظر الأولى تدعمها ايران بقوة وهي لاعب اساسي في انضاجها لاسباب عدة منها ما يتعلق بمصلحتها الخاصة حصرا، وكذلك فهي اطروحة تدعمها المرجعيات الدينية والاجتماعية .
اما وجهة النظر الاخرى والتي من المفترض ان داعمها الاول هو الولايات المتحدة الامريكية صاحبة المشروع الاساس في التغيير واول من رفع الشعارات الديمقراطية وصدرها للعراق كما هو مزعوم عبر مشروع حرية العراق ومن ثم المنطقة اضافة الى علاقتها المتآزمة مع ايران والقوى الراديكالية في المنطقة لكنها وكما يبدو قد تخلت مبكرا عن مشروعها "غير المتكامل " لاسباب عديدة يطول شرحها .
اما سنة العراق والذين يحملون رؤيتين كذلك، تبرز الرؤية الأولى وهي " التقليدية " والتي تفترض وجود السنة في الحكم استنادا وامتدادا للخلفية التاريخية وتناغما مع محيط متشابه وبالتالي فأن أي خلل في ذلك يعد بمثابة سلب لحقوقهم التاريخية والدينوطائفية على افتراض انهم من أسس الدولة وعاصمتها وحيث حكمها ابرز الوجوه التي تتخذ منها الطائفة مفخرة حضارية وتنويرية، ويدعم هذه الرؤية كذلك الامتداد المذهبي للجوار العربي والتركي، هذه الرؤية كذلك لا تقيم وزنا للديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة اذا ما عرفنا انها وريثة ثقافة استبدادية وتوريثية في الحكم على مر التاريخ سواءا في فترات الخلافة العباسية ثم الحكم العثماني وما خلفه من شخصيات قومية وصولا للمرحلة الجمهورية – البعثية .
الرؤية الاخرى وهي رؤية مماثلة لرؤية الانفتاح الشيعي ولكن بصوت اخفض من ذلك .. لماذا ؟
السبب ان هناك شعارات موجودة وغير مستهلكة في الجانب السني تستطيع بواسطتها التيارات والاحزاب ان تسكت الاصوات المغردة خارج السرب ، فيما بدأت الشعارات تنفذ تقريبا في الجانب الشيعي، اضافة الى بداية خلافات واضحة جدا مابين الاحزاب والحركات الشيعية التي تتبنى الاسلام السياسي وتلك الاخرى التي تتبنى آراء اخرى، لقد كان الشعار الأقوى عند الحركات الشيعية دائما هو انصاف المظلوميين من الفقراء والمهمشين و العدالة واقامة دولة الانسان ، لكن ما الذي جرى ؟
الذي جرى ان هناك حصر للسلطة بصورة مناطقية وحزبية، وتلعب العائلة والعشيرة والقرابة دورا بارزا في ذلك، حيث بدأت تنشأ مراكز جديدة للنفوذ والثروة عبر علاقات مريبة وسماسرة ومافيات جديدة !
في ظل اربعة حكومات حكمها الشيعة منذ 2004 مازال التهميش والمظلومية حاضرا وبقوة في المناطق التي يسكنها الشيعة ، مما عزز القناعة عند النخب الشيعية والتيارات الشبابية النامية بالحاجة لنظام ديمقراطي حقيقي ، نظام يتبنى اطروحة الدولة والانسان بعيدا عن مايعتنقه من دين وبدون التدقيق في خلفيته وهوياته الفرعية الاخرى ، ومن الملاحظ ان الوسط الشيعي يفتقد لعلاقة متناغمة بين يمينه ويساره ، بين حمائمه وصقوره ، على عكس الاوساط الاخرى التي توفر الحد الادنى من تلك العلاقة .
في المكونات الاخرى فان الاحزاب والحركات الكوردية والسنية تتمتع بعلاقة اكثر مصداقية مع جمهورها سواءا نتيجة التجربة السابقة في ظل النظام السابق وهيكليته وضباطه ومخابراته وكوادره وكفاءاته وسفرائه ومقربيه الخ ، وكذلك في ظل النظام الفدرالي الجديد الذي يتمتع به الكورد وما جناه الجمهور هناك ، لا نقول ان الامر مثالي ونموذجي تماما لكن لا يمكن لنا انكاره تماما .
الرؤية الموحدة والناضجة تقريبا بين السياسي والفكري وبين الحركي والثقافي هي الرؤية الكردية ، وعلى الرغم من وجود خلافات داخلية لكنها حسمت امرها في الاطار العراقي العام ،فالاختلافات تبدو اكثر ديمقراطية ويغلب عليها الطابع السياسي رغم سيطرة الاحزاب الرئيسية على مقاليد الامور لفترة طويلة ، لكن ظهور التغيير "كوران" كسر حاجز الهيمنة وفتح الباب واسعا لتمرد ديمقراطي لن يكبحه سوى شعار الدولة الكوردية المستقلة الذي اتوقع ان يكون شعارا مبطنا للاحزاب الكوردية التقليدية في الانتخابات القادمة .

مدونتي الشخصية http://www.elaphblog.com/amwiq
http://ahmedmagtoufalwady.blogspot.com/



#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوابيس وحدها تولد بغزارة
- التعددية وثقافة احترام اللآخر في العراق
- لا تتأخر ؛ واحجز نسختك الآن
- دمعتي البِكر / قصة قصيرة
- الحرية روح الديمقراطية
- وزارة التربية تجتث جواد سليم والسياب ونازك الملائكة وكاظم ال ...
- مقبرة الكتب المدرسية
- قصة قصيرة ... الملازم فلاح الأنوري
- طائرة الاباتشي ودبابة أسامة بن لادن
- الفيس بوك ونهاية العالم !!!
- صرخة بوجه كواتم الصوت...رسالة الى قاتلي
- تدوير النفايات السامة
- شهقات عراقية من وحي الألم
- العته العربي
- تعديلات دستورية
- العلماني طائفي ايضا !
- العراق يتجه نحو انتخابات مبكرة
- الشعب يريد إسقاط النظام ... شعار الثورة من الخليفة الشهيد عث ...
- ظل الله
- القطيعة بين (المثقف) و(المجتمع) ...محاولة للفهم ودعوة للإصلا ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مكطوف الوادي - كورد وسنة وشيعة ...ماذا تبقى من شعارات ؟؟؟