أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير عن كلمة - لكن- وثيو فان كوخ ..!















المزيد.....

مسامير عن كلمة - لكن- وثيو فان كوخ ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مسامير جاسم المطير 740
أكتب هذا الكلام اليوم حول اغتيال الليبرالي ثيو فان كوخ في هولندا بعد أن كتبت يوم أمس كلمة عن اغتيال الشيوعي وضاح عبد الأمير في العراق . في الكلمتين تتناسق ألوانهما عندي من ذات الجذوع المصنوعة مادتها من " الاغتيال السياسي " ففي قمة الاغتيالين نيران منبعثة من الممر الضيق المعادي للإنسانية مع اختلاف درجات ونوع سلـّم ظروف كل من الجريمتين ، تتطلبان منا أن نمشي بالضوء وتحت سمت الشمس كي نشجب بشجاعة كل أشكال " الاغتيال السياسي " في كل مكان من الدنيا .
الأخ صائب خليل بمقالته اليوم في موقع ( صوت العراق ) تعقيبا على ما كتبته في الأسبوع الماضي في موقع ( إيلاف ) تمشـّى ، مرة أخرى ، في ممرات الجريمة السياسية التي أودت بحياة الفنان الهولندي ثيو فان كوخ وقد وقع بنفس المطب الذي حذرته منه في مقالتي السابقة أعني مطب كلمة ( ولكن ..) . بدلا من أن يقود خطاه نحو الباب الرئيسي في هذه الجريمة فأنه راح متجها نحو حوض السباحة تحت الضوء الجامح كي يزيد أمواج القضية تلاطما .
أنا يا سيدي لست مدافعا عن الضحية فان كوخ ولا مهاجما القاتل ولا حاجة بك لتقديم سيرة حياة القاتل والقتيل .
فذلك أمر من شأن القضاة والمحققين وأنا لست منهم .
أنا من دعاة الحرية الفردية الشجاعة ومن محبي الأحرار الشجعان من أي جنس ولون وحول أي موضوع من موضوعات الحياة والإنسان والكون والجنس والدين والمال والاستغلال وغيرها ، أحترم حرية الجميع في التعبير عن فنهم وأفكارهم كما اشجب شجبا تاما كل جرائم القتل السياسي . كما أحترم قدرة الآخرين في الجدل مع الأضداد . من هنا فأنا أجادلكم بسرور معتقدا أن مثل هذا الجدل يجعل إشعاعات شمس الحرية تتسلل عبر أشجار آراءنا – نحن العراقيين في الغربة - عن الحرية المتشابكة أغصانها في اغلب جدالاتنا في هذه الأيام .
فالقضية المطروحة للجدل حين تناولتُ قضية اغتيال ثيو فان كوخ لا تتعلق بمواصفات القاتل والقتيل ولا بأخلاقهما ولا بآراء الناس والنقاد حولهما ، إنما هي موضوعة ترتجف عندي أمام استخدام أساليب " الاغتيال السياسي" الذي راح ضحيته أحد الفنانين الليبراليين الهولنديين الذي سميته بالهولندي ( الصميم ) أي الليبرالي الذي يمارس حريته الأصيلة كما مارسها من قبل في روتردام ولاهاي مئات غيره من المبدعين في الفن والأدب والفلسفة بأصالة الحرية الهولندية مثل اسبينوزا وبايل و ديكارت وغيرهم بينما أصولهم ليست هولندية وتلك هي الميزة العظيمة للحرية البورجوازية الهولندية ذاتها منذ أكثر من قرنين من الزمان . فقد لعبت هولندا دورا بالغ الأهمية في القرن السابع عشر في توفير الحرية الفكرية وحتى في تلك الفترة الحادة بالصراعات الفكرية والدينية لم تؤد إلى القتل والاغتيال بين المتخالفين ويكفي التذكير بما واجهه الفيلسوف الإنكليزي من مضايقات في بريطانيا التي هرب منها إلى هولندا و نشر كتبه فيها . كما ان ديكارت كان قد آمن بصحة آراء جاليلو الفلكية و ألف كتابا بعنوان " العالم " تضمن آراء جاليلو بدوران الأرض ولانهائية الكون ولكنه خشي على نفسه من اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية فهرب الى هولندا التي كانت منار الحرية في كل أوربا ومن المعروف ان مجمل فلسفة ديكارت تتركز حول " الشك " في كل شيء يتعلق بالسماء والأرض وقد دارت نظريته في الشك على جميع معطيات الفكر والعالم الخارجي وفي صحة الدين ووجود الله ومن ثم وضع مقولته الشهيرة" أنا أفكر إذن فأنا موجود " وقد كان وجوده محميا من قصر الملك نفسه .
أنا لم أسمِ ثيو فان كوخ بالهولندي ( الأصيل ) كي تأتي اعتراضات الأخ صائب خليل بالويل والثبور العنصري لو عرف الهولنديون ما استقر رأيي فيه على ( صميمية ) فان كوخ . فأنا مؤازر حق للحرية الهولندية المشاعة للجميع لأنني اعرف جيدا أصول المجتمع الهولندي ومكوناته ولا شأن لي بذلك في مقالتي تلك .
شأني الأول هو ضرورة وقوف المثقفين الأحرار بما فيهم مثقفين عراقيين ، إسلاميين وعلمانيين ، بشدة ضد كل نوع من أنواع الاغتيال السياسي مهما كانت أسبابه ودوافعه ومبرراته وكل نوع آخر من أنواع كلمة ( لكن ) سواء كانت لتفسير الاغتيال أو تعليله ومهما كانت ( عدوانية ) القتيل ومهما كانت ( ثورية ) القاتل .
الاغتيال السياسي ليس شبحا مخيفا أمام كل سياسي ومفكر وفنان وأديب فقط إنما هو شكل من أشكال التعدي على حرية ( المجموع ) رغم أن الضحية إنسان واحد والقاتل واحد أيضا .
إنها شكل من أشكال عدوان الثوري الحقيقي على ثوريته .
إنها شكل من أشكال عدوان المسلم على جدلية قرآنه فقد قالت الآية 54 من سورة الكهف ( كانَ الإنسانُ اكثرَ شيءٍ جدلا ) ..
إن الاغتيال السياسي شكل من الوسائل " الشيطانية " وليست " الرحمانية " تخلق الالتباس بين الحق والباطل بينما على المسلم بكل حال أن لا يقتل إنسانا مهما كانت رداءته لان الآية 17 من سورة الرعد تقول : ( أما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) . الله لم يمنح أحدا من الناس حق تجفي الزبد و تمكث النفع عن طريق القتل بل عن طريق الجدل بالكلام والهداية .
إن الاغتيال السياسي هو عدو لدود يحكم بالموت على السلم الاجتماعي وعلى روح الجدل .
من هنا تمنيتُ على المسلمين والإسلاميين السياسيين مجادلة ثيو فان كوخ في فنه وفكره ودعاواه و ( لكن ..!) من دون اللجوء إلى اغتياله .
باختصار أقول انه ليس في أسلوب " الاغتيال السياسي " أي نصر ديني أو سياسي لفاعله ، بل هو في جوهره إشاعة الرعب الفردي بحق المجموع الاجتماعي بما في ذلك مجموع الملّة التي ينتمي لها القاتل .
من هنا كان منطلقي في التعقيب على كلمة ( لكن ..) الواردة في مقالتك السابقة بعد ( شجبك ) للجريمة . إن هذه الكلمة نفسها قادتك في مقالتك السابقة والحالية مرتين إلى " زبد " الحدث ، بينما كنت أرفرف بمقالتي السابقة عسى أن تدفعك كي تضرب بجناحك الديمقراطي الحر كل وسائل الاغتيال السياسي من دون استعمالك كلمة ( ولكن) التي أثارت الالتباس بين الحق والباطل كما فعل اليوم الصديق عدنان حسين احمد بمقالته في الحوار المتمدن حين بدا لي محاولا إرضاء قسم من الناس والقراء الذين وجدوا رأياً متمهلا في إدانة الاغتيال السياسي .
من يهرب من القدرة على الجدل يجد نفسه – أحيانا من دون قصد وبخلاف ما يريد – واقفا بيده زهرة ملونة وهو ينظر لجريمة قتل في بلد ليبرالي حرمت قوانينه حتى عقوبة الإعدام لأنها عقوبة لاإنسانية في عصر المدنية .
أنا واثق انك وعدنان حسين قابلتما الجريمة السياسية بالشجب – ولو أن عدنان لم يشجب بوضوح تام - لكنني اطلب سماحكما في ضرورة تخليكما عن أي تعجل في استخدام الكلام المثير للالتباس بين الحق والباطل ، مع أنني معك ومع كل كاتب يثير الجدل والنقاش ومتابعة الحوار في حقول الأساليب الإبداعية كلها بما فيها الفن السينمائي المستخدم من قبل الفنان( ثيو) كي نتعلم نحن القادمون من العالم الثالث المرهونين بالحالة الدموية كيف تمر الزوارق الفنية الموسوقة بمختلف الأفكار إلى مختلف الشواطئ بسلام وبقوانين الله الرحمانية أي من دون قاتل وقتيل ومن دون خلق أية متاعب وآلام بالخوف والرعب في المجتمع الهولندي الليبرالي الحر ، وأجد ختاما ضرورة التذكير أن القرآن الكريم قال في الآية 24 من سورة الشورى ( ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلامه ).. ولم يورد كلمة ( ولكن ) .. !
الكلام ، وليس المسدس ، أساس الحوار ووسيلة الحقيقة .. تلك هي الحكمة الكبرى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 15 – 11 - 2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير جاسم المطير 739
- مسامير جاسم المطير 736
- مسامير جاسم المطير 735
- مسامير - عن مقتل الفنان ثيو فان كوخ
- مسامير جاسم المطير 732
- مسامير جاسم المطير 731
- عن حرية المرأة مرة أخرى..
- مسامير جاسم المطير 730
- مسامير جاسم المطير 729
- مسامير جاسم المطير 728
- مسامير جاسم المطير 725
- مسامير أمنيات قبل الانتخابات ..!
- مسامير ما طار طير وارتفع ..!
- مسامير 721 الأنثى هي الأصل ..!
- مسامير جاسم المطير 716
- في ذكرى رحيل هادي العلوي :الجدلية بين الإسلام والماركسية في ...
- رواية المريض الشيوعي 8
- مسامير - أنا وخالد القشطيني وهربجي كرد وعرب..
- الفصل الأخير من رواية المريض الشيوعي
- مسامير 712


المزيد.....




- ترامب يعلق على إخلاء الشرطة جامعة كولومبيا من المحتجين.. وين ...
- فيديو... -كتائب القسام- تقصف تجمعات قوات إسرائيلية بالصواريخ ...
- وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والرئيس الإماراتي ينعاه
- إحباط مخطط يستهدف -تفجير- معسكرات أمريكية في دولة خليجية
- خامنئي: تطبيع دول المنطقة مع إسرائيل لن يحلّ الأزمات الإقليم ...
- الجزيرة تحصل على صور تكشف مراقبة حزب الله مواقع ومسيّرات إسر ...
- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير عن كلمة - لكن- وثيو فان كوخ ..!