الجراد والديمقراطية والضعف الجنسي ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1031 - 2004 / 11 / 28 - 05:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 750
ميز المرحوم أرسطو بعناية بين الجراد والديمقراطية كما ميز بين القيادة السياسية التي تمارس على شعب حر وبين القيادة المنزلية التي يمارسها الزوج على زوجته والأب على أولاده ..!
غير أن عدنان الباجة جي لم يأبه لهذا التمييز في دعوته الفجائية لعدد من الأحزاب لتأجيل الانتخابات معتقدا انه يمارس قيادته على الشعب العراقي كله وان على الشعب الذي تهيأ للانتخابات لتحقيق مشاركة جماعية في عملية سياسية كبرى لبلوغ درجة أولى معينة من الديمقراطية أن يوافق على دعوته الحكيمة كما وصفتها الخالة حليمة .
مع الأسف الشديد أن الدعوة التي لا نعرف سببها الحقيقي لقيت تأييدا من بعض الأحزاب القابعة في مكاتب الشقق الصغيرة البعيدة عن الروابط الحقيقية مع أبناء الشعب .
لكن الغريب أن بعض الأحزاب الوطنية ذات الجذور الشعبية العميقة كالحزبين الكرديين قيل أنهما من الموقعين على دعوة الباجة جي .
فهل أن داء التأجيل أصاب الموقعين المتكاتفين على " النداء التاريخي الباجةجي " ومسهم بفعل عدوى المقاطعة الصادرة من هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي أم بفعل الجراد الذي استباح الارض المصرية الشقيقة أم أنها محاولة ل"شرم " قرارات شرم الشيخ أم لأمر في " نفس يعقوب " ، أم أنهم يتصورون أن التأجيل سيجعلهم قادرين على كسب مزيد من كراسي المجلس الوطني ..؟
ربما هناك لعبة جديدة لآن الانتخابات هي أم الألعاب السياسية ،
ربما يريد احدهم أن يحدث " خلخلة " في موازين القوى الانتخابية كي بمهد السبيل لبنكَلاديش أن تحصل على مقعد دائم في مجلس الأمن ..!!
ربما يظن أحدهم أن تأجيل الانتخابات سيؤدي للقضاء على " غزو " الجراد للصحراء المصرية الشقيقة ..!
ربما يحلم أحدهم أن يكون كما كان صدام حسين يأمر فيطاع ..!
أكو انتخابات ..!
نعم سيدي ..!
ماكو انتخابات ..!
نعم سيدي ..!
أقر وأعترف أنني عاجز عن فهم الأسباب والكوامن عن تخلي السادة قادة بعض الأحزاب عن تصميمهم القوي حتى يوم أمس على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في يوم الثلاثين من ينوري ..! نعم " ينوري " ..!
يا رب العالمين اهدي المفوضية العليا للانتخابات أن ترفض ..!
أقر وأعترف أنني أتمنى أن يرفض السيد البارزاني ..!
أقر وأعترف أنني أتمنى أن يرفض السيد الطالباني ..!
أقر وأعترف أنني أتمنى أن لا يحدث انشقاق بين الـ " 250 " حزبا عراقياً ..!
أقر وأعترف أنني أتمنى على الحكومة المؤقتة فتح الحدود ليلا ونهارا كي يعود الداعون لمقاطعة الانتخابات من الخارج إلى الداخل وكي يتسرب المتحمسون لإجرائها من الداخل إلى الخارج حتى ترتاح الحكومة المؤقتة من مشاكل الديمقراطية ..!
كما أتمنى من السيد علي السيستاني أن يدعو الشعب العراقي إلى " أكل " الديمقراطية حتى يتخلص منها مثلما أفتى شيخ الأزهر على الشعب المصري بضرورة " أكل " الجراد للتخلص من شروره ..!!‏
صدقوني أن الجراد والديمقراطية مصابان بالضعف الجنسي في بلاد العالم الثالث ..!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 26 – 11 - 2004

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل