أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - بالامس ايران و اليوم طوران















المزيد.....

بالامس ايران و اليوم طوران


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 18:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم تنتهِ بعد ايران من خروقاتها المتكررة يوميا لسيادة اقليم كوردستان، و هي مستمرة منذ اشهر في قصفها و تدخلاتها و تستبيح كل ما تلقيه على الارض و الممتلكات، اضافة الى ارواح الابرياء من السكان المدنيين القاطنين في المناطق النائية، و ليس بيدهم اية حيلة لتلافي هذه الاعتدائات ، و انها لم تضع حدا لافعالها المشينة، بينما نرى من يشاطرها و هي ماضية في تكملة ما اقدمت عليها و لكنها من المناطق المحاذية لحدودها و على سفوح جيال القنديل الشامخة، انها تركيا المدعية للانسانية اكثر من غيرها و هي اضافت القوة الجوية الى الوسائل الاخرى التي استخدمتها ايران من قبلها، و هي تعاني من المشاكل الداخلية لجيشها المهزوز اصلا . لم تابه اي منهما بالقوانين و الاعراف الدولية و هما تستغلان الضعف الذي يوجد فيه هذا الشعب وما تعيشه الحكومة المركزية العراقيةمن الصراعات من جهة و هشاشة موقع اقليم كوردستان من المعادلات الحالية من جهة اخرى، و هذا ما فرض عليه ابداء ردود فعل هزيلة و مواقف لن ترقى الى ما اقترفته هاتان الدولتان بحق الشعب الكوردستاني المسالم، و هذا ما ما يوضح لنا مدى توافق و اتفاق الدولتان في هذا الخصوص بينما هما مخالفان في الامور الاخرى كافة .
فهل من المعقول ان تقدم دولتان في الان نفسه على اعتدائاتهما دون ان يهابا من اي قيم او اعتبار لهذا الشعب المظلوم، و المفارقة الكبرى في هذا الموضوع، انهما الدولتان الوحيدتان التي تركزان في خطاباتهما على انهما الملتزمتان بالمباديء الاساسية للدين الاسلامي و ما تعتبرانه من ان اهم ركائزه هو التسامح و السلم و الامان، لا بل تفعلان فعلتهما المقززة في شهر تعبرانه مقدسا و تؤمنان بانه الوقت الذي انزل فيه ما تعتبرانه اقدس الكتب و هما مستندين على شرائعه في تسير امور حياة مواطنيهما من الحكم و القوانين. اليس من الضروري ان تفهم العالم بان السياسة و المصلحة و الصراع الذي تعملان به هاتان الدولتان قد تقضى على كل ما تدعان الاستناد عليه كمبدا و معتقد مقدس، وبهذا ينفون بشكل عملي ما هم يلتزمون به من الايديولوجية و ما يلهثون مظهريا وراءه من اجل تثبيت مضمونه و جوهره للعالم و ينهمكون في اصداره و فرضه على الناس جميعا و يتشبثون بمعطياته و يصارعون منافسيهم بما يفرضه عليهم تداعياته و معطياته و هم يصرفون ليل نهار ما لديهم من القدرة من اجل كسب ود الناس و اثبات اصحية افكارهم و عقائدهم لمناوئيهم و للعالم جميعا، و هم يعلنون بان الثقافة السياسية الفكرية العقيدية الخاصة بهم التي يحاولون نشرها بخطين متوازيين و محاولين افناد اي فكر و نظرية اخرى غيرها ، و يتباهون بقوانينهم و عدالتهم المعتمدة على ارادة الله و السماء رافضين القوانين و الدساتير الوضعية بحججهم الدينية القحة .
لنا الحق ان نسال لما كل هذا التنسيق بين الاخوة الاعداء في الاضرار بالشعب الامن المطالب بحقوقه الاعتيادية، و كل تلك الاضرار ضد الانسانية من اجل ما يهمهم و يخصهم من المصالح العنصرية الضيقة بعيدا عن اقرار حقوق الشعوب و الحرية و الديموقراطية التي ينشد بها الجميع دون اشتثناء، لما الاجماع على التعاون و وحدة في الراي و التعامل بالشدة عند الوقوف ضد شعب يعيش تحت كنفهم مضطرا منذ سنين و هم يسلبون موارده الطبيعية، لما كل هذا الخوف من شعب مسلوب الارادة و ليس متحررا و لا يملك من القوة تذكر، لا بل ليس لديه النية التي يعتقدون بانه يخيفهم، و لمذا لم يترددوا في استخدام العنف و القوة القاهرة ، اليس ما يفعلون يثبت ضعفهم اصلا، لما الخوف من شعب لم و لن يطالب يوما اكثر من حقوقه التي تعترف بها الانسانية و العدالة الحقيقية، و على العكس من كل الادعاءات المغرضة، ان هذا الشعب الامن يتصرف باخوة و يريد التعايش، بينما هم من يدعون ذلك الا انهم ينفذون العكس مما يعلنون من العقائد الدينية و ما يصرحون من العقائد الانسانية و التسامح و التاخي و الحياة الحرة الكريمة للجميع.
انهما الدولتان الوحيدتان اللتان تدعيان السلام و تفعلان ما يضر بالسلام العالمي، و تقدمان باستمرار على انتهاك ابسط الحقوق على الملأ ، و في مرحلة و عصر وصلت فيه الحال يؤمن الجميع فيها بتحرر الجميع من اي قيد و يعمل الجميع على انعتاق و كسر القيود على الشعوب المقهورة ،و ثراهم في طريقهم الى الحرية و المساواة كما نشاهد يوميا التغييرات السريعة على كافة الاصعدة و منها الانسانية. لم تتعض هاتان الدولتان من تضحيات الشعوب و ثوراتهم من اجل الحرية ، و الشعب الكوردي سيصل الى مبتغاه و تحقيق اهدافه اليوم كان ام غدا، و على الدول المصلحية ان تفقه ذلك.
اما هاتان الدولتان تصران في الجانب السياسي على امكانية استغلالهم الوضع الحالي من الجوانب السلبية و من الثغرات التي وسعتها السياسة العالمية المتأزمة و الازمة الاقتصادية العالمية و ما تفرضها من التداعيات على بلاد العالم . ضمن المرحلة المتنقلة هذه، انهما تعتبران هذا الوقت فرصة ذهبية لما تتخيلان بان الظروف مواتية لاستغلالها من اجل تحقيق مرامهم السياسية المصلحية الضيقة دون ان يلقيا ردود افعال عالمية حاسمة ، و التي يمكن ان تصدهما ، و لا يتوقفان بل مستمران في الوصول الى غيهما، و هما بدؤا في ما هم مستمرون عليه بعد وصولهم الى التحليل و التفسير الخاطيء المؤقت لما تسير فيه العالم و هم يسيرون عبر تكتيك يومي من اجل ما يكسبون مؤقتا و يخسرون الاستراتيجية العقيدية الانسانية التي تفرض نفسها، و هم مخطؤن في فك الحسابات الدقيقة من كافة الجوانب، على الرغم من نجاحهم الاني المؤقت الى حدما في الوصول الى نتائج يعتبرونها مشجعة لهم و استندوا عليها في الاستمرار و ادامة عملياتهم و على حساب الشعب الكوردستاني البريء، فلم يتقفوا عند انتهاك الاراضي بحجج قديمة جديدة التي لم تتغير يوما و يعلنوها في كل كر و فر فحسب بل وصلت الحال الى اخطر من الاضرار بالممتلكات، اي بما يمس القيم الانسانية العصرية ، و هذا هو الجانب الذي يخطؤن في حساباتهم فيه دون انة يعلموا . ليس بعجيب ان لا نسمع ردا ملائما من قبل القوى الكبرى و اغفالهم لهذا الامر و تهميشهم لما يمكن ان يضمن به الحقوق ، وخصوصا انهم يعتمدون على ما يؤمنون به و يهتمون باصغر الصغائر في اية بقعة من العالم.
اذن لم يبق امام الشعب الكوردي الا الاعتماد على النفس و شحذ الهمم بالارادة لمقاومة الغدر و الظلم و الاعتداء الذي يتعرض له من اجل قطع دابره . الوحدة و التعاون و التنسيق و العمل المشترك و التواصل في المقاومة يضعف العدو و يقوي الشعب البريء و يمكنه من تحمل الصعاب و يسهل امامه ايجاد طريق الصبر و التحمل للنهايةالى ان يصل الى نقطة الحسم و به يمكنه كسر شوك العدو. ان الشعب الذي حافظ على نفسه لعقود و تقدم خطوات، سيضحي ويعمل و ينتظر و يصل في الوقت المناسب الى المبتغى، و به تحقق الاهداف النبيلة و ان كان في تحقيقها شيء من الصعوبة، لانه لم يلق ايدي المساعدة من احد و وهو وحيد في الدفاع عن نفسه، و حتى لم يسمع كلمة طيبة من صديق او غريب.
ما نحن متاكدون منه ان مصير الاعتداءات و التعتيم عليها لن يصمد للنهاية و ما تقدم عليه ايران سيكون مصيره الفشل كما ان ما تريده طوران من ان تكمل ما لم تستطعه ايران لن يختلف تمام عن الامس الذي فشلوا فيه و سينكسر هذه المرة عودهم و يعودون الى ديارهم مخذولين .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الشعب و حكومة كوردستان دعم الثورة السورية
- الصحوة المتاخرة لبعض حكام العرب تجاه الثورة السورية!!!
- على كل دولة ان تهتم باولوياتها كي تستقر المنطقة
- هل يتجه العراق نحو ايجاد نظامه السياسي الملائم ؟
- هل انبثقت التعددية السياسية في العراق؟
- ضرورة الاحتجاج امام سفارات الدول ذوات المواقف المصلحية ازاء ...
- حقوق الانسان و موقف القوى العالمية ازاء ما يحصل في سوريا
- تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!
- ما موقف امريكا من قصف ايران الدائم لاقليم كوردستان
- هدر الفرص الموآتية في سوريا خط احمر
- معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)
- هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاسا ...
- هل بالامكان استئصال آفة الفساد في العراق
- انحباس نهر الوند مع استمرار قصف ايران لاقليم كوردستان
- اعتداءات ايران ستبرر تدخلات تركيا في اقليم كوردستان
- يجب ان ينعقد مؤتمر المعارضة السورية في دولة محايدة
- عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط
- التعاون و التنسيق حاجة ملحة لنجاح انتفاضة الشعب السوري
- هل تخرج الحكومة العراقية من عنق الزجاجة ؟
- الركائز الاساسية لضمان التعايش العربي الكوردي السلمي


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - بالامس ايران و اليوم طوران