أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - سورية وروسية: مافيا تدعم مافيا، والشعب السوري قرر الموت واقفا، ولن يركع للأسد...!!!















المزيد.....


سورية وروسية: مافيا تدعم مافيا، والشعب السوري قرر الموت واقفا، ولن يركع للأسد...!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سورية وروسية: مافيا تدعم مافيا، والشعب السوري قرر الموت واقفا، ولن يركع للأسد...!!!
طيف نزار قابني يلاحق الاسد في قصيدة الديك:
لقد كتب نزار قباني قصيدته الشهيرة في العام وهو يصف فيها الرئيس بالديك ،و لو قدر القدر لهذه القصيدة وأن يكتب لها النجاح ، ستصبح نشيد الثورة الشعبية السورية، نظرا لما تعبر عن حالة الشعب السوري و "الرئيس" الديك، لذي يفترس الشعب السوري بقوته وهمجيته،نزار قباني الشاعر السوري الذي ذاق الويل من نظام البعث وعاش طوال عمره لاجئ سياسي بسبب عدم راضه على نظام الاستبداد والدكتاتورية السورية بالرغم من إصرار بشار الأسد على دفنه في دمشق في أخر أيام عمره. والقصيدة تقول بان :
في حارتنا...
ديك سادي سفاح ينتف ريش دجاج الحارة ، كل صباح ينقرهن، يطاردهن، ويهجرهن يضاجعهن، ولا يتذكر أسماء الصيصان !!!
في حارتنا...
ديك يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار، يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليلاًَ ونهاراً، يخطب فينا، ينشد فينا، يزني فينا ،وهو الخالد، فهو الواحد، في حارتنا وهو المقتدر الجبار
ثمة ديك عدواني ، فاشيستي، نازي الأفكار، سرق السلطة بالدبابة ،ألقى القبض على الحرية والأحرار، ألغى وطناً.
ألغى لغة، ألغى أحداث التاريخ، ألغى شعباً
وألغى ميلاد الأطفال، و ألغى أسماء الأزهاء
في حارتنا... ديك يلبس في العيد القومي
لباس الجنرالات، يأكل جنساً، يشرب جنساً ،يسكر جنساً
يركب سفناًَ من أجساد .يهزم جيشاً من حلمات...!!!
في حارتنا
ديك من أصل عربي ،فتح الكون بآلاف الزوجات...!!!
في حارتنا
ثمة ديك أمي، يرأس إحدى الميليشيات، لم يتعلم
إلا الغزو و إلا زرع حشيش الكيف و إلا الفتك
وتزوير العملات ،كان يبيع ثياب أبيه ،ويرهن خاتمه الزوجي ويسرق حتى أسنان الأموات
في حارتنا
ديك كل مواهبه
أن يطلق نار مسدسه الحربي ،على رأس الكلمات
في حارتنا
ديك عصبي مجنون يخطب يوماً كالحجاج، ويمشي زهواً كالمأمون، ويصرخ من مئذنة الجامع ..."يا سبحاني يا سبحاني"...!!!" فأنا الدولة ، والقانون "، كيف سيأتي الغيث إلينا ؟ كيف سينمو القمح ؟ وكيف يفيض علينا الخير ، وتغمرنا البركه ؟ هذا وطن لا يحكمه الله!!! تحكمه الديكه ولكن
في بلدتنا يأتي ديك... يذهب ديك، والطغيان هو الطغيان
يسقط حكم لينيني، يهجم حكم أمريكي ،والمسحوق هو الإنسان
حين يمر الديك بسوق القرية، مزهواً ، منفوش الريش، وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير، يصرخ كل دجاج القرية في إعجاب،"يا سيدنا الديك "،"يا مولانا الديك "، ويا فحل الميدان، يا جنرال الجنس، أنت حبيب ملايين النسوان
"هل تحتاج إلى جارية ؟ "، هل تحتاج إلى خادمة ؟
حين الحاكم سمع القصة هل تحتاج إلى تدليلك ؟
أصدر أمراً للسياف بذبح الديك قال بصوت الغاضب كيف تجرأ ديك من أولاد الحارة "
وأنا الواحد دون شريك. أن ينتزع السلطة مني، كيف تجرأ هذا، الديك.

اقوال في بالثورة السورية :
-الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من سريرة في وراء القضبان يقول:" بان على الأسد التنحي حقنا للدماء ".
-أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني يقول في حديث مع الجزيرة بتاريخ 8 أيلول 2011 من فرنسا يقول:"القتل في سورية شبه يومي والشعب لن يركع".
- الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في تصريح للتلفزيون البرتغالي بتاريخ 8ايلول 2011 والذي يقول فيه بان:"ضرورة تغير الأمن السوري اسلبه ويدعو إلى وقف العنف ضد المتظاهرين ويدعو دول المنطقة إلى مساعدة السلطة والشعب على الحوار.
- المفكر العربي عزم بشارة في حديث الثورة على الجزيرة بتاريخ 8 أيلول 2011 يقول:"لا يملك النظام السوري سوى المجاهرة بسباق مع الزمن لإنهاء الحالة السورية، لكن الأساس في حالة الثورة السورية هي الحرية.
-نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية من القاهرة في تصريح لوسائل الإعلام العربية والدولية بتاريخ 11 أيلول والذي يقول:" بان الذي يحدث في سورية جريمة فعلية وضرورة إيقاف العنف وأجرى الإصلاحات".
- الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يقول بان:"روسيا جاهزة لتقديم أي حل يناسب الطرفين".
-البطرك اللبناني مار بشارة الراعي في حديث صحفي من فرنسا أثناء مقبلته مع الرئيس سركوزي من قصر الاليزيه بتاريخ 5 أيلول 2011 ،يقول بان الذي يحدث في سورية هو ابادة الشعب السوري وليس ديمقراطية ولا إصلاحات.
- رئيس وزراء تركيا رجب طيب اوردوغان في حديث مع الجزيرة بتاريخ 8 أيلول 2011 والذي يقول للأسد"بان الذي يبني حكمه بالدم لا يذهب إلا بالدم .
- المجلس البرلمان الأوروبي بتاريخ 15 أيلول 2011، يدعو الأسد للتنحي، ويطالب بفرض عقوبات اقتصادية على نظامها ويبحث بطرد السفراء السوريين.
- مجلة تايم وفينا نشال تايمز :تقول بان النخب التجارية والمالية في سورية بدأت تتذمر من استمرار الأوضاع الراهنة .
جمعة جديدة من النظال الاسطوري السوري :
تأتي هذه الجمعة بعد 6 شهور من استمرار الانتفاضة الأسطورية للشعب السوري،هذه الانتفاضة السلمية التي يوجهها الشعب السوري ويقف ضد بطش النظام وفرق موته وكتائبه الأمنية وعصاباته المسلحة وشبيحته،بالرغم من إعلان النظام الدائم بأنه قادم في إصلاحات جذرية سوف يقوم بها في يده اليمن ويمارس القتل والبطش وسفك الدماء بيده الشمال أطفال مدرسة خرجوا وكتبوا شعارات بان الشعب يريد تغير إسقاط النظام ،اعتقلوا وقتلوا وعذبوا واتهموا بالسلفية والعصابات هبت درعا للانتفاضة لتدق الإسفين الأول في نعش سقوط النظام ،ساندتها كافة المدن السورية لتطالب بالحرية المفقودة انتظر الشعب مطولا رأس الهرم وظنوا انه سوف ينصفهم بدل أن يأمر بقتلهم ،لقد وعدهم بإصلاحات علنية وإعلامية وأمر في السر بسحقهم وقتلهم من خلال جيش حماة البلاد ،الذي هو فعلا جيش حماية النظام والعائلة في بلد يعتبر بأنه معتدل وحر ،لكن التعبير فيه صعب ومعقد ،فالنظام مصاب بمرض وهوس المؤامرة الخارجية المستمرة،بين شعبه أصبح مهجر في تركيا وسورية وشاباه ونسائه بكثيرة . فالشعب كان يريد التغير في بداية الانتفاضة، أما اليوم بعد 180 يوما من التظاهر والحركة الاحتجاجية الشعبية أضحى يريد إعدام الرئيس.
لان توجهات وممارسة النظام السوري، التي تدل على انه لن يتراجع أمام الحملة العسكرية والأمنية المنظمة والمقتنع بصوابها، والتي أثبتت فشلها وبدأ الانهيار الفعلي للنظام السوري الأمني والاقتصادي والاجتماعي يشق النور.
لن هذا النضال المستمر والزخم الشعبي والدولي والإقليمي التي فرضتها الثورة السورية استطاعت التنسيقيات الثورية بالخروج مجددا بمظاهرات كبيرة في كل مدن سورية ونواحيها، للتظاهر بقوة وشدة رهيبة بوجه النظام وافشلا طموحاته، نتيجة انضمام الكثير من الفئات الشعبية لها والاقتناع بالثورة ، لقد خرجت المظاهرات هذه الجمعة بتاريخ 16 أيلول "سبتمبر"2011 ، تحت اسم "جمعة ماضون حتى إسقاط النظام "،بالرغم من كل وحشية النظام وسياسته القمعية والهمجية الذي يمارسها ضد الشعب والحجر والتي لم تسلم منه الحمير التي تم قتلها بسبب انتماءها للعصابات المسلحة ،فالقتل والدم والبطش والإجرام والاغتصاب والسرقة لم تعد تفزع الشعب السوري الذي كسر جدار الخوف منذ 50 عام.
"جمعة ماضون بإسقاط النظام"،هي رسالة من الشعب السوري وقياداته الميدانية لكل الدول الإقليمية والعالمية والعربية وتحديدا لروسيا وتركيا التي تحاول إعطاء الأسد مهلة لتعويم دوره ،والقول بان الشارع قرر دون عودة أو رجعة إسقاط نظام بشار الأسد مهما كان الدعم له ،وان مهمة الشعب الوحيدة هي إسقاط الأسد .
طبعا كل جمعة في سورية تستمد اسمها من الدم السوري الذي يسيل يوميا ،ليلا ونهارا، بالرغم من أطلاق النار المستمر، لكن اسمها أضحى يدل عليها وعلى معانيها ،فالشيء المشترك بين كل الجمعات الثورية السورية هي المظاهرات الشعبية نفسها التي تشترك في عرس الدم. فالانتفاضة الشعبية السلمية يرد عليها النظام بسفك الدماء الشعبية المسالمة، فالبطش والقتل هو أسلوب النظام الوحيد وأسلحته الفتاكة روسية الصنع والمكافئة على وحشيته تأتي من الرئيس ميدفيديف الراعي ألحصري للدكتاتوريات العربية الذي يساوي بين الضحية والجلاد في بلد يشتهر شعبه برواية القصة الفلكلورية الشعبية" ماشا والثعلب"كما هي القصة العربية" ليلى والذئب" .
الصراع على سورية:
لا شك بان هناك صراع عظيم يدور على سورية ،لان سورية واقع استراتيجي في العالم العربي وتحتل المكانة الثانية بعد مصر ولها امتداد جغرافي مرتبط بعملية الصراع العربي – الصهيوني، وامتداد لأكثرية عربية تشكل الرافعة الفعلية في بناء مثلث عربي "مصر+سورية+السعودي "التي منهم يتبلور موقف عربي رسمي يعتمد على القوى البشرية والفكرية والمالية والعسكرية ،ونظام الأسد غيب تبلور هذه الدور من خلال بناء تحالفات إقليمية ودولية خاصة تستند على الأقليات في سورية ، ويمكن أن يقسم الصراع الدائر اليوم على سورية إلى ثلاثة محاور رئيسية:
1-المحور الأول ويتمثل بالصراع السوري الداخلي وبهذا الخصوص يكتب الكاتب الهولندي نيقولاوس فان دام في كتابه الصراع على السلطة السياسية في سورية منذ العام 1963 والذي طبع في مصر مكتبة مدبولي مترجم للعربي في العام 2006 ." يكتب الباحث بان أعضاء الأقليات الدينية كالعلوين والدروز والاسماعلين ،الذين لعبوا دورا بارزا وجوهريا في الصراع على السلطة السياسية في سورية ابتداء من 1963العام ،فان الأعضاء جميعها جذبت انتباههم فكرة إمكانية التخلص من الهيمنة السنية المدنية التقليدية في الحياة السياسية السورية عن طريق القيام بانقلاب عسكري ،مما ساعد ازدياد هؤلاء العناصر بعد الانقلاب في سلك الضباط مرة أخرى على حساب السنة ،لكون ضباط الانقلاب استدعوا رفاق لهم تربطهم روابط عشائرية ودينية ومذهبية وقبلية لتركيز قوتهم وخاصة العلويين منهم ". فالصراع السوري الداخلي وهو صراع سياسي بحت ليس هو بجديد بل قديم جدا منذ استيلاء البعث على السلطة السياسية عام 1963، ،والتي فرضت فيها حالة الطوارئ ومنعت الحياة السياسية والديمقراطية ومصادرة كل الحريات ومعاقبة كل المحتجين والذي كان عقابهم السجن والقتل ،إلى حين جاء الأسد الأب إلى السلطة عام 1970، مختصبا للسلطة ومنقلبا على شركائه في البعث ورفاق السلاح وأبناء المذهب الواحد واتهمهم بأنهم يمنين بعثين كلام مضحك ،وشيء غريب ، فالأسد نفسه طائفي ومتعصب لطائفته ودكتاتوري واستبدادي ، وليس يساري علماني أو ليبرالي ،فالأسد شجع الأقليات على التمركز في سلطة هذه النظام الذي تم بناءه على إستراتجية أساسية الجيش الذي يحمي النظام والمخابرات التي تمسك زمام الأمور في سورية إلي حيث تمت مجزرة حماة التي كانت رسالة الأسد النهائية للشعب السوري بان سورية ملك خاص للعائلة التي نراها اليوم ،ولهذا كانت المعارضة السورية غائبة بالدم والحديد واليوم اختلف الوضع فالمعارضة نمت وكبرت وأضحت مصدر تهديد فعلي لنظام العائلة والحزب البائد والتي يحتمي بالأقلية السورية واضعا الطائفة العلوية أسيرة للعائلة ومصالح المنتفعين ،فاليوم يدور صراع فعلي على السلطة في سورية بين النظام المهووس بالسلطة والشعب الرافض لسلطة الفساد والقمع.
2- المحور الثاني هو إقليمي ويتمثل بالقوى الكبرى الثلاثة "تركيا وإيران"ولإسرائيل موضع أخر وهو طمع عدائي ،لكن الصراع على السلطة بين تركيا وإيران بسب موقع سورية الاستراتيجي والجيو-سياسي،فإذا كان حافظ الأسد استطاع أجاد اللعبة الإقليمية والدولية محتميا بالعمق العربي الذي امتلك معه علاقات جيدة ساعدته دائما بإدارة اللعبة السياسية بطريقة جيدة من خلال إبقاء باب الحوار مفتوح ،لكن الوضع مع الأب اختلف الوضع من خلال دخوله بلعبة الأمم الذي أضحى أسيرا لها من خلال دخوله بتحالفات إقليمية وتشكيل جبهة الممانعة والمقاومة التي أوقعته أسيرا في أحضان إيران نهائيا ويشكل الحرس الثوري صمام الأمن للنظام السوري والسيد علي خامئني المرجع الروحي واحمد نجاد القائد الأعلى للسياسة السورية ،مما اجبر تركيا تسلم بالوضع كما هو عليه نظرا لامساك سورية بأوراق تزعج تركية كورقة حزب العمال الكردي الذي يقود صراع مسلح مع تركية والتي تملك سورية وإيران معه علاقات ممتازة كادت بالسابق أن تشعل نار الحرب بين تركيا وسورية انتهت في العام 1999 بطرد "عبدالله اوجلان"الأمين العام للحزب العمال المعتقل في تركية بمساعدة إسرائيلية في أفريقيا،فتركيا التي كانت تطمح إلى الدخول للمنطقة العربية ولعب دورا بارزا،كما تلعبه اليوم بظل الثورات العربية التي مكنة تركيا من لعب هذا الدور الريادي والتي نشاهدها من خلال جولة الطيب رجب أوردوغان العربية التي يحاول أن يبنى دور إقليمي لتركيا يعتمد على طموح الجماهير الثائرة والمتمثلة بالحرية والديمقراطية والمشاركة في السلطة وتوزيع ثروتها،طبعا كانت سورية هي البوابة الرئيسية إلى المنطقة العربية لمخاطبة الجماهير العربية التي ضاقت الويل من السياسة الإيرانية وتصرفاتها في العالم العربي ،لكن اليوم مع اندلاع الثورة السورية تغيرت الأمور بالنسبة لتركيا التي ترى اليوم السيطرة على سورية ونظامها القادم دون التقاسم مع إيران ،مما أخاف إيران التي تدعم نظام بشار الأسد من سقوطه وخسارة سورية نهائيا فكانت تصريحات نجاد ووزير خارجيته التي أدنت القتل من قبل النظام وطالبة النظام بالاستماع إلى مطالب الشعب علها أن لا تخسر الشعب نهائيا ويتحول إلى عدو فعلي لإيران وسياسيتها ودولتها وشعبها في المستقبل بحال انهار النظام السوري الحالي.
3- المحور الثالث والذي يتمثل بالصراع والنفوذ الدولي كل من "أمريكا وأوروبا + الصين وروسيا"، وهذا صراع جيو -سياسي، وجيو – استراتيجي يخوضها كل من الإطراف التالية للحفاظ على مصالحهم الخاصة وتحديدا الاقتصادية وليس حفاظا على الحقوق الإنسانية والأخلاقية، لان في قواميس هذه الدول تفقد الأخلاق والإنسانية والشعور بالمسؤولية الكبرى أمام مواطنين هذه الدول الفقيرة التي تعاني من همجية الأنظمة القمعية الإرهابية التي تمارس إرهابا منظما ،فإذا كانت روسيا تدعم الأنظمة الدكتاتورية القمعية والشمولية مستغلة ضعف هذه الأنظمة لبيع أسلحة ومواد تقنية كما هو الحال مع النظام السوري والليبي واليمني ،فأمريكا لا تقل قذارة وتفاهة عن الروس والصين،فأمريكا التي كانت مرتبكة مع مسار الثورات العربية لكنها اتخذت القرار الذي يرجح كافة الشعب ،لان الشعوب العربية كانت الأقوى في هذا الربيع،لكن نفسها أمريكا تدعم الكيان الصهيوني ودكتاتوريته وعنصريته ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في فلسطين، د كما قال الشعر مظفر النواب بان:" قيادات الدول الغربية كلها أولاد كحبة ولا نستثني منهم احد".
وبناءا لهذا الصراع الجدي والقوي على سورية نتوافق مع المعارض السوري برهان غليون الذي يصر على أن أي قرار بالنسبة لسورية يجب ان يتم التوافق عليه عربيا وضرورة التشاور مع الأشقاء العرب الذين ليس لهم مصالح وأطماع بسورية خاصة ، كي لا تكون سورية لقمة زائغة في أفم الدول المتكالبة على سورية ".
ومهما حاولت موسكو تعويم النظام السوري والوقف وراءه ن اجل حماية مصالحها الخاصة وبضغط قوي من إسرائيل وتحديدا من بنيامين نتانياهو الذي يحاول أن يبقي النظام السوري كما هو ، بمساعدة روسية ،لكن روسيا تعلم جيدا بان سقوط النظام أمر ليس بيد موسكو وصقور الكريملين بل بيد الشعب السوري الثائر ،وليس.
الموقف الروسي:
فالموقف الروسي من حيث طبيعته الحالية يدل على ارتباك في السياسية والتي تعاني منها روسيان بظل الثورات العربية والثورة السورية خاصة وتعاملها معهم، فإننا نقسمه إلى قسمين:
1- يقوم الموقف الروسي على إدارة الصراع الدولي ،والذي يقوم على تحقيق المصالح الشخصية والمالية لروسية كدولة كبرى تعتمد على مبدءا القوة من خلال ظهورها في التاريخ الحديث بعد العام 1990.
2- الموقف الثاني هو موقف لا أخلاق ولا أنساني في التعامل مع الثوران العربية التي تتعرض فيها مصالح روسيا الاقتصادية والمعنوية لخطر فعلي من خلال الالتباس وعدم الوضوح في بلورة الموقف الروسي،الداعم للدكتاتورية العربية .
فالالتباس يكمن بان روسيا تدعو للتفاوض مع نظام القافي الذي سقط وانتهى، وفي اليوم التالي تعترف بالمجلس الانتقالي ، روسيا التي تدعو المعارضة السورية لزيارتها بتاريخ 8-9 أيلول إلى موسكو، ويدلي رئيسها بتصريح غير مفهوم بتاتا حتى للروس نفسهم ،بان المعارضة غير متكافئة وبعض أطرافها إرهابيين .
فهل هذه رسائل للأسد بأنه سوف يرفع يده عن نظامه، فروسيا التي تعرف كل ما يدور في روسيا من خلال مخابراتها وصحافية وخبراءها بان النظام يكذب ويخذل روسيا وبالتالي سوف تحرج من هذا النظام وبالنهاية سوف تنصاع للقرارات الدولية،بعد انتزاع مصالحها الخاصة التي تفاوض عليهما مع الغرب ،والذي كان ظاهرا للعلن من خلال الزيارات الأوروبية لروسيا لحث روسيا للموافقة على القرارات الدولية ألتي تدين سورية ،ولكن لا نعرف ما هو الثمن التي تريده روسيا من الغرب؟؟؟ وما هو العرض الذي يقدمه الغرب لروسيا!!! .
فالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يقول في كلمته في مؤتمر السياسة الدولية التي استضافته روسيا في مدينة "يورسلاف" بتاريخ 8 أيلول "سبتمبر"2011 ،بان روسيا تخلت بنفسها عن مجتمع الاتحاد السوفيتي ليس بسب مؤامرة خارجية او ضغط دولي ،وإنما بسبب ضعف الاتحاد نفسه وعدم قدرته الفعلية الحور كدولة منافسة عالميا وسيطرة الحزب الشمولي والفكر الشمولية ،لماذا لا يحق للدول العربية التخلي عن أنظمة هذه الدول الدكتاتورية والشمولية وان تبقى شعوب هذه الدول تحت بسطار الدكتاتوريات البائدة الفاسدة،والفاشلة.

المبادرة العربية :
لقد فشلت المبادرة العربية منذ اليوم الأول لإطلاقها،من خلال المراوغة السورية التي تعرف جيدا بان الموافقة على المبادرة العربية يعني استقصاء بشار الأسد ونظامه عن الحكم بطريقة ناعمة، لذلك حاولت سورية تبرير رفضها بطرق مختلفة كي لا تعلن مباشرة بأنها ترفض المبادرة العربية وتظهر للعالم بأنها تعيش بعزلة عربية ، وهذا ما عبر عنه الأمين العام نبيل العربي والتي اعتبر بان الجامعة العربية جامعة حكومات عربية يتم التعامل بعدم إزعاج الدول ،والتالي كانت سورية غير مستجيبة لمبادرة الجامعة ،مما استدعى من مجلس الوزراء العرب بالطلب العلني من سورية بسحب الجيش من المدن وعودتهم إلى الثكنات وإيقاف القتل العشوائي الذي يقوم به النظام السوري ضد شعبه ،والدخول في حوار مباشر مع المعارضة بحوار مباشر لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها النظام ،مما دفع بالنظام السوري بتاريخ 13 أيلول 2011 برفض طلب مجلس الوزراء العرب واعتبره تدخل خالص بشؤونه الداخلية ،وبالتالي سوف يجبر مجلس الوزراء العرب على اتخاذ أجرأت أخرى أكثر قاسوه بحق سورية، تبدأ بتجميد عضويتها في الجامعة العربية والانتقال إلى خطوات أخرى تضيق الخناق على رقبة نظام الأسد، مما يساعد على تصعيد لهجة إقليمية ودولية، والتي بدورها تحرج دول كبرى كروسيا والصين من خلال تصعيد اللهجة العربية نحو النظام السوري.
المعارضة السورية:
أن رفض الأسد للمبادرة العربية وعدم الاستجابة لقرارات الجامعة العربية ،يفرض على الجامعة البدء بالعد العكسي لنظام الأسد ،وهذا ما يتطلب من المعارضة موقف مسوؤل وتاريخ أمام أسطورة الشعب السوري المنتفض للشهر السادس المعتصم في الشوارع والساحات ،بالرغم من كل جرائم النظام البشعة ،فعلى المعارضة اخذ زمام المبادرة بيدها والتواضع أمام الشعب السوري الذي يطلب منهم اليوم تشكيل قيادة سورية انتقالية من اجل التطلع نحو سورية الجديدة فالمسؤولية كبيرة والمرحلة خطيرة ،لكن الواقع يختلف فالشعب يريد قيادة تريد شؤونه الخارجية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية والأخلاقية من اجل محاربة النظام البائد وتشكيل البديل الفعلي للنظام من اجل التكلم باسم المعارضة مع الجهات الدولية والعالمية التي تحاول مساعدة الشعب السوري بالانتقال نحو بناء سورية الجديد ة والتخلص من نظام الأسد والعائلة الفاسدة والحزب الهرم .
أيها المعارضة السورية الوقت يمر بسرعة والشعب يطلب من المسؤولين اتخذ المواقف السريعة وترك المشاكل الذاتية والشخصية جانبا لان الشعب لن يرحم هذه المعارضة والقطار يسير والمحطة القادمة هي النصر دون هذه القيادة والنظام ،ليث ملتقى اسطنبول الذي انعقد بتاريخ 15 أيلول" سبتمبر" 2011 ،وقد شاركت فيه المعارضة السورية برئاسة بسمة القظماني التي قالت بأنهم توصلوا إلى تشكيل المجلس الانتقالي لسوريا بعد مشاورات طويلة ، والتي سوف تعلن لاحقا عن هيئة قيادية تمثل الداخل والخارج ،ومن ابرز مبادئ الهيئة :
1-الثورة السورية هي مسيرة من اجل الحرية والديمقراطية.
2-الثورة السورية هي سلمية غير مسلحة.
3-مهمة الثورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتعدد المذهبي والاجتماعي .
4-سورية الجديدة للجميع .
5-مهمة الثورة الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية والتي تتظمن :
- سورية دولة مدنية .
– التداول السلمي للسلطة .
-استقلال القانون والقضاء والإعلام وضمان الحريات الشخصية.
يبقى توجه السلطة السورية معروفا فهو توجه راديكالي مستند فقط على الخيار والحل الأمني والعسكري المصر عليها النظام،محاولا إقناع العالم بنظريته الفاشلة والغير مقبولة بالمؤامرة الخارجية والعصابات المسلحة ،الثورة تتقدم عالميا ودوليا والنظام في تراجع مستمر بسبب فقدانه للشرعية الدولية والشعبية والأخلاقية ،فالأيام لم تعد في صالح النظام الذي أصبح يعاني من حصار سياسي ودبلوماسي واقتصادي وثورة داخلية تتسع رقعة اشتباكها اليومية،فالأصدقاء يقلوا ويحرجون من تصرفات النظام السوري ،فأمام الأسد فقط عملية أمنية إجرامية كبيرة ينهي الانتفاضة ويخمد صوتها،ويتنصر ويفرض نفسه على العالم من خلال السكوت والتواطؤ معه ،لكن على الثورة التسريع بتشكيل قيادة انتقالية ويكفي الخلاف الشخصي بين مكوناتها ،وطلب الحماية السورية من كل مدن وسكان حلب ودمشق وحثهما على المشاركة الكبيرة بالحراك الشعبي والانضمام إليه بسرعة . لننتظر جميعا تطورات الجمعة القادمة وكيف سيكون رد حركات التنسيقيات الثورية في الجمعة القادمة على كل المواقف الدولية والحراك السياسي السوري الداخلي .
د.خالد ممدوح العزي .
صحافي وباحث إعلامي خبير بالإعلام السياسي والدعاية.
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة علمية اكاديمية الإعلام اللبناني بين الدعاية السياسية و ...
- الشعب يطالب بحماية دولية،والنظام وضع سورية في نفق مظلم يؤدي ...
- روسيا و ملف إيران النووي: في ظل الخلافات الإيرانية – الأميرك ...
- فايز كرم :أزمة القضاء اللبناني .
- الفضائيات العربية والمغتربين ...
- فشل مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط... والمحطة القادمة م ...
- الحراك السوري: ثورة مستمرة بالرغم من شلالات الدم،والأسد يخوض ...
- دراسة علمية أكاديمية :الصراع السياسي السني –الشيعي، العلني م ...
- القضاء السوري في مواجهة جديدة مع النظام العالمي
- سمر يزبك السورية: تتمرد على أقليات النظام وأمراضه الطائفية، ...
- الإعلام والشبيحة : تزوير الحقائق وفبركة الأفلام ...!!!
- دراسة علمية قدمت الى الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا-
- الخبر العربي في الإعلام الروسي المرئي ...!!!
- سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك ...
- غورباتشوف :عشرين عام على انهيار الإمبراطورية السوفيتي، أب-أغ ...
- ليبيا الجديدة: انتصار الثوار وهزيمة روسيا...!!!
- روسيا البيضاء والغرب:
- روسيا البيضاء: نجاح الدولة في الانتخابات ، هزيمة المعارضة وا ...
- جمعة بشائر النصر في سورية، وسقوط نظام ألقذافي...!!!
- كوثر البشراوي في حوار الثقافة...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - سورية وروسية: مافيا تدعم مافيا، والشعب السوري قرر الموت واقفا، ولن يركع للأسد...!!!