أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - جيل التسعينات وجنرالات الجيش الميت















المزيد.....

جيل التسعينات وجنرالات الجيش الميت


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 20:07
المحور: الادب والفن
    


جيل التسعينات وجنرالات الجيش الميت

عبد النبى فرج

الاختلاف وارد في جميع الأحوال حول كون مصر قبل ثورة يوليو كانت تعيش فترة ليبرالية حقيقية أم لا،ولكن لا يختلف احد أن هذه الفترة كانت اختبارا حقيقيا لأصحاب المشاريع الفكرية الجدية والمواهب الحقيقية
فى حقل الابداع ويمكن الإشارة لعشرات القامات الكبرى ليس على مستوى المحلى الضيق بل على المستوى الإنساني ويمكن الإشارة الى توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحي حقي ويوسف إدريس ومختار وسيف ونلى ومحمد كريم وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين والعقاد وطه حسين وسلامة موسى .

وسلم الرعيل المؤسس للسرد الروائي والذي سيكون التركيز عليه في هذا المقال قد أنجز انجازا لافتا و أستطاع زراعة هذا الفن وإكسابه شرعية قوية لا لبس فيه . وعندما قامت ثورة يوليو ورغم احتفاظها بتقديرا ملحوظ للرعيل الأول الا أنها أرادت أن ترعى كتابا يعبرا عن أمالها واقرب إلى روحها بالفطرة وقد كان أكثر المعبرين عن تلك الفترة من المرحلة السابقة يوسف إدريس والمعبر عن أحلامها ورؤاها وأنتها بظاهرة ما أطلق عليه ” ظاهرة جيل الستينات ” و الحقيقة الواضحة أن هذا الجيل أستطاع أن يدفع بهذا الفن إلى مناطق جديدة وينجز روايات وقصص قصيرة شديدة التميز وتمثل إضافة حقيقية للتراث الروائي في الشكل والمضمون بداية من الأيام الإنسان السبعة لعبد الحكيم قاسم ،الطوق والإسوره ليحي الطاهر عبد الله وقصص إبراهيم أصلان والزينى بركات للغيطانى وأعمال صنع الله أبراهيم ومحمد البساطى ومستجاب وبهاء طاهر وعلاء الديب ومن أجيال سابقة ادوار الخراط وبدر الديب ثم بعد هذه البداية المبكرة المتميزة حدث نوع من الجمود لهذه الظاهرة على مستوى المتن الكتابى لهذة الظاهرة وتحولت الكتابة فى مراحلها الوسطى والاخيرة بسمات يمكن أجمالها فى الاتى :

*** البناء الكاتدرائي الزائف والذي خلق حصون وقلاع روائية يسعى الكاتب فيها الى الكمال الشكلي الترفي السلطوى وكأنهم أرادو فى اللاوعي أن يتم تهمش ألأصول المتواضعة الذي جاءوا منه والالتحاق بطبقة أرقى هم أرادوا أن يكونوا سلطة ولن يتم ذلك الا ب :

1 أن يتحولوا الى أشباه للسلطة العسكرية القائمة.

2 التعالي على القارئ العام وإهمال والبحث عن أماكن أخرى أقل صعوبة وأكثر جزاء مثل السفارات الأجنبية ومغازلة الدول الاستعمارية مثل فرنسا ولذلك ليس غريب أن يحصل الروائى جمال الغيطانى على لقب” فارس” الملوث بدم الفقراء فى المغرب العربى وأفريقيا وليس مستغرب أن يهتف ” أنا فرانكفوني بالفطرة فى السفارة الفرنسية ” هذا الكاتب الدى وجه كل كتاباتة للغرب ولذلك يدور عالمه الروائي فى مناخ إستشراقى حيث الجواري والتعزيب وغرف الحريم والقتل والاستغراق فى اللذة والجنون أو فى متون الأهرام والغموض الفرعوني .

وهذا يفسر جزئيا انصراف القراء على القراءة ،إضافة لدور الدولة على المدى البعيد فى جعل هذه النخبة فى جيتو محدود حتى لا يخرج عن سيطرتها ويكون ضاغطا عليها ؛ولذلك اى إحصاء للتوزيع فى الهيئة العمة للكتاب ولن نقول دار الشوق ستجد توزيعا “فضيحة” رغم ان الكتب تباع بسعر زهيد فمثلا الإعمال الكاملة لجمال الغيطانى والبساطى من6الى8 جنيهات ويوسف القعيد 7الى14 واحمد الشيخ وخيري شلبى 10الى14 خنيه .

حتى هذا البناء عندما يتم إخضاع هذا البناء للنظر النقدي الجاد يكشف عن بناء أجوف وفارغ ومتهالك

*** الشخصية المركزية المهيمنة والتي هى في الغالب حدية والتي يتحول السرد فيها إلى خدمة هذه الشخصية وتهميش باقي الشخوص لتدعيم فكرة الزعيم الملهم في الخيال العام القادر على فعل كل شيء ولذلك تحول السرد إلى ركام يغطى على الفجوات والإعطاب التى تتخلل نسيج السرد

***أما اللغة فهي أحادية نقية لا تسمح بتعدد أصوات إضافة لكونها انشائبة بلاغية والزمن سكوني متعالي تعالى زائف

ولكن ما الأسباب التى جعلت هذا المشروع يجهض بهذا الشكل ؟ والذى لو اخلص اصحابه لفكرة الكتابة كان عندنا كتاب فى حجم ماركيز وفونتس وأسورياس وغيرهم من أبناء العالم الثالث البررة والمخلصين لفكرة الكتابة

1- هزيمة 67 حتي لأن الكاتب علاء الديب قال فى تصريح لأخبار الأدب ” أنا ميت منذ عام سبعة وستين ” وقاعد ليه الي ألان ؟ ومعظم بل كل هذا الجيل في شهاداته يشير الى ان الهزيمة كانت قاسية وقاسمة ( راجع شهادتهم فى مجلة فصول فى عدد الأدب والحرية )

وأن كان هذا السبب وجيه الا أن هذا الحدث المروع تم أستثماره لتقديم أنفسهم على أنهم شهداء وفرسان تم طعنهم من الخلف على غرة وبدت فرقة العويل الجماعى وكأنهم أرمل ثواكل بدون آى رغبة حقيقية فى المقاومة أو التحدى بل أستكانة وفقدانا للثقة فى ما يملك بالفعل ( ومن حظنا السعيد ان جنودنا البواسل لم يكونوا على دراية بملاحم ابراهيم أصلان وادوار الخراط والغيطانى والعتى 200 حصان المناضل بهاء طاهر )

بل أن معظم هذا الجيل أنسحق أمام المشروع الغربي المنتصر وأخذا يعيد كتابات ومشاريع فكرية بأدوات مصرية مثل بهاء طاهر وأصلان والبساطى كما كانوا يعيدوا أنتاجهم السابق الذي كتبوه فى المرحلة الأولى هذا الفقدان للبوصلة جعلهم يستقوون بالدولة تارة ممثلة فى مؤسساتها الثقافية او سلطة الدولة فى الصحافة والإذاعة و tv أو التبعية لرموز الفترة الناصرية مثل هيكل ومحفوظ ولا نعرف من يستعبد من أو فى أقامة علاقات أمنية مباشرة للتصعيد ولعب ادوار مشبوهه

2- غياب الحرية التى تتيح للجميع الفرص بل تصعيد كتاب متوسطي المواهب واضهاد المواهب الحقيققية ( راجع رسائل عبد الحكيم قاسم الى سمير سرحان ) او حال الجميل محمد حافظ رجب ويحي الطاهر عبدالله وسعد مكاوى وكمية الحذف الا انسانى والتي انتهت بالاكتئاب او الموت .


3- إضافة لدور الدولة مصدر إزعاج أو”رزل “بتعبير السادات والذي سبب إزعاج للدولة ولذلك كان يجب ان يتم تسقيع كل المؤسسات الفاعلة وتم ذلك حتى تم تفعيل هذا الحقل مرة أخرى فى عهد فاروق حسنى الذي أراد ان يفعل هذا الحقل مرة أخرى لكى يجيشه لصالخ الدولة فى حربها مما سمى فى ذلك الوقت بالحرب ضد الإرهاب والتنوير فما الذى يمكن أن يعتمد عليهم فى ذلك بالطبع الجيل المتودك فى أروقة السلطة وهو جيل الستينات خاصة ان الوزير لعب دور الواشى او المخبر على الطلبة فى باريس ولديه معلومات كثيرة ومفيدة عن هذا الجيل ونجحة الخطة وأستقر الامر المشكلة التى ظهرت بعد ذلك هى وجود أجيال جديدة لم تكن الدولة تعلم عنها شيء ولذلك ظهرت دور النشر الكثيفة فى ذلك الوقت قصور الثقافة , المجلس الاعلى , هيئة الكتاب , أخبار الأدب التفرغ , القراءة للجميع وسيولة نقدية هائلة دون إفصاح عن هذة المكافآت حتى أن علاء الاسوانى رفع قضية لكي يتم الكشف عن تلك هذة المكافآت أما وجه العملة الاخ فكان جريدة أخبار الأدب والذي افتعلت معارك بأسه وجانبية مع وزارة الثقافة للتعتيم على الإعطاب الحقيقية التى تشوب العمل الثقافي والذي من نتائجها الحال الذى وصلنا إليه,بل ان الذي يقرء الحوار الذى اجرى مع وزير الثقافة وجمال الغيطانى فى جريدة “المصري اليوم”ستجد اختلاف فى الشكل فقط ومدى السرعة فى حرق المراحل للإلحاق بالأفكار والمشاريع الغربية وليس مع إعطاب جوهرية وتحويله الى ” الحظيرة” وسواء كانت فى اتجاه سيطرة الدولة او في صالح الرأسمالية الغربية وتنميط المجتمع واستئناسه لصالح الشركات العابرة للقارات ولذلك كل من الغيطانى والوزير يمارسا نفس الحيل والآليات نفسها في السيطرة على المثقف وكل منهما يملك الخدم والمخبرين والسيولة النقدية والجوائز والترجمة والميلشيات وسيف الحذف والاغتيال المعنوي “أرجوك ان تحصى الهبات التي حصل عليها المحررين الذى يعملون في وكالة الإعلان لديه والشهيرة بأخبار الأدب

ولذلك المشهد شاءه وكل صعود اسم او رواية جديدة ستجده مرتبط بكفالة من نوع ما سواء كان فى مؤسسات الدولة او أفراد من جيل الستينات والنتيجة غيبة الموهوب الحقيقي وتصعيد قليلي الموهبة الذي يسهل السيطرة عليه ليبقى جنرالات الثفاقة العظام ومخبريها قادرين على إدارة المشهد الابداعى والمبدعين



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الثقافة المصرية في ظل الثورة
- رسالة الي الروائي المصري صنع الله ابراهيم
- طفولة ضائعة
- جسد في ظل
- فصل من رواية ريح فبراير


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - جيل التسعينات وجنرالات الجيش الميت