أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك الإيرانيين...!!!















المزيد.....

سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك الإيرانيين...!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك الإيرانيين...!!!
يكتب ميكافيلي في كتابه الأمير الأحمر "بان ثمة دافعان رئيسيان لحركات الناس الثورية ،أما الحب أو الخوف لكن إذا كان الحكام الدكتاتوريين يزعمون على الدوام بأنهم محبوبون ويحاولون إظهار أنفسهم بصورة الأب الذي يخشاه أبناؤه، إلا إن لا يخدعون بهذا إلا أنفسهم، لأنهم في النهاية هم ليس محبوبين ولا يخشاهم الشعب،وهذه الحقيقة سيكتشفها قريبا من تبقى من حكام دكتاتوريين في المنطقة طال الزمن أم قصر. فان دعم الديمقراطية من الخارج لن يكون عملا مؤثرا ان لن يعرب الشعب عن استعداده للنضال يدا بيد غير عابئ بالإخطار والتكاليف الشعبية للإطاحة بحكامهم الدكتاتوريين
جمعة جديدة بوجه النظام:
من جديد جمعة من الدم تخرج في أخر جمعة من شهر رمضان التي تحتف فيها إيران بيوم القدس العالمي "لقد غاب الشعب السوري عن الاحتفال فيها وكانت مظاهراته ضد حليفها السوري ، الذي أراد النظام بهذا الشهر وهذه الجمعة الانتصار على الشعب وإبادة الثورة الشعبية وسحقها ، من خلال القمع العسكري والأمني الوحشي الذي أجاز به رئيس عصابات النظام السوري بالقتل والفتك، لكن حماسة شباب الساحات السورية أفشلت كل مخططات وتهور الرئيس السوري من الاستمرار بالخير العسكري والأمني، وافشل تأجيج الصراع الطائفي الذي يستعمله النظام لتخويف الأقليات المذهبية الذي يحتمي بها نظام الأسد، متذرعا مرارا بأنه يحميها،فكان الشعب السوري حريصا جدا على أفلام النظام وتعطيه مع الحراك السوري ،فالحراك هو الذي هز قوة وقدرة نظام الأسد،لذلك أجرم النظام بحق شعبه والتعاطي مع ثورته ومطالبه المحقة، 6 شهور يخوض النظام السوري حربا فعلية ضد شعبه المحتج والمنتفض بوجه،6 شهور لم يستطيع إقناع العالم بوجهة نظره الذي يصر عليها بأنه يحارب مجموعات إرهابية.
جمعة الصبر والثبات:
فالشعب السوري الذي يرد على كل وعود بشار الأسد بمزيد من التصعيد الشعبي ،بخروج الشعب السوري يوميا ليلا نهارا إلى الشوارع بالرغم من كل الهمجية التي يتعامل بها النظام السوري مع شعبه الأعزل،فالرد جاء من تنسيقيات الثورة التي أخرجت مظاهرات كبيرة ومنظمة بجمعة "الصبر والثبات" بتاريخ 25 أب أغسطس 2011،لتقول للعالم كله وللنظام والجيش والحزب بأننا صامدون وثابتون مكننا ولن نتوقف قبل مغادرة الأسد وعصاباته،والملفت للنظر بان كل الشعارات واللفتات التي رفعت في هذه الجمعة تطالب برحيل الأسد وإعدامه والمطالبة بحماية ولية لان الشعب السوري عرضة للخطر اليومي من قبل هذه العصابات التي تخوض معركة بين قوة عسكرية منظمة ضد ضمير شعب بكامله يطالب بالتغير الاجتماعي والإنساني لان صبرهم نفذ من سيطرت نظام الأسد .
الاحتجاجات مستمرة بعد رمضان:
فإذا كانت جمعة "الصبر والثبات" كانت الأخيرة في شهر رمضان المبارك ولكنها لن تكون الأخيرة في عمر الثورة السورية المستمرة بهذا الزخم، وهذه القوة الفوق العادة، ولعل ابرز الأحداث التي ساعدت بتصعيد "جمعة الصبر والتبات"، هي:
1- مقابلة الأسد المتلفزة مع التلفزيون السوري بتاريخ 18 أب "أغسطس" 2011،مقابلة ديمغوجية كعادة بشار الأسد الذي يكثر من الكلام والمواعظ والنصائح، والذي يراوغ بشكل مروع ،والتي لم يفهم منها سوى رسالته للغرب التي تنص على:ضرورة الغرب بقبول النظام السوري كما هو ويجب ،ويجب ان تقنعوا أنفسكم بان الأسد ونظامه يقومان بإصلاحات جدية،وإلا الفوضى التي سوف تعم بسورية ودول المنطقة،والتي تأكد الشعب السوري بان نظام الأسد كاذب ومراوغ والتعامل معه فقط من خلال إسقاط الشرعية الشعبية والدولية .
2- سقوط نظام ألقذافي وفراره نظامه أمام الثوار الذي اتهمهم بأنهم "فأران وجرذان" وتهاوت إمبراطورية الإرهاب الذي صنعها العقيد طوال 42 عام ،مما ساعد "الجرذان" أن يناصروا "الجراثيم" الذي وصفهم بشار الأسد من مواصلة الضغط ضد الطاغية بعد سقوط حليفه وصديقه بالإرهاب والإجرام.
3- الضغط الدولي الشديد التي تمارسه دول العالم الغربي على نظام بشار الأسد وتفرض عليه وعلى أركان نظامه عقوبات اقتصادية قد تدخل فيها العقوبات على قطاع النفط الذي يستفيد منه النظام وعصاباته وحدهم.
4-الموقف الأمريكي المتشدد مع النظام السوري الذي طالبه بالتنحي بعد غزله لعدة شهور مما اطر بالنهاية أن يبق الحصة ويطالب الرئيس بالتنحي لأنه أضحى عقبة بوجه التطور الديمقراطي.
5-الشوارع العربية المؤيدة للثورة السورية والمتضامنة معها ومطالبتها للنظام السوري بالتنحي مما اجبر الحكومات العربية وقياداتها على رفع الصوت عاليا بوجه النظام السوري وسحب بعض السفراء من مشق بالرغم من خوف الكثير من اليد الإيرانية لهذه الدول.
طبعا هذه المظاهرات الكبيرة التي شاهدتها ساحات سورية ومدنها ونوحية لتقول بان الشعب السوري كله فقد الأمل بكل أقوال بشار الأسد والذي عبر عنها في المقابلة الأخيرة والذي لم يطرح للرأي العام أي شيء جديد يبشر الشعب بنافذة أمل،لقد قرر الشعب السوري في جمعته هذه بالصبر والتبات من خلال الاستمرار بالموجهة ضد النظام وسلاحه القمعي.
تأجج الشارع السوري من جديد:
فالشعارات التي رفعت في كافة المدن السورية التي تقول بان الرئيس السوري فقد نهائيا الشرعية الشعبية والأخلاقية والأدبية من خلال تحميله كل المسؤولية التي تعصف في البلاد "القتل ،البطش، الخطف ،الاحتلال للمدن،الاعتقال،تأجيج لهيب الطائفية ،التعدي على حرمة المنازل وحرمة المساجد"اقتحام مسجد كفرسوة في دمشق وضرب المصلين وضرب الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي بتاريخ 26اب "أغسطس 2011"" لكون الأسد هو الرئيس للدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تقتل الشعب بقرار رسمي من جانب الرئيس بشار.
كلمة الأسد الأخيرة صنعت الزلزال السوري التي ساعدت الكثير من المواطنين السوريين من حسم موقفهم لجانب الثورة والانضمام إلى شارع الاحتجاجات، مما بدأنا نشاهد مدن وقرى وأشخاص جدد ينظمون للحراك الشعبي .
فالأسد أسير فعلي بعيون الشعب السوري،ولا يستطيع تقديم سوى استهلاك الكلام ،لكونه وعد بالكثير ولم ينفذ منها شيء سوى بعض الجمل الناقصة "سوف نقوم ،سوف نعمل،بدأنا،سنحقق ،نقوم بعمل ما،لكن أغنيته الشهيرة والمستمرة بان سورية تتعرض لمؤامرة خارجية تحاك ضدها بسبب موقفها ودعمها للمقاومة التي هي بعيدة كل البعد عن أي مقاومة والجولان لا يزال محتل منذ 40 سنة،والأسد يهدد بالرد المناسب والمكان المناسب.
فمشكلة الأسد الأساسية تكمن بأنه يراوغ دائما دون الوقت المناسب والظروف المناسبة، يتذكى كثيرا،ولم يحاول التعلم من الدروس السابقة التي عصفت بأربع رؤساء عرب كانوا زملاء للأسد من مدة قصيرة ذهبوا نتيجة أخطاءهم بحق شعوبهم،"رئيس في قفص الاتهام ،وأخر يحاكم غيبيا ،وأخر موجود في جحور الفأران ،وأخر يحكم بالصوت من الخارج.
المواقف الخارجية المؤترة في الحياة السوري:
فالمواقف الدولية المؤثرة في سورية وثورتها ونظامها تنقسم إلى ثلاثة اقسام:
1-الطرف الأول والذي يتمثل بالموقف الأمريكي والأوروبي،الذي يعمل جادا على تنحي بشار الأسد من السلطة السورية والانتقال بسورية نحو حياة جديدة ديمقراطية مستقرة،وتعمل هذه الدول على استحداث قرار أممي يدين سورية في مجلس الأمن وتحميلها مسؤولية دولية لجرائمها ضد السكان المدنيين ،وتقوم بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على أجزاء النظام وكياناته الاقتصادية ابتدأ من رأس الدولة حتى الضباط المتهمين بممارسة أعمال مريعة ضد السكان المدنيين والتي كانت أخرها العقوبات الجديدة التي أقرت بتاريخ 26 أب على ماهر الأسد وفاروق الشرع وراجحة وزير الدفاع،وربما سيكون قطاع النفط هو القادم لعقوبات جديدة،ولأوروبا سلطة اقتصادية كبيرة على سورية عكس ما صور هذه العلاقة بالعابرة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحه الشهير بتاريخ 22 حزيران"يونيو:2011 الذي شطب فيها أوروبا عن الخارطة السياسية ،ونسى وجود أوروبا،طبعا لم تبتعد الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه العقوبات بل تعدت إلى مطالبة الأسد إلى التنحي،
2-الموقف الثاني الموقف العربي والتركي:
فإذا كان الموقف العربي تمثل في الأسبوع الماضي في كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز،ورفع الصوت عاليا بوجه الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب الأعزل،ورفض سمك الدماء العربية مهما كلف الأمر،مما شجع كثي من الدول العربية برفع صوتها وسحب سفراءها نتيجة ضغوط الشوارع العربية ،لكن اليوم الموقف العربي الخائف من تدخل إيران في عمل استفزازي لهذه الدول نتيجة ضغطها المستمر على نظام الأسد ،خرج موقفين مميزين هذا الأسبوع :
- الأول تمثل بزيارة أمير مشيخة قطر السريعة إلى إيران بتاريخ 24 أب "أغسطس"، وعرض الملف السوري مع الرئيس الإيراني نجاد وعلى كما يبدوا كانت رسالة عربية غربية إلى إيران تنص على عدم التدخل في حماية الملف السوري وتوريط نفسها في مستنقع جديد يحمل في طياته عداء شعبي سوري وعربي وإسلامي للثورة الإيرانية نتيجة احتضانها للنظام السوري المحتضر ،ويمكن التفاهم على امتيازات بديلة لإيران في العراق،وبحال إيران لن تحاول تفهم الحالة الجيو-سية الجديدة فان دول الخليج سوف يكون لها موقف مختلف وأيام الماضية انتهت عندما كانت إيران تجول وتصول في دول الخليج العربي والدول الأخرى.
-الثاني تمثل بعقد جلسة لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بتاريخ 27 أب "أغسطس"والذي كان موضوعها سورية والذي اختلفت فيها الدول العربية بنوعية الإدانة التي يمكن أن تواجه بها النظام السوري، فالوزراء العرب في اجتماعهم في القاهرة اجمعوا جميعهم على احترام الشعب السوري في الحياة الكريمة والآمنة ،وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية وبالنهاية تم تكليف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بتاريخ 28اب"اغسطس"بالتوجه إلى سورية لتبليغ النظام السوري بمبادرة تحاول الجامعة العربية تسويقها،ضمن لجنة عربية سوف تساعد الأمين العام،والعربي هو نفسه الذي خرج من رحم الثورة المصرية التي فرضته في هذا الموقع العربي ،ماذا يمكن أن تتضمن هذه المبادرة ،وما هي الحلول التي يمكن تقوم بها جامعة الدول العربية بظل مطالبة شعبية سورية بالحماية الدولة من ظلم وجور النظام السوري وهذا ما عبرت عنه اللجنة الدولية المختصة بمتابعة القضايا الإنسانية التي لم تمكن هذه اللجنة الأممية سوف رفع تقريرها لمجلس الأمن الدولي بان الشعب السوري يتعرض لأكبر عمليات إجرام من قبل عصابات النظام وأزلامه المرتزقة.
- الموقف التركي لايزال متردد من الحزم مع النظام السوري بالرغم من أن تركيا طفح كيلها من وعود الأسد الكاذبة والمتكررة بالإصلاح،وإيقاف القتل،لكن لا حياة لمن تنادي والمهلة التي أعطاها أوردغان للأسد ونظامه انتهت كما هتف المتظاهرون ورفعوها في لفتاتهم والتي تطالب أوردغان بأخذ الموقف المناسب ،لكي لا يفقد مصداقيته في العالم العربي والإسلامي،لكن تركيا بالرغم من الخوف التي تحاول أن تبتعد عنه والذي يمكن للنظام السوري استغلاله بمساعدة الأنظمة الحليفة له،تركيا تخاف من مشكلة عسكرية مع حزب العمل الكردستاني ،ومخربي تنظيم القاعدة ،التي يمكن للنظام السوري باستخدامهم بسرعة مريحة،إضافة إلى محاولة تفادي مواجهة مباشرة مع الدولة الإيرانية حامية النظام السورية وراعية أعماله،لكن الموقف التركي غاضب ويحاول تنسيق موقفه مع الدول العربية والدول الغربية التي تؤمن له حركة ضغط مريحة على النظام السوري،وهذا ما نره من خلال تصريح القادة الترك الغاضبة من بشار الأسد،وهذا ما عبر عنه كل من :
-تصريح رئيس وزراء تركيا الطيب رجب أوردغان الأسبوع الماضي والذي يقول"بان الظلم لا يمكن أن يستمر، واذا استمر الظلم سوف يغرق صاحبه بالدم"
-تصريح وزير الخارجية التركي عبد الله أغلو بتاريخ 25 آب "أغسطس"والذي يقول"إذا كان على تركيا أن تختر بين الشعب السوري والنظام ،فان تركيا سوف تختر الشعب".
- تصريح عبد الله غول الرئيس التركي بتاريخ 28 أب "أغسطس"،و الذي يقول بأنه فقد الثقة بالنظام السوري.
كل هذه التصريحات تعبر عن ملل وتركيا من تصرفات نظام الأسد ووعوده الكاذبة،
فالشعب السوري يحث تركيا على الالتزام بموقف جدي ضد النظام السوري،وخاصة بان المظاهرات الشعبية تنذر الموقف التركي بان مهلة اوردوغان للنظام انتهت.

- الموقف الثالث تمثل بالموقف الروسي والإيراني "أعوان النظام في لبنان والعراق":
الموقفالروسي:
فإذا كانت روسيا منذ البداية تداعم للنظام السوري وتمد بالأسلحة والعتاد والأجهزة الالكترونية،لكن الموقف الروسي ملتبس وغير واضح وهو مرتبك ويفقد أصدقاءها الحقيقيين في الشرق الأوسط لأنه يدعم الدكتاتوريات ويراهن عليها بوجه الصديق الحقيقي ،فالروس يشكون بالثورات ومنفذيها من خلال معلومات خطاءة من الأنظمة المستبدة ومن استخباراتها التي تفقد الملومة الحقيقية،فالروس لا توجد لديهم مبادرة أو عرض جدي للمشكلة من خلال مندوبهم الرسمي ،بالرغم من الاعتراض الروسي على الإدانة وعدم استصدار قرار دولي يبقى الروس بعدين جدا عن المشكلة السورية بالرغم من وعودهم المستمرة بإرسال بعثة روسية رسمية إلى سورية لدارسة الحالة لكنهم ،عاجزون عن ذلك ،وهم اليوم يحاولون إيجاد مخرج للنظام السوري بمشاركة إيرانية كما صرح بها السفير الإيراني في موسكو لكن النظام السوري افشل العرض،لكن روسيا سوف تفقد سورية فجاء كما فقدت صديقها أبو منيار ألقذافي.
الموقف الإيراني:
يعتبر الموقف الإيراني هو الأهم اليوم من بين كل المواقف الدولية ،لكون إيران ترعى النظام السوري وتقود القتال فيه،فإيران التي تحمي النظام السوري وتمده بالأسلحة والعتاد والخبراء والمقاتلين والمال ،من اجل حماية حليف لها تشكل معه قوة الممانعة والمقاومة مع العديد من القوى التي تدعمها إيران . فإيران الثورة التي نعتبر ثورتها ثورة ضد المظلومية التي تعاني منها الشعب والتي تحررها من الظلم والقهر ،لا تستطيع الاستمرار بالدفاع عن النظام السوري يبدوا انه بداء يميل نحو الانهيار ،وهي التي ناصرت ثورات الشعوب العربية كلها ضد حكامها ،وبالتالي إيران تدخل في حماية الطائفية والمذهبية بدل الممانعة والمقاومة وبالتالي سوف تخسر الشعب السوري والعربي والإسلامي كله ،إيران دولة براغماتية تهمها مصالحها الخاصة ،وليس مجمعة أشخاص ذاهبين إلى مذبلة التاريخ ،فأضحت تفهم جيدا بان مصلحتها ليس مع النظام السوري وان مع الشعب السوري الباقي،بالرغم من التصاريح النارية الذي يطلقها قيادات النظام الإيراني بأنه لا يسمح بالتدخل بالشؤون السورية الداخلية ،وسورية يمكنها إن تعالج أمورها بنفسها ،وسف تمطر إسرائيل بوابل من الصواريخ بحال تم الاعتداء على سورية من الناتو،إلى ما يشبه ذلك،لكن الحقيقية تكمن في أن الساسة الإيرانيون يفكرون بجدية بالأوضاع والتغيرات الجديدة فوضع إيران ليس بأفضل حال لخوض معركة ضد العالم من اجل أخطاء النظام السوري،سقوط حليف لإيران في ليبيا ضعف المعارضة البحرانية وضع اليمن الجديد ،أزمة حزب الله في لبنان،وفقدان حركة حماس وخروجها من يد الثور، وحالة سورية الجدية التي تفقد إيران السيطرة في العديد من المناطق،والثورات العربية الصاعدة التي تسير عكس رغب الثورة الإيرانية، إضافة إلى وضع إيران الداخلي،والحديث عن نوعية الحكم القادم برحيل نجاد القريب ،هذه الأوضاع كلها سوف تعيد حساب الجمهورية الإيرانية ومرشدها الأعلى بالنظر الفعلي بطبيعة العلاقات مع النظام السوري الذي سوف تتجه تدرجيا نحو التخلي عن النظام السوري والتفكير بتعزيز مركز قوة جديدة للثورة الإيرانية في مناطق أخرى،وهذا ما لحظنه في تصريح وزير الخارجية الإيراني على اكبر صالحي ، بتاريخ 27اب "أغسطس"الذي يقول "بان على النظام السوري حان الأوان تلبية مطالب الشعب السوري المحقة ونحنا غير راضين على ممارسة القمع بحق الشعب ،وسقوط الأسد سوف يسبب فراغا سياسيا وسورية تتعرض لمؤامرة خارجية بسبب مواقفها ودعمها للمقامة" ،وهذه أول مرة تعترف إيران بأحقية الثورة السورية ،بالوقت التي كانت تبرر موقفها بان النظام السوري يملك الأكثرية الشعبية والثورات العربية أفقدت شعبية النظام من خلال خروج الأكثرية الشعبية.
إيران متورطة فعليا بحرب ضد الشعب السوري وهم يحاولون تغير في الموقف الذي بدأ يتلاشى، فاليوم النظام الإيراني يتكلم عن النظام السوري من خلال فتح الخطوط السياسية والدبلوماسية لإخراج النظام من مأزقه،بالرغم من الخطاب المتلفز الذي ظهر فيه السيد حسن نصرالله بيوم القدس العالمي بتاريخ 25 آب "أغسطس"يوم الجمعة السورية ،والذي وجه دعوة صريحة لمساعدة النظام السوري والالتفاف حوله لمواجهة المؤامرة التي تحاك ضد النظام من خلال عصابات مسلحة،بالرغم من الهيصة الإعلامية التي يفتعلها حزب الله ،والمساندة الأخلاقية والسياسية والتنظيمية للنظام السوري الذي يرد الجميل الطويل له بمساعدته ووقفه الى جانبه لكن الحزب بالنهاية تحكمه قرار مركزي من إيران يقتضي عليه بالالتزام،والثاني الذي يفرض نفسه على الحزب حالة الجو الشعبي العربي وحالى انهيار النظام السوري الذي تجبره بتخفيف الحماس والتأيد الأعمى للنظام السوري المنهار ،وبالنهاية سوف يلتزم بالقرار الإيراني التي هي نفسها سوف تسلكه تدرجيا بتخفيف التأيد لنظام الأسد،وهذا يعني بان الشعب السوري استطاع أن يحتل بثوريته وحركته الاحتجاجية السلمية العقول والقلوب والساحات في كل الدول العالمي والعربية وحتى التي تنظر لهذه الحركة بنظرة الشك ،لان الحركة والصوت ، لم تستطيع أسلحة ودبابات الشبيحة من إسكات صوت المتظاهرين بقوة القتل والقمع ومهما ارتفعت الأصوات المؤيدة للنظام السوري ،لكن الشعب سوف ينتصر ويجبر العالم كله على الاعتراف بثورته السلمية المنظمة كما حصل في ثورة وثوار ليبيا .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غورباتشوف :عشرين عام على انهيار الإمبراطورية السوفيتي، أب-أغ ...
- ليبيا الجديدة: انتصار الثوار وهزيمة روسيا...!!!
- روسيا البيضاء والغرب:
- روسيا البيضاء: نجاح الدولة في الانتخابات ، هزيمة المعارضة وا ...
- جمعة بشائر النصر في سورية، وسقوط نظام ألقذافي...!!!
- كوثر البشراوي في حوار الثقافة...
- الثورات العربية و المحطات الفضائية:
- الحرية والإعلام: نقيب الصحافة الإيرانية في المعتقل...!!!
- اليتيم على أبواب القرن21
- روسيا البيضاء: رأس المال العربي مدعو للاستثمار في الجمهورية.
- عروق العرب ليست أقليات بمختلف أطيافها الدينية
- الثورة سورية : إستراتجية إيران لإنقاذ حليفها في بلاد العرب، ...
- القدس....لنا... القدس... لنا... وفلسطين لنا...
- لبنان وسورية: رئيس واحد،و حكومة واحدة لشعبين...!!!
- المصالح الروسية الخاصة فوق الشعب السوري ومجازره اليومية...؟؟ ...
- تطوير العلاقات العربية – البيلاروسية ???
- يوميات الموت مستمرة في سورية ، ودول عديدة تنظم على خط الضاغط ...
- استقلالية القرار الوطني الفلسطيني....
- عيدية الرئيس بري،وحكومة الرئيس ميقاتي ...!!!
- حناجر المتظاهرين يطلقون: -جمعة صمتكم يقتلنا - رفضا للتواطؤ ا ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك الإيرانيين...!!!