دور الطبيعة في كيان الانسان

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 22:24
المحور: المجتمع المدني
    

دور الطبيعة في كيان الانسان

اجمل اوقاتي في حياتي عندما اكون وحيدا بين احضان الطبيعة مطلقا خيالي الى ابعد حدوده اتامل وافكر في كل الاشياء واستمتع بجمال الطبيعة واتحسسها واشمها واسمعها واناغيها واحاكيها واداعبها وارقص معها واغني لها واضحك معها واعبر عما بقلبي ووجداني لها وكانها امي وحبيبتي ومربيتي وحاميتي وحاضنتي وماواي ومهجعي وبلسم جرحي ودواء وجعي ومعها اعيش فرحتي وسروري وبهجتي بانسجام تام واندماج وتفاعل يترك اثرا في كياني وكل خلية في جسدي
الطبيعة تفهمني وافهمها ولم تظهر لي بحياتي كلها انني اخطات فهي دائما تصفح عني وتسامحني وتدلني على الصحيح بلطف وحنو ورقة ومنطق سهل بسيط مفهوم وواضح ينسجم مع الفطرة ويلتقي مع صفاتي الموروثة فتدخل المعلومة بجاذبية الى عقلي وتدخل وجداني وكانها ذاهبة لمكانها الموجود فطريا خصيصا لها
دائما تشد من ازري وتواسيني وتقف معي وتشجعني وتمنحني الجرأة والشجاعة والجسارة والاقدام واقتحام الحياة والخوض في غمارها بكل ثقة وامل بالنجاح والتفاؤل
الطبيعة احسها بانها كل كياني وبها سر وجودي ومنها استمد طاقتي وقوتي بالحياة ومنها احصل على مقومات صمودي امام تحديات الحياة واحصل على علمي ومعرفتي ومهارتي في مجابهة الواقع وتحويله الى الافضل في كل زمان ومكان وحال
احس بالطبيعة كانها في داخلي وانا في داخلها
انا كيان منصهر بالطبيعة
هي الهي وقانونها منهجي ومادتها جسدي وطاقتها روحي
احب الطبيعة وهي تحبني واقدسها وهي تقدسني
من الطبيعة تعلمت الحب والصدق والوفاء والانتماء وحب العمل والانتاج والعطاء
تعلمت التسامح والتواضع والرحمة واحترام الكبير والعطف على الصغير وحب المراة وتقديرها جل تقدير واحترامها والاخذ بيدها والحفاظ على حقوقها والاهتمام بها
من الطبيعة تعلمت ان افكر وابقى افكر وابحث واستكشف وابدع وابتكر واربط واجتهد واستقرىء واخمن واحتمل واتوقع واتخيل واتصور وابرمج واخطط واعمل وانفذ واحقك الاهداف بنجاح
من الطبيعة امتلكت القدرة على تحقيق ذاتي وصنع كياني واشغال حيزي بالوجود بشكل كامل سليم ايجابي فاعل وان اكون مشاركا في تسيير عجلة الحضارة الانسانية نحو الامام
من الطبيعة صنعت لنفسي وطنا وعنوانا ومكانا التقي به مع مجتمع الانسانية ومع كل الكائنات الحية وعناصر الطبيعة والكون
احببت الطبيعة بعناصرها وبشكلها وتضاريسها ومكوناتها وغضبها وفرحها وجبلها وسهلها وشجرها وعشبها وفراشاتها وعصافيرها واحببت نفسي لانني جزء منها
احب الطبيعة الى درجة القدسية واقولها من عمق احساسي
الطبيعة هي الاله الحقيقي وهي من صنعت شخصيتي ومن صنعت اخلاقي وقيمي ومنهجي بالحياة وهي من صنعت جسدي وعقلي ونفسيتي وشكلتني بابهى صورة واجمل تكوين
الطبيعة مسرح حركتي كالرياضة بكل انواعها حيث اركض وامشي واقفز واتسلق المنحدرات واسبح بالبركة والبحر والبحيرة واتنزه في ربوعها الخضراء وسهوبها وغاباتها واصعد على الجبال والتلال والهضاب واسير بالوديان وامرح بالسهول واستمتع في هوائها الطيب العليل واشرب من مائها الصافي النقي واشم عبير زهورها واريج ورودها واستمتع بكل جميل بها من حيوان ونبات ومناظر خلابة وكل هذا يدخل في تشكيل شخصيتي وتركيبها وتلوينها وتحريكها واستنهاضها وتالقها وتميزها وابداعها وجمالها ورونقها ونموها وتطورها
احتكاكي وتفاعلي بالطبيعة وانسجامي معها يمنحني الاحساس بالحياة واحساسي بانسانيتي وكياني وذاتي ويمنحني هذا الاحساس المركب احساس السعادة والغبطة والهناء والفرح والبهجة والسرور والارتياح النفسي مما يشجعني على التفكير والعمل والانتاج بروح الامل والحب والاقبال على الحياة برضى وقناعة وتفاؤل فاحقق النجاح والطموح والمكانة الاجتماعية والاحترام والتقدير لذاتي والثقة بالذات والتمكن من ادارة الواقع الحياتي المحيط والسيطرة عليه بقدرة الفعل الايجابي والتغيير نحو الافضل بمعنى ان الطبيعة اتعلم منها كيفية صناعة الحياة الفضلى وصناعة السعادة
الطبيعة بالنسبة لي هي المدرسة والمربي والمدرب والملهم والمعلم والطبيعة المكان اللذي اتخذ منه مبدأي بالحياة وفلسفتي وقدرتي وطاقتي للحياة ومواصلتها بما ينسجم مع الطبيعة وقوانينها وتلك الحياة الصحيحة والافضل
الطبيعة النعمة الاكبر في حياتنا نحن البشر من حقها علينا ان نحافظ عليها كنظافة البيئة والخضرة والشجر والماء والهواء والتربة والحياة البرية بكل عناصرها من نبات وحيوان وكل مكونات الطبيعة الاخرى
ان الشعوب المتحضرة اصبحت في العصر الحالي تقاس درجة حضارتها بجمال طبيعة ارضها ونظافة بيئتها فالطبيعة الجميلة والنقية تخلق انسانا جميلا ونقيا وهذا هو المطلوب في بلاد العرب والمسلمين حيث الطبيعة مهملة ومريضة وسيئة الحال وقبيحة المنظر وملوثة البيئة ومظلومة ومغتصبة بطريقة لا انسانية ولا تليق بالطبيعة ولا بقيمها ومكانتها في حياة الانسان ولذا فالطبيعة تحتاج منا لفتة احترام وتقدير وتكريم واهتمام واعتناء بها كي تعطينا من خيرها المديد وحبها الكبير وعناصر الحياة اللتي تلزمنا في بناء اجسادنا ونفسياتنا وعقولنا بالشكل الافضل والامثل كي نرتقي حضاريا نحوى درجات اعلى

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات