أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - إني أتنفس تحت الماء















المزيد.....

إني أتنفس تحت الماء


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• قصة طويلة جداً
كانت العائلة الكبيرة تعيش في غرفة وحيدة ضيقة وخانقة وبلا نوافذ، وتترك باقي أنحاء البيت مهجوراً، كأنها تأتنس بالازدحام كتفاً بكتف، كما تأتنس بندرة النور والهواء، وقد تعودت الصدور استنشاق الهواء الذي سبق زفره مرات ومرات. . كان الأب هرِماً كما الأم التي ظلت رغم ذلك قادرة على الإنجاب، فأنجبت أجيالاً وأجيالاً، اختفى البعضهم منهم من الغرفة، مشيعاً بنظرات حسرة من الأم، لا تخلوا من سعادة مخفية، لتمكن بعض من أبنائها من الهروب من حصار غرفة لم تعد تحتمل المزيد من الأسرى بأفواههم الفاغرة وأنفاسهم اللاهثة. . استمر الحال على ما هو عليه أزمنة طويلة يصعب حصرها، حتى أنجبت الأم بضعة توائم دفعة واحدة، سرعان ما نموا بمعدلات نمو غير مسبوقة، ليفاجأ الجميع يوماً بهولاء التوائم يثيرون صخباً وجلبة لم يسبق للغرفة المكتظة أن عرفتها، فكان أن تصدعت الجدران، وفجأة تندفع من التصدعات موجات هواء ونور، ليبدأ التوائم في قذف أثات الغرفة المتهالك خارجها، ليحدث ما لم يتوقعه أحد، طوفان من الفئران والصراصير وكافة أنواع الهوام تخرج من الشقوق وشروخ الأثاث، لتغطي كل الأرض والجدارن، وتشرع في الزحف على أجساد أفراد العائلة، النائمين منهم والصارخين الهائجين، تعمل فيها لدغاً ونهشاً. . كان الفزع رهيباً كما لم يسبق لأحد أن شهده. . أفراد العائلة يتكلمون ويصيحون جميعاً في نفس الوقت، ولم يكن هناك من يستمع لمن يقوله آخر، وفي غمرة الفزع أمكن تبين اللوم على شفاة وفي عيون الأخوة الأكبر سناً، منحين باللائمة على التوائم وحماقتهم، فقد هيجوا بفعلتهم الهوام التي كانت ساكنة دهراً في جحورها، ليصبح الجميع الآن في خطر كانوا بالتأكيد في غنى عنه. . لقد كان الكبار متأكدين من حكمتهم، ومن حماقة التوائم الذين ظنوا أنهم بحاجة لنور الشمس والهواء العليل، فكان أن خرج عليهم من هوام الأرض ما لا قبل لهم بمواجهته. . لكن العجيب أن التوائم لم يكونوا يعطون آذاناً لما يقال لهم، فقط كانوا ينظرون في عيون الأم التي انتحت جانباً في هدوء وسكينة بادية على ملامحها. . البعض منهم ادعى أنه قد سمعها تهمهم: ما حدث كان لابد وسيحدث، ولهذا بالتحديد قد أنجبتكم معاً يا أبنائي التوائم الأجمل من كل من أنجبت.
• يزداد مع الأيام استشعاري سذاجتي لأملي أن يقف المصريون ذات يوم على أقدامهم كالبشر المحترمين ويسيروا في طريق التحضر، مخلفين كل ما يرزحون فيه من تدن . بديل مبارك ببساطة سيكون أسوأ منه، لأن بديل الظلاميين أيضاً لا يقل عنهم سوءً. . مصر ليست مهددة بأن تصبح دولة دينية، هي مهددة بأن تتحول لمزبلة.
• هو بلاشك أسوأ ما تفتق عنه العقل الإنساني، وستظل الإنسانية تدفع ثمن هذا التوهم غالياً لحقب طويلة.
• لقد تم امتصاص فورة الثورة، وجاري إحضارها لتجلس على حجر عمو لحمايتها من الأولاد الوحشين.
• مصر في طريق إيران.. سبق لإيرانيين احتلال السفارة الأمريكية وأسر بعثتها الدبلوماسية، ونحن حاصرنا سفارة إسرائيل وأنزلنا العلم، ثم نعتصم أمام سفارة أمريكا، والبقية تأتي.
• "الأهرام - جورج إسحاق يوزع الكحك علي أسرة عمر عبدالرحمن أمام السفارة الأمريكية". . ده مش نفاق لهم، لكنها الأخوة في العداء للغرب، بين المتأسلمين والعروبجية.
• "الأهرام - أهالي بولاق الدكرور يقتلون لصـا ويقطعون يد آخر". . بالشكل ده يبقى إما الفوضى، وإما ديكتاتورية بيد فولاذية تردع شعباً من بهائم.
• في هذه الوحلة التي مصر فيها يبدو أن الأقباط ليس لهم سوى مطلب واحد، هو كنيسة وأسقف وكاهن لكل قبطي، وبابا شنودة واحد لا شريك له. . الأقباط رقم ساقط من المعادلة الوطنية المصرية، لو تم استرجاعه من براثن الفكر الكنسي والكهنة والفوبيا لعادت للمعادلة المصرية اتزانها. . الأقباط الأتقياء الذين ليسوا من العالم لا يعرفون سوى أخذ نصيبهم في مركب تغرق بكل من فيها. . هل بعد هذا حماقة؟
• السعودية شافت زحل، ومصر مشيت وراها. . جاهل يقود جاهل يبقى مصيرهم زحل!!
• إسقاط النظام يتطلب إسقاطه وملحقاته المسماة معارضة: المتأسلمين والعروبجية واليساريين. . عندها فقط ستدخل مصر عصر الحرية والحداثة، وإلا فالويل لنا من سنوات سوداء.
• تصريح هيئة سعودية بأن ما تم رؤيته هو زحل بشرى طيبة، فكم مرة تم تصور رؤية الهلال قبل إمكان ذلك وفق الحسابات الفلكية وتم الغطرشة على الموضوع؟!!. . العلم يشق له مجرى في شرقنا!!. . "الجمعية الفلكية بجدة: السعودية أفطرت لرؤية «زحل».. و«الإفتاء» المصرية: رؤيتنا صحيحة ١٠٠%". . يا للعار السعوديون يعترفون بالخطأ بشجاعة مبشرة، ونحن مازلنا بنفس منهجنا في الإنكار. . لابد بالفعل أن إسرائيل وراء ما حدث. . الفارق بيننا وبين العالم يعادل الفرق بين زحل والقمر.
• قال لي: لقد أهان الجيش المصري. . قلت له: من هو مايكل نبيل أو كمال غبريال أو شخص لكي يهين الجيش المصري؟. . الجيش يا سيدي أكبر من أن يستشعر إهانة من بضع كلمات كتبها شاب على صفحات افتراضية. . الحرية الحرية الحرية لمايكل نبيل ولنا جميعاً. . مش معقول نبقى في عهد ثورة وصوتنا يتنبح للإفراج عن الشاب مايكل نبيل وجريمته بضع سطور على الإنترنت، لم يحرض فيها على كراهية أو قتل. . يا أوصياء على ثورتنا المجهضة أوهمونا أن ثورتنا نحجت وأفرجوا عن مايكل نبيل!!
• بدأت الستة عقود الماضية بحكم تحالف بين العسكر والإخوان سرعان ما تحلل، وها هي تنتهي بنفس النهاية. . هل سندور في حلقة مفرغة، أم سنتمكن من كسرها عبوراً لعصر جديد؟
• مصر مدنية علمانية واللي مش عاجبه يرحل على السعودية أو الصومال أو أفغانستان، ياللا مع المركب اللي تغرق في السكة. . الظلاميون بثرات متقيحة على جلد جسد عليل، لو شفي الجسد ستجف التقيحات تلقائياً. . كنا قبل الثورة نعرف توطن البلهارسيا في الجسد المصري، لنفاجأ بعدها بما هو أشد فتكاً حتى من الإيدز والسرطان.
• "صاحب اليد المبتورة فى جريمة «صفط»: جلدونى وسحلونى.. و«ملتحٍ» وراء تطبيق الحد علي". . أين أنت يا مجلسنا العسكري. . نحن نغرق في بحر الإرهاب والإجرام.
• لم نقم بعد بالثورة المرجوة على أنفسنا، فما قمنا به كان لإسقاط نظام مبارك، وهو أفضل ما يمكن لنا إنتاجه وفق المعطيات المصرية الحالية. . إما الثورة الحقيقية أو الهلاك.
مصر- الإسكندرية



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع أم صيف عاصف
- حديث الفلول للفلول يسري
- في العبط والاستعباط
- ضد الدعارة السياسية
- حزناً على حداثة تحتضر
- كله بيلعب على كله
- ثورة في مفترق الطرق
- تجديف في مستنقع
- خربشات للأرض اليباب
- مصر في خطر
- مصر في ساعات المخاض
- كلام زي الرصاص
- خربشات على وجوه كالحة
- الثوار فوق الجميع
- الإصرار والثورة
- خربشات على جدار الثورة
- الثورة في الطرق الوعرة
- إفهموها يا بشوات
- فجر العلمانية
- لن نعود للجحور


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - إني أتنفس تحت الماء