فرنسا : التهديد القادم

بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 18:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

سبق و تحدثنا عن التحرشات الفرنسية على بلدان المغرب العربي و الجزائر تحديدا من خلال العقيدة الاستعمارية التي تؤمن بها ايمانا عميقا, سيما ان الاجواء السياسية الراهنة شجعت على البوح عن مطامعها غير المشروعة كاستراتيجية لتصور شامل لاعادة هيكلة السياسة لهذه الدول و خاصة ان قصر ايليزي لم تروقه سياسة الجزائر ما يتعلق بالتسليح و تجهيز الجيش ( غواصات،سفن حربية ،طائرات حربية) و ايضا القوانين الصادرة في 2010و 2011 التي ادت الى عرقلة التجارة مع فرنسا بشكل كبير(قانون المالية 2010 )و هذا ما ادى الى وزراءها بالتحرك مكوكيا لمحاولة تسهيل اختراق السوق الجزائرية المغرية جدا. ولكن اهم من ذلك ان مشاريع التنمية لسنوات 2010-2014 المعلنة أسالت لعاب كثير من الدول و بالتالي تعلن أطماعها في تقاسم الطرطة الكبيرة . التحرشات الفرنسية لها ما يبررها و تريد الاستحواذ على المليارات بالطرق التي يعتمدها الصعاليك في تعاملاتهم ،و قد أبانت فرنسا للاوربيين و غير الاوربيين ان المغرب العربي اقمار تابعة لها و لا يحق لغيرها ان يضع يديه عليها و ذلك بتبولها في اكثر من موضع (على طريقة الذئاب البرية)من المغرب العربي و هذا ما رايناه في ليبيا تحديدا.
و لكن تبولها لا يكفي لكي تنبه الاخرين على الابتعاد و لكن ان تتقدم جديا بسياسة صعلوكية فيها التوعد و الوعيد و التهديد و المتاجرة بالملفات غيرها... اول الملفات التي ستراهن عليها فرنسا في الجزائر :

1-ملفات الفساد: فرنسا من اكثر الدول تشابكا في العلاقات الظاهرة منها و الباطنة مع الجزائر و هي على علم بالملفات السرية للتحويلات البنكية و المصرفية للمسؤولين و الرشاوي و العقود الصورية و غيرها..ستحاول في المنظور القريب نشر هذه الملفات بكل اشكالها أو البعض منها ، حتى تضعف موقف السلطة فى بلد غني بثرواته و أرصدة ممتلئة في مقابل البؤس الاجتماعي الذي يتعرض له شرائح واسعة من المجتمع وخاصة الطبقة الشغيلة و فئة الشباب.
سترفع فرنسا السرية عن الكثير من الملفات و تلوح بالمزيد كما انها في الوقت نفسه ترصد ردود افعال التي تتبع مباشرة هذه العملية ، كما ان التحويلات المالية غير المشروعة لمسؤولين جزائريين سيضع الجزائر في فوهة المدفع .

2- ستكون ملفات السياسة و المواقف المرتبطة بها و الفضائح على شاكلة ويكيليكس ايضا من الاهتمامات الفرنسية.. النبش في العلاقات و فضح المستور ، علما ان الملفات الجزائرية الضخمة تبقى ملكية فرنسا باعتبار انها تملك اكبر مجموعة ارشيف في سان بروفانس وهي كأوراق رابحة ستلوح بها لمعاقبة المسؤولين الجزائريين المتورطين إبان الثورة التحريرية .

3- تملك فرنسا اسطول اعلامي ضخم و علاقات اوروبية و عربية وثيقة مما يسهل لها اختراق المجال الجزائري ( علما ان اللغة الفرنسية يفهمها كل الجزائريون)

4- ملف آخر يمكن الاعتماد عليه كمدخل للخصام في الجزائر هو ملف الامازيغية و تراهن على ذلك عن طريق اتباعها من الجزائريين في الداخل و الخارج. ففرنسا لها كل الملفات لاجل تسوية علاقتها مع الجزائر باضرام مجموعة نيران صغيرة هنا و هناك ...هذه الأخيرة كفيلة بإهناك القوى , تنتج عنها حماقات كبيرة كردود أفعال غير محسوبة كما لا ننسى أنها ستفعل المنظمات غير الحكومية لمحاكمة النظام لسنوات العشرية السوداء في الجزائر .

في الأخير يمكن تشبيه العلاقة ,مثل الأم التي تعلم أن إبنتها تقوم بسلوكات مشينة و خطيرة و لم تجرؤ على إخبار الأب لتأديب إبنته
و هذه الأخيرة تتمادى في سلوكها إلى أن ظهر الحمل واضحا ...فرنسا ستلعب على سياسة" كشف الحمل" و تهديد البلد تهديدا حقيقيا .... ألم يقل لعبد الجليل في هامش مؤتمر أصدقاء ليبيا أنتظرونا بعد سنة في الجزائر .!!

#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل