أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الموسوي - تسويف رسمي














المزيد.....

تسويف رسمي


حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد من ان شهر رمضان المبارك والذي حل هذا العام في صيف لاهب وحرارة غير طبيعية زادت اجواء العراق الملتهبة اصلا اشتعالا وسعيراً مع غياب شبه تام للكهرباء ومفردات البطاقة التموينية، واستمرار -لايراعي حرمات ولا مقدسات- في عمليات التفجير والقتل والحرق مع ان الشياطين مكبلة في هذا الشهر الكريم، لابد انه ترك اثراً في نفوس من استطاعوا صيامه ومن لم يستطيعوا، ولابد انه غيّر بعض ما في النفوس من طباع رديئة ومطامع وضغائن ومساوي وغسل احقادها وعدوانيتها وازال ما كدرها ولوثها من شوائب او على اقل تقدير جعلها تعيد النظر في مواقفها وسلوكياتها وتعاملها مع الآخرين وشعورها بالمسؤولية والأ فسيكون صيامه وبمثل هذه الاجواء والظروف مجرد اسقاط فرض مدفوع الثمن عطشاً وجوعاً ومعاناة، ومفرغ من محتواه وهدفه الذي يمثل رحلة سنوية ووقفة مع الذات لأعادة الدراسة لحسابات عام كامل.
من الطبيعي ان يكون المسؤولون في مقدمة المقصودين بهذه المطالب، والمصاديق الاوضح لهذه المعاني والدلالات. أما عامة الناس فستكون الوطأة أقل واخف مع انهم ملزمون باعادة النظر في سلوكهم وتعاملهم اليومي بدءاً بعوائلهم ومروراً بجيرانهم واقاربهم وزملائهم والمتعاملين معهم وانتهاءاً باخلاصهم بعملهم والتزامهم بواجباتهم.
كانت ولائم ودعوات الافطار التي اقامها المسؤولون وجمعت الفرقاء والمتفقين والمتناوئين والمتقاطعين وقيل انها لاذابة الجليد، ولا ادري عن اي جليد يتحدثون ودرجة الحرارة عبرت الخمسين ومازالت ونحن في نهاية شهر آب تراوح بين سبع واربعين وخمس واربعين؟!. لاشك انها كانت امتصاصاً لنقمة الشارع المأزوم بكل مايحطم الاعصاب وينقص العيش ويسود الحياة من مصائب ونوائب ومعضلات في وقت يتاجر فيه المسؤولون بالآم الناس معطلين الحياة و "مترهين" على تشكيل وزارات كان المفروض ان تشكل قبل اكثر من عشرة اشهر،.
كل التصريحات التي اعقبت ولائم الافطار تحدثت عن ذوبان جليد وكسر جمود وتقارب وجهات نظر، واذرع ممدودة، وصدور "وجيوب" مفتوحة، وفرص قائمة وعروض متاحة، لكنها وكعادتها في التسويف: فبعد الانتخابات صار بعد ظهور النتائج، وبعد ظهور النتائج صار بعد اعادة العد والفرز، وبعد الفرز صار بعد قرار المحكمة الاتحادية، وبعد قرار المحكمة صار بعد تشكيل الحكومة، وتشكيلها تطلب شهورا من ( البعد )، وهذه مرتبطة باذابة الجليد، ولا تتم اذابة الجليد الاّ بعد العيد، "ويعالم". فقد يمتد مسلسل "البعد" العراقي الى بعد الحج والبرلمانيون الجدد متهيئين ومتحضرين ومتلهفين ومنهم من اشترى "الاحرام" خلال سفرته للعمرة! ويابختكم ياعراقيين.
شط بنا القلم وابعدنا الحديث. مشكورة بعض الفضائيات التي ساهمت في ادخال الفرحة الى بيوت بعض العوائل العراقية المتعففة ومسحت على رؤوس يتامى التهجير والتفخيخ والغدر والتصفيات، وواست الارامل والمنكودات والف شكر لاهل الخير الذين بذلوا وقدموا واطعموا في هذا الشهر الفضيل.
وعيد خير ويمن وسلام وبركات على العراق والعراقيين وخاصة على من صام تقربا واحتسابا، صادق النوايا، مخلصا في عمله كاف اذاه ولم يفطر الاّ على اللقمة الحلال صابرا على معاناته وشظف عيشه في هذا الحر اللاهب.
ولا اعاد الله العيد على كل من ساهم في اراقة دماء العراقيين حتى في هذا الشهر الفضيل. ولا اعاد الله العيد على من سرق قوت العراقيين او تاجر بالامهم ومعاناتهم من الفاسدين والمفسدين والمرتشين.
وكل عام والعراق والعراقيين الطيبين بمليار خير وامن وامان ورفاه ومحبة.



#حميد_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقصر الطرق للشهرة
- ونزرع فياكلون
- المتعلمون ادهى
- ابداعنا في الخارج وخلافنا في الداخل
- اعيدوا لاهوار الجنوب خضرتها وطيورها
- هجرة الخائبين
- المزيد من اللجان
- معضلة السكن
- اشكالية المتخم ..والمحروم
- اين منتوجنا الوطني
- روادك منسيون ياوطني


المزيد.....




- الهند وتايلاند وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا تُعلق تسليم الطرود ...
- -يكفي احترام وحب الناس-.. علاء مبارك يشعل تفاعلا برده على تد ...
- عمود كثيف من النار والدخان.. شاهد لحظة استهداف غارة إسرائيلي ...
- ماذا ستجني أوغندا من استقبال المرحّلين من أميركا؟
- جنوب أفريقيا تستعين بالقطاع الخاص لإنقاذ السكك الحديدية
- صحيفة إسرائيلية: -معاداة السامية-.. القبة الحديدية اللفظية
- روسيا تسيطر على بلدة جديد وأوكرانيا تستعيد 3 بلدات
- تقرير: 670 قتيلا في الضفة الغربية منذ العام الماضي
- روسيا: تدمير 21 مسيرة أوكرانية منها 2 توجهتا صوب موسكو
- كيف تبدو الحياة اليومية في 5 من أكثر دول العالم أماناً؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الموسوي - تسويف رسمي