مفهوم الغيرة بين الرجل والمراة

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 13:05
المحور: المجتمع المدني
    

مفهوم الغيرة بين الرجل والمراة

الغيرة هي صفة من صفات الغباء والتخلف والرجعية وقلة الوعي والعلم والمعرفة وخبرة الحياة والتطور عند الانسان سواء كان ذكر ام انثى وهي ميزة غريزية طبيعية بدائية فطرية اودعتها الطبيعة في ذهن الانسان لغرض الحفاظ على نوعه وسلالته منعا للاندثار والتلاشي وهي صفة مشتقة من صفة الملكية اي نزعة التملك للثروة الحياتية ومقومات الوجود واستمراريته وكما هي باقي الصفات المشتقة من نزعة التملك مثل صفة السادية وصفة السيطرة وصفة التسلط وصفة القيادة والتحكم وصفة العدوانية اتجاه الغريب وصفة الطمع وصفة الحسد وصفة الاختلاس وصفة السلب وصفة السرقة وغيرها من الصفات السلبية واللتي كلها تهدف للاستحواذ على ثروة الحياة ومقومات العيش والوجود واستمراريته بالطريقة الافضل والاكمل اللتي تحقق الرضى للانسان والسعادة والهناء والرخاء والتقدم والتطور والتفوق والنجاح
ولكن بتطور الانسان الى درجة الوعي والادراك وقدرته على فهم حياته والسيطرة عليها بعلمه ومعرفته ووصوله الى العصر الراهن الى مستوى عالي من العلم والمعرفة والتطور والتقنية وخبرة الحياة واكتشافاتها والسيطرة عليها وصناعتها وصياغتها حسب رغبته وغايته وما يتطلب لمعيشته الافضل وواقعه الامثل وتصميم ارقى البرامج والانظمة الاجتماعية ووضع نظم الحياة ودساتيرها بشكل يضمن للانسان حياة افضل بكل النواحي مع بديهية الحفاظ على اصله ونوعه واستمرارية وجوده في هذا الكون اصبحت الغيرة صفة متنحية غير لازمة لحياته كونه حل محلها في ذهنه افكار علمية معرفية حول حقيقة وجوده واستلام مهمة الحفاظ على وجوده لادارتها وتحقيقها بدلا من الطبيعة في بداية حياته
ومن هذا المنطلق فان الغيرة تتلاشى في ظل ارتفاع مستوى الذكاء عند الانسان بفعل تطوره الطبيعي ورقيه عبر الزمن
ونلاحظ بان المراة تغار على الرجل اكثر من غيرته عليها والسبب ان خبرة المراة في الحياة اقل بفعل قلة اختلاطها بالمجتمع واندماجها وتفاعلها مع الحياة بميادينها المختلفة والانخراط في خضم الحياة العام كما هو الرجل
واذا ما ظهرت الغيرة في سلوك الانسان المعاصر فانها تعتبر مرضا نفسيا اجتماعيا لا يوجد لها اي ايجابية بل وجودها وارهاصاتها كلها سلبية وتؤدي الى اعراض مؤذية ومشاكل اجتماعية تصل الى مستوى الكارثة او المصيبة حيث انها تؤدي للطلاق والفراق والخصومات والخسارات المادية والمعنوية والالام والويلات والاحزان والانحراف السلوكي والادمان على ممارسات خاطئة واقتراف الجرائم كالقتل والتعذيب والحرمان والسجن والضرب والتعدي وكبت الحريات واغلاق سبل الحياة وتحديد طريقة العيش وتقييد التصرف والتحكم بالفرد والسيطرة عليه بسلوكه وتفكيره واحساسه وتفريغه من محتواه الطبيعي وحرفه عن مسيرته السليمة الطبيعية بالحياة
والتخلص من هذا المرض الا وهو الغيرة يكون بالوعي والتعلم وممارسة الحياة وخبرتها واكتساب معرفتها واكتشافها بواقعها وحقيقتها وقراءة معادلتها من التجربة والفعل والتاثير الايجابي المتبادل مع الوسط الاجتماعي والبيئة المحيطة وتفعيل الفكر المادي الجدلي والمنطق العلمي في معالجة المراقف الحياتية الشخصية والاجتماعية والتركيز على العلاقة مع الشريك في الاسرة او مكان العمل او مكان العيش بفهم تلك العلاقة فهما علميا وفكريا والتسامي فوق الافكار المبنية على الوهم والتصور والخيال والتخمين والتوقع
وضمن هذا السياق يكون الانسان قد امتلك فلسفة حياتية خاصة به تجيب على كل الاسئلة اجابات علمية منطقية حضارية تلائم مستوى وعي المرحلة والانسان والمكان والظرف والزمان كي يتخطى هذا التاثير الغريزي الفطري عليه فتصبح الغيرة خارج نطاق التاثير على سلوكه وتفكيره واحساسه بمعنى تصبح تافهة بنظره ولا جدوى من التمسك بها كاداة مسلكية في علاقاته الاجتماعية
وبهذا يكون بفلسفته قد ارتقى الى مستوى الذكاء الاجتماعي اللذي يقضي على مرض الغيرة ويزيل اعراضه واثاره السلبية من حياته ومحيطه الاجتماعي

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات