أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - عن سوريا , و مريض السكري... و الكل الذي يحترق














المزيد.....

عن سوريا , و مريض السكري... و الكل الذي يحترق


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من واقع مهنتي كطيب يواجهني تحدي طريقة إخبار مريض شُخِّصَ له للتو مرض خطير.

و تتراوح استجابة المريض تقبّل المرض, أو رفضه عبر موقفين :

الموقف الأول- الإنكار : فالمريض هنا ينكر حدوث المرض , و رغم تقديم قرائن كافية من قبل الطبيب لتأكيد وقوع المرض من تحاليل و أشعة و غيرها , يستمر المريض في إنكاره للمرض, فمثلا مريض شُخِّصَ له الداء السكري يدّعي أنه كان لديه سكري و اختفى ..أو أن السكر ارتفع لديه بسبب إفراطه في تناول الحلويات ..فقط و هو غير مصاب بالسكري, و حالة الإنكار هذه تُريْح المريض من الناحية النفسية لتبعد عنه هاجس المرض و الخطر , و لكنّه يضر نفسه من حيث يدري و لا يدري, و يفوّت على نفسه فرص العلاج.

فالإعلام السوري و بعد مرور ما يزيد عن ستة أشهر على بدء الانتفاضة الشعبية مازال ينكر وجود مظاهرات مناهضة تطالب بسقوط النظام و رحيل الرئيس الأسد؟

و في القليل عندما يذكرها تَرِدْ بصيغة عبارات مثل:" مظاهرات متفرقة عقب صلاة الجمعة شارك فيها العشرات" دون تصوير مرفق أو تحديد مطالب المتظاهرين؟!

فمثلاً عندما خرجت مظاهرة في حي الميدان الدمشقي في بداية الانتفاضة السلمية أنكرت الفضائية السورية الخبر بداية , ثمّ اختلقتْ تفسير طريف لتجمُّع المتظاهرين : فهم قد خرجوا لشكر ربّهم على نعمة المطر؟

http://www.youtube.com/watch?v=Cykr1ee44NA

إنّ عملية الإنكار للمرض تأخذ صيغة مختلطة لا شعورية غالبا يحاول المريض عبرها إراحة نفسه من الهواجس و المخاطر المحتملة للمرض, و هي تعكس عدم نضوج نفسي و اجتماعي , و لكن عندما ينكر الشخص الواعي العاقل و عن سابق إصرار مرض شخّص له بقرائن دامغة , رغم معرفته بأنّه مريض فلا يوجد لذلك إلا تفسيران :

- إما أنه يرغب بالموت و يصنّف ذلك كسلوك انتحاري

- و إما أنّه يعتقد أن هذا الجسد أو العضو المريض من هذا الجسد لا يخصّه, و ينتمي لأغراب لا تربطه بهم صلة انتماء , و هم غير جديرين بالمحبّة أو حتى التعاطف . و دمائهم ليست أكثر من عصير طماطم مسفوك على الأرض؟!

الموقف الثاني- الاتهام : المريض في هذه الحالة يتّهم الطبيب بنقص الكفاءة أو سوء النيّة, و بدلا من تعامل المريض بجدّية مع مرضه و تعاونه من الطبيب , يتّهم الطبيب و قد يقوم باستشارة أطباء آخرين. و قد يتّهم المريض شخص آخر غير الطبيب أو يعزو مرضه لموقف أو حدث آخر لا علاقة سببية بين مرضه و هذا الأخير, كأن يتّهم رئيسه في العمل, أو أحد زملاءه أو معارفه لكونهم أصابوه بالعين الحاسدة.

و في هذه الحالة لا يقتصر ضرر المريض على نفسه بل يتجاوزه إلى الآخرين.

فالإعلام السوري يتّهم الفضائيات باختلاق الأحداث في سوريا و دفع المال للمتظاهرين كي يخرجوا في مظاهرات " قد يموتوا أو ينكّل بهم فيها؟!" و كذلك يتّهمها بكونها تبث مشاهد صوّرت من خارج سوريا , و مثالها انكار حدوث واقعة اذلال أهالي قرية البيضة و تفعيسهم بالأرجل , و عزوها إلى فضائي صدّام أو للباشمركا في شمال العراق.

و آخره ما نسبته قناة الدنيا إلى أن قناة الجزيرة تقوم ببناء مجسّمات لأحياء و منازل و ساحات في مدينة الدوحه مشابهة بالشكل لبعض المدن السورية لتصوير مشاهد احتجاجات و انشقاقات لجنود من الجيش؟!!

راجع رابط الخبر:

http://zaman-alwsl.net/readNews.php?id=21439

و رابط مقطع الفيديو:

http://www.youtube.com/watch?v=rGZgZpL3gNI&feature=player_embedded

و الإعلام السوري كذلك يتّهم الانتفاضة السلمية بكونها مجرّد مؤامرة يشارك فيها كل أعدائه من: الولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي و إسرائيل و السعوديّة و دولة قطر و تركيا و الإخوان المسلمون و عبد الحليم خدام و السعودية , مع استثناء "القائد رفعت أسد" ؟!.

كل ما سبق يؤكد على حقيقة واحدة أنّ الاعتراف بالمشكلة هو بداية الطريق لحلّها و دون ذلك الذي يحدث : أنه ليس "شيء ما يحترق"

و ليس فقط القلوب التي تحبّ سوريا , و الألسن التي لهجتْ بذكرها تحترق؟!

بل ربّما كل شيء سيحترق؟؟!



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشأن السوري: رابطة علماء المسلمين ,واستحضار لمصالح مضى ع ...
- ربيع حمزة ( حواريّة بين السيد و العبد و الفراشات)
- مصالح التعديلات الدستورية في الخطاب الثالث للرئيس الأسد
- مصالح برهان غليون و النداء الأخير للتعاون ج2/2
- الله أكبر.. و الدعوة للتكبير كفعل احتجاجي ؟!
- مصالح برهان غليون و النداء الأخير للتعاون ج1/2
- مصالح أدونيس و وحدة معايير حقوق الإنسان من منظور المنطق الحي ...
- مصالح أدونيس و وحدة معايير حقوق الإنسان من منظور المنطق الحي ...
- ملاحظات على هامش مؤتمر السميرا ميس للمعارضة السورية
- مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ...
- مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ...
- عن الحساسيّة الطائفية في خطاب الشيخ العرعور
- عن سوريا و إشكالية الولاء الديني و السياسي؟
- حوار متعدّد الأصوات لمثقفين سوريين.الحدث السوري: بين الثورة ...
- العطاء
- قراءة في مجموعة - ماء و أعشاش ضوء- للشاعر عباس حيروقة
- عن الشيخ الخليلي و حوران و حديث الطائفيّة
- في سوريّا: عن الإسلام السنّي و حديث التطرُّف؟
- العلاج النفسي و العلاج بالقرآن
- قصائد عن :الخائفين و الخسائر و سلالة المانشو


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - عن سوريا , و مريض السكري... و الكل الذي يحترق