أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد مكطوف الوادي - قصة قصيرة ... الملازم فلاح الأنوري














المزيد.....

قصة قصيرة ... الملازم فلاح الأنوري


احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


بعد إن عاد من وحدته العسكرية مزهواً بالانتصار وهو يحمل على متنه نجمة طالما حلم وتغنى بها طويلا ،النجمة التي غيرت مكانها وزحفت نحو كتفيه بعد أن ترنحت على ياقة قميصه أكثر من 36 عاما .
" لقد أصبحت ضابطا "
ما إن فتحت له أم محمود الباب حتى سمعت جملتة المنتظرة ،التي ظلت تؤرق العائلة طيلة سنوات ،سرى الخبر بعدها بين الأقارب سريان النار في الهشيم .
فلاح الأنوري صار ضابطا .
كان (ن.ض) درجة ممتازة فلاح الأنوري يعشق العسكرية عشقا لن تنال مرتبته حتى زوجته وأطفاله ، كانت الجندية تجري في عروقه كما تجري الدماء في شرايينه ، ورغم انه لا يجيد القراءة والكتابة لكنه كان عسكريا متميزا ، استطاع بخبرة العقود الأربعة التي يمتلكها وخلفيته الحزبية أن يتجاوز ذلك الحاجز والاختبار وكما يردد دائما انه يقرأ "الممحي" .
صار ملازما في الجيش ليبدأ فصل جديد من حياته العسكرية المليئة بالمغامرات .
كانت هلاهل ام محمود تصل بنغمتها الجميلة لنهاية الشارع الذي يقيمون فيه ، محمود يجر الخراف لينحرها بالمناسبة ، وملازمنا العتيد مازال بقيافته العسكرية الكاملة حاملا عصا التبختر ومرتديا بيريته السوداء التي توشح شيبته الفضية المجعدة .
بوجوده أصبح المنزل فوجا قتاليا في ساحة المعركة ، يناور بأولاده وبناته ، محمود مشرفا على عملية الطبخ ،وسهى لإعداد العصائر ، تحسين يستقبل الضيوف عند الباب ، الأوامر تترا ، وتنفيذها على قدم وساق ولا مجال للمناقشة فالأولوية للتنفيذ دائماً !
يتسلل الى غرفة نومه ليخرج من جيبه قطعة قماش قطنية ، يضع الحذاء على المنضده ليمسحها ، انه "البوت الاحمر" الذي حلم به طويلا ، يُلمعه ثم يعود الى صالة الضيوف وفي طريقه يقف امام المرآة ، يستدعي ذاكرة الزمن في لحظة واحدة ،لحظة كانت تعني له الكثير،يصرخ في المرآة "لقد اصبحت سيدا ، مطاعا و صارعندي عبيد وأتباع"
كانت حركاته داخل المنزل وفي استقباله للضيوف لا تختلف كثيرا عن حركاته في ساحة العرضات ،لكنه لم يكن يحاسب أياً من ضيوفه على ذقنه الطويل أو حذائه المشبع بالأتربة ، لكنه في حقيقة أمره لم يكن راضيا ً ،كان حزيناً وهو يرى هذا التهاون في تطبيق ما اعتاد عليه وما استحق التكريم لأجله !
يهمس احدهم قي إذن صاحبه "كيف يمكن ل(جولة) أن يصبح ضابطا ؟"
ويقول آخر "كيف سيوقع بريد الوحدة وأوامرها وهو لا يقرأ ؟! "
ويضيف ثالث "لقد هزلت !"
لكن رابعهم يفند ما قالوا:
"كم من متعلم بلا نشاط وبلا نزاهة وكم من صاحب شهادة لم نجن منه غير السرقة والدماء !"
تسامر الجميع بعد أن تناولوا طعامهم وملازم فلاح مازال متأبطا عصاه ومرتديا بدلته التريكو الشتوية وبيريته لم تفارق رأسه الذي يدور في كل الزوايا وكأنه رادار مبرمج .
بدأ الجميع يغادر وملازم فلاح يودعهم وكأنه يودع وجبة من خريجي ضباط الصف إلى وحداتهم العسكرية الجديدة !
وفي ساعة متأخرة من تلك الليلة ينتبه السيد الضابط إلى غياب أحفاده عن البيت فيسأل زوجته "أين شاكر وأمه ؟" فتخبره إنهم في بيت أخوالهم ، لقد "زعلت" زوجة محمود مرة أخرى .
كانت زوجة محمود تذهب لبيت أهلها كثيرا بسبب ما يحدث من مشاكل مع عمتها أم محمود .
أم محمود الوجه النسائي لملازم فلاح أو (ن.ض) فلاح وعسكريته الصارمة .
فما إن يلتحق فلاح إلى وحدته حتى تستلم زوجته إدارة المنزل الذي يشبه الثكنة من نواح كثيرة ليس أخرها مسألة الإجازات .
أصر الملازم ليلتها وفي الساعة العاشرة والنصف أن يذهب لإرجاع أحفاده .
قال له محمود والدي ولكن ......... !
لم يكمل جملته فلقد أتاه الأمر صارماً ... تهيأ لنذهب .
كان ملازم فلاح ببزته العسكرية الكاملة ، حاولت أم محمود أن تذكره بارتداء ملابس أخرى لكنه تجاهل ذلك !
كان محمود يسوق سيارته وهو يكاد أن ينفجر من الضحك المكبوت ، وكان يتذكر كيف انه كان يتوسل أباه في المرة الماضية لإرجاع زوجته لكنه لم يقتنع رغم قضاءها أشهراً في بيت أهلها !
وصل ملازم فلاح إلى بيت صهره وأنجز المهمة سريعا وعاد بأحفاده ليقضي ليلته معهم في الحديقة وهم يلعبون
أس ............... أم ..................
واحد.......اثنين........ثلاثة..........
عادة سر ...............................
ومن خلف زجاج النافذة كانت والدتهم تتحسر على براءتهم المنتهكة في ساحة عرضات ملازم فلاح الأنوري .



#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائرة الاباتشي ودبابة أسامة بن لادن
- الفيس بوك ونهاية العالم !!!
- صرخة بوجه كواتم الصوت...رسالة الى قاتلي
- تدوير النفايات السامة
- شهقات عراقية من وحي الألم
- العته العربي
- تعديلات دستورية
- العلماني طائفي ايضا !
- العراق يتجه نحو انتخابات مبكرة
- الشعب يريد إسقاط النظام ... شعار الثورة من الخليفة الشهيد عث ...
- ظل الله
- القطيعة بين (المثقف) و(المجتمع) ...محاولة للفهم ودعوة للإصلا ...
- عراقيون في حضرة القذافي
- أيام العراقيين ، بين يوم الثورة ونهب الثروة
- العصافير تطوق الغابة
- شعار بغداد لن تكون قندهار ،، هل هو شعار عنصري؟!
- عن أي دين تتكلمون ؟!!!
- حكومة بلا جنوب ..وجنوب بلا خدمات !!!
- السيد وزير التربية الأخ محمد تميم هل ستكون كأسلافك الوزراء ؟ ...
- 50 مليار دينار عراقي للأيتام توزع بمعدل 50 مليون دينار على 1 ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد مكطوف الوادي - قصة قصيرة ... الملازم فلاح الأنوري