أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - اتجاهات مهتزة














المزيد.....

اتجاهات مهتزة


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


اتجاهات مهتزة
عبدالنبي فرج
كان النقاش محتدمًا حول هل مات المؤلف بالفعل؟ أم أن هناك أملأ في إنقاذه؟ وعندما هم الناقد الكبير بفتح فمه كان صوت عامل البوفيه يهمس في أذنه جاهد لثقل وزنه في الدوران ليكون في مواجهة النادل، وعندما استوعب الرسالة ترك الحلقة النقدية في عجالة، واندفع في قوة تجاه الباب الخارجي لأتيليه القاهرة...

أطل على الشارع لم يجد أحدًا عاد لاهثًا باحثًا عن النادل الذي وجده يصب القهوة لفنان تشكيلي شهير ومشهور بشدة تأنقه مع أن هذه الأناقة لم تشفع له عند ربة الفن لكي تلهمه إلا الخواء الذي يطفح من على سطح اللوحة، انتظر حتى انتهى واستغل فترة الانتظار المضجرة بمرمغة المنديل في بحر عرقه الذي ينز هربًا من كرش يحوي كمًّا مريعًا من الدهون. عندما رآه النادل أشار وسبقه حتى انزوى في نهاية المستطيل المخصص للندوات الشعرية والقصصية التي شهدت تاريخًا عامرًا بالمنازلات النقدية، إلقاء القصائد العصماء والقص بعيد الأغوار (ليس هذا موضوعنا لم يأت النذل ابن النذل) فعاد وجده في غرفة عرض اللوحات خارجًا بكوب فارغ وقف في مواجهته فتراجع، تأمل بعض اللوحات التي كان يجدها فقيرة تستلهم تيارات ومدارس غربية معينة وتفتقر إلى أي خيال، مشنوقة في إطار من الخشب لم يركز في شيء رغم بحلقته في اللوحات حتى توقف تحت المكيف فجف العرق، ابتسم ونظر إلى النادل وأشار إلى اللوحة وقال:

دي أجمل لوحة في المعرض

وأشار إلى التكييف ساخرًا وضحك، ثم اقترب من العامل، ووقف في مواجهته وهو يمسك يده بيده الأخرى حتى يوقف رعشة يده الذي لم يستطع أن يسيطر عليها وقال: مفيش حد موجود بره

قال: اِنت عارف يا دكتور، أنا اكذب ليه؟

قال: قلت شعرها طويل أسود ووجهها مدور

- فعلا

- ماكياجها خفيف صح.

- الشفايف لونها إيه

- لون التوت

- لون التوت!!

أخ. وضع يده وراء ظهره وأخذ يدور على اللوحات ثم توقف، بدا يعرق ولم يعد قادرًا على الكلام: كانت لابسه إيه؟

- فوق بادي

- أبيض

- فعلا حضرتك أكيد عرفتها.

- والبنطلون

- رمادي

- عذرا ولكن ترتدي سوتيان

- البادي على اللحم كان جسمها باين خالص يشف عن ثدييها اسمح لي وذراعها أبيض زى الفل

زاد توتره بشكل عنيف : مقالتش رايحة فين

- دا مش دوري يا د. … تسمح لي

خرج تذكر أنه يحضر ندوات حزب التجمع... كافح وهو يصعد الدرج، حتى أصبح في مواجهة لافتة الحزب التي قرأها حزب التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، خلع النظارة وأخذ يقترب من اللافتة التي كانت مبهمة... فيه إية؟ الخوف أدخل مكتب رفعت السعيد أجد كمال الشاذلي... أخذ يدور لعله يجدها لم يجد أحدًا نزل الدرج... حرم من أن يدلي برأيه في الموضوع، هذا المؤلف اللعين لا يكف عن المراوغة... أخ لعلها ذهبت لمطعم أسماك النيل مكاني المفضل في الأكل ذهب لم يجد أحدًا ولكن وجد ديوان شعر مهدى من شاب، حمل الديوان وسار وفي انحرافه تجاه ميدان طلعت حرب سقط منه الديوان، تركه وسار تجاوز السيارات الواقفة حتى أصبح تحت تمثال طلعت حرب وقف ينظر بقلق بالغ في كل الاتجاهات.
عبدالنبي فرج
روائي مصري



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن 
- حوار مع الروائي الكبير / أدوار الخراط
- الولع بالأساطير في الحروب الأخيرة
- العلم
- الشاعر محمد عفيفي مطر في ديوانه معلقة د خان القصيدة
- اللبؤة ..او سيرة الأسد
- لقاء مع المثقف المصري سامي خشبه
- قاطع الطريق
- مريم
- حوار مع القاص المصري سعيد الكفراوي
- حوار مع د نبيل عبدالفتاح
- حوار مع الروائي المصري ابراهيم اصلان
- فصل من رواية مزرعة الجنرالات
- جيل التسعينات وجنرالات الجيش الميت
- وزارة الثقافة المصرية في ظل الثورة
- رسالة الي الروائي المصري صنع الله ابراهيم
- طفولة ضائعة
- جسد في ظل
- فصل من رواية ريح فبراير


المزيد.....




- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - اتجاهات مهتزة