أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مكطوف الوادي - النخب العراقية ....وثقافة الاستبداد والطائفية وفساد الضمير (1-5)















المزيد.....

النخب العراقية ....وثقافة الاستبداد والطائفية وفساد الضمير (1-5)


احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3199 - 2010 / 11 / 28 - 21:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وطن محمل بالهموم ، وأحلام تغتالها رعونة المفخخات ، وطلقات الكواتم التي استباحت كل شيء جميل .
وطن يكتظ بالجائعين: فجياع خاوية البطون ، وجياع خاوية العقول، وجياع خاوية الأفئدة .
حين نقرأ عن دافنشي ذلك الفنان الشهير وكيف كان يرمز ويشفر لوحاته المعروفة لرسالة وهدف رسمه سلفا بغض النظر عن صحته ، لكنه لم يكن يرسم ليشبع موهبته في الرسم فقط ، أو من باب الترف الفني والثقافي ، رغم انها موهبته وحقه وغريزته التي كان يستعملها حتما ، ولكنه كذلك كان يرسم خارطة طريق لهدف عام ومبدأ يؤمن به هو وغيره من الناس ويعمل على انجازه .
لم يكن يرسم من اجل الشهرة واكتناز الأموال أو ليعيش مرفها تحت أجهزة التكييف المركزي والقصور والفلل الفخمة أو من اجل أن يكتب تحت اسمه في شاشات الفضائيات الخبير والمفكر والأديب والفيلسوف والفنان فلتة زمانه الخ من الألقاب التي ما انزل الله بها من سلطان .
تلك الالقاب التي وللاسف صارت عقدة عند الكثيرين وبدأت تسيء حتى للألقاب العلمية الحقيقية .
وحين نقرأ عن باسكال عالم الفيزياء والرياضيات الشهير ، نجد انه يعتبر كذلك واحدا من فلاسفة الثورة الفكرية والتغير نحو الحداثة والدولة المدنية الحديثة وبغض النظر كذلك عن ما كانت تطرحه المدرسة الوجودية من أراء والتي يعتبر باسكال احد أركانها .
فلم تأسره... مشاهدة المجسمات والأشكال الهندسية في الرياضيات و خيال الفيزياء الخصب و صعوبتها وعالمها المتسع، كل تلك الفضاءات واتساعها لم تفصله عن "فضائه" الارضي وشارعه وناسه .
وحين نقرأ عن المئات من عباقرة العالم وفلاسفته ، نجد إن شغلهم الشاغل كان إنقاذ الأمة والوطن وابتداع الافكار والتمرد على الواقع المؤلم وتقديم الحياة الأفضل لعامة الناس فكانوا جزءا لا يتجزأ منهم ، والا ما فائدة الفكر الذي يملئ الكتب ان لم نستعمله لخدمة البشر واسعادهم .
لكن الذي يحدث عندنا إننا وبمجرد أن نتخطى حد العتبة للتخلف والأمية حتى نصبنا أنفسنا من أعظم عباقرة الدنيا ، والذي يجب على الشعب بأكمله أن يقبل أيدينا وجباهنا صباحا ومساءا وأننا قد خلقنا في غير زماننا وسط عالم متخلف واقل بكثير من مستوياتنا الراقية وابتعدنا في صالات مكيفة وسيارات فارهه لنترك هذا الشعب المظلوم يكابد ويعاني قساوة الحياة ولسان حاله يقول خذونا معكم إلى حيث تذهبون فلقد مللنا الانتظار !!!
إن السياسي العراقي ما أن يرتقي كرسي السلطة إلا وصار سلطانا لا يمكن أن تراه أو تكلمه إلا في الاحلام ، فأستقر في برجه العاجي وسط حاشيته ومقربيه مبتعدا عن الشعب المسكين البائس الذي اوصله الى السلطة ،سواء أكان دكتاتورا اوصله الشعب بصوته المنخفض والموضوع في صندوق الخوف او ديمقراطيا اوصله الشعب بصوته العالي الموضوع في صندوق الانتخاب.
فيترك الشعب المسكين عاريا تمزق صدره وحوش الجوع والحاجة والحرمان
وجرت العادة ان هذا السياسي العراقي (الحاكم) يبتعد عن كل الافكار الموجودة ويضرب بها عرض الجدار ويعتمد على (الانا) واشخاص معدودين يقدمون له المشورة والنصيحة فيما يعمل هو ومقربيه بالتالي على محاربة وتطويع و تنويم كل الافكار الاخرى وقد تم له ذلك ، ومن لا ينوم مغناطيسيا او مغنا- طائفيا او ماديا سينوم بطلقة مجهولة أو بعملية مدبرة أو كما كان يفعل النظام السابق حين كان يعمل على تغييب كل من يعارضه ويشتبك مع توجهاته السياسية والفكرية ليجد نفسه في أحواض الاسيد أو في مقابر الجملة او في السجون او في مياه دجلة .
الغريب في الأمر إن النخب العلمية والأكاديمية والثقافية ( وطبعا الأمر لا يخلوا من استثناءات نادرة هنا أوهناك ) أعجبتها على مايبدو تصرفات السياسي وسلوكه وراحت هي الأخرى تمارس نفس الهواية بالابتعاد عن عامة الناس والتقوقع ضمن محيط ضيق من المنتديات والحوارات والندوات والصالونات الثقافية والتحاور ضمن رقعة زمنية وإنسانية محددة لا ترتقي الى مشاكل الوطن المهدد بالانقراض .
وبغض النظر عن ما تعنيه كلمة "نخبة" وتعريفاتها المختلفة والتي سنتطرق اليها والى مدلولاتها ومعانيها الى ان ما يهمنا من معناها هو تلك المجاميع او الافراد الذين لهم القدرة على التغيير والتأثير في المجتمع في جميع مجالاته .
إننا نمر اليوم في حالة من الانفصام المجتمعي (الشيزوفرينيا المجتمعية) ،بين واقع بائس نعيشه وبين واقع افتراضي نحلم به ، فتجد الجميع يتحدث عن الوطن وحب الوطن ، عن الفقراء والأيتام ، عن الأرامل والمطلقات ، عن العاطلين والمحتاجين ،عن الفساد والنزاهة ، وعن الكثير من مفردات الهم العراقي ،لكننا بالمقابل نصنف من أكثر الدول فسادا في العالم ، نقتل بعضنا بعضا ، انه انفصام مريع ، فالدولة ومؤسساتها كافة والتي يفترض إنها تمثل النخب السياسية والعلمية والاقتصادية والثقافية والإدارية نجد الكثير من نخبها ليست سوى مجموعات وصلت نتيجة المحاصصة والصفقات السياسية والمحسوبيات والرشوة ولذلك تجد الكثير من اطقمها لا يفقهون شيئا في ابسط الأمور وهو امر مستمر الحدث منذ اكثر من 20عاما وفي الامر شرح وايضاح ولكنها في مطلق العموم تصح كثيرا .
الاخطر هو تسرب تلك العادات والاساليب التي يتعاطى معها السياسي والحزبي والمسؤول والحاكم الى الاوساط الثقافية والعلمية والاجتماعية والدينية وبصورة نسبية تزداد حدة وتنكفأ حسب المرحلة ، وهي عدوى سلبية وخطيرة تنهش في الجسد الثقافي والاجتماعي والديني والاقتصادي للدولة بعد ان اصاب فايروس الصراع على السلطة كل تلك الايقونات و مفرداتها .
لقد صارت الدولة ونظامها بعد تسلط البعثيين على الدولة وادارة المؤوسسات بكل تلويناتها ابتداءا من المدرسة وحتى اعلى المناصب عبارة عن (نظام هجين يجمع المافيا الحزبية بسلطة العشيرة والعرق بالطائفة والتي تذوب كلها في الرمز ، فأختصر المشهد كله بصنم وكهنة) .
وحين انهار الصنم تم اعادة ترتيب ذلك النظام بهيكلية جديدة واعادة انتشار مفرداته وبوجود العقد المختلفة والثقافة الدكتاتورية المهيمنة على العقل الباطن وان تظاهرنا بنبذها في عقلنا الواعي (المافيا صارت مافيات مربوطة بسلطة العشيرة على التوالي وبسلطة الاحزاب على التوازي والطائفة بالعرق على عكس ما كان سائدا ؛ العرق بالطائفة)
وسأطرح هنا سؤالا جوهريا لنخبنا العراقية المتصدية للشأن الثقافي والسياسي والاجتماعي والعلمي والديني،هل استطاعت هذه النخب أن تنجز عمل معين لخدمة المواطن البسيط ؟
هناك حلقة وصل "هلامية " ما بين الطبقة الحاكمة والمسيطرة على كل شيء في البلد والمتصدية لأدارة الدولة ومؤوسساتها، وما بين المواطن البسيط ، واكاد اجزم انها طبقة شبة مشلولة الحركة، وهي طبقة المثقفين والأكاديميين والمتعلمين "النخبة" او سمها ما شئت ، من أي فكر او زاوية فلا خلاف في الهدف ، حلقة الوصل هذه والتي يفترض انها تمثل ضمير الامة وصوت الانسان البسيط والمعبر الحقيقي عن همومه والمطالب القوي بحقوقه والمدافع الباسل عن مكاسبه ومصالحه ، الا انها وللاسف لا تملك ادوات العمل القادرة على صنع التغيير ، التغيير في التفكير والتغيير في الثقافة الاستبدادية التي يتنفسها المجتمع طيلة قرن من الزمان ، تلك النخب تتحمل الجزء الأعظم من المسؤولية الوطنية والأخلاقية لأنها كما اعتقد مسؤولة عن :
1 -تهيئة العقل الجمعي واستثارة الناس للمطالبة بحقوقهم والضغط من اجل تحقيق ذلك بشتى أنواع الطرق المتاحة من خلال الانخراط في عمل تطوعي ومدني حقيقي رغم إن الناس قد فقدت الثقة بكل شيء بما فيها هذه النخب .
هذه النخب بكل فئاتها العلمية والثقافية والأكاديمية تعيش اليوم في عزلة كعزلة السياسي ، أو إنها تبتعد برغبتها كي لا تغضب السياسي والمتنفذ رغم بعض المحاولات الفردية والتي قادت أصحابها أما إلى القتل أو الإصابة أو التهم الجاهزة ،وهو طبعا ماتتمناه الحكومات على مر عصورها ولسان حالها يقول :

فرادى فرادى إلي تقدموا لاذيقنكم ناري وطعم حديدي

2-مسؤوليتها في توجيه السياسي والحاكم والوقوف موقف حازم تجاه كل تصرف يؤدي بالبلد الى المجهول والابتعاد عن الترف الفكري والدلال الثقافي المصطنع احيانا وطبعا هي ليست دعوة لنبذ الجمال وترافته لكني اتصور ان الافراط فيه وانشغالنا به لايمكن له أن يكون منطقيا والبلد مستباح في كل شيء ، لم نلاحظ يوما مثقفين على مستوى عالي قد اعتصموا أو اضربوا عن الطعام أو قاموا بأي عمل ضاغط لانجاز شيء معين ،وكأن الأمر لا يهمهم وإنهم اكبر من ذلك بكثير ، فكيف يمكن لطبيب أو أستاذ او مفكر او أديب او عالم او أي كفاءة أخرى أن ينزل للشارع ويختلط بالبسطاء من الناس، إنها كارثة بالنسبة له ، فعنجهية الحاكم ونرجسيته طيلة نصف عقد من الزمن انعكست حتما على أجيال معاصريه وبالتالي أنتجت نخبا استبدادية معجونة بنرجسية الحاكم وميوله للعزلة



#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوتة الوجع
- سيدة النجاة
- لا نريد منكم خطابا وطنيا كاذبا ولكن نريد الحقيقة
- شكرا يا رئيس الوزراء......ولكن!!!؟
- صراع الأعضاء
- نصوص قصيرة جدا
- مشروع تجمع -عراقيون بلا تمييز- Iraqis Without Discrimination
- حريتي الضائعة
- دكتاتورة الحب
- أنى شئتم
- العراق-جنوب افريقيا ؛المصالحة والفساد وكرة القدم
- من قال إن النهب حرام؟
- انه وطن الموتى يا سردشت
- تسليم ثلاثة قطط الى المجلس البلدي
- احصدوا ما زرعتم يا أصحاب الجنسيات المتعددة
- طاعون
- نواب - فائزون بالجِدْية - ونواب -حواسم -
- في ليلة إعلان النتائج خوف وحزن وألم وفرح
- القذافي والتدخل العلني في العراق
- من قلة الخيل.......


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مكطوف الوادي - النخب العراقية ....وثقافة الاستبداد والطائفية وفساد الضمير (1-5)