أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد مصارع - لايسار ولا يمين















المزيد.....

لايسار ولا يمين


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما هو اليسار؟
اليسار مفهوم اصطلاحي و غير مؤكد من حيث الاجتماع أو الاتفاق, فالتوافقية فيه متأرجحة وفقا للعوامل التاريخية و في الزمان و المكان.
و هو غير بديهي على الإطلاق, فلطالما تصارع اليمين مع اليمين و كذلك اليسار مع اليسار, و ذالك تبعا للمثل السومري القائل:
( الكاتب يتبع الفم الذي يملي عليه )
النسبوية هي إحدى وسائل تمييع الحوار عن أزمة اليسار و لا أقصد ذلك, و لكن شيئا من هذا موجود بالواقع و يفعل فعله.
عزيز نيسين سخر بما فيه الكفاية في قصته (هل أنت يميني أم يساري ؟! )
من أزمة نقمة السلطة الرجعية بالاسم على اليسار, و في أزمة رد الفعل على اليمين, و الضحية في آخر الأمر هو الإنسان غاية كل من اليسار أولا و مباشرة, و غاية اليمين أخيرا و بصفة غير مباشرة و قد لا يلتقي الشيئان.
في استجابتي لدعوة الحوار المتمدن للكتابة عن اليسار لا أقدر إلا أن ألبي الدعوة الكريمة, و لكنني بالفعل لا أستطيع الكتابة بعمق, نتيجة اتساع فضاء العنوان من حيث الطول و العرض, و العمق و الحركة, فالمتغيرات كثيرة, و لكي تكون الكتابة جادة وفقا لمستوى الدعوة لها, فلا بد من التفكير العميق و الهادف, على الأقل الإظهار مدى التجربة و فضاؤها المفتوح على اللانهاية.
أفهم من اليسار و أنا جزء ضئيل من ذريته عمق الأزمة التي نعيشها جميعا من الاتفاق إلى الاختلاف, ثم التضاد المتكامل, بل وصولا حتى حالة التناقض, و ربما للأسف حتى الصراع غير المجدي في نهاية المطاف.
ما يشدني للمساهمة بالحوار المتمدن هو العنوان (( موقع علماني )) و اعتبر اليسار هاما من حيث العلمانية, و أنني كفرد متواضع الفيلسوفية أحمل فهما خاصا للعبارات الواردة في الموقع, و لي ترجمة خاصة لمفرداتها المحرضة.
إنني جزئيا مع الارادوية البشرية في التحرر من ريقة القدر, و الدولة و في صف الإنسان من الملك و الرئيس, إلى الكادر البسيط حتى أفقر الناس, و لا أخفي رغبتي بإعلاء شأن الفقراء على أنهم أكرم وأطيب وأروع من الأغنياء, و ها هنا أكون قد تجاوزت حواجز السياسة المتعالية و استهزأت بسلطة المال و انتميت لعالم الفقراء و البسطاء و أكون بذلك ( حسب ظني قد وقفت إلى جانب الحياة, و اعتقدت بنفسي جازما عند هذه الحالة بأنني يساري و علماني.
و الوقوف إنسانيا مع الحياة ليس دائما هو النجاح, بل إن الإخفاق كان دائما حليفي و التعاسة و البؤس و الفقر كان دنيا و شأنا قدريا يحول إرادتي اللامتناهية في التقدم و التطور إلى نوع من الحالة الصفرية, المراوحة مكانيا, و لم أكن أرغب أن تكون نهاياتي من هذا النوع التراجيدي.
في البداية و النهاية: أنا يساري و لا أستطيع ماديا كتابة ذلك بأحرف فسفورية لماعة على شكل دعاية الكترونية مرفهة, و يستطيع ممارسة ذلك أبسط التجار في بلادنا, بينما أقف عاجزا في التعبير عن قدراتي المتناهية في عالم أوشك أن يكون لا نهائيا.
اليسار في بلادنا يمر بأزمة حقيقية و هذا غير كاف, لأن الواقع المحلي و الدولي يشهد على أن اليسار بل و حتى اليمين مهدد بالفناء.
أحد الذين عرفتهم بالسجن, كان قصابا ( جزارا أو لحاما ) و المهم أن تكون المفردة المهنية مفهومة, كان كذلك ببغداد, و عاد لبلاده( سوريا) في ظروف قاهرة:
- أنت يميني ؟.
لم يفهم, وأعادها المحقق مرة ثانية و أشار المتهم الخائف إلى يده اليمنى, و أعادها ثالثة فقام المتهم برفع الكرسي الموجود عن يمينه, و كان له مع المحقق الغاضب فصل لا يستحق الذكر و لا ندري ما هي القوة الغيبية التي جعلت المتهم يطلب لقاء المعلم الكبير. فهو لن يتكلم إلا بحضوره, و لا ندري ما هي درجة إنسانية المحقق حين نفذ له هذا الطلب.
لقد تحقق المعلم الكبير المسؤول عن التحقيق بأن القصاب موضوع التحقيق بالفعل لا يفقه ما هو اليمين و اليسار ؟ و أن مجرد وجوده ببغداد ليس كاف ليفرق بين يمين حزب البعث و يساره .. وكان لهم فيما بعد شأن آخر, و رغم الأحكام السجنية القاسية.
ثم سقطت بغداد أخيرا و قد عانى منها اليمين ثم اليسار.
فكيف سقطت بغداد !؟
بالإرادة الشعبية ( اليسارية أو اليمينية المتطرفة ), أم بتعدد القوميات, أم بالإرادة الدولية بزعامة القوة العظمى الوحيدة أمريكا, أم بتآمر الإقليم العربي المجاور للعراق من شدة بكائه, و ندائه لكل الأطراف الدولية لتخليصهم من هذا الكابوس المريع, أو هي كل تلك العوامل مجتمعة ؟!
أنا علماني حقيقة و لكنني مضطر للقول هنا:
- الله وحده يعلم بالأسباب الحقيقية.
أنا يساري رغم عني و أنا إنساني و هذا قدري, و علماني و لا أذكر متى كنت كذلك لأنني أعتقد بأن العبارة التالية صحيحة:
- أموت أينما أكون.. و حيثما أكون..
و لتدفنني البلدية مجهولا عندما ينتهي أجلي.
و لا يهمني قطعا أن أعيش سعيدا, و لكني مدفوع برغبة خفية و حاجة عظيمة لكي تعيش أجيال في منطقتنا حياة الحرية و الديمقراطية بعيدا عن كل تسلط من أي نوع كان..
و على حد التعبير >.
و أعود للسؤال من هو اليسار ؟!
هل اليسار مثالية تامة لدفع أي ظلم كان ؟ و أينما كان.؟ خارج الزمكان ؟
خارج التاريخ و الجغرافيا.
يقال أن الموقف الرياصيناتي هو ايديالية صامته, خارج الحدس و المشاعر. ووهم اللغة و نحن لسنا كذلك 0
و أنا مع اليمين الأوروبي حين يطلب:
1- لا تدمروا بلدان الشرق الأوسط الكبير.
2- على الغرب اليميني و الأرستقراطي و البرجوازي, بل الامبريالي.. أن يتوقف عن دعم الأنظمة المهترئة بالشرق الأوسط و أن يزيل الأنظمة الرجعية و يطلق طاقات الشعوب فيها 00
إن كل دمار بالشرق الأوسط يعني المزيد من الخليط و الاختلاط , مما يؤدي إلى تهالك الاندماجية الأورباوية 00
3- جردوا تلك البلدان من الأنظمة الرجعية البائدة, وأطلقوا طاقات القوى العلمانية و اليسارية 0
4- لتساعد أوروبا التقليدية الشعوب على الحياة الآمنة و المستقرة, و لترعى حقا و حقيقة حقوق الإنسان فيها 0
و يقال رغم بعض المقولات الجزئية لليمين الأوروبي, أن هؤلاء عنصريون آثمون, فاحرموهم من كل قدرة على التفاعل و الحياة 0
و الأمر و الأدهى من ذلك أن يجتمع الوسط واليسار في أوروبا في محاربة ما يسمى باليمين في بلدانهم 0
هل اليمين و اليسار حقيقة 0؟!
اليمين و اليسار حقيقة 0
و لكنهما بكل تواضع فيلسوفي ليستا حقيقتين قرآنيتين أو إنجيليتين 0 واختلاف المواقع, و أشكال الدعاوى, تثبت بما لا يقبل الشك:
عالمية اليمين, و عالمية اليسار 000
و لكن من أجل أن يسقط الجميع 0بل لأجل أن يسقط الإنسان 00
و تبقى السلطات تحت شعار:
( كل سلطة لا تكون إلا من أجل السلطة)
أنا يساري أولا و أخيرا و بدون نخاع حتما , لأن البرجزة المتاحة حتى أكون مسرورا بتحولها إلى مجرد متسول معجزة , و معجزة حقيقية 0
ينبغي أن نتقن فنون لقاء بين يمين أوروبا و يسار الشرق 00
و العكس لا يهمنا أبدا لأنه الجحيم 00 فلطالما عمل الاشتراكيون الأوروبيون , و بكل نزاهة على إبادة الشرق العظيم 00
يمينه و يساره 00
بل الأدهى و الأمر 00
مقولة لينين العظيم ولم يأت الظرف التاريخي المناسب لتفهم معنى عبارته
- أقصى اليمين يسار , و أقصى اليسار يمين 0
أكتب مقالتي هذه هروبا من الحوار الجاد المتمدن 0و من العلمانية القاتلة 00
سأذكر ما حييت رجال ( التوباماروس ) الذين خلعوا الجبة الكنسية و تحولوا إلى ثوار لمناصرة الفقراء, و كلنا فقراء, بينما لبس اليسار حلته الزاهية 0
ووقف محتارا ماذا يفعل أمام المتناقضات ؟!

احمد مصارع
2004 الرقة



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرامـــــة الإنســـــان
- الامبريالية الجديدة
- عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف
- الإرهاب
- !هل يوجد بالجنة سيارة عربية
- وراء السطور
- الشــرق الأوســط القراقــوشي
- مــن ألــواح سومــر
- الأصل والبقية تتبع
- المتغير و الثابت في الفاعلية العربية


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد مصارع - لايسار ولا يمين