أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - نحن و الربيع العربي















المزيد.....

نحن و الربيع العربي


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ أحداث تونس في أواخر العام الماضي , و حتى دخول الثوار الليبيين إلى مقر قيادة ألقذافي في باب العزيزية , و إعلان الرئيس السوري عن توقف عمليات الجيش في المدن السورية والتي لم تتوقف, و عودة قيادات النظام بعد الاعتداء الذي وقع عليهم في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء قبل حوالي ثلاثة شهور , و مثول الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أمام محكمة الجنايات التي يرأسها المستشار أحمد رفعت مرتين مع أولاده ما الذي يمكن استنتاجه ؟
و هل يوجد أثار ايجابية لفصول الربيع العربي على القضية الفلسطينية يمكن رصدها و القياس عليها أم أن الأمر زال مبكرا جدا لتبلورا لملامح النهائية ؟
و هل القضية الفلسطينية حصلت على بعض الزخم لإضافي الجديد, الذي يمكن التعويل عليه , أم أن كل هذا كله من باب التوقع, و حتى يتحول ذلك إلى حقائق يجب الانتظار أولا , و يجب أن لا نسارع بالحكم على مجرد توقعات لم تتأكد بعد،
وحتى لوشاء الفلسطينيون أم أبوا , فإن مصيرهم مرتبط بتداعيات الواقع من حولهم في المنطقة , خاصة و أن هذه المنطقة يتوفر كميات كبيرة من عناصر الطاقة فيها - النفط و الغاز- و أهمية الجغرافيا التي تمثل نقطة الاتصال بين شمال العالم و جنوبه , فإن ما يحدث في المنطقة ليس معزولا عما يجري في العالم , أو عما يريده العالم , و لعلنا نلاحظ عدد اللاعبين و تداخل الأدوار في كل ما يحدث في المنطقة الآن من فصول ما يسمى بالربيع العربي
فكم عدد اللاعبين في الأحداث الجارية في ليبيا الأمر لا يقتصر على حلف الناتو , أو الاتحاد الأوروبي , بل يتعداه إلى دول المنطقة , و دول الاتحاد الأفريقي , و الصين و الاتحاد السوفيتي , و ربما بعض دول أمريكا اللاتينية .
و المشهد نفسه موجود أقل قليلا أو أكثر قليلا في أحداث سوريا , و أحداث اليمن , و أحداث مصر , و أحداث تونس , و صراع المصالح , و معادلات الأمن الدولي , و في قلب المعادلة نأتي نحن فلسطينيا في مواجهة احتلال إسرائيلي من نوع متفرد نتصارع على ما هو واقع , و ما هو ماضي , و على شكل المستقبل ، و هو احتلال ساهم حتى قبل ميلاد دولة إسرائيل على الاختراق والتسلل بين الطوائف و الأعراق في المنطقة , أي أنه ساهم في رسم المنطقة كما هي عليه الآن بعد الحربين الأولى و الثانية , و هو احتلال شديد التدخل علنا و سرا في أدق التفاصيل , و لديه رؤى مسبقة عن الأحداث و تداعياتها , و ليس من قبيل الصدفة المحضة أنه صنع انقسامنا الفلسطيني ، و هو يسعى إلى ترجيح قراءته للأحداث الجارية في المنطقة حتى لو وافقنا بتحفظ على حدوثها مفاجئة له كما يقول البعض , فإنه ساهم في تداعيات هذه الأحداث بحكم وجوده في قلب المنطقة و في قلب المشكلة .
نريد أن نحافظ في هذه المرحلة بالذات على الشراكة العربية , فبدون هذه الشراكة نبدو بلا عمق ،و لكن يتوجب علينا أن نعرف مركز الثقل العربي , أين هو الآن ؟ و أن نحدد بدقة حقيقة الأولويات العربية الآن , في هذه المرحلة الجديدة , حتى نحقق ما نهدف له , فنحن الآن في قمة الصراع السياسي مع إسرائيل , و هذا الصراع السياسي اخترنا له ميدان الصراع المناسب , مسرح الشرعية الدولية , , الأمم المتحدة , المشكلة الحقيقية أمامنا أن إسرائيل من اللحظة الأولى ترفض هذا الميدان , تريد أن تبقي النزال بيننا و بينها لاستغلال اختلال موازين القوى ، و تريد أن تبقى أمريكا هي المحتكرة لإدارة العلاقة بيننا و بين إسرائيل و ليس الأمم المتحدة , و من أجل ذلك قد تلجأ إسرائيل إلى تحويل الاشتباك السياسي إلى اشتباك ميداني كما حدث في أيام العنف الأخيرة , و لذلك جرى الحديث عن عملية إيلات بطريقة أحادية هي الطريقة الإسرائيلية , لأن بقية الأطراف أعلنت أنها لا علاقة لها بما جرى , و لكنها لا تملك المعلومات الكافية عن الطرف الذي خطط للعملية و نفذها , وحقيقة حجم هذه العملية , و مصادرها , لقد بقي الأمر كله في إسرائيل , حتى الشقيقة مصر التي أصابتها التداعيات الإسرائيلية في الصميم من خلال تجاوز الحدود , و قتل ستة مصريين , و تنفيذ حق المطاردة داخل حدودها , لم تفصح حتى الآن إن كان لديها معلومات ذات وزن عن حقائق هذه العملية , أو من الجهات التي تقف وراءها , و هل هي جهات محلية أم إقليمية , و ما هو اتجاه العملية هل هو لاستثارة إسرائيل , أم للتشويش على استحقاق أيلول , أم لإحراج الطرف المصري ؟
في السياسة , فإن من أول ما يجب فعله هو أن نقرأ ما يجري حولنا باهتمللانقسام., و أن ننتمي إليه , و لكن بحسابات دقيقة , و علينا أن نبذل أعلى جهد ممكن في إعادة تأهيل الوضع الفلسطيني خارج تداعيات الانقسام الآن , هذا الانقسام هو ضربة لمن يخوضون مع إسرائيل هذا الصراع السياسي الذي وصل ذروته , و لأن هذا الانقسام أداة استغلال إسرائيلية بامتياز , و لذلك رأينا نتنياهو تصرف بعدم اتزان عند التوقيع على اتفاق المصالحة , و كان أن سعى هو إلى امتصاص الانقسام الإسرائيلي - الحركة الاحتجاجية – من خلال عملية إيلات , بينما بقينا نحن تحت سيطرة اللعبة نعاني من تداعيات الانقسام السيئ .
اعتقد أن التهدئة التي جرت في الأيام الأخيرة بين قطاع غزة و إسرائيل هي من إنتاج الانقسام , و كان يمكن الوصول إلى اتفاق تهدئة أفضل تحت سقف مجلس الأمن الدولي الذي دعوناه إلى جلسة طارئة له , كان بالإمكان أن يبحث عن مرجعية للتهدئة غير المرجعية الإسرائيلية حيث تلعب إسرائيل دور الخصم و الحكم , و لكن روح الانقسام هي التي أنتجت اتفاق تهدئة جزئي محدود في المكان بدون أية التزامات إسرائيلية , و في نفس الوقت يعفي إسرائيل من مواجهة في مجلس الأمن قبل قليل من المواجهة التي نسعى أن تخوضها إسرائيل أمام الجمعية العمومية ، و هكذا يتضح أن الانقسام ليس فقط حالة استثنائية تستخدمها إسرائيل في تصعيب فكرة الدولة , و إنما أصبح هذا الانقسام أداة تستخدمها إسرائيل ضد العمل السياسي الفلسطيني في كل جوانبه، فهل يوجد قدرة على استثمار هذا الربيع العربي في الضغط لإنهاء الانقسام ؟ و إذا لم تنجح فهل يمكن الضغط بالربيع العربي لتقليل الآثار السلبية للانقسام .
بالنسبة لنا, الربيع العربي حدث هام جدا , بأن يتغير نوع الأداء العربي لصالح القضية الفلسطينية أكثر , و لكن الربيع العربي مازال في مرحلة الحدث , و إلى أن يصبح حقيقة واقعة متبلورة الملامح , فإنه يتوجب فلسطينيا أن لا نتحمل المزيد من الخسائر .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميلة صيدم أم صبري جيل الانتماء الانضباط الوطني
- أين أنت يا حكومة؟
- في انتظار ميلاد الحكومة
- علي صوتك لحماية وحدة الوطن
- المصالحة و اختياراتها الصعبة
- المصالحة و التحديات
- علا و الموت من انكسار القلب !
- أخطر المعارك وأصعب القرارات
- الخوف قد رحل والربيع على الأبواب
- المرأة الفلسطينية من الحضور إلى قوة التنظيم
- و نحن لنا موعد أيضاً
- المصالحة مناورات مفتوحة و أبواب مغلقة
- الانتخابات المحلية نحو تجربة ناجحة
- مصر على مستوى أقدارها
- الحلم يتوهج والهدف يقترب
- زمنwiki leaks
- القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز
- شبابنا في غزة بين الحصار والانقسام
- الحوار المتمدن ... إلى الأمام
- هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - نحن و الربيع العربي