أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد مصارع - الامبريالية الجديدة















المزيد.....

الامبريالية الجديدة


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تسعى الامبريالية الجديدة نحو إحداث تجريد عالمي لكل الخصائص المحلية الوطنية أو القومية كما لو كانت تسعى إلى محو التاريخ .
الإنسان المجرد الذي ليس دينيا أي ( لا مسلم, لا مسيحي, لا يهودي...لا...الخ ). الإنسان المجرد الذي ليس هو قوميا, و لا إقليما ولا قارة.. الإنسان المجرد خارج إحداثيات الزمان و المكان , و خارج الموروث الاجتماعي و التربوي , و بمعزل عن خصائصه التقليدية اللاواعية , الإنسان الجديد المجرد هو حتما الإنسان العنيف و هو بدون مطابقة شكلا نية من وحي الكوسموبوليتانية التي صارت ضعيفة القدرة في التعبير عن الإنسان الجديد ضحية الامبريالية الجديدة .
لست محافظا حين أدعي أن التجريد الواقع على الإنسانية ليس بهدف البحث عن الإنسان الجديد مزودا بشكل أعلى لكرامته حتى لو ركزت الدعاوي الامبريالية ( البروباغندة ) الهائلة في رسم حدود غاياتها على أحسن هيئة , و استعانت بالهيئات الدولية الحقوقية و الإنسانية وحتى و إن كونت جيوشا بلا هوية , أي تجريدية لتحقيق مشاريعها الخطيرة و التي تحدث لأول مرة في التاريخ الإنساني في نهاية الألفية الثانية و بداية الألفية الثالثة .
الامبريالية الجديدة تسعى وبعد أن تجاوزت حدود الجغرافية السياسية منذ زمن بعيد إلى خلف فضاء أرضي عالمي يحاكي الفضاء الخارجي و برنامج غزو الفضاء و حرب النجوم النجاح أو الفشل ,الموت بهذه الطريقة أو الحياة , و من ثم تجاوز الفضاء الأرضي نحو كواكب بعيدة و اكتشاف حيوانات أخرى والهجرة إليها فقد يصبح فضاء الكرة الأرضية رجعيا و موبوءا .
ومن ثم و كما اكتشاف الأمريكتين ورأس الرجاء الصالح. .الخ.
سنقوم بأعمار كواكب أخرى أكثر تقدمية , و في الاندفاع بدعوى الإنسانية لا أنساني بجد ذاته لأنه لا كوكب آخر يصلح للحياة الجديدة تحت تصرف أي قوة من القوى الامبريالية المتعاظمة.
الامبريالية الجديدة ذات مركز أنوي ( ego-center ) هو مجرد خداع بصري يتمثل بالقوة الأمريكية المتعاظمة شكلا , و عما قريب ستفصح الامبريالية عن مكوناتها التالية المسيطرة :
1- القوى العظمى المالية, الصناديق النقدية و النوادي المالية, و قوى المال و منها الأموال الكويتية و الخليجية..
2- القوى العظمى العسكرية: أمريكا, بريطانيا, فرنسا, روسيا, الصين..
3- القوى العظمى الاقتصادية : اليابان , ألمانيا ...
4- القوى العظمى العلمية و الفكرية و النفسانية و تتمثل ب: مراكز أبحاث و استكشاف و استطلاع و مؤسسات تقانة الفضاء و حرب النجوم و جامعات علمية متميزة .
5- أقنعة متوارية أيديولوجية من يمين مسيحي و يهودية جديدة و تشكيلات أخلاقية وما فوق الأديان شكلا.
إذن الشخصية الامبريالية الجديدة تحمل نوعا من التلفيق , و هي ستفرض بقوة السلاح و بكونها النموذج الجديد للشخصية لعصر يحمل اسم ما بعد الحداثة وهي تشكيلة لشخصية هجينة ستحاول فرض اندماجها و تكاملها .
الشمولية التي ستظهر ملامحها في الأيام القادمة ليست سوفيتية و لا اسلاموية وليست إنسانية بأي حال من الأحوال و أصعب ما في قوتها التدميرية هو عدم العناية بالبيئة الحية من التآكل و الانقراض فما التوازن بالنسبة لها سوى عملية الإزالة الصارمة لكل المعوقات التي يمكن لها أن تقف في طريق تناميها وهي تريد التهام كل شيء .
تساءلت مع نفسي عن إمكانات الحوار بين الحضارات فأجابتني بشكل قاطع و جدي هذه المرة - لا , لا يوجد حوار , فقد انتهى الحوار و بدأ الصراع .
و رحت أتساءل ببلاهة الجالس على مقعد الدراسة :
- هل بدأ عصر صراع الحضارات ؟
و جاءني الجواب المتفلسف بما لا يحتمله عقلي و ضميري .
- لا .. لن يكون هناك صراع حضارات , بل هناك تنين واحد , ديناصور جديد , امبريالي مكون من التشكيلات السابقة و يريد التهام الحضارات جميعا . لقد دخلنا عهد حضارة اللاحضارات .
أنها بحق صراع الحضارة الامبريالية الجديدة على الحضارات التقليدية والعتيقة جدا .
لم أفهم شيئا مما تصوره لي نفسي ؟! فما العمل و هو موقف لينني صرف ؟! فأين الدفاتر الفلسفية الصفراء ؟! .
يقال في الفكر السياسي التقليدي الغابر, بأن الحرب على الإنسانية هو شكل من أشكال الحوار.
- أهلا بالإمبراطورية الرومانية العالمية الجديدة بدون رومانيتها الخفية وراء الكواليس .
احتلال و غزو البلدان الوطنية ( اللاوطنية ) و القومية ( اللاقومية ) ,أو الدينية ( اللادينية ) . بهدف اقتلاع كل مقوماتها الحضارية والتاريخية وصولا إلى تعظيمها و رشها بمبيدات ضرورية لإحداث العقم في حيويتها و شل حركتها و تحويلها إلى وسائل إيضاح مصبرة في متحف العلوم الطبيعية , هذا إذا لم تبتلع كلية بعظامها و أجنحتها و جلودها , وإلغاء وجودها أصلا , بقوة الهضم المسلحة المدعمة شرعيا و دوليا و حقوقيا بواسطة منظمة الأمم المتحدة .
فالقوى المالية موجودة و العسكرتارية الارتزاقية موجودة , والاسمنت اللاحم هو التع ولم الفكري و العلمي والإعلامي و النفساني مبذول بما فيه الكفاية .
إن أي نموذج وطني أو قومي أو ديني بل وفق أي أيديولوجية كانت ترغب في السيادة , ستظهر في إعلام الامبريالية الجديدة تحت عنوان : محور شر قوى شر , قوى إرهاب عالمي , و البنية التحتية لها , ازدياد فقر الفقراء .
والامبريالية الجديدة و بحسب دعاويها كلها خير, وهي بحد ذاتها محوره و ما عداها شر محض .
فالامبريالية الروسية مثلا ستكون تقليدية و عاجزة إذا وقفت عند حدودها السابقة و الامبريالية الفرنسية ستكون كذلك إذا ظلت تتأنق بالدعاوي الإنسانية و الاجتماعية , و هذا ما سيحدث عما قريب فستضطر كل القوى الامبريالية إلي التوحد تحت راية واحدة و علم واحد , لتلحق بركب الامبريالية الجديدة .
لم يحدث بالتاريخ ما يمكن أن يخدم هذا المعنى الفظيع سوى القول بأن المطلوب الامبريالي ليس شموليا فحسب , بل شمولي بشكل مطلق .
- الأمة الدنيا غابة و البقاء فيها للأقوى .
القوي يبتلع الضعيف, مطلوب حيا أو ميتا من أجل حفنة من الدولارات.. و لذلك ليس من الغريب أن يصدر عن الكرملين القول :
- سنضرب الإرهاب أينما كان و حيثما كان .
هذا ما يشبه القول الشعبي في بلادنا :
هوف . هوف .. أنا الأعمى و لا أشوف ..
الامبريالية الجديدة لا تريد للأرض الاقتصاد فحسب , و تدير ظهرها للاستعمار المباشر و غير المباشر , و لم تعد حتى التبعية لها أمرا مرض بتاتا وهي تعلن عن نفسها ساخطة ( لا لسيادة محلية , لا للجمارك , لا للأموال المجمدة , لا للحواجز الجمركية .. لا للفكر المعادي.. لا .. لأي ادعاء حضارة.. لا للخصوصيات المحلية ) لا دول ذات جيوش, ولا جيوش في دول
و المطلوب في إعلانات الامبريالية الجديدة حيا أو ميتا .
- الحضارات التقليدية , الأيديولوجيات ( الشمولية ) ؟ ..
ادعاءات : الحريات و العادلات و المساواة .
البعد الماضي و الحاضر حيث لن يكون إلا المستقبل ؟!
على كل حضارة سابقة و حاضرة أن تعلن براءتها من ماضيها و حاضرها و تخرج عارية مجردة أمام الملأ.
لقد من الكرامات إلا من الكرامة الامبريالية الجديدة , إنني لست على الضد من الامبريالية الجديدة بوصفي يسارا تقليديا , وثوريا كذالك , و لكن ملا أفهمه هو :
- زخم العنف الامبريالي الجديد والإبادة الشاملة للجنس البشري . و نشر روح العنف و الإرهاب بلا حدود و حريق الأخضر و اليابس لقد كان مالثوس يرى التوازن الطبيعي بالكوارث بالديمغرافي على الجغرافيا بينما الامبريالية الجديدة تراها بحرب القوى الكونية الفضائية على الكرة الأرضية الرجعية .
لماذا كل هذا و ذاك, ولماذا بحور الدماء و الآلام..
أدعو بني الإنسان, سكان الأرض إلى وقف التكاثر و التناسل و إبطاء معدل التزايد البشري بدون عنف و بدون دماء, وهي دعوة جماعية لبني البشر لهجرة الحياة, وهذا ما يمكن تحقيقه بسلام من خلال عدة أجيال.
قالي الامبريالية الجديدة , الوحش الجديد الذي ليس له شبيه إلا في أفلام الخيال العلمي أقول أعطوا للشعوب , و للبشر الفرصة لكي يقيموا احتفالات وداعية , لنودع الحياة على الأرض بسلام إلى الأبد .. و لنشكر العناية ألاهية التي خلقتها متنوعين شكلا و لونا و لغة و أمزجة لكي نعيش بوئام بدون حروب إبادة شاملة بينما انحرفت الإرادات ( البشرية ) و آخرها الامبريالية الجديدة لتجبرنا على ترك بعض القارات خالية من البشر أو ترك الكرة الأرضية كوكبا أزرقا يجول لوحده يورثه الله لمن يشاء .


الرقة- 2004









#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف
- الإرهاب
- !هل يوجد بالجنة سيارة عربية
- وراء السطور
- الشــرق الأوســط القراقــوشي
- مــن ألــواح سومــر
- الأصل والبقية تتبع
- المتغير و الثابت في الفاعلية العربية


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد مصارع - الامبريالية الجديدة