تصريح الإعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي حول الجدل الدائر بشأن تأجيل الانتخابات

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 08:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

باستكمال تشكيل الحكم العراقي المؤقت بدأت مرحلة الإعداد لإجراء انتخابات عامة لاختيار جمعية وطنية تأسيسية انتقالية يكون من ضمن أولوياتها وواجباتها صياغة الدستور الدائم والتحضير لانتخابات عامة أواخر عام 2005 تنبثق عنها جمعية وطنية تأسيسية فحكومة وطنية، الأمر الذي يعني استكمال الطور الثاني والأخير من المرحلة الانتقالية. ومن شأن ذلك كله أن يوفر المستلزمات المادية والمعنوية لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي واستكمال مقومات السيادة والاستقلال وإتمام بناء المؤسسات الديمقراطية الكفيلة بمنع عودة الديكتاتورية إلى بلادنا.

وسبق لنا التأكيد على أهمية إجراء الانتخابات الذي تضمنه قانون إدارة الدولة الانتقالية، باعتبارها حاجة سياسية يرتبط بها إضفاء الشرعية الكاملة على السلطة ومؤسسات الدولة العراقية. فشرعية الحكم مستمدة حتى الآن من قرار مجلس الأمن الدولي 1546، وان ما يرسخ هذه الشرعية أن يحصل الحكم على ثقة الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة وتحت إشراف الأمم المتحدة.

وكان موقف حزبنا ولا يزال واضحاً لجهة الرغبة بمشاركة كل العراقيين على تنوع مذاهبهم الفكرية والسياسية وعلى تنوع قومياته وتباين مواقفهم إزاء الوضع، في الانتخابات. فالتحجج بان هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة ونزيهة انطلاقاً من موقف مسبق، لن يجدي نفعاً بل سيعطي كل المبررات لإبقاء التدخل الأجنبي فترة أطول بحجة عدم توفر الأمن والخوف من الفوضى وتأثيراتها على المنطقة والعالم.

إن حزبنا، كطرف مشارك في العملية السياسية الجارية، يشعر بمسؤولية مباشرة عن إنجاح عملية الانتخابات وتحقيقها لأهدافها. وهو حريص على تقديم كل ما من شأنه تحقيق ذلك. ومعلوم أن ممثلي حزبنا عملوا في اللجان والهيئات التي هيأت لهذه الانتخابات واعدت وثائقها، كما ساهمنا عبر صحافتنا ونشاطنا العلاقاتي بالترويج لفكرة الانتخابات وضرورتها. واليوم نسعى لتحشيد المواطنين وتأمين مشاركتهم فيها، وذلك بالتعريف، وبالتثقيف، وبالتوعية، فضلاً عن تهيئة منظمات الحزب ورفاقه وأصدقائه. وفي إطار جهدنا لتأمين المشاركة الواسعة في الانتخابات، سعينا أيضا إلى توفير الفرص أمام المواطنين العراقيين في الخارج للمساهمة بالترشيح والانتخاب.

وانطلاقاً من الحرص والشعور العالي بالمسؤولية تجاه الشعب والوطن ومصيرهما، واصل الحزب في دعواته ولقاءاته مع الأحزاب السياسية والحكومة العراقية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية، تأكيده على أهمية تهيئة الأجواء والمستلزمات لإجراء عملية انتخاب ناجحة ومعالجة الصعوبات التي تعترضها في ظل الظروف التي يمر بها وطننا. وارتباطا بهذا، تفهم حزبنا الآراء التي تدعو الى تأجيل الانتخابات لمدة محددة والمنطلقة من حرص على نجاحها وساعية لاستكمال شروط ذلك، مؤكدا على ضرورة التشاور الواسع حول هذه القضية الهامة والحساسة بما يساعد على تحقيق توافق وطني، إن كان التأجيل مطلوباً، تجنباً لإضافة أية تعقيدات محتملة ليس بوسع العراق شعباً ووطناً تحمل المزيد منها، وهو الساعي والطامح إلى حياة الأمن والاستقرار. وإن حصل توافق شامل حول ذلك فلابد أن يربط ببرنامج متكامل من الإجراءات والخطوات لدعم الدولة وبناء مؤسساتها وتهيئة مستلزمات انجاز هذا الاستحقاق السياسي، وبعد القيام بدراسة وتمحيص واسعين. وهذا ما أكدناه في لقاء دوكان، وهو الذي دفعنا أيضا إلى قبول عضوية لجنة المتابعة التي انبثقت عنه ويفترض أن تواصل مهامها وتستكمل لقاءاتها مع جميع الجهات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية .

إن الحزب الشيوعي العراقي حريص على التمسك بالتعهدات والالتزامات التي نصّ عليها قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية وضرورة احترام جميع مراحل ومحطات العملية السياسية. وتشكل الانتخابات الاستحقاق الأهم فيها وسوف تمثل، بتوفير شروط إجرائها، نقلة هامة على طريق استكمال شرعية مؤسسات العراق الجديد.

بغـــــــــــداد 27/11/2004

#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل