أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - عن الفن والفنانين العراقيين في المسلسلات الرمضانية















المزيد.....

عن الفن والفنانين العراقيين في المسلسلات الرمضانية


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 09:20
المحور: الادب والفن
    



كانت أنظاري خلال شهر رمضان متجهة نحو مسلسلات قناتي البغدادية والشرقية، خاصة بعد مشاهدتي مجموعة الإعلانات(بروموشن) التي كانت تبثها القناتان، قبل شهر رمضان، غاصة ً بأصواتٍ دعائية رخيمة عن إنتاجهما في هذا العام، متوقعا تقدما فنيا جديدا قد يكون لائقا بالمستوى العالي الذي يتصف فيه الفنانون العراقيون خاصة من الممثلين والمخرجين. غير أنني سرعان ما صُدمتُ بما لم أكن أتصوره من مستوى الهبوط في نصوص المسلسلات إلى حد الإعياء واليأس. أيقنت فيه أن الساحة التلفزيونية العراقية صارت انعكاسا ليس فقط للفوضى السياسية السائدة في بلادنا وفي منطقتها الخضراء، بل هي تسير بخطى حثيثة في غابة فنية مقفرة تتحرك فيها جذوع مروضة بنصوص تعذب عيون المشاهدين بحوار لا ينفذ إلى نفوس العراقيين إنما تتنزه بحرية إفساد ذوق المشاهدين وأفكارهم بواسطة فساد النصوص التلفزيونية ، التي يصرف عليها مبالغ كبيرة، في وقت لا يحصل فيه الممثلون العراقيون، خاصة المقيمون منهم في الغربة، غير فتات الأجور، حين يجدون أنفسهم منصاعين لوضع فنونهم ومواهبهم وجهودهم في ماء حميم من مستنقعات الأعمال التلفزيونية الهابطة نظرا لضيق الحال والمال، الذي أوقعهم تحت طائل القبول والعمل بنصوص ومشاهد كان اغلبها تافها ورديئا ومسيئا لمستوى الزمن الجمالي الذي كان جوهره قد تحقق بقيم الممثلين والمخرجين العراقيين في المسرح العراقي خلال أكثر من نصف قرن.
لشد ما شق علي النظر أمام شاشة التلفزيون حين أوشكت على الضياع في متاهة التفسير والتحليل إذ وجدت الكثير من الفن التلفزيون الرمضاني في قناة البغدادية وغيرها أيضاً، تجاهل تماما العلاقة بين القيم الجمالية والقيم الإنتاجية الهزيلة. كان واضحا أن الممثل العراقي المبدع قد وضع نفسه بنصوص (الأدب التلفزيوني) المرتبك غير المتحرر من ضغط الرغبات والميول السياسية المسبقة، مما جعل مسلسلا عنوانه (أيوب) ليس متقيدا بضرورة الانسجام بين الواقع والخيال، بين الجمال الفني والعقد السياسية. لذلك فقد استقر هذا المسلسل في السطحية الكاملة وفي الرؤية المشتتة النابعة من فطرية غير أصيلة كشفها حوار المسلسل جملة جملة وكلمة كلمة، كما كشفتها مشاهده من دون (مهارة أدبية) رغم توفر (مهارة تمثيلية). لا ادري كيف ارتضى ممثلون عراقيون في داخلهم قوة من قوى برتولد برشت، عظيمة كامنة في أعماقهم أن لا يجيش في صدورهم قلق من مسلسل (أيوب) المنتج من قناة البغدادية المكتوب بعجالة وسطحية لا تحمل حواسهم التمثيلية المضطرمة، مما أدى إلى همود كفاءتهم بهذا المسلسل المبني على الضجر والتكرار الممل . لا ادري كيف ارتضى الممثل كاظم القريشي أن يظهر بمستوى تمثيلي رديء في مسلسل من إنتاج قناة البغدادية اسمه كبير جدا (طيور فوق أجنحة الجحيم) بينما كان في مسلسل (أبو طبر) من إنتاج قناة البغدادية نفسها قد كشف عن موهبة تمثيلية بمستوى ممثلين عرب وعالميين من الموهوبين في الفن السينمائي والتلفزيوني . كيف قضى كاظم القريشي لنفسه بالرضا أن تهان موهبته بمشاهد غاية بالسذاجة ومليئة بالأخطاء في مسلسل الطيور من دون أن يحس بطعون خناجر مشاهده الساذجة .. ترى على من يقع اللوم حين يذل الصحفي احمد شرجي إلى حد لم يكن محتوما لا في هذا الزمان العراقي ولا قبله حين يجبر صحفي بمنصب – رئيس تحرير - على تقبيل يد مالك الصحيفة بمشهد غاية في السخافة ،واقعيا وتلفزيونيا ..؟
لقد استغل المنتجون العراقيون في قناة البغدادية مواهب الممثلين العراقيين وحاجتهم إلى قوت غربتهم، في الفن والمال، من أمثال (حسين عجاج) الممثل الصاعد، القادر على السمو التمثيلي دائما ، و(محمود أبو العباس) الممثل النادر الخلق والموهبة، القادر على تفجير القدرات التمثيلية الكامنة في أعماقه، و(هناء محمد ) القادرة على تصوير المرأة العراقية حين تكتحل عيناها بشمس النهار أو حين تشعر بحزن عميق، وفاطمة الربيعي ذات الموقع الفني المرموق، وفوزية حسن ذات القدرة الفذة على التنوع الفني المركب، وكريم محسن المالك لاختبارات تجريبية كبرى في التمثيل والتكيف وخليل إبراهيم الذي قطع مراحل فذة في توصيل المواقف التمثيلية إلى المتلقي ، والشابة المتنامية المواهب (جمانة فؤاد) التي تمكنت مؤخرا بشجاعة وجلد أن تثبت أن الجيل الفني الجديد قادر على الرقي بسرعة من خلال قدرتها على أن تميد بمواهبها المتجددة في كل عمل، و(هند طالب) التي تستيقظ مواهبها العميقة في كل مشهد تمثله، وبهجت الجبوري ونزار السامرائي وسنان العزاوي وطه علوان وسعد محسن ومحسن العزاوي وغيرهم من الفنانين العراقيين البارعين في إظهار حواسهم وكفاءة أعمالهم وقواهم التمثيلية الفاعلة والمؤثرة. هؤلاء جميعا وآخرين تم استغلالهم أسوء استغلال في أعمال الفن التلفزيوني، ، من دون أن يكون لهم قدرة على الإضافة المطلوبة في أعمالٍ ناقصة لأبسط دلالات الفن التلفزيوني، العظيم التأثير على المشاهدين . لم يحقق هؤلاء النخب أية أهداف فنية وإنسانية يحتاجها ، في الفترة الحالية، روح الوطن الجريح وروح المواطن العراقي غير المستريح سوى محاولة (الستر الفاشل) على مضمون (النص الأدبي الفاشل). يا للأسف الشديد حين ينهش المنتج روح الممثل الموهوب واضعا الممثل بمنزلة (الخاضع) للكاتب ليس بالوعي كما أراد ستانسلافسكي وليس بشكل التطور الملحمي كما أراد برشت الذي لا يسمح بقطع الصلة بين (الممثل الجيد) و(النص الجيد) فهما لا ينفصلان.
في نموذج مسلسل (أيوب) لكاتبه صباح عطوان لا نجد قدرة على اندماج المشاهد بالنص بسبب صعوبة استيعاب المشاهد المتتالية الممتدة بالنزق وليس بالموهبة والصدق. المسلسل لم يكن طريقة مميزة في العرض، بل كان ناقص المعرفة في مكونات الشخصية السياسية، كما كان ضعيفا في بناء وعرض المعايير الأخلاقية في شخصية السياسي بمعنى أن النص لم يتقن الفروق بين الخير والشر، بين الإنسان المخلص والإنسان الانتهازي. إنه نص ليس فيه غير أشعة شاحبة عن قضايا اجتماعية وسياسية خانقة لا يصح أن يكون مسلسلا تلفزيونيا معتمدا على صفير يصورونه هديرا منهوكا بالحزن والألم والغش والخداع والتضليل سبّب بعض التشوه بأداء الممثلين العراقيين، دافعا المشاهدين إلى اليأس، وحيدين في عزلتهم، خاصة ونحن نعرف مدى صواب رأي وتجربة برتولد بريشت ، أن الممثل الجيد هو الذي لا يعيد التجسيد الكامل لدوره عن وعي تام حسب، إنما يثير الشك الكانتي بذلك أيضاً .
شاهدت حتى الآن حلقات الكثير من المسلسلات العراقية لكنني ما تأثرت بها ولا تفاعلت معها إلا في حدود معينة داخل مسلسل (أبو طبر) فقط الذي سأتناوله بعد آخر حلقة منه.
لم يكن مسلسل كتبه صباح عطوان قد أرضاني – كمشاهد - بأي مشهد من مشاهده، ولا بأي حوار من حواراته، ولا بأي صراع من صراعاته. كانت حلقاته اليومية التي شاهدتها حتى الآن ثقيلة على بصري وقلبي وعقلي، جعلتني اشك في حقيقة أهدافه، التي حملت نفايات درامية أثارت الخوف عندي من احتمال همود الدراما التلفزيونية العراقية قريبا جدا لأن شيخ الدراما التلفزيونية (صباح عطوان) نفسه ارتضى كتابة نص اسمه (أيوب) بهذا المستوى من الفوضى البنائية، ومن القيم التي بثها في مسلسله التي تدعو إلى كراهية الوطن العراقي وليس إلى حبه، إلى كراهية العمل السياسي وليس إلى تشذيبه، بينما كان في كثير من أعماله السابقة مجهوداً بشهية تلفزيونية لبث ونشر قيم إنسانية حقة تدعو إلى العشق والى حب الناس والوطن والآباء والأمهات وكل ما يتعلق بذكريات أو معاناة شخصيات مسلسلاته السابقة القديمة. اليوم وجدته مرتضيا لنفسه، في عمله الجديد، إثارة القرف في نفوس مشاهدي مسلسل مفكك الأوصال لا يمكن لأي مشاهد أن يشعر بارتياح أو استفهام عندما يجد نفسه ضائعا في فوضى حوار وأحداث ومشاهد مصطنعة لا تعبر حتى ابسط تعبير عن الواقع السياسي في العراق الجديد بايجابياته النسبية وبسلبياته المطلقة .
صحيح تماما أن يتخيل أو يخلق الكاتب التلفزيوني ما يشاء من الواقع العراقي المر ومن صور الأحلام المحبطة في عمق الشخصية العراقية السياسية الراهنة ليكشف أبعاد تأثيرها على حاضر ومستقبل الوطن، لكن ليس من الصحيح إساءة استعمال الخيال لبناء شخصية العمل الدرامي ، منتقلا من مشهد متخيل إلى مشهد آخر متخيل، بصور لا تتطابق مع مجرى الأحداث العراقية بعد نيسان 2003 أو بحوار يتعارض مع بناء الشخصيات المعروضة التي يصعب على المشاهد مطابقتها مع أية شخصية سياسية عراقية راهنة.
من الواضح جدا أن البناء الهرمي الكلي لما كتبه صباح عطوان تحت عنوان (أيوب) كان يكفيه حلقة واحدة بعنوان ( سهرة تلفزيونية) أو بمسلسل سياسي من ثلاث حلقات على الأكثر، لكنه ، كما بدا لي ، تدرج بعملية تلفزيونية مرتبكة بطريق (التطويل)غير الفاعل، للوصول إلى تحقيق مسلسل رمضاني بثلاثين حلقة معقدة، اعتمدت على التكرار الممل في الحوار والمشاهد في مراحل كارتونية متعاقبة، لم تضف للمشاهدين أية قيمة فنية أو تأثيرية لخلوها التام من الرمز الايجابي للبطل التلفزيوني وخلوها من علاقة التناغم بين المرجع المتخيل والمرجع الواقعي، مبتعدا بذلك عن رؤية اليوت للمسرح مما جعل المسلسل مجرد شظايا لا علاقة فيه بين جدلية الدراما والبنى السياسية العراقية الحالية . كان ارتجال المشاهد وأنماط الحوار قد أشعرني بالتنافر لأن هذا الارتجال لم يصنع إبداعا دراميا حقاِ..
لم تكن المشاهد مدروسة من مخرج المسلسل ، كما يبدو، فلم يكن فيها صدق، لا في تداعي الحوار ولا في مستوى المشاهد، خاصة عندما تعددت في المشهد الواحد ملامح ورؤى فوضوية أضاعت في الجوهر كثيرا من قدرات الممثلين العراقيين ولا ادري كم كانت المشاهد ذاتها مالكة أو غير مالكة للأحاسيس الدرامية بالنسبة للفنانين السوريين الذين أشاهدهم لأول مرة في هذا المسلسل.
تضمن المسلسل مشاهد مكررة ومستهلكة ، لم يستطع مسلسل أيوب أن يضيف شيئا جديدا أو يكشف شيئا جديدا على مستوى الكتابات السياسية النقدية في الصحافة اليومية مما ألغى صفة (الدراما) من هذا العمل الفوضوي، بل فشل حتى أن يكون بمستوى (تحقيق تلفزيوني) عن الفساد الإداري والسياسي. كما كان المسلسل بمجمل حلقاته التي شاهدتها حتى الآن (25 حلقة) اقل مستوى وتأثيرا من لوحات الكاريكاتير اليومية لبسامير قناة البغدادية واللوحات المرسومة من فناني الكاريكاتير العراقي خضير اللامي وسلمان عبد وأسامة عبد الكريم وغيرهم من القادرين على توظيف مواهبهم الجمالية في نقد المظاهر السلبية في العملية السياسية. في تقديري أن الكاتب صباح عطوان فشل في كتابة المسلسل السياسي لأنه اغفل تماما ضرورة الاعتماد على دراسة عميقة للواقع السياسي العراقي قبل كتابة السيناريو فأوقع نفسه في طبخة (تبسي) تلفزيونية ضاع فيها كل الطعم بعد اختلاط حابل الباذنجان بنابل الفلفل الأخضر..! صار المسلسل مشكوكا في قدرته على تنوير المشاهدين بل حتى صار فقيرا جدا في فنية العمل وإخراجه حيث تلخبطت الأمور في شاشة المسلسل الساذج وتعقدت المشاهد بين اتهامات إبطال المسلسل وشخصياته بالنهب والسلب والصراع من اجل الفوز بكرسي السلطة والتجاوز على حقوق الناس والدولة بما جعله يرسم أحداثا ليست غير واقعية في العراق حسب، بل لا يمكن تصورها حتى في جزيرة واق واق فقد تفنن في إيذاء كرامة المواطن العراقي وإهدار وطنيته وإغفال دوره في الكفاح من اجل الحرية والديمقراطية في أحزاب وطنية وفي منظمات المجتمع المدني التي لم تقصر في النضال ضد أخطاء الحكومة والبرلمان وضد الوجود الأمريكي، بقوة تعبير صريحة مذهلة مارسها سياسيون شرفاء وصحفيون أكفاء وجمهرة من المثقفين والأدباء لم تشر لهم غرائز صباح عطوان ولو بمقدار أنملة . كما أن المسلسل استهدف أكراه المشاهدين على إبعادهم عن العمل السياسي مصورا إياه انه محمول على سفينة كريهة ليس فيها غير السوء والغش، بينما السياسة كأي أمر آخر من أمور الحياة فيها السيئ والجور وفيها الجيد من التضحية في سبيل حقوق الشعب ومستقبله. في السياسة رجال بسلاء مضحين وأحزاب مناضلة وفيها أوغاد يتصارعون في ساحة واحدة لا ينتصر فيها، بنهاية المطاف، غير المندفعين نحو تقدم المجتمع. اغفل المسلسل مباشرة جميع ملامح الوطن والدولة في ظل نظام صدام حسين الذي ساهم في إلغاء القدوة في العمل السياسي وأفقد النموذج السياسي الوطني ونشر جذور أنواع الفساد المالي والإداري وخلق فلولا من الفاسدين الصغار الذين صاروا كبار بعد سقوط الدكتاتورية. كما أن المسلسل اغفل تماما تأثير فساد الحكام النفعيين في التأثير على حياة الناس ومستقبل الشباب.
ألخص أقوالي أن العمل الذي أنجزه صباح عطوان كان مليئا بحمى العداء لقوى المعارضة العراقية وقد حقق لنفسه وليس للمشاهدين سخطا على الأفكار الديمقراطية التي يناضل من اجل تحقيقها في العراق مجموعة غير قليلة من الأحزاب الوطنية ومن الشخصيات الوطنية ومن الشباب المتظاهر في ساحة التحرير ببغداد. كان هدف المسلسل ، كما يبدو، أن يخلق جبلا أمام عيون الشعب العراقي لا يمكن اختراقه وعبوره.
لم يستطع مسلسل أيوب أن يبحر في فنون السياسة المعقدة عبر فنون التلفزيون التي يستسهلها المنتجون في قناة البغدادية إلى حد الإطاحة بجمال الفن التلفزيوني وحواره ، وقد كانت محاولات (تطويل) المشاهد وتمديد الحوار عاجزة تماما عن ستر النقص الأساسي في جوهر المسلسل بعدم اكتراثه بمواجهة الكثير من الحقائق بقطع وريد القضية العراقية المتعلقة باندفاع الناس العراقيين نحو الحرية والديمقراطية التي ادخلهما المسلسل في اصطبل الجهل والفوضى والسذاجة حتى لم يظهر في المسلسل أي إنسان مالكا لأمره وقراره إلا بصورة كاريكاتيرية. مع الأسف الشديد أن صباح عطوان اخفق في مسلسل يبدأ فيه المطرب ماجد المهندس صوته قبل التايتل بكلمات قصيدة غاية في اليأس تكدر صفو حياة السامعين بحذلقة من أفكار التشاؤم تشنع واقع وأخلاق الإنسان العراقي التي تصوره أغنية الشارة بضياعه التام حتى وصول الأمر أن لا منقذ للإنسان من جور الإنسان غير الله ومعروف لكل الناس أن الله لا شأن له لا بالعقد السياسية ولا بمشاغل الدراما التلفزيونية ولا بملهاتها. أجل، لقد برهن صباح عطوان انه لا يستطيع الخوض في دراما السياسة لأنه، كما يبدو، لا يملك موقعا حسنا في تجاربها، ولا يملك تجارب في تسيير زحافاته على جليدها، ولم يخض مواقد حرارتها، لذلك لم يستطع أن يؤدي واجب الكتابة في ضروب (الدراما السياسية) خصوصا الصعبة والمعقدة، وهو لم يتدرب على إتقانها، بل اثبت انه يعوزه الرسوخ في الشئون السياسية والضلوع فيها. لم أجد بعد ذلك غير تقديم النصيحة الخالصة له بــ(التنحي) عن الدراما السياسية والانصراف لموهبته التي تجلت في الكثير من أعماله الاجتماعية "جرف الملح" و"الدواسر" و"فتاة في العشرين" و" أعماق الرغبة" رغم وجود الكثير من الملاحظات لدي على اغلب أعماله إلا أنني استطيع القول: انه كاتب تلفزيوني يملك خبرة واسعة، هو رجل واسع الاطلاع وعميق الفكر وغزير المادة في الأعمال التلفزيونية الممتدة في علاقات الناس بالمجتمع والحب والغرام والصداقة، كما في مخيلته الوثابة في عدد غير قليل من أعماله الإذاعية والتلفزيونية السابقة.
أرجو أن يسمح لي بالقول بصدق وبلهجة الصراحة التامة: إن مسلسل أيوب كان سقطة كبيرة أساءت للفن والفنانين العراقيين، ينبغي أن لا يرضى بها صباح عطوان مثلما هو لم يرض غيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 8 – 2011



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات نوري المالكي نموذج للعمى السياسي
- صفحة من تاريخ النضال الطلابي في مدينة البصرة
- احزاب ومنظمات، كتاب ومثقفي العراق يتمنون جلبابا زاهيا من الص ...
- ملفات الراقصين والقوادين في وزارة المالية ..!
- حسني مبارك في قفص المحكمة باللباس الأبيض
- عن الشاعر الجواهري وتموز والزعيم عبد الكريم قاسم
- عن سياسة سرج الصحفي ولجمه..!
- مجلس الرئاسة.. ثلاثة طيازة بفد لباس ..!
- ضياء الشكرجي.. ثوري بلا أقنعة
- المؤتمر التاسع مظلة الديمقراطية فوق اليقين الشيوعي
- عن أفكارٍ في إناء ٍ مثقوبٍ لا تحترم الحقيقة ..
- نداء إلى قناة الشرقية لوقف عرض مسلسل الباشا ..!
- أخلاق الدكتاتور وأخلاق المجرم واحدة..
- أكبر سرقة مالية في التاريخ الأمريكي..
- حوار ديناصوري بين القائمة العراقية ودولة القانون..!
- هناء أدور في بلاد العجائب..!
- البلطجية اشتكوا من ساحة التحرير..!
- عادل عبد المهدي يتسلق أسوار الاحتجاج
- المثقف والتغيير و الديمقراطية الالكترونية
- لا تستغربوا من انتشار الخمور في كربلاء ..!


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - عن الفن والفنانين العراقيين في المسلسلات الرمضانية