تدوير النفايات السامة

احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حملت معاملتي متوجها صوب احدى الدوائر ، فوجدت المسؤول الفلاني جالسا بأناقته المصطنعة والتي تخفي خلفها قذارة لن يستطيع البحر ان يزيلها !
وجدته مستمتعا بنسمات التبريد تخفق على وجهه العبوس ولسانه "الزفر" ، كان متذمرا لدرجة ان صوته النشاز تسمعه وانت على مشارف غرفته ، مزمجرا متوعدا ، وكيف لا يزمجر وخلفه يقف الحزب بأكمله؟!
سألت نفسي ، اليس هذا هو ؟!
اعتقد انه هو ، لا بل اجزم بأنه هو !
الم يكن متهما بعلاقة فاحشة مع احدى موظفاته ؟! الم يكن متهما بالتزوير ؟!
الم يكن متهما بتعيين اقاربه واساءة التصرف انطلاقا من مركزه الوظيفي ؟!
كيف نقل لوظيفة اعلى او بمستوى وظيفته السابقة على اقل تقدير ؟؟؟
كيميائيا لا يمكننا تدوير النفايات السامة جدا والمخلفات ذات النشاط الاشعاعي والاستفادة منها ثانية و تسمى عملية التخلص منها بعملية الطمر الصحي تحت الارض وتتم في مناطق معزولة وغير مأهولة وتلجأ الدول الكبرى لتصدير نفاياتها لتطمرها في اراضي الدول "المكرودة" .
ان عملية اعادة التدوير تجري للنفايات الاقل خطرا والاقل سمية وهي ماتسمى بالنفايات الآمنة وهي عملية مفيدة وذات فائدة بيئية واقتصادية والتي سمعنا ان امانة بغداد تنوي انشاء اكبر معمل في الشرق الاوسط لاعادة التدوير وربما جاء انسجاما مع اكبر عملية في العالم لتدوير المسؤولين الفاشلين على مؤسسات الدولة !
تلك النفايات والتي لا يمكن ان تشكل خطرا كبيرا على الانسان خصوصا عند الالتزام بالتعليمات التي تفرض استعمال "المواد الجديدة" المشتقة من النفايات لأغراض معينة بعيدة عن مجالات الصحة والغذاء والمشروبات وكل ما يتعلق بشكل مباشر بحياة وسلامة الانسان .
في نص سابق كتبته قلت فيه ( الظالمون في بلادي كالقمامة توجد في كل مكان) ربما سمع الساسة بهذا النص فراحوا يداورون "النفايات" من مكان لاخر ومن حاوية لاخرى .
لم اجد مايعبر عن منظر تكليف مسؤول فاشل بمنصب جديد اكثر بلاغة من مصطلح تدوير النفايات مع معرفتي المسبقة بظلمي للنفايات التي حولها البشر نتيجة استهلاك خيراتها ثم اعادة تدويرها لاحقا بما ينفعهم .
لكن المسؤول الفاشل لم نجن منه سوى الشرور والرائحة النتنة !!!

#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل