إضاءة ( بطاقة عيد )

حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إ
وصلتني رسالة تهنئة بعيد الفطر المبارك من الصديق الدكتور هاشم العقابي يقول فيها ( قبل عشرين عاما كتبت هذه الأبيات وكنت أتوقع نسيانها أو تمزيقها ولكن ما حدث ببلدي العراق أملى علي تذكرها وربما أكمالها لاحقا ) ، والأبيات هي من وزن – البحر البسيط - ( النايل ) يقول فيها ،
مديت جفي الهلي بي شوك أعايدهم
لن هلي بضيم وقهر والحزن كاتلهم
والعيد بيه كبر وآنه أبطرك روحي
وأشلون أعيد وآنه المحتار بجروحي
خليت جف أعلى جف وعايدت روحي
يشير الصديق الدكتور هاشم العقابي بأبياته الى حالة التغريب التي عاشها المواطن العراقي الذي ترك بلاده قهرا وهربا من النظام المقبور ، ولاقى ما لاقاه من عسر المنافي ، والبعد عن الأهل والأحبة ، قلت في نفسي أن ما عاشه المغتربون بمأساتهم لا تزيد كثيرا عن حالة العراقيون الذين بقوا يعانون بطش وضيم النظام المجتث ، وأكثر من المغترب ربما ، ولأن المعاناة لا تزال قائمة وتفاقمت بعد التغيير ، وقد يكون المهاجر أفضل أمناً واستقراراً بكثير مما نعانيه نحن أبناء الوطن حاليا ، خدمات معدومة ، كهرباء مؤجلة ، بطالة ، وبطالة مقنعة ، قتل ، تهجير ، استحواذ على المال العام ، فساد إداري ومالي وأخلاقي ، انعدام روح المواطنة ، كل هذا دفعني لأجيب الدكتور هاشم العقابي فقلت له بنفس وزن مقطوعته ،
هم زين جفك سلم بيدك بعد ما طاح
زغار ورضعنه الحزن ودمع الصبر تمساح
لو تدري ( هاشم ) هلي أشكد تانوا الأفراح
مقفول باب الفرج ومضيع المفتاح
بعد أن قرأ الصديق الدكتور هاشم العقابي أبياتي علق عليها شعرا وأراد مني أجابته فكتبت له قائلا ، أستاذي الفاضل أن غيمة الحزن التي لبدت سماء العراق وأضفت على حياتنا هموما وأحزانا ومتاعب لابد وأن تنقشع يوما ما ، وأن أجبتك سيدي الفاضل عن أبياتك الأخيرة شعرا فسوف تفقد مقطوعتينا التي كتبناها حلاوة سبكها ، وأن أردت أن نجعلها مساجلة مع أخوتنا الشعراء فربما ستكن أفضل كثيرا من أن نحصرها بيننا فقط ، لله صبر شعبنا العراقي الذي يقرن بصبر الأنبياء ، ولله درك عراق الخير الذي يقول عنه أحدهم ( يالعتبتك من ذهب / جوعان كلي أشبيك ) ، للإضاءة .... فقط .

#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل