أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - المقدمات المقدسة للثورة ونتائجها المدنسة














المزيد.....

المقدمات المقدسة للثورة ونتائجها المدنسة


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمات المقدسة للثورة ونتائجها المدنسة
لابد من نهضة للوعي الإنساني الذي سيضع حدا للهمجية , وهي همجية متصاعدة هذه الأيام , ولابد للنهضة المطلوبة من العمل على تبيين سفاهة المقدمات التي أنتجت واقعا مدنسا , وإسقاط ذرائعها الواهية , بالعودة الى
محاكمة أصولها الخفية خلف الأقنعة , والتي يعرفها معظم المفكرين ,ويلمسها كل أفراد المجتمع , وهي العملية التي يمكن ان يقوم بها منظري الإصلاح , في كل الظروف والأوقات الصعبة .
الوقائع المعروضة أمام المراجعة مزيفة للغاية , وينبغي معالجتها بترك الفروع وتركيز بؤرة التفكير نحو أصولها المنحرفة عن الواقع الحقيقي , والتوقف عن ممارسة المراوغة المرحلية , وإخفاء مالا يجب إخفائه
بالمقامرة على أوراق خاسره .
تكمن جذور المشكلة الشرق أوسطية في بنيتها الفوقية وفي بنيتها التحتية ,ومن الطبيعي أن تتحمل السلطة الجزء الأكبر من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية , من جراء سوء استخدامها للسلطة وإدارتها الظهر للمشكلات الحقيقية في بلادها , الثورة التي تغنى بها أبناء المنطقة ذات يوم,تحولت الى واقع ممسوخ ومدنس , بل وخديعة كبرى ولم يعد من يسبح بقدسيتها سوى المنحرفين نفسيا , واللامبالين بالكوارث القادمة إلينا , الذين لا يمتلكون القدرة على الاعتراف بوقوع الأزمة الشاملة ,ومجيء التغيرات النوعية , وما روح الاعتراف ان وجدت , فستكون تعبيرا عن بقايا وطنية كامنة فيهم , ولكن هذا مع الأسف لم يحدث حتى اليوم , واليوم يهدد الوطن شر قادم سيمزقه , شر تمزيق .
لقد مكث العبث اللا معقول في ربوعنا طويلا , كما حرب داحس والغبراء ومن أفرحه الدق فيما بيننا العطر المنشمي , والعطر المنشمي هنا هو الإصرار والعناد على التمسك بالقوة والسلطة , وتقديم القوة على الحق , والاستقواء على ابن البلد , والتخاذل والميوعة مع الأجنبي الذي يضمر الحرب عليه ويسعى لتدميره , عبر إذكاء نار الفتن ,وهي فتن رسختها سياسة السلطة ( الوطنية والثورية ) عن طريق تجاهلها لتلك الحقائق الكامنة , وخوفها البالغ من مجرد فتح ملفاتها والتعامل معها بنية حسنه , وتنفيس الاحتقانات عن طريق إظهارها ومعالجتها بكل حكمة , وإحلال الروح الوطنية مكانها والى الأبد .
السلطة الحديثة والمتطورة لايمكن لها أن تكون سياسية أو اقتصادية أو إدارية , بل هي بالدرجة الأولى روحيه , والقول بكونها روحية هي لا التي لاتسقط المحبة الوطنية وحتى مع حدوث الأخطاء الكبيرة .
يمكن للخارج أن يهزم الوطن الضعيف في قدراته المادية , ولكنه لا يستطيع أبدا فصم عراه الوطنية , لأن أبناء الوطن الواحد ان وجدت فيما بينهم قوة الروابط الروحية , وهي المحصلة لما تصنعه , السلطات غير الفاسدة ,
والفساد المرحلي مفهوم , واختلاف درجاته , وتلك أخطاء على جسامتها , لاتسقط القوة الروحية للوطن المفترض , ولكن بقاء الفساد والإفساد ولعدة عقود , هو خير مؤشر على تقطع الروابط الوطنية الصادقة , ولاسمح الله من موت الروح الوطنية السيادية المسؤوله .

لو كانت روح الوطن السوري حية , لكان بالا مكان تجاوز الأزمة المزمنة عن طريق التطوير والتحديث , بل حتى عن طريق الارتفاع السامي للنظام القضائي المتداعي , أوعن طريق الضخ المالي ألرواتبي , وعن طريق رفع مستوى الأداء الاقتصادي .
الجمود التام في الانفتاح الصادق للنظام السياسي على المجتمع السوري وفي عيادته والاطمئنان على صحته العامة , مؤشر سلبي للغاية ومخيف جدا على مستقبل وطنيتنا الموضوعة أمام امتحان عسير للغاية , والأيام القليلة القادمة تنذر بشر كبير ....
فماهو المطلوب ؟.
المطلوب هو فتح آخر صفحات الموقف الثوري المقدس ويتمثل في جملة من الاعترافات اللازمة لعودة الروح الوطنية المحتضرة , ومجرد التفكير بإخلاص في فتح هذه الصفحة فسيقابلها الوطن السوري بمضاعفات غير متوقعة على الإطلاق , وقبل أن تأتي ساعة مندم , ونثيت في وطنيتنا السورية الأصيلة ولكن بعد فوات الأوان وتحت قعقعة السلاح .
ان حالة الطوارىء يمكن لها أن تلعب دورا ايجابيا حاسما لو كانت في الاتجاه الصحيح , وعلى كل شاطر أو مختلس . أو مستفيد من حالة استمراء الفساد وغياب الرقيب ودون اتهام لصاحب السيادة , أن يدرك بلا تجربة فاشلة , بأن كل أموال الشعب المنهوبة بغير وجه حق , سترمى خارج الوطن السوري , والخاسر الأوحد هو الروح الوطنية التي تنازع اليوم في وضع العناية اللا مشددة .
والسؤال الأهم نستنتجه من التجارب الشخصية المهمة , ويتمثل بالحروف المبسطة للغاية ,
ما الذي سأربحه حين أكسب العالم بأسره وأخسر نفسي ؟!.

احمد مصارع
الرقه- 2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يلزم لكل مواطن سوري مكبر صوت
- لقد رايت احد عشر كوكبا
- الشمولية وخدعة الأديان السماوية
- من أجل شرق أوسط لاهمجي
- ديكارت يفكر وهو غير موجود
- الشرق الأوسط يهجر الديمقراطية
- مابعد الحداثه
- المسلسل الأطول
- الانتخابات الأمريكية والإشهار المجاني
- قراءة في هجوم 11 سبتمبر
- من أجل حفنة من الدولارات
- تبادل المواقع
- لايسار ولا يمين
- كرامـــــة الإنســـــان
- الامبريالية الجديدة
- عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف
- الإرهاب
- !هل يوجد بالجنة سيارة عربية
- وراء السطور
- الشــرق الأوســط القراقــوشي


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - المقدمات المقدسة للثورة ونتائجها المدنسة