أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - مريم














المزيد.....

مريم


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 8 - 01:43
المحور: الادب والفن
    



ترتدي خمارا" وجوان أسود في يدها , وجلبابا" أسود , وتقف أمام المرآة , وبقلم الكحل تزجج عينيها, فتتألق عيناها السوداوان، وتسير في الشارع تخايلني, أنا الواقف في الدكان وتشير بعينيها إلى البضاعة، وأنا في أثرها، وبحذر أملِّس على أصابع يديها , تنظر إليّ في غضب مكتوم , فأسحب يدي ولساني يردد أحاديث ومواقف إيمانية، وأنا أسحب الفلوس، أملِّس بأصابعي كف يدها .. تتركني وتسير في الطريق وأنا أتبعها بعين مخيلتي التي لا تترك أي أثر أيا" كان. تسير في الطريق, وكلما رأت شابا تجحظ عيناها وتغريه , لكى يتبعها ولا يمكن أن ينال شيئا"،
فقط يدور حواليها،
والبعض تحّول إلى خادم ليظل بالقرب منها. والبعض سقط في هوة الاكتئاب النفسي. أما أنا فأعرف ما سيحدث لي لو اقتربت منها سأتحول إلى قرد يلعب وهى ملكة اللعب والشاطر يفوز، وقدراتي أنا أعرفها.. واحد نفسه ضعيف , من أي قرصة يعيط ، والشكوى المرة من الاضطهاد الذي يقع عليّ في هذا الزمن العَرس ابن الزانية .. وأكيد أن قوة كبرى تشارك في هذه الجريمة, وأن حظي قليل في هذا الزمان والكلام يجيب كلام، فاكر سيدة جميلة وذات حيثية قالت لى : يأ أخى أنت ذكى بس مكاسبك قليلة ليه ..,ومسكت في الكلمة زى ألعلقة .. شوفت .. أنا قلت حاجة ، انت بنفسك قلتيها .. يعنى الحكاية دى باينة زى الشمس. مع أني لو التفت حولي نلاقى كل الناس في هذه البلدة حظها قليل، بعدنا عن الموضوع.السيدة تهرب من منزل الزوجية وتذهب إلى بيت الأب، تخلع النقاب والجلباب وتفك شعرها ، تضرب نسوة الأخوة على أردافهن: إيه يا بت، جرى إيه
أمبارح ،
وتكبس عليها، هذا الطقس يصل حد النشوة إلى أن تدخل الحمام ويد زوجة الأخ تتجول ، تدعك في نعومة وماء دافيء ينزل من الدش، تغفو ويتراءى لها الناجي وقد مزق أمامها، وبعد الأربعين كان عليها أن تتزوج من لا تحب وتترك الفارس يدور حولها. الصغير كلما اقتربت منه يلتصق بالحائط وكأنه قد رأى عفريتا" وفى الليل يتركني ويسرح على الشاطئ، يلم القواقع ويفرح بفرقعات ورد النيل تحت قدمه. يذهب إلى بيت الشيخ محمد النجار , وعندما سألتني حماتي عن الأحوال قلت:لاشى. اتنطرت حماتي وسحبت الطرحة من على السجادة:
الواد مربوط.. الأعادي كثير
وسافرو به على الشيخ شبل في كفر داود، والأحمدي في أشمون والشيخ سالم في وادي النطرون , والأب قرقر في كنيسة أتريس وحموه في نص الليل في بحر جارى وغسل له جسمه بالرجلة وطلبوا منى أن أدهن عضوه بماء ورد مدقوق فيه حب عين العفريت ومستكه تركي .ولا اثر ، مريم بكت، جسد جميل تحت ظلال بيت موبوء، نظرت إلى جسدها ، فرحتها، انقلب عليها ،وناصف الفارس يدور حول الشقة ويدخن في شراهة ويتلصص عليّ من خلال شيش الشباك، وأمقته أمقت خوفه منى ماذا لو صعد الآن لن يحدث شيء ؟ سيمر كل شيء بسلام يخاف من صوتي العالي وجبروتي المتصنع. أنا هشة أضعف مما هو متصور كل هذا قناع وأرى نفسي ، أجري في الشوارع مجنونة يطاردني الصغار، أحمل شوالا" من الخيش على ظهري، وسخة , القمل يسرح فيّ، يجب أن أخرج ولكن هل سأستطيع ، فتحت الشباك ونظرت إلى الكون والصمت الذي يغلفه، وستارة من البخار تضفى على الكون غموضا يصل حد الرعب . أغلقت الشباك وخلعت النقاب وقررت أن تنام .



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القاص المصري سعيد الكفراوي
- حوار مع د نبيل عبدالفتاح
- حوار مع الروائي المصري ابراهيم اصلان
- فصل من رواية مزرعة الجنرالات
- جيل التسعينات وجنرالات الجيش الميت
- وزارة الثقافة المصرية في ظل الثورة
- رسالة الي الروائي المصري صنع الله ابراهيم
- طفولة ضائعة
- جسد في ظل
- فصل من رواية ريح فبراير


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - مريم