أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الموسوي - ونزرع فياكلون














المزيد.....

ونزرع فياكلون


حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


ونزرع.. فيأكلون

حميد الموسوي

المكان: جزيرة سبتسبورغن في منطقة سفالبارد الجبلية النرويجية. وتحديدا أعلى جبل في هذه الجزيرة المستقرة النائية بالقرب من القطب الشمالي وكأنها مهيأة لاحتضان مشاريع دائمة لخدمة البشرية على المدى البعيد.
المشروع: بناء قبو "القيامة" ليكون "بنكا" للبذور كاحتياطي ورصيد للأجيال المقبلة، في خطوة استباقية لتصورات مستقبلية، تحسبا لحصول الكوارث الطبيعية المحتملة، من تغيرات مناخية وذوبان ثلوج القطبين وسقوط نيازك كبيرة، أو حصول الكوارث "الاصطناعية" من تفجيرات نووية وهيدروجينية، وحروب أسلحة الدمار الشامل وكل ما يدخل في اهلاك الزرع والضرع. الحكومة النرويجية رصدت مبلغ خمسة ملايين دولار أميركي كتكلفة تخمينية لبناء هذا القبو والذي تم الانتهاء من وضع تصاميمه وسيباشر بعملية البناء مطلع الشهر المقبل. البناء سيكون بعمق "120 مترا" داخل ذلك الجبل الشامخ بعد أن تم دراسة تشكيلته الجيولوجية والتأكد من ملاءمتها لهذا المشروع. هذا البنك المذهل سيتسع لادخار ثلاثة ملايين عينة من البذور، حيث تولت مجموعة زراعية شهيرة تحمل اسم "كلوبل كروب دايفار سيتي تراست" مهمة جمع وصيانة العينات لحفظ نوع البذور الى قيام الساعة. وضعت تصاميم محطة رعاية وحماية البذور داخل البنك من الدقة بحيث لا تحتاج معها الى تدخل بشري مكثف أو مستمر، إذ تحتاج الى خبير واحد يدخل مرة واحدة في السنة لتفقد حالة البذور والتأكد من سلامتها!.
الإستغراق في شرح تفاصيل هذا المشروع، الذي تجاوز الاهتمام بمشاكل الأمن الغذائي الوطني وعبرها بمسافات شاسعة ليعنى بالأمن الغذائي الإنساني، سيظهر الموضوع وكأنه فلم من أفلام الخيال العلمي!. لكن الحقيقة تقول: إنها تطلعات مستقبلية مسؤولة وانجاز بشري رائع نفذ على أرض الواقع شأنه شأن الاكتشافات والابتكارات والمخترعات التي خدمت الإنسانية ووفرت لبني البشر كل ما يحتاجون، وسهلت ويسرت العسير وذللت الصعاب في كافة الميادين الطبية، والغذائية والخدمية والنقل والمواصلات وجميع مستلزمات الحياة المتحضرة حيث تم القضاء على الأوبئة المتفشية ووضع العلاج للأمراض المستعصية، وايجاد الحلول لحالات العوق والاحتياجات الخاصة وتم تطوير الجينات النباتية لاستخراج ناتج زراعي يوفر الغذاء للملايين من البشر. وبفضل الصناعات المتطورة اختصرت المسافات وتحول العالم الى قرية صغيرة وصار الانسان يحصل على كل ما خطر بباله من مقومات الحياة اليومية ومتطلبات العيش المرفه. وها هي الأفكار الناضجة النابعة من تطلعات مشرقة ومشاعر انسانية مسؤولة راقية تنفذ حرفيا مبادئيء: زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون!.
وأزاء هذا المنجز العظيم نقف ممتنين لتلك الذهنيات الجبارة.. ونحتار في اختيار "الشماعة" التي سنعلق عليها فشلنا وخيبتنا وعجزنا.. ونبحث عن الجهة التي نصب عليها لومنا وجام غضبنا!، فشتان بين تطلعات وتطلعات.. وتصورات وتصورات.
أكيد ان قوى الشر والظلام الكهوفية في حالة طوارئ واستنفار، وسيعكف عناصرها على دراسة ستراتيجية جديدة من شأنها مواجهة هذه الابتكارات الخلاقة بابتكار خارق مضاد. وكون قبو "القيامة" سيقام قريبا من القطب الشمالي فأغلب الظن أنهم سيعمدون الى تفجيره بعملية نوعية بواسطة دببة قطبية مفخخة!.



#حميد_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتعلمون ادهى
- ابداعنا في الخارج وخلافنا في الداخل
- اعيدوا لاهوار الجنوب خضرتها وطيورها
- هجرة الخائبين
- المزيد من اللجان
- معضلة السكن
- اشكالية المتخم ..والمحروم
- اين منتوجنا الوطني
- روادك منسيون ياوطني


المزيد.....




- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الموسوي - ونزرع فياكلون