المختار هو انت

نداء آل صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 04:37
المحور: الادب والفن
    

لقاء صامت جمعهما وحديث مختصر في العيون قال آدم لحواء في سره وهو يرمقها
بنظرات يملؤها المكر والخبث ردا على استسلام رايات قلبها له واعتيادها تغييب وعيها
الرافض لذكورته المحملة بالتناقضات


آدم : احبك لسذاجتك ولايمكنك الفرار من قبضتي

حواء : لاتستهن بعقلي فانا خلقت مجرورة بقلبي

آدم (وقد علت شفاهه ابتسامة ساخرة) : اي عقل تملكين وقد اوقعت بك في شراكي وصرت
تنتظرين رحمتي

حواء : الرحمة من صفات الملائكة ولم اظنك يوما ملاكا ولاحتى بشرا بل احببتك شيطانا تؤزه
صفاته البشرية ازا ولايخلو من سحر الاغواء

آدم : ماتدرين حواء عن صفاتي وما احتويه من شر الفكر ووسوسة كل شياطين الانس والجن التي
تعتريني

حواء : ادري انك تراني بعين العهر لاني احببتك فعرفك يقتضي الا تعرف الانثى ذكرا ولو عرفته
يوما صكت عليه جسدها رغم اصرارك الانفتاح لبلوغ ذروة العشق

آدم : تدركين انت ان ذروة العشق عندي فحولتي وفي سبيلها لااترك طريقا مكشوفا ولامستورا الا
سلكته لارضاءها

حواء : وادرك ايضا ان حبال اغوائك لي تميد بأعماقي لتقتلعني وترميني على شفا الهلاك ولن ادعي
العز وعدم الخضوع ولن استر وجهي عن خوض اللهو معك فكيفما تكون اكون

آدم (ضاحكا) : من اين لك حق الكينونة كما اكون حوائي فانا ادم وتبقين انت حواء تقيدك القيود وتكبلك
الاغلال ولن تتمكني الانفكاك منها فالرب والعرب ضدك

حواء : لايهمني منطقك فطرتي اوحت لي ان لي مثلما لك وعلي مثل الذي عليك ولي استغراق الحياة
بطولها وعرضها كما لك ، من قال العهر يليق بك دوني ومن له تقييدي واطلاقك كلنا احرارا في السبل
والمفروض علي مفروض عليك وبربريتك وقومك لاالتفت لها

آدم : اتسمين عفتك بربرية وتنعتين من يريد صونك بربريا!

حواء : العفة للبشر وجدت ايضا اقربهذا ، ومتى كنت ياآدم ملاكا ومتى اجتباك الخالق لتكون صائنا للعفاف
ومعفيا منها ،عفتي وعفتك سواء وان ابتغيت صوني صن نفسك (فانت المختار)..انا لااهرب من نفسي
لتنغمس انت فيها لحد قتلي والمشي في نعشي

آدم : قولي ماتشاءين فحتى ذرات الهواء في بقاعنا تحاصرك وستركعين لمنطقنا وستبدين لنفسك الخاسرة
الوحيدة

حواء : الربح والخسارة كلام معقول منك لكني حين اضع ايماناتي في ميزانهما معك سأساويك فلن اكون
لاهية الا عندما تكون لاهيا ولن اعبث الا ان آثرت العبث على الثبات معي وسأموت عشقا فيك لو صرت
عاشقا لي وسأكون انسانة ان غلبت انسانيتك زلات شياطينك

آدم : ابتعدي عني الان ،خلق الخالق لنا كثر من ربات الخضوع لاهوائنا القانعات لتسكعنا في اروقتهن و
الراضيات بما ننهل عليهن لبلل شفاههن التي شققها الجفاف ولايعرفن للجدل طريقا ان شفت مناهلنا

حواء : اذهب آدمي انت حتى القرار..فقد آن الاوان لحرمانك من جنى رطبي الندي ومن اغواء ماجاد به
الخالق علي وتذكر دوما كيفما تكون اكون.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل